المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمَة الرحمن
مازلت أستغرب هذه العبارة كلما قرأتها... ما معنى من "حقه"؟
لو تقدّم رجل متزوج لخطبة مليون امرأة و رفضنه جميعاً فهل هنّ بذلك حرمنه من "حقّه" في التعدّد؟ و هل يجوز شرعاً حرمان الناس من حقوقهم؟
حق او مباح او سُمح له .. لا غضاضة باي لفظ و لا توثر في معنى السؤال
انت هنا قلبتِ المسألة رأساً على عقب، فمع أن المرأة وحدها هي من في يدها أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة (لأن رضاها شرط أساسي في اتمام أي زواج، و هذا حقٌ من حقوقها الشرعية) نجد معظم الناس يتكلّم عن "حق" و "حرية" الرجل في التعدد، و كأنه يقدر عليه من دون موافقة و رضا و طيب خاطر المرأة أولاً!
الموضوع : سوا كانت اولى او رابعه ، لما لم تنزع الغيرة من المراة؟!
حتى لو وافقت المراة على القبول بعد الزواج نرى الحرب بينهن لان الغيرة موجوده
المرأة هي من لها
الحق بقبول أو رفض الزواج من متزوج. و الرجل
سُمِحَ له بالتعدّد لا أكثر، لكنه ليس حقاً من حقوقه الشرعية!
ليس صحيح ..
لو كان الحق للمراة لما تزوج بالثانية
ولو كان الحق للمراة لطلق الاولى من اجل الثانية
( دوامة لا تنتهى )
أرجو أن تتنبهي بشدة في أسلوبك خطابك مع الله يا اختي. فلا انت و لا انا و لا أي مخلوق آخر له الحق أو القدرة على تقييم حكمة الله و القاء الاقتراحات "التعديلية" عليها، و كأن لسان حالنا يقول دون ان نشعر: (لو كنت الهاً لما فعلت كذا و لفعلت كذا)! فلم نكتفي بذلك بتشبيه الله بمخلوقاته - التي يصح عقلاً نقد حكمتها - بل كدنا نشبّه أنفسنا بآلهة تعيد تشكيل الكون و الحياة و الفطرة الإنسانية كما
لا مشكلة من طرح التساؤلات، لكن لابد من الحذر في صياغتها حتى لا نقدح في عظمة الخالق دون ان نقصد.
أمّا بخصوص تساؤلك عن قضية الغيرة. فلننظر إليها من الطرف المقابل أولاً.
انا اتحدث عن طرف محدد
و عن وضع خاص معين ..
( غيرة المراة و التعدد )
الرجل أيضاً معروف بغيرته الشديدة على امرأته و محارمه من النساء، لدرجة انه قد يضحي بنفسه للدفاع عن عرضهن. بل بلغ أنه قد يقتل من يتلفظ بكلمة واحدة فاحشة بحق زوجته و محارمه. فهي اذاً غيرة خطيرة قد تؤدي إلى العدوان أو الهلاك. و الرجل بطبعه معروف عنه ميله للاندفاع الجسدي في لحظة الغضب أو الغيرة. فبمنطق تساؤلك - و لا أقول هذا الا تنزلاً - أليس من الأفضل أن يخفّف الله من جرعة الغيرة هذه عند الرجل حتى تستقيم الحياة أكثر؟
قياس خاطي ..
و نفرض جدلا انه صحيح
روعيت هذه الغيرة في الرجل ..
خلاصة القول أن المسالة ليست بوجود الغيرة أو بمقدارها، بل بطبيعتها. فالغيرة غريزة حالها كحال سائر الغرائز التي ابتلي بها الإنسان: كالغضب و الأنانية و حب التملّك و الحسد و رغبة الانتصار للذات الخ. و الدين لم يُنزل ليلغي الابتلاء أو ليقمع الغرائز، بل نُزّل لتهذيب هذه الغرائز و تصريفها بالطرق السليمة.
سؤال هنا كيف تنزع الغيرة ؟
لما لم تهذب غريزة الرجل اذا و يمنع من التعدد ؟! تهذيبا لغريزته ؟!
فهنالك غيرة محمودة و غيرة مذمومة. و غضب محمود و غضب مذموم. و حسد محمود و حسد مذموم الخ. و مناط تقييم المحمود من المذموم منها هو مدى تعلّقها برضا الله و سخطه. فالغيرة المحمودة تكون على محارم الله، و الغضب المحمود يكون في الله، و الحسد المحمود لا يكون إلاّ لشخص سبقك في الخيرات بقراءة القرآن و انفاق الزكاة (كما جاء في الحديث الشريف). و هكذا.
ذكرتِ مشاعر الغيرة عند أمهات المؤمنين، لكنكِ غفلتِ على أن هذا الشعور الطارىء لم يكن مسيطراً على علاقتهن ببعضهن، بل كانت تجمعهن رابطة الاخوة و المحبة، و كانت حياتهن مع رسول الله
و مع بعضهن سعيدة هانئة. فكانت غيرتهن عابرة، و قد رحِمَهُنّ عليها رسول الله ( ص، ) و لم يؤثمن عليها لأنهن - في أغلب الأحوال - ضبطنها فلم يتصرّفن بموجبها بما لا يرضي الله. فإن قلن أو فعلن ما لا يرضي الله في لحظة ضعف - بحكم طبيعتهن البشرية غير المعصومة - فهن أوّل من يستغفر و يتوب. و حاشى أمثالهن أن تعميهن غيرتهن الطبيعية عن الوقوف ازاء حدود الله.
Bookmarks