النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أيهما قبل الآخر - الإيمان أم الإسلام ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي أيهما قبل الآخر - الإيمان أم الإسلام ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أيهما قبل الآخر الإيمان أم الإسلام ؟
    هذا السؤال سأله لي إنسان مسيحي زميلي في العمل وتناقشنا في موضوعات كثيرة ومن بينها السؤال المطروح محل النقاش الآن بكل احترام ومحبة دون أن يجرح أحدنا مشاعر الآخر - ولا أنكر أن هناك أمور كثيرة كانت غائبة عني ولكنه نبهني لأن أسأل وأستفسر وأبحث وأتناقش مع علماء الإسلام في هذه الموضوعات - والحمد لله كان نقاشي معه فاتحة خير بالنسبة لي لمعرفة أشياء في الدين لم يكن ببالي أن أسأل وأتناقش فيها

    المهم أني أجبته بأن الإيمان قبل الإسلام وذلك من واقع رؤيتي التالية :
    أن الإنسان عبارة عن ( نفس + جسد ) - النفس هي جوهر أو حقيقة الإنسان من عالم الغيب أما الجسد فهو مجرد وسيلة أو أداة من عالم الشهادة تتحرك وتسعى به النفس في هذا العالم المادي - والله تبارك وتعالى يخاطب الذين آمنوا به بقلوبهم ( أي بأنفسهم ) وليس الذين أسلموا له بأجسادهم - والإيمان هنا هو الإيمان الصادق الذي دخل واستقر في القلب وليس الإيمان الكاذب الذي تشوبه الريبة - الله سبحانه وتعالى يخاطب القلوب أي النفوس وليس الأجساد - والإيمان الصادق الحقيقي ليس هو ما دخل ووقر في القلب ( النفس ) فقط دون أن يصدقه العمل الصالح بواسطة الجسد - بل لابد أن يصدقه العمل الصالح بواسطة الجسد أي لابد أن يقيد بعمل الجوارح
    بالضبط النفس كسائق السيارة إذا آمن السائق بصانع السيارة واقتنع به استقام على أمره والتزم بتعليمات القيادة فينعكس ذلك على حركة السيارة - والسيارة هي بمثابة الوسيلة أو الأداة التي يتحرك ويسعى بها السائق في البيئة التي يعيش فيها - وليس في كل الأحوال عمل الجوارح ( الجسد ) دليلا على إيمان القلب ( النفس ) - فالأعراب مثلا أسلموا بجوارحهم فقط ولم تؤمن قلوبهم بعد على الحقيقة ولكنهم قالوا آمنا فكشف الله كذبهم - ووصف لنا المؤمنين الحقيقيين بأنهم هم الذين (.... لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) - ثم منوا على الرسول إسلامهم فقال تعالى له ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي أن المنة الحقيقية هي منة الله عليهم بالإيمان وليس منتهم عليك يا محمد - فهذا الإيمان الذي من الله عليهم به إن كانوا صادقين فيه - هو الذي جعلهم مسلمين لله إسلاما صادقا بجوارحهم فكانت أعمالهم صالحة - فلا يمنوا عليك إسلامهم هذا
    ولنتأمل معاً حيث يقول تعالى في بداية كثير من الآيات التشريعية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ) أي يا أيها الذين آمنوا بالله الإيمان الصادق الذي لا تشوبه ريبة ودخل واستقر في قلوبهم ( أنفسهم ) - فالله يخاطب المؤمنين وليس المسلمين لأن هؤلاء بسبب إيمانهم الصادق هذا سوف لا يترددوا للحظة واحدة عن تنفيذ أمر الله بجوارحهم ( بأجسادهم ) - وهذه بعض الأوامر الصالحة التي أمر بها الذين آمنوا به الإيمان الصادق الذي دخل واستقر في قلوبهم ( أنفسهم ) فلابد أن ينعكس ذلك على جوارحهم ( أجسادهم ) فتكون بالطبع أعمالهم صالحة فقال تعالى في بداية كل آية :
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا :
    • .......... اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
    • .......... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)
    • .......... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى ..........
    • .......... إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)
    • .......... كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
    • .......... أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254)
    • .......... لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ .......
    • .......... لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ .......
    • .......... كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ .............
    • .......... لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ ........

    وهناك أمران هامان :
    الأمر الأول : من آمن بالله وقيد إيمانه بالعمل الصالح - لا يضيع من عمله شيئا ( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ) ولابد أن يجازيهم الله على أعمالهم الصالحة الناتجة عن الإيمان الصادق بالله كالنبي والذين آمنوا معه والذين ساروا على دربهم - وهؤلاء هم الذين قيدوا إيمانهم بالعمل الصالح وهم المعنيين في هذه الآيات :
    إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ :
    • .......... يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)
    • .......... وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)
    • .......... إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
    • .......... كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)
    • .......... سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)
    • .......... لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
    • .......... لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)
    • .......... لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)

    الأمر الثاني : من كفر بالله وكان عمله صالحا - فلا يجازيهم على أعمالهم وإن كانت صالحة لأنهم قيدوا أعمالهم الصالحة هذه بالمنفعة الشخصية وليس بالإيمان كسكان دول الغرب المتقدمة كأوروبا وأمريكا - فهؤلاء الصنف الأخير هم الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ - ولذلك سوف تكون ( أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ )

    ومن الأدلة الشرعية على أن الإيمان مرتبة تسبق مرتبة الإسلام - يقول تعالى :
    • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
    • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)
    • وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)
    • يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)


    ومن الأدلة الشرعية على أن الإيمان شرطا للعمل الصالح - يقول تعالى :
    • وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)
    • وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)
    • مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)
    • وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
    • وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)
    • فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)
    وهذا هو جزاء الذين آمنوا إيمانا صادقا وعملوا الصالحات - فالعمل الصالح الصادق أساسه الإيمان الصادق بالله - والله تعالى أمره صالح فمن آمن به واستقام على أمره ( أي أسلم جوارحه لله ) فقطعا يكون عمله صالح
    • ولا قيمة للإيمان بدون الإسلام - وإلا سيكون كإيمان إبليس
    • ولا قيمة للإسلام بدون الإيمان - وإلا سيكون كإسلام الأعراب
    وبصفة عامة : إذا صدق الإيمان صدق العمل وإذا كذب الإيمان كذب العمل - والإيمان والإسلام كل منهما مقيد بالآخر
    • العامل الذي يعمل عملا وهو مؤمن بصاحب العمل سوف ينجح عمله
    • العامل الذي يعمل عملا وهو لم يؤمن بعد بصاحب العمل سوف ينقص عمله
    • والعامل الذي يعمل عملا وهو كافر بصاحب العمل سوف يفشل عمله
    والذي يقدم الإسلام قبل الإيمان بالله - كالذي يقدم العمل قبل الإيمان بصاحب العمل - أو كالذي يقدم الصلاة قبل الوضوء
    فأنا أرى والله أعلم أن الإيمان كالأساس والإسلام كالبناء وعليه لا يصح البناء بدون الأساس
    أو أن الإيمان كالميزان والإسلام كالوزن وعليه إن صح الميزان صح الوزن
    ويقول رسول الله :
    ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب - ( أي النفس )
    إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل - ( أي العمل الصالح )

    والخلاصة : أن من طبيعة غير المسلم مسيحي كان أو يهودي أو ملحد أو كافر أو غير ذلك لا يمكن إقناعه بأن يسلم نفسه وجسده لله الذي لم يؤمن به بعد - هو يريد أن يؤمن به أولا ثم إن اقتنع وآمن بهذا الإله فلا بأس أن يدخل في الإسلام
    فهل إجابتي له من واقع هذه الرؤية صحيحة أم أن الإسلام لله قبل الإيمان به ؟
    وجزاكم الله خيرا
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  2. افتراضي

    السلام عليكم ..
    إن كنت تقصد أن درجة الإيمان أرفع وأعلى من درجة الإسلام فأظن أنك أرهقت نفسك كثيراً في التفكير في هذا الأمر فكانت هذه الآيه تكفيك:
    ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم) ( الحجرات 14)
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٨١

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ..
    إن كنت تقصد أن درجة الإيمان أرفع وأعلى من درجة الإسلام فأظن أنك أرهقت نفسك كثيراً في التفكير في هذا الأمر فكانت هذه الآيه تكفيك:
    ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم) ( الحجرات 14)
    السلام عليكم ..
    إن كنت تقصد أن درجة الإيمان أرفع وأعلى من درجة الإسلام فأظن أنك أرهقت نفسك كثيراً في التفكير في هذا الأمر فكانت هذه الآيه تكفيك:
    ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم) ( الحجرات 14)

    وعليكم السلام
    أولا : يقول تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) - شكرا أخي على اهتمامك بالناس وشفقتك بهم فأنا أجري عند الله تعالى وهو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين - إما أن تجيب على أسئلة الناس وتوضح لهم أو تمسك أنت بما أنت عليه ودعك من إرهاق الناس أنفسهم في التفكير والتدبر في كلام الله سبحانه وتعالى
    ثانيا : نعم أقصد أن درجة الإيمان أرفع وأعلى من درجة الإسلام وإن لم يسبق الإسلام , وإلا لما خاطب الله تعالى فئة خاصة من المسلمين وهم المؤمنين الذي دخل الإيمان في قلوبهم , فيقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ) ولم يقل ( يا أيها الذين أسلموا ) فالإيمان أخص من الإسلام والأخص أرفع وأعلى مقاما من الأعم
    الأعراب أسلموا - فلماذا إذاً قالت الأعراب آمنا إذا كان الإسلام أرفع وأعلى مقاما عند الله من الإسلام ؟ !!!!!!!
    هل تعلم يا أخي لماذا ادعوا الإيمان ؟ , لأنهم يعلمون أن الله تعالى يخاطب في القرآن الذين آمنوا فقط , وهم على يقين أيضا أنه لو لم يكن درجة الإيمان درجة أرفع وأعلى مقاما عند الله من الإسلام لما خاطب المؤمنين أن يعملوا الصالحات - هذا ما جعلهم ادعوا الإيمان ولكن على الحقيقة لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعد ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) ولكن حرف استدراك ينفي عنهم ما قبله وهو ( الإيمان ) ويثبت لهم ما بعده وهو ( الإسلام ) - نعم استسلموا وأعلنوا إسلامهم ولكن لم يدخل الإيمان الصادق فعلا في قلوبهم بعد
    انظر كم عدد المسلمين في العالم اليوم ؟ ولكن لو دخل الإيمان الصادق الحقيقي في قلوبهم لما كان حالهم هكذا
    وهذا جزء من تفسير ابن كثير :
    قول تعالى منكراً على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وقد استفيد من هذه الاَية الكريمة أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة, ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان, فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنهما قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالاً ولم يعط رجلاً منهم شيئاً, فقال سعد رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله أعطيت فلاناً وفلاناً ولم تعط فلاناً شيئاً, وهو مؤمن, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو مسلم ؟ حتى أعادها سعد رضي الله عنه ثلاثاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أو مسلم ؟ ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعطي رجالاً وأدع من هو أحب إلي منهم, فلم أعطه شيئاً مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم» أخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري به, فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمن والمسلم, فدل على أن الإيمان أخص من الإسلام, وقد قررنا ذلك بأدلته في أول شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري ولله الحمد والمنة. ودل ذلك على أن ذاك الرجل كان مسلماً ليس منافقاً لأنه تركه من العطاء, ووكله إلى ما هو فيه من الإسلام, فدل هذا على أن هؤلاء الأعراب المذكورين في هذه الاَية ليسوا بمنافقين وإنما هم مسلمون لم يستحكم الإيمان في قلوبهم, فادعوا لأنفسهم مقاماً أعلى مما وصلوا إليه فأدبوا في ذلك, وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما وإبراهيم النخعي وقتادة واختاره ابن جرير. وإنما قلنا هذا لأن البخاري رحمه الله ذهب إلى أن هؤلاء كانوا منافقين يظهرون الإيمان وليسوا كذلك.


    وأخيرا : قصدي واضح وليس غامض وسألت لأعرف الحقيقة من أهل العلم ويبدو أنك منهم فعسى أن تكون الإجابة على سؤالي عند فضيلتكم وهو :
    فهل إجابتي له من واقع هذه الرؤية صحيحة أم أن الإسلام لله قبل الإيمان به ؟
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تصحيح
    قلت :
    الأعراب أسلموا - فلماذا إذاً قالت الأعراب آمنا إذا كان الإسلام أرفع وأعلى مقاما عند الله من الإسلام ؟ !!!!!!!
    والصواب : الأعراب أسلموا - فلماذا إذاً قالت الأعراب آمنا إذا كان الإسلام أرفع وأعلى مقاما عند الله من الإيمان ؟ !!!!!!!
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  5. افتراضي

    الأخ رمضان
    طالما أنك ترفع شعار جرأة في الحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر فحاول أن تجعل ردودك أكثر"دبلوماسيه" من ذلك ..
    أنا وأنت أصلاً متفقان في النتيجه الأخيره ولكنني أقول أن طريقة الإستدلال طويله ولا داعي لهذا الطرح الطويل , مالهذا والجهاد في سبيل الوصول للحق ؟؟
    إذا كان الرسول عليه الصلاه والسلام أوصل البيان بتعابير مبسطه وهو الذي أوتي جوامع الكلم ..
    عموماً أنا لست من أهل العلم وإنما أشارك بما آتاني الله من معرفه , فإن كنت مصراً على الأخذ بطريقة إستدلال معينه دون أي طريقه أخرى فليس لدي ما أرد به على ذلك ..
    ومعذرة على الإزعاج ..
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٨١

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    الأخ رمضان
    طالما أنك ترفع شعار جرأة في الحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر فحاول أن تجعل ردودك أكثر"دبلوماسيه" من ذلك ..
    أنا وأنت أصلاً متفقان في النتيجه الأخيره ولكنني أقول أن طريقة الإستدلال طويله ولا داعي لهذا الطرح الطويل , مالهذا والجهاد في سبيل الوصول للحق ؟؟
    إذا كان الرسول عليه الصلاه والسلام أوصل البيان بتعابير مبسطه وهو الذي أوتي جوامع الكلم ..
    عموماً أنا لست من أهل العلم وإنما أشارك بما آتاني الله من معرفه , فإن كنت مصراً على الأخذ بطريقة إستدلال معينه دون أي طريقه أخرى فليس لدي ما أرد به على ذلك ..
    ومعذرة على الإزعاج ..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الفاضل ( الشهرستاني )
    أعتذر لك عما ذكرته في مشاركتي الأخيرة وسامحني وندعوا الله تعالى أن يغفر لنا جميعا , وأتفق معك في أن ما طرحته أنا كان طرحا طولا , وهذا الطرح الطويل بهدف إزالة أي غموض في الموضوع لبيان الحق , ولكي لا يتهمني أحد بأني ليس أهلا للنقاشات أو أني متقول على الله بغير علم أو أريد اللغط والسفسطة أو ليس باحثا عن الحق أو غير ذلك من الاتهامات , أو إساءة الظن بالناس التي لا يخلوا منها أحد في هذا المنتدى إلا ما رحم ربي
    وكما ذكرت أنت سابقا المقتبس التالي ردا على مشاركتي في موضوع ( نزول الله إلى السماء الدنيا ) في هذا القسم :
    هل كل من يسأل أي سؤال يعتبر باحث عن الحق ؟؟
    ألا ترى أن هناك دلالات وإشارات توضح من يبحث عن الحق عن من يريد اللغط والسفسطه ؟؟
    سئل حبر هذه الأمه إبن عباس رضي الله عنهما عن كيفية تحصليه لهذا العلم فأجاب إجابة أراها منهج سوي لكل من يريد البحث عن الحق :
    بلسان سؤول وقلب عقول ..
    وأخيرا أخي الكريم : جزاكم الله خيرا على نصحكم - وبارك الله فيك - أنت بنصحك هذا ليس أقل شئنا من أهل العلم زادك الله علما ومعرفة ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  7. افتراضي

    قال الإمام النووي: قال الخطابي: والصحيح من ذلك أن يقيد الكلام ولا يطلق، وذلك أن المسلم قد يكون مؤمنا في بعض الأحيان ولا يكون مؤمنا في بعضها، والمؤمن مسلم في جميع الأحوال، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا.. وأصل الإيمان التصديق، وأصل الإسلام الاستسلام والانقياد، فقد يكون المرء مستسلما في الظاهر غير منقاد في الباطن، وقد يكون صادقا في الباطن غير منقاد في الظاهر.. وقال البغوي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام اسما لما ظهر من الأعمال، وجعل الإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان والتصديق بالقلب ليس من الإسلام؛ بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد وجماعها الدين.. والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإيمان والإسلام جميعا، يدل عليه قوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران: 19} وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ {آل عمران: 85} فأخبر سبحانه وتعالى أن الدين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام، ولا يكون الدين في محل القبول والرضا إلا بانضمام التصديق إلى العمل. اهـ.

    وعليه، فإن الإسلام يأتي أولا ثم لا بد له من إيمان ليكون الدين مقبولا عندالله. قال ابن كثير: فالإسلام بعده مرتبة يرتقي إليها وهو الإيمان
    التعديل الأخير تم 09-14-2014 الساعة 12:52 AM السبب: خطاء
    ((وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإسلام بنا افريقيا والغرب هدمها
    بواسطة محب الله 1 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2014, 04:49 AM
  2. أيهما يسبق الأخر الإستعمار أم التخلف
    بواسطة واحد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 12-04-2011, 11:30 AM
  3. .. الإيمان باليوم الآخر ..
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-23-2009, 08:58 PM
  4. الأدلة على الإيمان باليوم الآخر
    بواسطة njoom في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-15-2008, 02:04 AM
  5. ( الإيمان باليوم الآخر )
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-24-2008, 10:23 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء