طالبان حركة إسلامية سنية تعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه.
حرصت حركة طالبان على تنفيذ الشريعة الإسلامية تنفيذا حازما ولذا قامت بتدمير وإزالة ما تسميه طالبان الأصنام وهي تماثيل بوذا التي تمثل حقبة هامة من تاريخ الحضارة البوذية في وسط آسيا.
ومع أن حركة طالبان قد طبقت الشريعة الإسلامية بحذافيرها إلا أنها لم تنتصر وإنما هُزمت هزيمة نكراء على يد أمريكا وأعوانها ومزقت شر ممزق ولجأت إلى الاختباء في الجبال.
وهنا قد يتساءل أحد المسلمين متعجبا: كيف هُزمت طالبان مع أنها نصرت دين الله وطبقت شريعته؟.
فيجيبه مسلم آخر بأن الفيصل في المعارك الحربية هو ميزان القوة بما يشمل من عدة وعتاد وتدريبات وخطط حربية محكمة وبالطبع فإن ميزان القوة لا يميل إلى أمريكا فقط وإنما يطيش بكفة طالبان تماما.
وعليه فقد يستنتج من كلام هذا المسلم الثاني أي مسلم عاقل أنه لا علاقة للإيمان بالنصر والهزيمة ومن باب أولى لا علاقة للدعاء كذلك بالنصر والهزيمة وهنا قد يتساءل: إذا كان الأمر كذلك فكيف نفسر قوله (ولينصرن الله من ينصره) و(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) و(وإن جندنا لهم الغالبون) وقوله (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
وقول النبي (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) ودعاءه بأن لا يسلط الله على الأمة عدوا من غيرهم حتى يكون بعضهم يهلك بعضا؟
ألم تكن حركة طالبان ممن تشملهم هذه الآيات والأحاديث وكذلك المجاهدون في كشمير والشيشان والفلبين وغيرها من الأماكن؟
وهنا ينصحه مسلم رابع بأن يمسك عن الكلام في هذه الآيات والأحاديث حتى يجد لها المسلمون تفسيرا مناسبا!
فما هو التفسير المناسب لمثل هذه الآيات والأحاديث أيها المسلمون؟
Bookmarks