1
لكن ما نعلمه حقا وفق الدلائل التاريخية و الأركيولوجية لتاريخ مصر و ملوكها هو الفراعنة كانوا أسبق عهدا و وجودا من سيدنا يوسف و أبيه يعقوب و إبراهيم عليهم السلام بآلاف السنين .. فبأي دليل أقحمت أمة إسمها بنو إسرائيل أو قابيل في القصة .. و أنت تقول أن هؤلاء غير الفراعنة و الفراعنة غير بني إسرائيل ؟
ثانيا : ما هي الدلائل التاريخية و الأركيولوجية التي تصدق ظنك هذا بوجود حضارة على أرض مصر إسمها حضارة بني إسرائيل .. هذا ما لم أسمع به قط.
و استدلالك على ذلك بكلام امرأة العزيز و لفظة دين الملك هو استدلال يتيم لا يبنى عليه إثبات وجود أمة و حضارة و تاريخ بأكمله بالرغم من أنه لم يقل بذلك أحد من العلمين و يضرب بكل الإثباتات العلمية و التواتر التاريخي عرض الحائط.
فبدل أن تضع الإحتمال الأقرب وضعت الإحتمال الأبعد بل المستحيل .. فامرأة العزيز تأثرت بنبي الله يوسف عليه السلام غاية التأثر و ظهرت عليه علامات النبوة في كل خلاله و خصاله و في أنوار جماله و جلاله .. و كان لا بد و هي المرأة العاشق أن ترقب جميع أحواله و تلحظ سائر أقواله و أفعاله .. و لم يكن حبها له لمجرد شكله و رسمه .. فالفرعونيات كن على قدر بالغ من الذكاء .. و كن هن رمز الحضارة خاصة نساء الطبقة الراقية في السلك الاجتماعي طبقة الملوك .. و إذا كانت امرأة أعظم الجبابرة و الطغاة فرعون موسى عليه السلام آمنت به و صدقته و اتبعته على رغم المخاوف الجسام و الأهوال العظام التي تترقبها كيف لم نفطن لإيمان امرأة العزيز و هو لم يكن حتى في منصب الملك (فرعون) و إنما كان في رتبة وزير أو مسؤول اقتصاد مصر .. و لذلك فعندما تقلد يوسف هذا المنصب لم يكن في رتبة ملك مصر .. بل ملك مصر الفرعون، هو من قلده هذا المنصب، بطلب من يوسف عليه السلام عقب تعبير رؤياه التي رآها و التي كانت من دلائل نبوته و صدقه.
قال الله تعالى حكاية عن إخوة يوسف مخاطبين له: قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:78].
قال الإمام القرطبي في تفسيره: خاطبوه باسم العزيز إذ كان في تلك اللحظة عزيزاً لمصر بعد عزل الأول أو موته. .
ثم لم يكن هناك شيء من المحاذير أمام هذه المرأة لتؤمن بإله يوسف النبي عليه السلام .. على العكس من ذلك لقد كانت في موقف قوي و شجاع لعمل ما هو أعظم من ذلك .. و ما يتعدى أثره إلى سمعة زوجها.
لذا، فإن دلت نهاية قصتها في الآيات على شيء فإنما تدل على إيمانها بنبي الله يوسف و إيمانها بدينه.
ما يؤكد كل ما ذهبنا إليه تاريخيا أن الحقبة التي ظهر فيها أنبياء بني إسرائيل بوجه خاص و لأول مرة و على وجه التحديد هي حقبة ملوك الدولة الوسطى (الأسرة الملكية الحادية عشرة أو الثانية عشرة) ، أي في القرن السابع عشر و السادس عشر قبل الميلاد حسب تأريخ هذه الأسر .. و ذلك يعني أن أنبياء بني إسرائيل تزامن وجودهم مع وجود هذه الأمة من مدى زمني قريب يقدر بحوالي 3700 من الآن و ليس بعشرات الآلاف من السنين لو تدبرت.
كما أن لفظة دين الملك التي اعتمدت عليها أيضا في سورة يوسف لا تعني بالضرورة دينا يوافق دين الإسلام الذي جاء به إبراهيم عليه السلام .. بل لا تعني ذلك مطلقا ببساطة الله تعالى نسب هذا الدين للملك و ليس إليه أو إلى أنبيائه.
أما قولك إن يوسف عليه السلام لم يكن ليسمح أن يعتنق أخوه دينا فرعونيا .. فهو لم يطلب منه أصلا أن يعتقد باعتقادهم أو يتخلى عن دينه إلى دين وثني .. لأن كلمة دين لا تعني بالضرورة معتقدا ما أو طقوسا .. ذلك أن لكلمة دين عدة معان، و يؤخذ بالمعنى الأقرب لسياق الآيات :
جاء في لسان العرب معنى كلمة الدين: الديَّان من أسماء الله عز وجل، معناه الحكم القاضي... والديان القهار؛ وهو فعَّال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة. يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا...
وفي حديث أبي طالب قال له عليه السلام: (أريد من قريش كلمة تدين لهم بها العرب " أي تطيعهم وتخضع لهم.
والدين: الجزاء والمكافأة... ويوم الدين: يوم الجزاء.
والدين: الطاعة، وقد دنته، ودنت له أي أطعته...
والدين: العادة والشأن... وفي الحديث: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله)، قال أبو عبيد: قوله " دان نفسه " أي أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها...
والدين لله من هذا إنما هو طاعته والتعبد له، ودانه ديناً أي أذله واستعبده، يقال: دِنتُه فدان...
وفي التنزيل العزيز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}، قال قتادة: (في قضاء الملك)، والدين: الحال. والدين: ما يتدين به الرجل. والدين: السلطان. والدين: الورع. والدين: القهر. والدين: المعصية. والدين: الطاعة.
و قولك إن الهكسوس ربما هم بنوا إسرائيل .. هذا أيضا لم يقل به أحد من العلمين، لأن قوم الهكسوس كانوا غزاة آسيويين غزوا مصر في مرحلة من مراحلها .. و ليس هناك أدنى دليل بأنهم عرفوا النبوة و الإسلام قبل عهد يوسف عليه السلام الذي تزامن وجوده في مصر مع وجودهم.
2
عهد بني إسرائيل إن لم يكن قريبا من عهد موسى عليه السلام و لم يكونوا منحدرين عن يعقوب عليه السلام فمن أين جاءوا إذن ؟
أين كان موطنهم الأصلي ؟
لماذا لم يذكروا في التاريخ إلا كأبناء ليعقوب و لم يذكرا في القرآن إلا أتباعا له و لإبراهيم عليهما السلام ؟
3
هنا تقييدك غير لازم .. بل يلحق بكل أحكام التوراة التي أنزلت على موسى .. و إلا فلماذا خصصت هذا الحكم فقط دون باقي أحكام التوراة لمجرد التراتبية في الآية ؟لماذا بقي حكم مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ . معلقا كل تلك القرون حتى ظهور أبناء يعقوب هل سمح الله تعالى بالقتل حتى ظهور بني يعقوب !!!!!! و لماذا جاء هنا عكس بقية الأيات أن النفس بكل البشرية !!!!!
4
تفسيرها عند أهل العلم على وجهين :- وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا .
الوجه الأول :
إن الله أنزل التوراة على موسى وجعل هداية بني إسرائيل فيه ومن ذلك نهيهم عن اتخاذ وكيل من ذرية من حملهم الله عز وجل مع نوح.
فإعراب ذرية ليس منادى بل هو اسم منصوب بنزع الخافض والتقدير
ألا تتخذوا - من دون الله - وكيلاً من ذرية من حملهم الله مع نوح
الوجه الثاني :
انظر لقول الله تبارك وتعالى:
"ذرية من حملنا مع نوح"
ولقول الله تبارك وتعالى
"وان من شيعته لابراهيم"
فلو كان ابراهيم من ذرية نوح لاخبر الله بذلك بالقول "ذرية نوح " اي انه من نسله لشرف الانتساب لنوح عليه السلام
لكن لان الله عز وجل يعلم ان ابراهيم ابن ازر هو ليس من ذرية نوح بل من احد المؤمنين الناجين في السفينة بين الله ذلك بقوله تعالى
"ذرية من حملنا مع نوح"
ولو كان المقصود بهذا احد ابناء نوح عليه السلام كان من الاولى نسبة ابراهيم الى نوح وليس الى سام او غيره لشرف الانتساب لنوح
لكن لكون ابراهيم ليس من ذرية نوح كما هو منتشر من وثائق اليهود والنصارى والمجوس ومن تبعهم من علماء المسلمين بل ما اجمع عليه الناس لذلك اي لكون ابراهيم ليس من ذرية نوح بين الله خظا من قال بذلك ورد ابراهيم الى اصله اذ لا يجوز نسبة الابن لغير ابيه لقوله صلى الله عليه وسلم "لعن الله من انتسب الى غير ابيه"
و لقوله : "الطعن في الانساب كفر"
فالاولى الاخذ بكتاب الله القران الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وعند ذلك يتبين لنا معنى الاية التي استدل بها الاخ الفاضل وهي
{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض "
اي ان نوحا و ابراهيم هما من ذرية ادم
وعمران من ذرية ابراهيم
اما كون ابراهيم من ذرية نوح فهذا باطل بيقين
Bookmarks