فالجنة بصفة عامة هي شعور النفس بالنعيم الناتج عن التزامها بالأمر الإلهي والعمل به , سواء موجودة هذه النفس في عالم الغيب كالملائكة أو في عالم الشهادة كالبشر
- ومعلوم أن النفس هي الجوهر , وهي المكلفة بالعبادة وهي التي سوف تُحاسب على تقصيرها
والإشكال إن بعض الناس فهموا إن آدم خُلق في جنة الغيب التي وعدهم بدخولها في الآخرة ( جنة الخلد ) , وإن الامتحان كان هناك فيها ولما طُرد طُرد منها ونزل للأرض التي نسكن فيها حاليا , وللأسف لم يعي البعض بأن الأرض أيضا فيها جنة يدخلها من يلتزم ويطبق أمر الله ( الشريعة ) , وكلام ربنا واضح ومفهوم - حيث قال (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) أي لمن التزم بأمر الله دخل جنته في الدنيا وأيضا في الآخرة , ولم يذوق فيها الموت إلا الموتة الأولى التي تخرجه فقط من هذا العالم المادي , فمن سبقت لهم من الله الحسنى في هذه الدنيا سوف يكون من المبعدين عن جهنم الخلد في الآخرة (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) بل سيدخلون جنة الخلد في الآخرة وهي التي سبق أن عرفها ربنا لهم عندما ذاقوا نعيم جنة الشريعة وهم في الدنيا , فقال (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) , ولكن شتان بين جنة الدنيا وجنة الآخرة
وكذلك جهنم حيث قال عنها ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا @ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا @ ) - فلم ينجوا من نار الدنيا إلا المتقين ولذلك :
• من يدخل نار الدنيا ويبقى فيها بسبب معصيته الأمر الإلهي سوف يدخل نار الآخرة
• من يدخل جنة الدنيا ويبقى فيها بسبب طاعته الأمر الإلهي سوف يدخل جنة الآخرة
Bookmarks