بسم الله الرحمن الرحيمالمراجع
قال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" قرآن كريم
القرآن و تفسير منشأ مياه الأرض
قوله تعالى: « والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها» النازعات: 31
ـ يؤكد الباحثون في علوم الأرض أن كل الماء الذي نراه في هذا الكوكب قد خرج أصلاً من الأرض نفسها، ولم يأت من مصدر خارجي ففي بداية خلق الأرض كانت الحمم البركانية تتدفق من كل مكان تقريباً على سطح الأرض. استمرت هذه التدفقات لملايين السنين. هذه الحمم الملتهبة تحمل معها كميات معتبرة من بخار الماء الذي كان يصعد لطبقات الجو الباردة ثم ما يلبث أن يتكاثف ليعود على شكل أمطار غزيرة تتجمع على الأرض وهنا نجد النظرية القرآنية تحدثنا عن هذه الأشياء بدقة تامة، فالقرآن يؤكد أن الماء خرج من الأرض بقوله تعالى: «أخرج منها ماءها ومرعاها» (النازعات: 31)، وأكد أيضاً أن الحياة خرجت من الماء من خلال قوله تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حي» (الأنبياء).
القرآن و توزع المياه على سطح الأرض يتم بنظام محسوب
ـ أكد القرآن أن كميات الماء على الأرض تتوزع بنظام محسوب وليس عشوائياً، يقول تعالى: «ولقد صرفناه بينهم ليذّكّروا» (الفرقان)، والعلم يخبرنا بأن كميات الأمطار تتوزع بنظام وكميات المياه تتوزع بنظام. وانظر معي إلى كلمة (صرّفناه) والتي تدل على وجود نظام لتصريف الماء على سطح الأرض ونحن نستطيع اليوم أن نجزم بوجود نظام دقيق جداً ومتوازن لتصريف المياه على الكرة الأرضية، حتى يمكن القول إن كل قطرة ماء تسير بنظام دقيق ولو اختل هذا النظام لجفت الأرض واختل نظام الحياة عليها. فهل تحدث القرآن عن آلية لتنقية المياه؟
ـ هنا تتجلى حقيقة علمية كشفت عنها البحوث الحديثة، فالجبال لها دور مهم في تشكل الغيوم ونزول المطر. حتى إن أعذب المياه وأنقاها نجدها في تلك الجبال الشامخة فقد رصد العلماء حركة الرياح وهي تحمل ذرات بخار الماء من سطح البحر. هذه التيارات الهوائية تبدأ بالحركة الأفقية حتى تصطدم بالجبال وهذا يؤدي إلى تغيير مسار الرياح باتجاه الأعلى، لذلك نجد أن قمم الجبال العالية تتجمع الغيوم حولها وتغطيها الثلوج طيلة أيام السنة تقريباً وكلما كان الجبل أكثر شموخاً وارتفاعاً أدى ذلك لتجمع كمية أكبر من الغيوم ثم نزول المطر أو الثلج ثم ذوبان هذا الثلج وتسرُّبه عبر طبقات الجبل ومسامه حتى تتفجر الينابيع شديدة العذوبة. وهنا يأتي القرآن ليتحدث عن تنقية المياه ودور الجبال العالية في ذلك، يقوله تعالى: «وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً» (المرسلات). ففي هذه الآية الكريمة ربط المولى جل جلاله بين الرواسي الشامخات وهي الجبال العالية وبين الماء الفرات وهو شديد العذوبة وكأن الله تعالى يريد أن يعلمنا من خلال هذه الآية الكريمة أسلوب تنقية المياه، فنحن نعلم اليوم أن العلماء يستخدمون طبقات متنوعة الكثافة والسماكة هذه الطبقات تحتوي على مسامات ذات أقطار ميكرو مترية دقيقة جداً، ويتم تمرير الماء من خلالها فتعلق الرواسب والشوائب والكائنات الدقيقة فيها. وهنا لا بد من وقفة: من كان يعلم في ذلك الزمان الدور المهم للجبال في إنزال المطر وتنقية المياه؟
القرآن الكريم و دور الرياح اللواقح في إنزال المياه على الأرض
«وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَا كُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ» (الحجر: 15/22
ـ دور الرياح في تلقيح النبات معروف ولا يخفى على أحد. فالرياح تحمل بخار الماء من سطح البحار والمحيطات إلى طبقات الجو العليا، ولكن ذرات الماء هذه تحتاج لتجميع وتكثيف حتى تتشكل الغيوم وهنا يأتي تلقيح الرياح للسحاب، ولكن كيف تحدث هذه العملية؟ إن الرياح تحمل دائماً معها ذرات الغبار والملح الناعمة، وهذه الذرات عندما تصعد إلى الجو ولارتفاع عدة كيلومترات حيث درجة الحرارة منخفضة جداً، تتجمع حولها ذرات الماء لتشكل قطرات وبالنتيجة تتشكل الغيوم الثقيلة التي تزن آلاف الأطنان والعجيب أن القرآن قد تحدث عن دور الرياح في تلقيح الغيوم، يقول عز وجل: «وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَا كُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ» (الحجر: 15/22) في هذه الآية معجزات علمية ففي كلمة (أَرْسَلْنَا) دقة علمية فنحن نعلم بأن عملية الإرسال تكون منظَّمة، وهذا ما نجده في خرائط توزع الرياح الملتقطة بالأقمار الاصطناعية. ثم إن هذه الرياح هي لواقح للغيوم، وبسببها ينْزل المطر من السماء، ثم إن هذا الماء الهاطل هو نقي غير ملوث وصالح للشرب، وأخيراً هذا الماء يُختزن في طبقات الأرض وقد يمضي على تخزينه ملايين السنين، إذن في باطن الأرض خزانات ضخمة للمياه.
الحديث الشريف وكميات المياه على الأرض ثابتة في كل عام،
«ما من عام بأقل مطراً من عام ولكن الله يصرفه» (رواه البيهقي)
ـ منذ القديم يحاول الإنسان معرفة أسرار نزول المطر وأين تذهب الأمطار. وبقيت الأساطير تُنسج حول هذه العملية حتى جاء عصر العلوم الحديثة ليكشف أسرار تصريف الأمطار على الكرة الأرضية وقد تبين أن الغيوم الموجودة في السماء هي ذرات مياه تبخرت من البحار وصعـدت إلى طبقات الجو الباردة حيث تكثفت وتحولت إلى غيوم. عن معدل درجات الحرارة على سطح الكرة الأرضية ثابت تقريباً ويتغير بمعدلات طفيفة جداً وهذا يؤدي إلى ثبات كمية المياه المتبخرة كل عام وبالتالي ثبات كمية الأمطار الهاطلة أيضاً ويخبرنا علماء الأرصاد بأن كمية المياه على سطح الكرة الأرضية أكثر من 1300 مليون كيلومتراً مكعباً. نسبة المياه المالحة أكثر من 97 في المائة، والمياه العذبة بحدود 3 في المائة وإن معدل التبخر السنوي بحدود 380 ألف كيلومتر مكعب. أي أن هنالك 380 تريليون طن من المياه تتبخر كل عام وتصعد إلى طبقات الجو لتشكل السحاب ثم تنزل هذه الكمية نفسها في مناطق متفرقة على سطح الأرض والحقيقة العلمية التي يعترف بها اليوم كل العلماء هي ثبات كمية الأمطار كل عام، وهذا ما حدثنا عنه بدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً بقوله: «ما من عام بأقل مطراً من عام ولكن الله يصرفه» (رواه البيهقي). والآن لنتدبر هذا الحديث الشريف من الناحية العلمية لندرك أنه مطابق تماماً لأحدث معطيات العلم ولقد حدد هذا الحديث الفترة التي يتم خلالها حساب نسبة الأمطار على سطح الكرة الأرضية تختلف من شهر لآخر ومن فصل لآخر حسب درجة الحرارة وحالة الطقس. ولكن إذا حسبنا كمية الأمطار الهاطلة خلال (12 شهراً) نجدها ثابتة. وهذا الأمر لم يكن أحد يعلمه في ذلك العصر، بل كان جميع الناس يظنون أن نسبة الأمطار تختلف من سنة لأخرى.
ودمتم سالمين
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...%C8%DA%CF-%D01 %E1%DF%DC-%CF%CD%DC%C7%E5%DC%C7-(30)-%C
2 http://www.eltwhed.com/vb/showthread...%ED%CB-%C7%E1%
http://www.jameataleman.org/main/art...rticle_no=1692 3
Bookmarks