لا تكاد تمر على فتوى أو موقع إسلامي أو مقالة تدعو إلى ترك البكاء والنحيب على ذهاب عزة الأمة الإسلامية إلا وتراهم يستدلون على كيد اليهود والصهاينة الأعداء بخرافة أدبية يسمونها ( بروتوكول حكماء صهيون ) ، وهذا الكتاب الأخير من أكبر الأدبيات المعادية للسامية في التاريخ - حسب الويكيبيديا - ويحتوي على ثلاث وعشرين بروتوكولا هم كالتالي :
"البروتوكول الأول : الثورات والحروب والفوضى
البروتوكول الثانى : الهيمنة على التعليم والصحافة والرأى
البروتوكول الثالث : إسقاط الحكم وإبادة الارستوقراطية
البروتوكول الرابع : السيطرة على التجارة وتدمير الدين
البروتوكول الخامس : ابعاد السياسة عن مضمونها
البروتوكول السادس : الهيمنة على الصناعة والزراعة
البروتوكول السابع : التحريض على الحروب العالمية
البروتوكول الثامن : إبعاد القوانين عن مضمونها
البروتوكول التاسع : بذر العملاء وتدمير الأخلاق
البروتوكول العاشر : انشاء الدساتير المهملة
البروتوكول الحادى عشر : رئيس الجمهورية له جميع الصلاحيات
البروتوكول الثانى عشر : الهيمنة على النشر والصحافة
البروتوكول الثالث عشر : تغييب الوعى لدى الشعوب
البروتوكول الرابع عشر : البعد عن الدين
البروتوكول الخامس عشر : نتظيم الخلايا السرية والانقلابات
البروتوكول السادس عشر : إفساد التعليم وانتشار الجهل
البروتوكول السابع عشر : التخلص من السلطات الدينية
البروتوكول الثامن عشر : تدابير الدفاع السرية والعلنية والتي تؤدى إلى السيطرة على الحكم
البروتوكول التاسع عشر : الشغب السياسي والأعلان عن الجرائم السياسية
البروتوكول العشرون : ركود رأس المال واغراق الدول في الديون
البروتوكول الحادى والعشرون : تحويل تلك الديون إلى ما يسمى باليون الموحدة والإفلاس
البروتوكول الثانى والعشرون : نتائج القرون الماضية والمستقبل الخيّر لليهود
البروتوكول الثالث والعشرون : ابادة المجتمعات السابقة واعادة بناءها في شكل جديد - المختار من الله (شعب الله المختار)"
وأي قارئ محايد لهذه البنود يمكن له أن يتبين وبسهولة أنها مجرد أكاذيب وخرافات لا سند تاريخي لها ، - ولا أقصد هنا الدفاع عن الصهاينة الأنجاس طبعا - ... وتستعمل هذه الوثائق غالبا لترسيخ فكرة المؤامرة في النفوس وأن المسلمين مكيد لهم وأن سياسة العالم بأسرها موجهة ضدهم ، وهذا الموضوع وإن كان فيه حق إلا أن فيه مبالغات كبيرة.
ويرى أغلب الباحثين والمؤرخين أنها تمت فبركتها من طرف عميل سري خلال فترة روسيا الإمبريالية - وبالتحديد سنة 1900 - اسمه Pyotr Rachkovsky وكانت غايته تضليل الرأي العام عن مشاكل روسيا الاجتماعية المتزايدة آنذاك. ويرى آخرون أن أول نسخة تمت كتابتها من طرف صحفي فرنسي وناشط سياسي يدعى Matvei Golvinski.
بل ونقل أحد صحفيي التيليغراف التصريح التالي :
Research by a leading Russian historian, Mikhail Lepekhine, in recently opened archives has found the forgery to be the work of Mathieu Golovinski, opportunistic scion of an aristocratic but rebellious family that drifted into a life of espionage and propaganda work. After working for the czarist secret service, he later changed sides and joined the Bolsheviks. Mr. Lepekhine’s findings, published in the French magazine L'Express, would appear to clear up the last remaining mystery surrounding the Protocols
وترجمته - للفائدة - : "كشفت بحوث قام بها مؤرخ روسي يدعى ليبيخين من خلال أرشيفات مفتوحة أن التزوير - بروتوكلات حكماء صهيون - من عمل Mathieu Golovinski ، ينحدر من سلالة عائلة أرستقراطية ثورية مارست أعمال التجسس والدعاية .. بعد عمله لدى المخابرات السرية القيصرية أصبح نصيرا للبلاشفة.
واكتشافات هذا المؤرخ قد أزالت الغموض الذي كان يحيط هذه الأعمال الأدبية."
فواضح إذن أن كل ما في الأمر مجرد تلفيق أدبي لخدمة مصالح القيصر آنذاك وليس هناك أدنى دليل على صحة هذه المعلومات. ومن المؤسف أن تجد بعض العلماء المسلمين الكبار يستشهدون بمثل هذه الأكاذيب بدون بينة.
وكان الأولى بنا أن نكتفي بما ذكره القرآن الكريم عن خبث طوية اليهود وتاريخهم الدموي منذ زمن المرسلين وحتى أيامنا هذه.
أرجو النشر لتمام الفائدة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Bookmarks