المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاصد الحق
من الشبهات التي يوردها اهل الالحاد قول قائل : لقد عاب الله على الذين يتخذون من دونه الهة لا تنفعهم ولا تضرهم واستدل على ذلك بعدم نطقهم وكلامهم اذا دعوهم حين قال : ( فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون (91) ما لكم لا تنطقون ) وكذلك قوله : ( فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ) , ( قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ) .. ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ )
لكن الله وقع فيما عاب عليه تلك الالهة فلا نراه ينطق ولا يكلم خلقه وتدعوه وتسأله وتناجيه لكنك لا تسمع منه شيئا ولا ترى استجابة تذكر ! اولم يكن ذلك حال الالهة السابق ذكرها , الم يستدل القران على عدم النفع والضرر بعدم النطق والاستجابة !
فاين الله من خلقه ! ولما لا يكلمهم ويتواصل معهم , ولماذا يكلم انسانا في السر لينزل عليه كتابا في السر ايضا ثم يكلف ذلك الانسان في السر ايضا ان يتواصل مع الناس !
اليس الاولى ان يتواصل الله نفسه مع خلقه جميعا بدلا من ان يتواصل مع شخص واحد فقط , ما المانع من ذلك و أي الامرين اكمل وانسب , وايهما ادفع للفتن والظن والشك والريبة !
بانتظار مشاركات الاخوة الافاضل في تفنيد هذه الشبهة .
الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين
الحمد لله الذي ابتدرنا بفضله فخلقنا وهدانا وبين لنا سبيل الرشاد وجعل موعدنا الجنة فضلا منه ورحمة
الشكر الجزيل للعضو القدير قاصد الحق لمبادرته كي نحارب الالحاد مباشرة بدل الرد على المراهقين الذين يدخلون المنتدى الذين يعتقدون أن الشمس ثابتة وأن الانفجار الكمبري دليل على التطور و أنهم مؤهلون للحديث عن بلاغة القرآن.
الرد على المغالطة علميا
المغالطة التي أثارها الكافر العربي هو أن الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه ليس حجاجا بين نبي وملاحدة منكرون للربوبية بل بين نبي ومشركين وثنيين مثل مشركي مكة
وهؤلاء الوثنيين مقرون بالربوبية وخصائصها لقوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله "قرآن كريم
وقال تعالى " قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون ..." قرآن كريم
فهم يؤمنون بوجود الخالق عز وجل وما ينبغي له من السمع والبصر والتصرف واجابة الدعاء.
لكنهم يتخذون الاوثان ويسلخون عليهم بعض صفات الربوبية من التصرف في الكون واجابة الدعاء
فاستخدم ابراهيم عليه السلام معهم نوعا من الحجاج نسميه علميا " الحجاج باستخدام مثال مضاد"
فبرهن لهم عمليا بمثال مضاد أنهم لا يسمعون ولايبصرون ولا يتكلمون فثبت أنهم لا يتضمنون خصائص الربوبية وبالتالي فان عبادتهم باطلة.
وعندما تطور الحجاج بين ابراهيم عليه السلام وقومه لجأوا الى استخدام ما يسمى علميا " الحجاج بالسلطة" فهددوه بالحرق والنفي لفشلهم امام الحجاج العقلي.
الخلاصة
المغالطة في السؤال المطروح بسيطة جدا هو أن الحوار جرى بين نبي الله ابراهيم عليه السلام ووثنيين مقرون بالربوبية ولوازمها مشركون في الألوهية أي في العبادة.
لذلك لم يحاججه القوم بأن الله الذي يدعو لتوحيده أيضا لا يسمع ولا يبصر ولا يجيب الدعاء.
لأنهم مقرون له بذلك.
ويجب فهم الحوار داخل هذا الاطار فلو كان الحوار بين ابراهيم عليه السلام و منكرين للربوبية أصلا لما اتخذ هذا الشكل ولاختلف نوع الحجج المقدمة.
وقد تنوع الحجاج في القرآن بين الأنبياء وأقوامهم مثل الحوار بين ابراهيم عليه السلام ومدع للألوهية وهو النمرود فاختلفت الحجج والبراهين وحجاج موسى عليه السلام وفرعون ....الخ.
ملاحظة اذا لم تكن تفهم الفرق بين الألوهية والربوبية أشرح لك ذلك شرحا بسيطا ان شاء الله تعالى.
ودمت سالما
Bookmarks