حسنا , هذه الميول (( واقصد بهذه الميول : احساسي العميق بأنني اقرب للذكور رغم انني انثى 100% والحمد لله )) لم تكن عندي منذ الصغر ابدا و لا حتى كان لعشيرتي حالة سابقة كهذه كي نقول انها لربما انتقلت بالوراثة انما استطيع ان اخبرك تحديدا متى بدأت بالظهور , ففي اوائل فترة المراهقة كنت اشعر ان بداخلي في ذلك الوقت تحديدا اختلاط بين الصفات الانثوية والذكورية لكن الميول الذكورية هويةَ كانت هي المتحكم الاكبر في شخصيتي لربما بسبب اقتناعي العقلي الكلي بهذا الشعور بل احساسي بأنه امر واقعي تماما , ومما يرجح كون شعور مكتسب هو النسبة الكبيرة التي كنت اتعامل بها مع الذكور في الصغر فلدي اخوان كثيرون بينما لا املك سوى اخت واحدة نبذت التعامل معها حينما ازدادت عندي الميول الذكورية فقد كنت اتجنب الدخول في الاحاديث الانثوية معها او مع غيرها او حتى الاحتكاك جسديا بها بل كان الامر يزعجني نفسيا ويثير غضبي كثيرا وكان هذا الامر لا اراديا بل كان شيئا بداخلي يوعز لي بالتصرفات هذه من ناحية , اما من ناحية اخرى كان تعاملي مع والدتي نادر بل كنت أأخذ بيد ابي كثيرا , ولا اتذكر اني تعرضت لحادثة مثلا كانت سببا في نمو هذا الميول انما عشت طفولتي بهدوء واعتيادية كبقية الاطفال , بل الامر كان فجائي النمو ولم يأخذ فترة طويلة حتى انتهى وهناك امر اخر لربما زاد من ميولي هذه في مجتمعنا (( اقصد مجتمع عائلتي مع اقاربي )) يكون الشاب هو المسيطر الاكبر وله كثير من الحقوق بل له كل الحقوق اما النساء فيكفي انها تعيش في منزل مع اسرة لذا اظن ان نفسيتي لم تتقبل هذا الامر وأخذت ببناء منحى اخر لهويتي .
في فترة معينة من حياتي , اثناء بداية دراستي الثانوية تحديدا دخلت المدرسة وكان المجتمع انثوي 100% قطعا ولعل هذا كان من اكبر الاسباب التي زادت اضطرابي النفسي وتوتري من الفتيات وتجنبي الدائم لهن , بل كانت نفسي تصنع الحواجز بيني وبين الطالبات تجنبا للتعامل معهن .
الامر الذي كان يزيد الامر سوءا هو التعامل لفترة طويلة معهن في مجتمع الدراسة , فلا استطيع ابدا ان اتجنب الفتيات حتى لو لبست كيس بلاستيكي اسود ومشيت !
تخيّل الامر معي " لو أن احدا يضعك في ثانوية للفتيات وانت شخص متدين بطبعك تحاول تجنب النساء على قدر الامكان , يا ترى ماذا سيكون شعورك "
اظن ان نفسك ستبدأ بخلق حاجز بينك وبين التعامل مع الاناث حتى يكون هذا المجتمع الانثوي على بينة بأن ميولك الذكورية تفرض عليك الاختلاط بصورة تقيديه داخل هذا المجتمع بل الاكثر من ذلك ميولك النفسية هي الوازع في عدم انسجامك المباشر داخل هذا المجتمع و اتخاذك الانعزال وتجنب الاناث حلا شيئا فشيئا .
وهذا بالضبط ما كان يحدث معي , فكثرة التعامل القسري مع الاناث قد زاد من الطين بلة , فلقد حفز عندي الميول الذكورية بصورة اكبر و خلق عندي اضطربات نفسية كالقلق و الانعزال و الانفصام بالشخصية بالاضافة للتلبك الدائم و التوتر تحت وطئة اجتماع الميول الذكورية مع بدأ الميول الالحادية بالظهور , فلا اخفي عليك خبر توجهاتي الفكرية الالحادية المتزامنة بشكل غريب مع الميول الذكورية , كان الامر ابتلاءا كبيرا عانيت بسببه الكثير فقد كنت شديدة الحذر في التعامل مع اقاربي و عائلتي و اصدقائي من ناحية التعامل الفكري الديني ومن ناحية التعامل النفسي الذي يمثل هويتي , و الامر السيء أن الابتلائان لم يعلم بهما احد سوى البعض من الذين لاحظوا مزاجيتي المتعركة وحالتي النفسية العصبية والمتوترة , والالحاد لم يمنحني حلا لمواجهة هذا الابتلاء بل زاد من الامر وطئة فكما نعرف جميعا الملحد لا مصدر للاخلاق لديه ولا قانون يمنعه من فعل ما يريد لكني لم استطع يوما ان اتبّع مباديء الالحاد السافلة فلقد كان بداخلي وازع نفسي يمنعني من التقرب من الفتيات , بالاضافة الى لجوئي لذرات الاسلام المتبقية في داخلي من خلفيتي الاسلامية فقد كانت هي منقذي لمواجهة هذا الميول المقيت .
هناك حالة مررت بها و أكاد اجزم ان كل من كانت لديه ميول الذكورية مثلي قد مر بها .. في المدرسة كنت انجذب لبعض الفتيات ومع ذلك نفسي تتقزز من الاقتراب منهم او الاختلاط حتى كلاميا معهن , لكن هذا الانجذاب كان لا اراديا ايضا بل كنت احاول ان اتجنب هؤلاء الفتيات على قدر الامكان والمشكلة انني كنت اتعرض للتلبك و التوتر (( تماما مثل الرجل حينما ينجذب لأمراة معينة )) لكن الحمد لله كل هذا انتهى بعدما اهتديت للاسلام وتركت الالحاد بحيث شعرت ان ذلك الميول اخذ بالبرود والانتهاء يوما بعد يوم , واظن ان الامور العاطفية هي التي اسهمت نوعا ما بحل الوضع (( اقصد عندما صارحني احدهم بأنه يحبني هكذا شعرت بمشاعر غريبة جعلت هويتي الانثوية تبرز اكثر بكثير أي كان حافزا نفسيا قويا )) و ايضا كان لتفهمي حالي اكثر بواسطة المساعدة من على النت أي من خلال الحوار و محاولة التوصل لفكرة رئيسية حول سبب هذه الميول وكيفية التخلص منها كانت حلا مفيدا ايضا والمشكلة كانت نفسيا لا اكثر و لربما تختلف الحالة عند اخرين لكنها مهما اختلفت فلن تكون ابدا وراثية .
لم استطع الذهاب للطبيب النفسي فعائلتي لا تتفهم حاجة هذا النوع من الامراض لهكذا طبيب , فأضطررت لحلها بالطرق السابقة لكن فعلا انحلت وانتهت والحمد لله
Bookmarks