جوابا على سؤال مطروح في إحدى صفحات الموقع الإجتماعي : لديك رصاصة واحدة .. و أمامك كل من الفساد .. الجهل .. الفقر .. فقل لمن ستوجه رصاصتك ؟؟
جوابي كان :
الفقر .. يكاد يكون كفرا حتى مع وجود العلم .. و ذلك ما حدث فعلا لكثيرين من المسلمين الذين ابتعدوا أو ارتدوا عن دينهم .. و فتح على الأمة أبواب الشرور خاصة المرأة المسلمة التي هي نصف المجتمع بل المجتمع كله فتركها الفقر بلا تعليم و إذا تعلمت لم تجد من الشباب من يحصنها و يسترها فكان ما كان من المفاسد التي لا يحيط بها إلا الله .. هذا و ذاك ما رأيته و عايشته واقعا..
الفقر هو السبب نفسه وراء اكتساح المذهب الإشتراكي الشيوعي لنصف العالم في حقبة السبعينيات و الثمانينيات حيث أظهرت تلك الهجمة الشرسة من قبل الماركسيين اللينينيين حقيقة الوضع المتردي في العالم العربي في مقابل استقرار العالم الغربي دينيا ..
و هو السبب الذي جعل شرائح من المجتمع العربي و الإسلامي يحذون حذو الزنوج و الهندوس و بعض الدول الآسيوية و اللاتينية في بعض المسارات و السلوكيات الخاطئة و السلبية و الهدامة كالعصبية و التخلف الحضاري و الهمجية و الإرهاب ... و استغلال الأطفال .. و النساء و غيرهم.
الفقر سبب طبيعي و مباشر للجهل و الفساد أيضا إذ لا يتاح للفقراء ما يتاح للأغنياء من التعلم و سلوك مسلك الحضارة .. ببساطة أكثر البلدان فقرا هي أكثرها تخلفا. و التعلم شيء حتمي على كل حال في المجتمعات التي تسعى إلى الحضارة. و هناك رغبة إنسانية فطرية في التعلم .. لكن ماذا يفعل من لا يملك أدوات التعلم و لا مصاريفه و إمكانياته و هو يرغب بقوة في أن يرتقي في مراتبه .. ثم ماذا يفعل العلم بلا آفاق أو وظائف أو إنتاج .. فمن يقرءون و يتعلمون في هذا الزمان عادة هم النخبة و أولاد البورجوازيين و أنتم ترون كثيرا من الأمم التي لها تاريخ و حضارة كمصر و العراق قد اجتمعت فيها كل البلاوي و أنواع الفساد مع عظم سواد مثقفيها و تدني نسبة الأمية في هذين البلدين. فمعظم الناس في هذين البلدين و غيرهما جعل غايته المال و لو على حساب ثقافته و مبادئه و يكفي دليلا على ذلك لجوء طبقات مثقفة لأن يخدم في سلك السلطة الجائرة أو في دولة إسرائيل جريا وراء سد حاجاته و حاجات عائلته و عندما تنكر عليه فعله يتحجج عليك و يعتذر بظروفه العائلية القاسية .. كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ''يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا''. و لا أعتقد أنهم يجهلون مساوئ أفعالهم. و قضية مبدئية و هي أن العالم الغربي فطن إلى أن المال و الإمكانات المادية هي عصب الحياة فلجأ إلى استغلال مقدرات الشعوب و استعمارها و الإستحواذ على خيراتها ليضمن تقدم شعوبه و ازدهارها .. و نظرة على إحصائيات الأمية في العالم توصلكم إلى هذه النتيجة. و أيضا نظرة على لوبيات الإقتصاد و كيف أنها هي التي تسيطر على اقوى دول العالم بل على العالم أجمع .. فمن شاؤوا علموه و أصلحوه و من شاؤوا تركوه في جهله و أفسدوه. و لعله لولا تلك المساعدات التي تصلنا منهم لكنا كباقي الدول الإفريقية التي ترزح في ظلمات الفقر و الفساد. فنصيحتي للإسلاميين على هذا الأساس أن يحاولوا التحسين من حالاتهم المعيشية و رفع مستواتهم الإقتصادية و يوفروا حياة اليسر لأولادهم و للجيل القادم باكتساح سوق الشغل و الوظائف العمومية التي تستهدف الصالح العام بشكل خاص في التعليم و الإقتصاد و الطب و الإدارة و حتى السياسة إن أمكن لم لا. و أن لا يتركوا ذلك للعلمانيين فهذا هو رأس البلاء و هو ما جعل الإسلام دينا خاما خاملا في النفوس و حال بين الأمة و بين نهضتها. فالإسلام لا يستلزم عشرات السنين لتعلم مبادئه بل لتطبيقها.
أطرح الموضوع للنقاش الهادئ و تبادل وجهات النظر .. خاصة من أهل الإختصاص و النظر و الخبرة بحال الأمة.
Bookmarks