بسم الله الرحمن الرحيم
يردد بعض الملحدين ومن على شاكلتهم أن العالم والطبيب المسلم
أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي (ح. 250 هـ/864 م - 5 شعبان 311هـ/19 نوفمبر 923 م) كان ملحدا زنديقا أو منكرا للنبوة ، وشاهدهم في ذلك بعض كتابات المستشرقين وما قد ورد في ويكيبيديا عن سيرته حيث تنقل فتقول :
آراء الرازي في نقد الدين : [1]
كتب الرازي أيضا في مجال الأديان التي انتقدها بشدة ومن مؤلفاته: مخارق الانبياء - حيل المتنبيين - نقض الأديان. إلا أن الرازي لم ينكر وجود الله بل أقر بوجوده، وقال بأنه منح العقل للإنسان ليفكر به. وقد تم انتقاد آرائه الجريئة في نقد الدين من طرف العديد من العلماء والمفكرين من بينهم ابن سينا الذي يعتبر عند البعض فيلسوفا مسلما بينما اعتبره بعض رجال الدين المسلمين كافرا كأبي حامد الغزالي وابن تيمية رفض الرازي فكرة النبوة قائلا: "على أي أساس تعتبر أنه من الضروري أن يرسل الإله رسلا معينين، وأن يرفعهم فوق غيرهم من الناس، ويجعلهم مرشدين للناس، يعتمدون عليهم"[1] ويتحدث عن العلاقة بين العنف والدين فيقول أنه كان على الإله أن يعلم، أنه باعتبار الاختلافات بين الأديان المختلفة، أنه "سيكون هناك كارثة عالمية، وأنهم سيهلكون بسبب العداوات والقتال"[1] ويقول عن ما يراه عدم تسامح المتدينين مع نقد الدين "إذا سئل أتباع الدين أن يقدموا برهانا على صدق دينهم، فإنهم يغضبون، ويسفكون دم كل من يواجههم بهذا السؤال. إنهم يمنعون التفكر العقلاني، ويسعون جاهدين لقتل معارضيهم. لهذا تبقى الحقيقة محجوبة كليا" [1]
وكما هو واضح فإن مصدر كل هذه الإقتباسات هو مؤلف واحد ([1])لكاتبة ملحدة تدعى"Jennifer Michael Hecht - جنيفر مايكل هيشت" [2] وهي أحد أعضاء مؤسسة "الحرية من الأديان" (Freedom From Religion Foundation).
ومن أشهر أقوالها : "إذا لم يكن هناك إله - وليس هناك إله - فأننا نحن (البشر) من نصنع الأخلاق. وأنا معجبة جدا بذلك."(“If there is no god — and there isn't — then we [humans] made up morality. And I'm very impressed.”).
وقد تفضل فضيلة الدكتور والمؤرخ "راغب السرجاني" بالرد والتوضيح لتلك الفرية حينما وجهت له كسؤالا على موقعه حيث يقول السائل:
هل حقا كان أبوبكر الرازي زنديقًا كما يقول الغرب؟!
السؤال : فضيلة الدكتور/ راغب السرجاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيك وفي مجهوداتك لإحياء شباب المسلمين. بالنسبة للرازي, هل حقًا كان زنديقًًا؟ حيث قرأت -في مصادر غربية- أنه كفر بجميـع الرسالات السماوية, وأنه ألف بعض الكتب مثل: "مخارق الأنبياء" و"حيل المتنبيين" يدعي فيهما كذب الأنبياء واختلاق المعجزات بالإضافة إلى سخريته من القرآن الكريم.
http://en.wikipedia.org/wiki/Al-Razi#On_Religion والمصدر هو ويكيبيديا الإنكيلزي، وكذلك في عدة كتب ومواقع غربية. أرجو الإفادة. وإن كان ما ذكر هو الحق, فيجب أن لا نستدل به كواحد من علماء المسلمين. وجزاك الله كل خير.
وقد تفضل الدكتور راغب السرجاني بالرد فقال :
الأخ الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أي "رازي" تقصد فلدينا في تراجم علماء المسلمين مئات ممن يسمون الرازي!
أما بخصوص الكتابين المشار إليهما "مخارق الأنبياء" و"حيل المتنبيين" فهما منتحلين وليسا في مؤلفات المسلمين، وقد أجبتَ أنت على السؤال بإيعازك المصدر وهو ويكيبديا.
وهذا لا يعد مصدرًا علميًا موثقًا. والكتب والمواقع الغربية -وبلا أدنى شك- لا تتوقع منها إنصافًا، بل تلفيقًا وكذبًا وتشويهًا لعلماء المسلمين وهم صانعو الحضارة العالمية.
وإذا كنت تقصد العالم الطبيب الفيلسوف المسلم "أبو بكر الرازي"، فليس في مؤلفاته العلمية شيء من هذا، وقد أثنى عليها (أي كتبه) علماء الأمة، وأولهم الإمام الذهبي في ترجمته له في سير أعلام النبلاء 14/354 : 355. و"أبو بكر الرازي" صاحب كتاب الحاوي في الطب، وهو أشهر مؤلف في الطب لعدة قرون. كما أن لأبي بكر الرازي كتابا اسمه "إن للعبد خالقا" فانتبه. أما وإن كنت تقصد عالم زمانه الفخر الرازي، فهذا ليس بصحيح أيضًا. حيث أثنى عليه علماء المسلمين كالذهبي في السير وتاريخ الإسلام 43/212، وابن خلكان في وفيات الأعيان 4/248، وغيرهم كثير، ولم يذكروا ذلك من تصانيفه، وهو صاحب التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، وله رسالة في النبوات، وله كتاب أسرار التنزيل في التوحيد. [3]
وهذا ما قد ذكره نصا الإمام "محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي" في مؤلفه "سير أعلام النبلاء" فيقول :
"الأستاذ الفيلسوف أبو بكر ، محمد بن زكريا الرازي الطبيب ، صاحب التصانيف ، من أذكياء أهل زمانه ، وكان كثير الأسفار ، وافر الحرمة ، صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى ، وكان واسع المعرفة ، مكبا على الاشتغال ، مليح التأليف ، وكان في بصره رطوبة لكثرة أكله الباقلى ، ثم عمي . أخذ عن البلخي الفيلسوف ، وكان إليه تدبير بيمارستان الري ، ثم كان على بيمارستان بغداد في دولة المكتفي ، بلغ الغاية في علوم الأوائل . نسأل الله العافية . وله كتاب : " الحاوي " ثلاثون مجلدا في الطب ، وكتاب " الجامع " ، وكتاب " الأعصاب " . وكتاب " المنصوري " صنفه للملك منصور بن نوح الساماني . وقيل : إن أول اشتغاله كان بعد مضي أربعين سنة من عمره ، ثم اشتغل على الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري ، الذي كان مسيحيا ، فأسلم ، وصنف . [ ص: 355 ] وكان لابن زكريا عدة تلامذة ، ومن تآليفه كتاب : " الطب الروحاني " ، وكتاب : " إن للعبد خالقا " ، وكتاب : " المدخل إلى المنطق " ، وكتاب : " هيئة العالم " ، ومقالة في اللذة ، وكتاب : " طبقات الأبصار " وكتاب : " الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب " وأشياء كثيرة . وقد كان في صباه مغنيا يجيد ضرب العود . توفي ببغداد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ." [4]
والحمد لله رب العالمين.
==============
[1] : ويكيبيديا : أبو بكر الرازي : آراء الرازي في نقد الدين
[2] : Wikipedia : Jennifer Michael Hecht
[3] : قصة الإسلام : جديد : الاستشارات : الاستشارات لدكتور راغب السرجاني (1) (2)
[4] : سير أعلام النبلاء : الطبقة السابعة عشر : محمد بن زكريا : مسألة: الجزء الرابع عشر
------------------------------------------
المؤلفات
المنسوبه لـ ابو بكر الرازي وارائه الفلسفية والتي تطعن بدين والانبياء . فالحقيقة لم يصل شيء منها
انما اخذت من مخطوطة منسوبه لابو حاتم الرازي ( وهو فيلسوف ومتكلم اسماعيلي) اسمه ( اعلام النبوة ) وضع فيها مقططفات من مؤلفات لملحد مجهول ( زعم البعض انه ابو بكر الرازي ) , الصفحة الاولى من هذه المخطوطة مفقوده فلا يعرف اسم الشخص والذي كان يرد عليه ابو حاتم !
يقول جورج طرابيشي في مقدمة هذا الكتاب
:" ومع ان الصفحة الاولى من النسخ المخطوطة قد سقطت وغاب بالتالي اسم الشخص الذي يتصدى مؤلف اعلام النبوة للرد عليه , فلا داعي للشك - لاسباب لا يتسع المجال هنا للخوض فيها - في ان من يسميه ابو حاتم في سار فصول كتابه
" الملحد" هو محمد بن زكريا الرازي ." اي ان نسبة كتاب مخارق الانبياء وغيره من مؤلفات تطعن بدين لابو بكر الرازي يرجع لظن اولا واخيرا
صدر الكتاب عن دار الساقي عام 2003 وتم تسميته بـ اعلام النبوة الرد على الملحد ابو بكر الرازي وهذا شكل الغلاف
وأحب أن أضيف أمرا مهما من خلال بحثي لم اعثر على اي دليل تاريخي يؤكد " كفر ابو بكر الرازي " الدليل الوحيد والذي اعتمد عليه الملاحدة والمستشرقين واخذ منها اقواله بنقد الاديان هي المخطوطة والتي نسبها المتأخرين للفيلسوف ابو حاتم الرازي والتي لم يذكر فيها اصلا اسم ابو ابكر ولم يعرف من كان ابو حاتم يرد عليه نظراً لضياع الصفحة الاولى من المخطوطة !!
الامر الاخر وهو الامر الهام
ان المدعو جورج الطرابيشي ( والذي يسمونه بالمفكر العقلاني ذو الخلفية النصرانية ويحتفي به اهل الالحاد ) والذي كتب المقدمة - التصدير - حاول فيها ان يصدر فكرة معينة ويثبتها في عاقل القارئ وايهامه بأن الملحد والذي كان يرد عليه ابو حاتم ( هو ابو بكر نفسه حتى لا يشك بمن هو المقصود في الرد ويسلم بنتيجة الاخيرة بأن الملحد هو ابو بكر ) بزعم ان كثيرون مثل الفارابي والاندلسي وغيرهم ردو على فلسفاته الكافرة ( ولكن بقدرة قادر لم تختفي مؤلفاته فقط ولكن اختفت ايضا ردودهم و انقرضت كما انقرض وجود الديناصورات ) ولم يبقى الا هذه المخطوطة والتي اخذ منها احد المستشرقين ولم يذكر فيها اسم ابو بكر الرازي على الاطلاق
من المحتمل ان يكون ابو بكر الرازي منحرف دينيا واخذته الفلسفة كما اخذت غيره ومن المحتمل لا
في كل الاحوال إيمانه او كفره له وحده
ولو فرضنا ان من كان يحاوره ابو حاتم هو ابو بكر نفسه فهو ليس بملحد محلد مثلما تعنيه الكلمة اليوم .. انما كان يقصد بالملحد من انكر النبوة وكفر بالاديان والشرائع وليس بالخالق .. وكفره لا يسيئ للاسلام ولا للحضارة الاسلامية العريقة
ولا بد للمتملحد ان يفهم ويعي حقيقة انه لولا الله ثم الخلافة الاسلامية والتي دعمت العلماء ووفرت لهم بيئة جيدة ليساهمو ببناء هذه الحضارة عبر العلم لم كان لهؤلا العلماء وجود ولو ان الاسلام لم يتفق مع العقل و يحث على طلب العلم لكانت الخلافة الاسلامية كـ بلدان النصارى بالقرون الوسطى في راجعية وتخلف ... تلاحق العلماء وتحرقهم وتحجب النور وتغرق في ظلام دامس
ولكن اتعرفون ماهو الجميل في الامر والذي لا يحب اهل الالحاد والوثن كالنصارى ان يلفتو نظر المسلمين اليه ؟
ان الحضارة الاسلامية كانت فعلاً راقية ومتقدمة .. الفكر يرد بالفكر .. يأتي زنديق او كافر ويؤلف كتاب يطعن فيه بدين فيرد عليه العلماء ويقيمون معه المناظرات والحوارات دون ان يمس .. ليس كحال البلدان النصرانية بتلك العصور والتي ما ان يتفلسف احد ما على الدين بما لا يعجب الكهنة او يقدم نظريات علمية لا تتفق مع الكتاب المقدس حتى صار مهرطقا مطلوب للعدالة الكنسية فيجزون راسه وراس اهله
والحمد لله رب العالمين
البحث بقلم الأخ "The Truth" والأخت "سـدرة " بحراس العقيـدة بارك اللــه فيهم ..
Bookmarks