أي خط مستقيم هذا الذي يربط بين منتصف القبلة ومنتصف الجبل ومنتصف الكعبة؟
الحديث نفسه فيه اختلاف في الروايات فمرة يأمره النبي بجعل المسجد مواجها للجبل ومرة عن يمين الجبل وعلى كلا الروايتين فإن تصور وجود هذا الخط المستقيم غير صحيح وحتى ولو فرضنا وجوده - مع أن ذلك مستحيل كما قلنا - فالإعجاز فيه لا يعود إلى النبي وإنما إلى الرجل الذي بنى هذا المسجد.
وعلى فرض وجود هذا الخط المستقيم وأن الفضل فيه يرجع إلى النبي هل يكون هذا إعجازا؟
لا بل على العكس من ذلك يكون إشكالا. لأن الله لم يأمر بالتوجه إلى الكعبة مباشرة وإنما بالتوجه إلى الجهة التي فيها الكعبة ولو كان أمر هذا الخط المستقيم صحيحا فماذا عن صحة الصلاة في المساجد التي لا تتوجه مباشرة إلى الكعبة؟
ثم لماذا يخص النبي هذا المسجد بالذات لكي يكون موصولا إلى الكعبة عن طريق خط مستقيم افتراضي؟ هل هو أفضل من مسجد المدينة أو قباء؟
أما تحديد قبلة هذا المسجد فهو عن طريق معرفة جهة موقع مكة من صنعاء فأنت إذا توجهت إلى صنعاء تستطيع عن طريق معرفة الاتجاهات الأصلية -وذلك عن طريق معرفة الشروق والغروب - أن تحدد الجهة التي فيها الكعبة.
Bookmarks