أعظم إعجاز علمي في الإسلام على الإطلاق بالنسبة لي هو عدم تعارض النص المُقدس مع الكشوف العلمية المتتالية التي قلبت رؤيتنا للوجود والحياة رأسًا على عقب، علميًا هذا ضرب من المستحيل، وأن تنحاز هذه الكشوف العلمية نحو القرآن الكريم هذه قضية أكبر وأعجب، وفي الجملة أعطني لا أقول كتيب وإنما أقول مطوية صغيرة مكتوبة منذ مائتي سنة فقط تصف أي شيء من الوجود وسأُخرج لك منها أخطاء علمية صريحة، كَتب أرسطو ثلاث كتب علمية " في الطبيعيات، في السماوات، في الأرض " هذه الكتب الثلاثة لا توجد اليوم فيها جملة واحدة صحيحة علميًا.

وكان أرسطو يرى أن أسنان المرأة تختلف في العدد عن أسنان الرجل، ويوجد في صدر المرأة 3 ضلوع فقط، ووظيفة المخ تبريد الدم بينما وظيفة القلب تسخينه، وكان يرى أن المياه الجوفية تتكون نتيجة فجوة في قلب الأرض تنقل مياه المحيط إليها، بينما يقول القرآن في هذه المسألة الأخيرة مثلاً خلاصة ما توصل له العلم منذ عقود قليلة فقط، وهو أن المياه الجوفية مصدرها مياه الأمطار {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض } ﴿٢١﴾ سورة الزمر، فمصدر الميـاه الجوفيه هو الينابيع المتكونة من الأمطـار، وليس فجوة أرسطو التي في عمق القارة، كذلك كان البشر إلى القرن السابع عشر الميلادي يؤمنون في جميع أصقاع الأرض أن الجنين موجود مُختَزلاً في الحيوان المنوي للرجل على صورة مصغرة جدًا ثم تتضخم مع الوقت، ولم يتنبّه أحد إلى أن كلاً من ماء الرجل وبويضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين، بينما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أكدا بصورة دقيقة أن الإنسان خُلق من نطفة مختلطة سماها "النطفة الأمشاج" فقال تعالى في سورة الإنسان {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج } ﴿٢﴾ سورة الإنسان، وقد أجمع أهل اللغة على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.

وطبقا للمبدأ البوكيلي Bucaillism - الذي قام بصكه موريس بوكاي منذ عقود قليلة- فإن القرآن الكريم بعد مراجعة علمية دقيقة هو الكتاب الوحيد الذي لا يوجد به خطـأ علمي واحد رغم أن عمره 1400 عام، بل إن كتابات علماء الإسلام في تفاسيرهم واجتهاداتهم ونقولاتهم عن بني إسرائيل لم تخل من أخطاء علمية نجزم اليوم بأنها خرافات علمية- وقد اطلعت على الشيء الكثيرٍ منها-، تخيلوا لو أن نصًا واحدًا من هذه الكتابات كان في كتاب الله.

تخيلوا لو أن نصًا واحدًا من أكثر الكتب تحريفًا على الإطلاق كالفيدا - الكتاب المقدس للهندوس- كان موجودًا في كتاب الله ؟، تقول الفيدا الأرض ثابتة لا تتحرك " الريج فيدا 2-12-12"، وخلق الله الأرض ثابتة" ياجور فيدا 32-6"، والشمس تدور حول الأرض داخل عربة ذهبية يقودها سبعة أحصنة " ياجور فيدا 33-43"، والثور يُثبت السماء" ياجور فيدا 4-30"، -والياجور فيدا هي أحد الكتب الأربعة القانونية المقدسة لدى الهندوس-، ويقول الفيشنو بارانا أن الشمس تبتعد عن الأرض 800 ألف ميل بينما علميًا 93 مليون ميل ويقول أيضًا أن الشمس أقرب للأرض من القمر، ويقول الآثارفا فيدا وفي خضم الماء يدور القمر" آثارفا فيدا 18-4-89"، وغيرها الكثير، مع أن كتب الهندوسية يتم تحريفها كل 500 عام تقريبًا ، فالحمد لله على الدين الخاتم المعصوم المحفوظ ، الذي بلغه لنا أشرف الخلق محمدًا صلى الله عليه وسلم، كاملاً غير منقوص .