أخي رشيد الجزائري أعانك الله على تخطي محنتك فكل الناس مبتلى وأنت تعلم أن المشاكل النفسية ربما يعاني منها ثلثا أهل الأرض في عصرنا هذا ..
والجمال جمال الروح كما يقول الشاعر : جمال الوجه مع قبح النفوس - كقنديل على قبر المجوس ..
وفي نظري ليست هناك أهمية كبيرة للجمال الظاهري ما دام لا يزيد في أجر ولا يكسب صاحبه أي قيمة بل نجد الكثير ممن ليس لهم قدر من الجمال محببين عند الناس وما ذلك إلا لحسن أخلاقهم.
بالنسبة لما ذكرته عن أنك مصاب بأعراض الفصام فهذا لا يعتد به لأن تشخيص الأمراض - وخاصة النفسية - لا بد أن يكون على يد طبيب مختص .
كما أن المرء حين يقرأ أعراض مرض ما قد يخيل له أنه مصاب به وهذا يحدث كثيرا ..
وشخصيتك عزيزي ليست اكتئابية ولا انطوائية ولا أي شيء إنما تحتاج لهمة وقادة وعزيمة لا تخمد لكي تواجه حياتك بكل ما أوتيت من قوة .
فالمرء حين يفقد هاتين يتهم نفسه بأنواع الأمراض وأشكال الأسقام ، وفي الحقيقة فهو يحتاج فقط إلى "قدح الزناد" والخوض في حياته.
لا تنس أن الشيطان لن يتركك تخرج من وساوسك وربما يكون مصدرها الأول فينبغي التوكل على الله عز وجل دائما .
بالنسبة لتكلمك عن كثرة الذنوب أقول لك يكفي أن تقرأ الحديث الصحيح التالي :
والقصة رواها الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقال : نعم ، ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ، فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ، فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ، فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره ).
وانظر أيضا الحديث القدسي : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.
وأختم بقوله تعالى : "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
والسلام عليكم ورحمة الله.
Bookmarks