بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين لا شريك له والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد
فإن طلبات الملحدين قديما وحديثا تشبه القذة بالقذة والبيضة بالبيضة لا تستطيع أن تفرق بينهما ولما رأيت أن كثير من الموحدين المسلمين يتأذون من طلباتهم ويضيق صدورهم به أحببت اذكر لهم كيف أن ملحدي اليهود وما اقرب شبها بهم ملحدي زماننا قد طلبوا من موسى عليه السلام اكبر مما يطلب هؤلاء كيف لاو أمامهم نبي الله وكليمه موسى وبيده المعجزات الباهرة وقد نصرهم الله على فرعون وجنوده ومشركي مكة والمدينة طلبوا من نبينا نفس طلبات ملحدي اليهود لكن الأخباث هم الأخباث لا يؤمنون سواء وجد نبي أم لم يوجد أمامهم (( فتسلية لهمومهم وإحقاقا للحق اكتب وبالله التوفيق وعليه التكلان سائلا الله عزوجل الإخلاص في القول والعمل ))
قبل الدخول في طلباتهم احب أن انبه أن طلبهم ليس عن جهل كلي بل هو جهل خاص حصروا انفسهم فيه (( فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَىٰ )) فأعْرِضْ عمَّن تولى عن ذكرنا، وهو القرآن، ولم يُرِدْ إلا الحياة الدنيا. ذلك الذي هم عليه هو منتهى علمهم وغايتهم. إن ربك هو أعلم بمن حادَ عن طريق الهدى، وهو أعلم بمن اهتدى وسلك طريق الإسلام (( ذلك مبلغهم من العلم أي منتهى ما توصل اليه علمهم فلا يعلمون من أمور الأخرة شيئا إلا الأنكار بها )) لذا يخاطبهم الله بقوله ((( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ ))) 14- 15 الحجر، ولو فتحنا على كفار "مكة" بابًا من السماء فاستمروا صاعدين فيه حتى يشاهدوا ما في السماء من عجائب ملكوت الله، لما صدَّقوا، ولقالوا: سُحِرَتْ أبصارنا، حتى رأينا ما لم نرَ، وما نحن إلا مسحورون في عقولنا من محمد ، اذا الأمر كله عناد في عناد ، ولكن ليعلم المسلم أننا لا نعلم الغيب ولم نطلع على الصدور فنعلم من يعاند ومن يؤمن فلا بد لنا من تبليغ رسالة التوحيد الخالصة التي جاء بها الإسلام ....
طلبات ملحدي اليهود كلها طلبات حسية

أولا :- طلب أن يتكلموا مع الله مباشرة ويحدثوه
((( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))) وقال الجهلة من أهل الكتاب وغيرهم لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل العناد: هلا يكلمنا الله مباشرة ليخبرنا أنك رسولهأو تأتينا معجزة من الله تدل على صدقك. ومثل هذا القول قالته الأمم من قبلُ لرسلها عنادًا ومكابرة؛ بسبب تشابه قلوب السابقين واللاحقين في الكفر والضَّلال، قد أوضحنا الآيات للذين يصدِّقون تصديقًا جازمًا؛ لكونهم مؤمنين بالله تعالى، متَّبعين ما شرعه لهم

ثانيا:- نريد أن نرى الملائكة او نرى ربنا مباشرة عيانا ((( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا ))) وقال الذين لا يؤمِّلون لقاء ربهم بعد موتهم لإنكارهم له: هلا أُنزل علينا الملائكة، فتُخْبِرنا بأن محمدًا صادق، أو نرى ربنا عِيانًا، فيخبرنا بصدقه في رسالته. لقد أُعجِبوا بأنفسهم واستعلَوْا حيث اجترؤوا على هذا القول، وتجاوزوا الحدَّ في طغيانهم وكفرهم
فرد الله عليهم بقوله ((( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا ))) يوم يرون الملائكة عند الاحتضار، وفي القبر، ويوم القيامة، على غير الصورة التي اقترحوها لا لتبشرهم بالجنة، ولكن لتقول لهم: جعل الله الجنة مكانًا محرمًا عليكم ومعنى حجرا محجورا أي أن الجنة ممنوعة عليكم وكذلك رحمة الله الله محجوبة عنكم فقد دخلتم في لعنة الله ونقمته

ثالثا:- الغطرسة والكبر واستخدام ملك الدنيا لتكذيب الرسل والارتفاع لرؤية الله
((( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ))) يا هامان ابْنِ لي بنًاء عظيمًا؛ لعلي أبلغ أبواب السماوات وما يوصلني إليها، فأنظر إلى إله موسى بنفسي، وإني لأظن موسى كاذبًا في دعواه أن لنا ربًا، وأنه فوق السماوات، وهكذا زُيَّن لفرعون عمله السيِّئ فرآه حسنًا، وصُدَّ عن سبيل الحق؛ بسبب الباطل الذي زُيِّن له، وما احتيال فرعون وتدبيره لإيهام الناس أنه محق، وموسى مبطل إلا في خسار وبوار، لا يفيده إلا الشقاء في الدنيا والآخرة

رابعاً :- ادع ربك ، وكثيرا ما نقرأ ادعه وارني كيف يستجيب أو يطرح عليك شبه انظر إلى سوريا و غيرها كم يدعون الله ولا يستجيب والعياذ بالله فهم يظنون الله مثل البشر ويشترطون على الله و وبطلبهم هذا يريدون يتحدونه والعياذ بالله
((( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ))) وهذا عزم من فرعون - لعنه الله - على قتل موسى - عليه السلام - أي : قال لقومه : دعوني حتى أقتل لكم هذا ، ( وليدع ربه ) أي : لا أبالي منه . وهذا في غاية الجحد والتجهرم والعناد ، فنبي الله موسى عانى من التكذيب والتهديد والجحود و الكفر والعناد فكيف بنا نحن يجب أن تكون لنا في الأنبياء أسوة حسنة وسبيل نهتدي بهديهم بعد هدي الله وتوفيقه

هذه اهم طلبات الملحدين ذكرها الله بكتابه المبين ما أشبه الليلة بالبارحة وأشبه البيضة بالبيضة وأشبه الملاحدة بكل زمان ومكان منذ الآف السنين وعقولهم كما هي تعاند وتعارض و تتهم و ترد الوحي والنور ، يؤمنون بكل محسوس كالأطفال ولكن ملاحدة زماننا امنوا بغيبيات كثيرة ولم يروها فتعدوا بضلالهم الأمم السابقة فقد امنوا بالنيترونات و الكرموزومات و الطاقة والجاذبية وغيرها فلا تحزن اخي المسلم الموحد ان كان نبي الله موسى كليم الله المؤيد بمئات البراهين والمعجزات عانى منهم ونبينا محمد صل الله عليه وسلم عانى وكذب وطرد فكيف انت وانا
نسال الله الثبات والعافية السلامة والإخلاص والقبول عنده

اخوكم عبدالباسط قاري مكة المكرمة 22/5/1435 الموافق 23 مارس 2014 م