بالنسبة للتطوريين و الملاحدة فالتصميم الموجود في الكون و الكائنات لا يعني لهم شيئا سوى أنه نتيجة مصادفات ... ببساطة لأننا لم نرى خالقا بالجوار !! و لو أن الموضوع عن بلايين السنين و بلايين المجرات و بلايين الخلايا في كل مكان من الأرض و بلايين من الكائنات المتجددة.

فالقصة جد تافهة و لا تستدعي هذا الافتراض بوجود إله قادر حكيم عليم صانع يعلم ما نصنع !

و عندما ننظر في الكون و الكائنات أيضا فلا نجد نقصا في النظام العام و لا في النظام الخاص بكل كائن و لا في النظام الخاص بكل جزئية من كل كائن .. فهذا أيضا لا يحتاج لقول أكثر من الصدفة !

هم يحاولون التفلت من هذا الاستنتاج السخيف بطرق ملتوية و باسم العلم .. فيدورون و يدورون و يعودون إلى القول الأول : الصدفة .. لأنه لا شيء يتحكم حقيقة في الشيء الذي لا يتصرف إراديا إلا الصدفة أو شيء عاقل مريد.

السؤال إذن للملاحدة و التطوريين و مثله سنوجهه للربوبيين و اللادينيين بخصوص الاسلام :

الطبيعة هي المادة المكونة لي و لك فهي أنا و أنت و تلك الشجرة و هذه القطة و ذلك الحصان و تلك الخلية .. و هي في مادتها ليست عاقلة و لا واعية و لا مدبرة : فهي علميا جاهلة عاجزة أمية لا تميز بين 1 و 2 و لا بين x و y.
حسنا، لماذا نجد جسم الانسان مثلا على نسق تام في تركيبه الفيزيولوجي و في تركيبه العقلي و النفسي الانفعالي .. إلا أن يعتري شيئا من ذلك خلل ليس يعود إلى أصل التركيب و لكن للسبب العارض ؟
لا نريد هنا التحدث عن تفاصيل خلق الإنسان فكلنا نعرفها بالجملة .. بل إن هناك تفاصيل أخرى بالمئات لم يطلع عليها إلا المتخصصون في علوم الأحياء و الطب.

فهل وجدنا أحدا من هؤلاء يقول مثلا : ينقص الإنسان كذا في مكان كذا ؟ و على الطبيعة استكماله ؟

السؤال مثله نوجهه للربوبيين و اللادينيين حول الاسلام :

رجل أمي عاش قبل 1400 عام مغمور ليس بشاعر و لا أديب و لا عالم بالأديان و لا بالتاريخ و لا بأصول القضاء و الحكم و لا تعمق في مبادئ الأخلاق و الآداب و أصولها .. و لا اشتهر بين قومه بأي علم من العلوم و لا بأي فن من الفنون ... كيف ياتي بين عشية و ضحاها بكتاب غاية في الكمال البياني معجز تضمن تحديا معلنا .. محتو مع ذلك و مع قوله و سيرته على دين كامل لم يدع شيئا و لم يفرط في شيء ففيه كافة التفاصيل التي يحتاج إليها البشر حتى التفاصيل النفسية .. دين يتبعه عليه بلايين عقلاء البشر و علمائهم عربا و عجما إلى يومنا هذا ؟؟؟؟

ستقولون نفس الشيء وقع مع اليهود و النصارى فهم في الواقع إنما اتبعوا بضعة أشخاص زعموا امتلاك الحقيقة الإلهية و التفسير الالهي للكون ؟

الجواب : نفس الشيء نقوله مع الدين الحقيقي الذي هو مصدر هذه الأديان .. فهم في الأصل لم يتبعوا إلا أنبياء و هم موسى و عيسى ... فهل من العادة أن يكتسب الناس علوما و آدابا لا تحصى من فراغ أو أن يتبع البشر جاهلا أميا لا يفرق في أكثر الأمور بين 1 و 2 و بين x و y ، أو لنقل لديه فقط علم و خبرة عاديين و لا اشتهر بأن أحدا علَّمَه .. بل الواقع أنه اشتهر بالمعجزات البينات الدالة على رسالته كما هو شأن الأنبياء ؟