لم يبق إلا أن نشكر الدكتور الحبيب هيثم على مجهوداته ونيته في هذه الدنيا الفانية وأن نسأل الله باسمه الأعظم أن يوفق الأخ أبا عدنان للهداية وأن يشرح صدره للإسلام ...
والأخ أبا عدنان كنت سألت الدكتور الطيب بو عزة فأجاب :
ما هي المسلّمة الفلسفية التي تقوم عليها الممارسة العلميّة؟ يُحدّد الفلاسفة المدلول الغائي للعلم في كونه نشاطاً عقلياً يستهدف فهم الطبيعة. وبتحديدهم هذا يتضح أنّ التفكير العلمي يرتكز ابتداء على فكرة مبدئية مسبقة تتمثل في الاعتقاد بقابلية الطبيعة للفهم والعقلنة، وإلا ما جعلها العلم موضوعاً لعملية الفهم والتعقيل. وهذا ما يصطلح عليه فلسفياً بمسلّمة "محايثة العقل للوجود"؛ أي أنّ الوجود الطبيعي منتظم على نحو معقول وقابل من ثمّ للتفسير .
كيف يقارب العلم الوجود الطبيعي هذا الذي كان لا بُدّ له حتماً من التسليم بمعقوليته؟ وما هي المحدّدات التي اشتغل بها في مقاربة الوجود؟
إنّ الطبيعة مجموعة أشياء وظواهر محكومة بالصيرورة والحركة، وللإمساك عقلياً بهذا الوجود الطبيعي، كان لا بُدّ للعلم من أن يصطنع أداوت ووسائل لتمكينه من إدراك الكون. ومن بين أهم هذه الوسائل المفاهيم: فامتداد الأشياء والظواهر يقاربه العلم بمفهوم المكان؛ وصيرورة الوجود؛ أي حراكه، يقاربه بمفهوم الزمان... ثم إنّ تتالي الظواهر واحدة تلو أخرى جعل العلم يصطنع مفهوم العلاقة السببية/الحتمية لعقلنة هذه الصيرورة. وعندما يضع علاقة سببية يحرص العلم على صياغتها رياضياً، حيث ينزع العلم الحديث نحو تكميم الظواهر، بناء على اعتقاده بأنّ "الكون مكتوب بلغة رياضية" كما يقول جاليليو .
والحمد لله الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ...
Bookmarks