أحس أننا تهنا عن هدف الموضوع و دخلنا بمواضيع عملاقة فرز الحق فيها يحتاج وقتا و إنصافا و علما ...و أنا يا واسطة يصادف عندي واجبات كلية الآن...
أستطيع خلق مجتمع يتبني مرجعية مستقلة و يدعو لها لا مجتمعاً " مغلقا " (هذا لا وجود له إلا بالمناطق المعزولة جغرفيا جبراً ) و قد حصل هذا فعليا في تاريخ هذه الأمة و لست أتحدث بالضرورة عن يوتوبيا و إنما هذه المرجعية تتقوى و تترسخ كلما زاد الإيمان بها و تقدير قيمتها و لذات السبب لست مع يومهم المارسي للمرأة و ما سيجر علي من حيثيات و تفاصيل ولذات الهدف أنا أرفض أن آخذ منهم و أرحب جدا بأن أدعوهم بل نحن مأمورون بالدعوة إن كنا نؤمن أن شرعنا هو الحق من الله و ما عاداه باطل يعني التبادل أمره وارد لكن يجب ضبطه و كلما ترسخت المرجعية و قوي الإيمان بها سيكون أمر التبادل و الحاجة إليه هين في إطار المادي أما فوق المادي فأمره محسوم عندناربما ليس تمامًا.. لا ابه تحديدًا بيوم المرأة او يوم غيره، لكن الفكرة التي ذكرها مارو:"لأننا لا نستطيع أن نتيح المشابهة باليهود والنصارى دون حدوث التآلف والامتزاج الثقافى بينهم وبين الفئة الغير واعية من الأمة" هي الاهم.. هل تستطيعين خلق مجتمع مغلق كليًا، او مغلق جزئيًا يمنح و لا يعطي و لا يتبادل اي شيء "فوق مادي" مع مجتمعات غيره؟ نعطيهم "الكوفي الزائف" و لا نأخذ منهم اي شيء؟
المسألة على هذه الأبعاد حقا ما دمنا بمنتدى فكري حواري نتناقش بجد و تدقيق و ليست جلسة عابرة لإبداء رأي عام..
..أن آخذ أي شيء منهم هو بحسب هذا "الشيء" علي أن أحدده أولا لإصدار حكم بحقه حُكم هو الآخر بحسب معايير الرؤية الشرعية ثم إن لنا عقول و ضمائر تفرق بين النافع و الضار و لسنا نتعصب هكذا عميانا رسولنا الكريم مثلا في غزوة الخندق إستعمل تكتيك حربي لأمة أخرى بفكرة أخذنا من سلمان الفارسي ..ليس هنا الإشكال إنما أنا شخصيا سأرى فيّ خللا إن إستحسنت الإحتفال باليوم " العالمي " لحقوق المرأة لأن هذه القضية عندي عظيمة يجب أن تنال قدرا من العمق و التأصيل قلت طرفا منه .
الجيل السابق كان جيل المتأثرين بماركس و اللبراليين ...مخلفات جيل الإستعمار الذي سبقه و أورثه أفكاره . الفئة المتأثرة بهم هي من أخذت مشعل الثورة و التغيير و ركبت موجة التنوير و الدفاع عن الحقوق فخلف جيلا هجينا غير متجانس لا يكاد يعرف ما دوافعه من قيمه فلا تتسرعي لمحاكمة متدينات لهن وعي و إهتمام ( على قلتهن) لم يبدأ تكوينهن من جديد إلا في عصر الصحوة "العلمية" النسبية التي عرفتها الأمة مؤخرا ..تكوين وعي و فكر يسري كتربية فعلية يأخذ وقتا يا واسطة مع وجود هذه الفوضى الفكرية المتنوعة و الفتن التي تهاجم المرء من كل مكان شيء صعب إن أملنا بجيل متدينات واعيات مقتنعات حقا لقدر كافٍ يجعلهن فاعلات ..هذا غير صحيح.. نعم كثير من الغربيين لا يعتبرون المسلمة الا جزءًا من "الحريم"، لكني لا احدثك عنهم، انا اقول لك: لم لا يكون يومًا توعويًا بحقوق المرأة المهضومة ليومنا هذا دون ان يكون هذا دعوة للخلاعة و التعري، و ان كانت كثير من النسويات او الناشطات علمانيات او ليبراليات فهذا لأن المتدينات مشغولات بما لا اعرفه! فلا يوجد لديهن وقت كافي للاهتمام للقضايا التي يعاني منها لليوم عدد غير قليل من النساء.
و قبل أن أدافع عن حقوق المرأة المهضومة علي تحديدها و الدفاع عنها باسم مرجعية واحدة هذا ما أشدد عليه و أدعو كل عربية أو مسلمة متحمسة للدفاع عن حقوق المرأة أن تنطلق على الأقل من موروثها كيف لا ولها عقيدة و فكر غني جدا له تصورات عميقة عملاقة تحاجج به كبار عقول الفلاسفة و المفكرين والعلماء حتى ؟! و مادامت عقيدتها تدعوها بنوع من الإلتزام و الفخر يفرضه الأصل السامي الإلهي الرباني لمخالفة كل كفور أو جاهل أو صاحب دنيا شكلا و مضمونا و في تفاصيل قد نراها صغيرة كما صح في الأثر فلماذا يا نساء هذا الدين تحتفلن بأهم شيء لكُنَّ وهي حقوقكن في يوم حددته أمم أخرى هي بحكم الشرع جاهلة كافرة ؟ أقسم بالله حالفة غير حانتة لو أخذنا رأي غربية أسلمت و فهمت الإسلام و إطلعت على حقيقة 8 مارس و تاريخه لإستغربت لمسلمة تهتز فرائسها ليوم كهذا ..إنها قضية إيمان بالحق لا ما هو موجود متحقق بالواقع لأن الرب بينه و دعا إليه و جعل التنعم به بالواقع رهينا بتقبله أولا ثم العمل به و تطبيقه في دنيا البشر و السعي لإقامته إنها قضية قناعة و إعتزاز و أمل أن يطبق و لهذا فلتناضل المسلمات المتحمسات و ليكن في غير 8 مارس
لي نظرة أخرى تماما بل الغرب سرق الهوية و الأمجاد و كل شُعب العلوم أخذت أساسياتها جاهزة منا ثم هاجم الدين و أورث في قلب أصحابه إما شكا أو إرجاء ثم أغرقنا في المستنقع الحقيقي فلا يهمني أن يكون بيدي آي باد و أدرس بالجامعة عن الداروينية و أقرأ لهوكينج الملحد و أتفكّر بالحياة الآن فأجدها تعقدت إقتصاديا و تدهور إجتماعيا لتولد إنسانا ممزقا نفسيا حائرا مترفا وسط ركام تكنولوجيا لم تزد حياته سوى تعقيدا و ضجة و لستُ أحادية النظرة لأننا جنينا الكثير خصوصا إكتشافات العلم التجريبي أكثر ما يشني في هذا العصر . الغرب لم يحررنا بل إستعبدنا من أجل مصالحه بمكر و للأسف أنه نجح في فهم التبعية على أنها حرية و إن لم أؤمن نظريا لكنني أشهد على نجاح هذا واقعياانتِ قلت بنفسك: "و لو أنا ولدت ممكن مكان جدتي الرقم 10 للوراء في عرقي الأمازيغ لطبق عليّ عُرف "المرأة لا تخرج من البيت إلا مرتين بحياتها لبيت الزوج ثم للقبر " مستحيل أن أعرف معنى منظر طبيعي مثلا فما بالك التعليم ؟!" و رغم اني لا اعرف طبيعة المجتمع المغربي او تطوراته لكن اعتقد انك لو رجعتي لجدتك الثالثة او الرابعة لما كنت لتنالي ما تناليه الان.. و نساء الجزيرة لسن افضل حالًا بالمناسبة، هل كانت النجدية تحلم ان تتعلم القراءة و الكتابة، فضلاً ان تكمل تعليمها فضلاً عن ان تعمل و تنتج؟
كل هذا بسبب التغريب.. الذي علم العرب معنى الطباعة و معنى العلم الحديث و سبب صدمة ثقافية جعلتهم يدركون بأي مستنقع هم، تعتقدين ان الاجيال التي كانت قبل حملات الاستعمار.. اجيال اختصار المختصرات و حفظ المتون يعلمون اكثر او افضل ليس ممن واجهوا الصدمة الغربية الاولى بل ممن تلاهم؟ ليس بالضرورة ان يكون الاستعمار قد اتى الينا بقلوب بيضاء، لا يوجد استعمار طيب.. لكن الاستعمار و التغريب قد افادنا اكثر مما استطعنا افادة انفسنا خلال قرون الشخير التي قبل القرنين الاخيرين.
Novus ordo seclorum
في مرة بمكان آخر حدثتك أنني و إياك نود العودة لزمن قبل هذا أو الجزيرة أظنك ستذكرين الآن ..
نعم تعلمت النجدية و العربية القراءة و الكتابة و عملت و أخذت شهادة للتباهي غالبا و لكن أكثر من 90٪ منهن لم تنتجن شيئا يذكر أكثر من أجرة الشهر التي تتقاضين . في المقابل أنتجت المتحررات و متبعات الفنون "الجميلة "المسلسلات و تغيرت أخلاقهن و لم تزدن سوى سطحية و تعلقا بالقشور و تركيزا و تمييزا لأنوثتهن أكثر في أكثر لا العكس إلا من رحم ربي و هذا في العالم أجمع ...هل كانت النجدية تحلم ان تتعلم القراءة و الكتابة، فضلاً ان تكمل تعليمها فضلاً عن ان تعمل و تنتج؟
أعلم أنا لسنا مختلفات لكن في بعض جملك و أفكارها هناك خلاف عساه أظهر لك قصدي الذي أكيد تعرفينه حتى قبل هذا النقاش
Bookmarks