مرحبًا بالأحباب مجددًا؛
مرحبًا بالزميل المحترم أبو عدنان؛
تطور رائع ومُبشر في حوارنا.
لكن لم أرصد أي تعليق لك على أهم ما في مداخلتي مثل:
1- نصب المنجنيق لدك نسبية المعرفة.
2- ردم الهوة بيني وبينك.
ما هذا يا أبا عدنان!استناج غير صحيح نتيجة للخلط بين حد ابستيمولوجي وحد انطولوجي
هل يعني ان قلت ان النسبية صفة للمعرفة الانسانية وتوقفت . يحق لك منطقيا ان تستنج ان "العالم الخارجي" مطلق !!!!!
هل يعني انه اذا قال الاستاذ لاحد طلابه - وهما اثنان فقط - انت ذكي ستستنتج منه منطقيا ان الطالب الاخر ليس ذكي !!!
هل أنت نسيت مجرى حوارنا ؟
أنا سألتك إن كانت النسبية عندك إبستمولوجية أم أنطولوجية؛ معرفية أم وجودية؛ فأنت قلت بالحرف الواحد" الجواب سيكون النسبية صفة للمعرفة البشرية "إذن أنت الذي نفيت النسبية عن الأنطولوجية ولست أنا.
ولو كنت تقول بنسبية الأنطولوجية لقلت النسبية تشمل الأمران معًا، لكنك قلت " الجواب سيكون النسبية صفة للمعرفة البشرية "
إذن عندما تأتي وتنتقدني لإلزامك بمطلقية الأنطولوجية؛ فهذا يُسمى طبيًا اعتلال الذاكرة المتكرر Reduplicative Paramnesia، فأنت نسيت مجرى الحوار أو لنقل أخطأت في الجواب!
والآن المفاجأة:
مرض اعتلال الذاكرة المتكرر Reduplicative Paramnesia هو خلل عصابي يطابق الحالة اللاأدرية في كونه مرتبط بخلل معرفة الواقع -نسبية الأنطولوجية-كأحد عوارضه الأساسية، فسبحان مَن جعل من الكفر داءًا ومن الإيمان شفاءًا ورِيّا.
أقول مرة أخرى: مرض اعتلال الذاكرة المتكرر أحد أعراضه الأساسية هي: نسبية الوجود الأنطولوجي الخارجي، فالذي يصاب بهذا المرض لا يستطيع الوصول لحقائق موضوعية عن العالم الخارجي.
إذن اللاأدرية هي خلل عصابي وهلاوس عقلية وليست وظيفة مخية سليمة، وتتطلب علاج مباشر، والدواء المتوفر في مصر لمرض اللاأدرية الوجودية هو أقراص alzmenda، إذن اللاأدرية الأنطولوجية هي إدراكات لوظائف مخية مرضية بإجماع علماء الطب النفسي، إذن يا صاحبي عقيدتك التي أنت تَكرِز -تُبشر- بها هي عقيدة مرضية تستوجب العلاج فورًا، يعاني منها شرذمة قليلة من البشر نابعة عن خلل دماغي.
وأنا الأن بناءًا على ما سبق أتحداك أن تُثبت أن اللاأدرية وظيفة عقلية سليمة، وإذا فشلتَ في التحدي انتهى الحوار ووجب العلاج!
وهذا هو سؤالي الأول لك في هذه المداخلة!!
هذه العبارة تنسف لا أدريتك يا صاح؛ فمن أين لك بالحد الماهوي بين الذات والعالم الخارجي؟لكن في عبارتنا السابقة لسنا امام محمول واحد بل محمولين منطقيين الذات و"العالم الخارجي"،
أنتظر جواب مباشر؛ وأعتبر هذا سؤالي الثاني في هذه المداخلة! من أين لك بالحد الماهوي بين الذات والعالم الخارجي؟
من أين لك أن الذات محمول آخر غير محمول العالم الخارجي؟
هل أنت لا أدري في كل الأوقات ؟ أم تتوقف عن اللاأدرية حين تُحرر لا أدريتك ؟ وهذا هو سؤالي الثالث في هذه المداخلة !
هذا التفصيل الذي أنت تقوم به يعني إثبات حقيقة للذات، وإثبات حقيقة للعالم الخارجي، وبالتالي فإعطاء أي تصور لأحدهما ينسف نسبيته وبالتالي ينسف لا أدريتك!
نفس الإشكالية؛انت تقابل بشكل خاطيئ بين حدين متنافرين اي بين الذات والعالم الخارجي بين حد ابستمولوجي وحد انطولوجي بمعنى ابسط وكلاسيكي بين العقل والمادة
مِن أين لك بوجود الحدين المتنافرين ؟
مِن أين لك بتقرير هكذا حقيقة ؟
أنتظر جواب مباشر؛ وأعتبر هذا سؤالي الرابع في هذه المداخلة، مِن أين لك بوجود الحدين المتنافرين ؟ مِن أين لك بتقرير هكذا حقيقة ؟
نحن نحاور لا أدري حين يُسفسط، وأدري جدًا حين يُقرر لا أدريته!
صدقني يا أبا عدنان لو كنت في أحد حلقات بورتراغوس لاتهمك بأنت دسيسة الغنوصيين!
صدقني يا أبا عدنان أنت تتحاور مع أشباح معرفية!تحاول تعسف علاقة بينهما وهذه وجهة النظر الكلاسيكية اي الفلسفة ما قبل الكنطية والتي تم تجاوزها تماما من قبل المفكرين فيما بعد باستثناء فقط بعض الواقعيين الذين لا يزالون يحنون الى المنهج الارسطي العتيق والعقيم
ان النظرة الفلسفية المعاصرة والتي يدين بها اغلب المشتغلين بالفلسفة لكنط هي المقابلة بين الذات والموضوع
ولك ان تضع في الموضوع ما تشاء لكنه في الاخير لن يخرج عن كونه موضوعا داخليا امام الذات
مَن قال لك يا رجل أني أتبنى هذا الطرح؟ أو ذاك؟
ومَن قال لك أن الكانطية أصح من غيرها؟
ومَن قال لك أن كثرة المشتغلين بفرع ما يدل على صحة الفرع أو صحة القضية ؟
هل هذا يعني أن النسبية طاشت من ذهنك وصار ما يتوصل إليه الفلاسفة يمثل حقيقة بالنسبة لك ؟
مالي أراك تنكص على عقبيك ؟ فتارةً تثبت نسبية كل شيء وتارة تتبنى أقوال أغلبية الفلاسفة المعاصرين، وتارة تثبت نسبية المعرفة الانسانية، وتارة تحرر ما توصل إليه الفلاسفة المعاصرون كحقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، يا رجل حرر عقيدتك أولاً، واعرف على أي ثغرٍ تقف، ولا تكن كحاطب ليل، أو كبغي لا ترد يد لامس!
هل أنت تُسلم بما يذهب له أغلبية الفلاسفة المعاصرين ؟ أغلبية هؤلاء ينادون بالتأييد التام للمنطقية الوضعية logical positivism وليس اللاأدرية المعرفية، ويحاصرون أي معرفة تأتي من خارج المُعطى المادي physicalism فهل أنت تؤيدهم في ذلك ؟ أنتظر جوابك وهذا هو سؤالي الخامس!
هل تُسلم بالمنهج التجريبي المعياري Standard Empiricism هل تُسلم بالفرق بين التحقق Verification والتخطئة Falsification هذا أصل فلسفة العلوم الآن، وهو المعيار الذي تقاس عليه الفرضيات، ويدعمه أغلب الفلاسفة المعاصرين، فإن كنت تدعم ذلك فأنت غنوصي أدري، وإن كنت لا تدعم ذلك فلا يحق لك الانتساب لما يذهب له الفلاسفة المعاصرون، وأنتظر اعتذارك لإقحام نفس في سُلة الأدريين !
وإذا لم تفعل هذا أو ذاك فقد حكمت على معتقدك أنه تهريج ولعب عيال!
أريد أن أعرف سابق لك في هذه المقولة حتى أستفيد منك! وهذا هو سؤالي السادسمع التنبيه انني اتخذ من مفهوم العالم الخارجي في مداخلتي هنا كحد منطقي لا انطولوجي
هل أنت بذلك تُقرر أن نسبية المعرفة خاصة بالنوع وليس بالفرد ؟ان صفة نسبية المعرفة مضافة هنا للبشر أي للعقل البشري عامة وليس لكل فرد على حدة
هل هذه هي اللاأدرية التي أنت تُبشر بها؟
هل يختلف اثنان في نسبية المعرفة بالنسبة للنوع؟
تفاضل العقول، وتعدد التصورات هو ما قرره أئمة السلف، فهو أصل عندنا؛ يُنظر المسودة 2-982
إذا كان هذا هو منتهى لا أدريتك، فمخبول مَن يصفك باللاأدري!
لكن أخشى وأُرجح أن يكون هذا فقط من أعراض اعتلال الذاكرة المتكرر Reduplicative Paramnesia !
اهاان نسبية المعرفة كما نبهت الى ذلك سابقا تستغرق جميع ذوي العقول المفكرة
وبالتالي وداخل هذا الحيز النسبي يمكن ان يتحاوروا ويتفاهموا لان لهم نفس الادوات والمقولات العقلية
هل أنت تُقرر هنا وجود المقدمات العقلية البديهية الأولية A-Periori إذا كان الأمر كذلك فهذا أصل قيام الحُجة على الخلق ومناط التكليف، وهنا يقفز السؤال المباشر: ما هو المبرر المادي لوجود المقدمات العقلية الأولية الت يحق من خلالها للبشر أن يختلفوا وأن يتحاوروا وأن يحتكموا للحق في النهاية ؟ ما هو المبرر المادي لامتلاك نفس الأدوات والمقولات العقلية للبشر جميعًا ؟
هل تبادل أيونات الصوديوم والبوتاسيوم داخل الخلايا العصبية يُفرز مقدمات عقلية نحتكم أنا وأنت لها الآن؟
خلاصة الوظيفة الدماغية هي: تبادل أيونات صوديوم وبوتاسيوم، وهذا التبادل يمكن ببساطة اجراؤه على ورقة ترشيح في المعمل، فهل ستمتلك ورقة الترشيح مقدمات عقلية تحتكم إليها عند النزاع ؟
هل تعلم أنك بهذا تُقرر صحة المبدأ الديني في أصله وصحة المبدأ الغائي لوجودنا teleological، وأن القضية أبعد ما تكون عن العبثية!
والآن سؤالي: كيف أفرزت تبادلات الصوديوم والبوتاسيوم العقل الأخلاقيmoral والعقل الأدبي ethical والعقل العاطفي emotional والعقل القيميvalue-oriented والعقل الغائي teleological والعقل الإنساني anthropic والعقل الجمالي aesthetic ، وكيف قبل كل ذلك امتلك العقل المقدمات الأولية A-Periori التي نحتكم أنا وأنت لها الآن على حد قولك؟ هذا هو سؤالي السابع الذي أنتظر جوابه
يا رجل هل أنت تهرج ؟ان نظرية النسبية الخاصة لاينشتاين قادت علم الفيزياء إلى التخلي إلى الأبد عن لا نسبية او مطلقية كل من المكان الزمان و السرعة والحركة ذلك أن أينشتاين أثبت أن علاقات المكان والزمان وقوانين الحركة لايمكن تعريفها إلا بوصفها الموقف الشخصي للمراقب ولظروفه المادية وبفضل النسبية الخاصة أضحى لمراقب فجأة جزءا أساسيا من عالم الفيزياء. ولم يعد في مقدور الباحث العلمي أن يعتبر نفسه متفرجا حياديا كما في نظام نيوتن والفلسفة الكلاسيكة والنظرة العامة الساذجة .
اخشى ان تقول ان هذه الاكتشافات ايضا مهزلة وفضيحة انها تعلمك بالضبط كيف يمكن للعلم ان يكون نسبيا ومع ذلك موضوعيا وهاته هي النظرة التي اتبناها
ألم أقرر أنا هذا الأصل في الجزء الأخير من مداخلتي الأخيرة بعنوان ردم الهوة ؟
أليس هذا إلزام لك أنت ؟
ألم أقل أنا بالحرف " النسبية المعرفية اللاأدرية التي كان ينادي بها أبو عدنان أوضحنا أنها وهم فارغ؛ فللأشياء حقيقتها الموضوعية الخارجية المستقلة، وللأشياء رصدها الحقيقي الموضوعي الداخلي المستقل أيضًا، فنحن نعرف أن اللون مجرد موجات، نعرف أنه في الخارج الموضوعي مجرد موجات، ونعرف أن رصدنا له هو لون مميز له معنى، إذن الحقيقة موجودة وليست نسبية، لكن تباينها في حقيقتها عن رصدها لا علاقة لهذا التباين بالنسبية، ولذا كان مدخل الشيطان على أبو عدنان من هذه الجهة فكان أبو عدنان يظن أن التباين بين الرصد والشيء في حقيقته هو نسبية وهذا خطأ شديد وخطل شيطاني غريب، إذ لو كان الأمر كذلك ما عرفنا الأشياء في حقيقتها، وما عرفنا أن اللون موجة والصوت موجة، وكل ما حولنا ليس له معنى إلا بوقوعه في عقولنا، إذن نكرر مرةً أُخرى لمزيد بيان: الأشياء الخارجة لها وجود موضوعي مستقل، والرصد الذهني العقلي البدني هو رصد موضوعي مستقل قد يخالف الهيئة التي تبدو عليها الأشياء في حقيقتها لأن العقل ليس مرآه عاكسة، وإنما هو يعطي للأشياء معناها ولذا فهو هبة الله للإنسان وهو مناط التكليف، ولا معنى للبدن بدون العقل، فبه ندرك الأشياء بمعناها لا بحقيقتها الغرورية الظاهرية التي بلا معنى، والتي هي في لامعناها لها وجود موضوعي نحترمه ونرصده لو أردنا أن نرصده فنحن نعرف طول الموجة الضوئية بالضبط ومعامل الانكسار وزاوية الانكسار! "
بل صدقني يضر بمصداقيتك أنت والدليل أنك لم تُجب عن السؤاليا رفيقي لما لا تعرض هاته المشكلة على أي من المشتغلين بالفلسفة ،فان لم يقل لك ان هاته المشكلة تحتل الصدراة في نظرية المعرفة وقال كما تقول عنها انت يحق لك ان تنه الحوار منتصرا
اما ان تعيد تكرار انها فضيحة ومهزلة وانت تجهل تماما ما تتكلم عنه فاعتقد ان هذا يضر بسمعتك العلمية
وسؤالي مرة أخرى وهو السؤال الثامن في هذه المداخلة: هل الكون معقول وممكن القياس أما لا ؟هل الكون يتيح نفسه للفهم أم لا ؟
إذا لم تُجب عنه فاعلم أن القضية هي خشيتك من التناقض- في حال أجبت ب نعم -أو مخالفة الموضوعية التي يتفق عليها البشر - في حال أجبت ب لا-والتي أنت جعلتها أصلاً!
كلام جميل واجمل منه هاته العبارة " ويتخلى عن معناه وربما وجوده إذا غِبنا عنه،"
تامل يا رفيقي جيدا في عبارة ربما وبالفعل فنحن لا ندرك الاشياء في ذاتها الا اذا حظرت لاذهاننا ولكن حظورها في اذهاننا يعني انها تخلت عن ذاتها واصبحت لذاتنا اي انها نسبية لنا ،وربما تكون هاته الاشياء نسخ طبق الاصل لاشياء العالم الخارجي مزعوم اووربما لا تكون لا ندري .....
هذا يعني أنك لا تعرف شيء عن العلم الطبيعي؛ اعذرني!
اختلاف الرصد عن حقيقة المرصود يوفر كلاهما العلم الطبيعي نفسه، وبالتالي لا مكان للنسبية المعرفية!
سأشرح لك المعنى من خلال مثالك الذي أنت ضربته منذ قليل: نحن نستطيع أن نعرف الزمان الذي يمضي علينا في حال السير بسرعة أكبر مما نحن عليه الآن، فالزمن نسبي، ولا يعني ذلك نسبية المعرفة فمعرفتنا موضوعية مستقلة ورصدنا لها موضوعي ورصدها هي في ذاتها أيضًا موضوعي، لكن يختلف التأثير بقدر السرعة وهذه هي النسبية، وهذه شيء ونسبية المعرفة شيء آخر تمامًا!
هل علمت الآن أن تصورك لمثال أينشتاين يدل على جهلك المطبق بمعطى العلم الطبيعي!
هل كنت تتخيل أننا لا نعرف الزمن لو زادت السرعة وبالتالي معرفتنا نسبية ؟ يا صاح! النسبية مرتبطة بتغير السرعة وليس بالمعرفة في ذاتها ولا بالشيء المرصود في ذاته !
أُكرر مرةً أُخرى: النسبية مرتبطة بتغير السرعة وليس بالمعرفة في ذاتها ولا بالشيء المرصود في ذاته !
هذه العبارة كفيلة ببيان خطل مذهبك وجهالته وعقمه وخطأ تحليلك للأمور ورؤيتك للواقع ومعرفتك بالعلم وبالتالي كل ما بنيته على الباطل فهو باطل!ّ
وبالتالي فسؤالي التاسع لك هو أن تُجيب عن سؤالي السابق!
توقفك هذا بلا دليل، والأصح والأقرب للعقل والمنطق التسليم بأن عملية المعرفة وعملية عقلنة العالم لا تتيحها المادة في ذاتها لأنها في ذاتها بلا معنى ولا عقلية، وبالتالي فالتصور الديني هو الأسلم والأحكم والأكمل بل ولا يتيح العقل غيره، بدليل أنك توقفت ولم تطرح البديل! وبالتالي فالإيمان الديني هو التصرف الأعقل.كلام اجمل فالعقل البشري هو الذي يسيطر على الموضوع وهو المركز تماما في عملية المعرفة ولا قيمة لاشياء هذا العالم في ذاتها او معنى في ذاتها لكن هنا اختلف معك اختلافا طفيفا فانت ترى ان الله هو الذي يعطي المعاني والقيم للاشياء ،اما انا فاتوقف عن هذا وتتساوى عندي بعدها كل الاحتمالات
هذا ليس جواباً في حد ذاته وإنما هو إرجاء المطلب المعرفي الذي يرومه السائل إلى حل لا يحمل في داخله تفسيرًا ولا معنى للقضية،المثالية الالمانية حينما رات عدم معقولية العالم بدون الانسان جعلت من الانسان هو الاله
فهو إفتراض متهافت لعلة وسيطة لا يجد العقلاء من القرائن ما يوحي- ولو من بعيد - بوجودها أصلاً!
إن مشكلة الإجابة هي مشكلة نفسية بالأساس، تتمثل في كراهية الدخول في مقتضيات إثبات علة خارجية، تستلزم وجوب الخضوع والتأليه والعبادة!
ثم إن من مسلمات مُعطياتنا عن عقلنة العالم أنها لا تتيحها المادة في ذاتها كما حررنا قبل قليل؛ لكن يبدو أن هذه الإجابة الساقطة من تلقاء ذاتها هي الوحيدة المتاحة في مقابل الدين!
هذه العبارة كفيلة بأن تحكم بغباء معتقدك، وشروذ ذهنك! فهل الدين وليد معرفتنا بأن الأشياء في ذاتها تختلف عن حقيقة رصدها؟مؤلفوا الدين حينما راو عدم معقولية العالم بدون الانسان افترضوا كائنا ووصفوه بكل الصفات المطلقة التي من شانها ان تجعل العالم معقول ،وتنتهي المشكلة بايجاد حل سهل ومريح
هل مؤسسوا الديانات هم علماء كوانطا ؟
هل أنت مهرج يا رجل؟
أشعر الآن أنك في موقف عسير وصعب، فاضطررت للهلفطة بديلاً عن الحوار!
إن مطلب الألوهية مطلب توافرت عليه الفلسفات والنبوات، ودلائله البرهانية ماثلة في الأنفس وفي الآفاق، وبواعثه النفسية مركوزة في العقول وفي الوجدانات!{فطرت الله التي فطر الناس عليها} ﴿٣٠﴾ سورة الروم
لكن هذا المطلب الوجودي الذي لا ينفصل عن الإنسان، يؤرق الملحد واللاأدري وكل كافر ولا يجدوا له في فلسفتهم المادية تحليلاً أو تفسيرًا فيفترض أحدهم أن نشأة الدين كانت عبر نظرة الإنسان البدائي في صفحة الكون، وعدم معرفته سبب الظاهرة فيقوم بنسبتها إلى خالق غيبي!
وللإنسان أن يتسائل هنا: كيف يكون النظر في الكون أو ظواهره سببًا في إيقاظ الشعور الديني العميق عند جميع الأُمم ؟
ما علاقة حدوث ظاهرة كونية بظهور دين له مراسميه وطقوسه والتزاماته الأولية ؟
إن استمرار أية ظاهرة كونية على نسق واحد يجعلها أمرًا مألوفًا، لا يُلفت النظر ولا يحتاج إلى تعليل!
بل إننا لو استخدمنا هذا المقياس القاصر الإختزالي في تحليل الأمور، فإن العكس هو الحاصل دومًا؛ فباعث كل الديانات هو روح العظمة والقوة وليس الإستسلام أو الجُبن أو الجهل أو الخوف البدائي!
ويفترض الآخر وهو ابو عدنان أن اختلاف الرصد عن حقيقته في ذاته هو السبب في نشأة الدين! وهكذا كل شخص يهلفط حتى يجد مبررًا لكفره وعناده، ومبررًا لإيمان بقية البشر!
مِن أين جاءت فكرة الإله الأكبر فاطر السماوات والأرض يا دُعاة التحليل المادي، ويا دعاة اللاأدرية؟
وعلى غرار أي جماعة طُبعت هذه الصورة، وكيف قامت الدعوات لها عبر كل التاريخ وكل الجغرافيا ؟
هل عندكم من تحليل واحد مادي لهذه الحقيقية الأولية في الوجود الإنساني؟
إن الذي يقرره علماء تاريخ الأديان أمثال لانج Lange وباسكال Pascal وشميث Schmitt وبروس Bruce وكوبرز Coopers وغيرهم، أن التوحيد وعبادة الله الواحد كانت سابقةً على التعدد وصناعة الآلهة الوثنية.
إن التحليل المادي للظاهرة الدينية هو تحليل أجوف قاصر اختزالي إلى أبعد حد!
إن الحقيقة التي يجب أن نُحررها هنا أن الأديان هي التي سارت إلى الإنسان وهي التي نزلت إليه، ولم يصعد هو إليها، ولم يؤلفها البشر -كما يزعم المهلفط- وأن الناس لم يعرفوا ربهم بافتراض العقل البدائي وإنما بنور الوحي !
نعم إن الناس لم يكونوا كلهم أوفياء بالوصية المقدسة، لكن هذا التعليم الإلهي لم يُمح أثره محوًا تامًا من البشرية، ولذلك ظلت فكرة الألوهية والعبادة والتوحيد واختلاط المقدس بالوثني سمة ظاهرة في الحضارات والأُمم.
إن الدين تجربة وجدانية فطرية أولية خالصة؛ بل هوأسبق في العقل من كل الأوليات وهو جماع كل الحقائق الإيجابية وأصل المعرفة وأصل الأخلاق والقيمة والحق والكمال، وكما قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله" إن كل خيرٍ في الأرض فمن آثار النبوة."
وقال ابن القيم رحمه الله " لولا النبوات لم يكن في العالم علم نافع البتة."
فالدين ضرورة عقلية فطرية وجدانية أولية روحية خالصة!
ولا يُعرف ما الإنسان ولا قيمته، ولا يتم التأسيس لأخلاقياته إلا تحت راية النبوات.
إن الدين حقيقة أولية في النفس الإنسانية لا تحللها حتميات مادية، ولا الرؤية الإختزالية العبيطة التي ساقها صاحبنا أبو عدنان؛ وبالمناسبة هنا فأنا اعتمدت على حُجتي في وجود الله من خلال نظرتك أنت للعالم يا أبا عدنان، وهذه ليست الحجة المعتادة للدين، بل لا أعرف لي سابقًا فيها، فهل أنا مؤسس الديانات أيها العدنان ؟ إن الدين جوهر الوجود الإنساني وفي كل شيء له شاهد وحجة ماثلة، ولا ينكص بكل هذا إلا مخبول العقل هذي الذهن، كافر بكل شيء قبل أن يكفر بخالقه!
إن التسليم لله هو نهاية قصة المصير الإنساني سواءً شئنا أم أبينا، إنه الإستجابة المُثيرة للقضية الإنسانية الكُبرى.
الآن أمامك يا أبا عدنان تسعة أسئلة في هذه المداخلة أنتظر الإجابة عليها مباشرةً!
Bookmarks