المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله
أشد ابتلاء هو التعرض للآلام والمصاعب (( اختياريا )) .. وكل أنبياء الله تعالى لم يتدخلوا في قضائه وقدره بهم وما يلاقونه في سبيل الدعوة من جراح وآلام واستهزاء وتكذيب إلخ .. وكون كل ذلك اختياريا - : فهم ممتحنون في ذلك مثل غيرهم وعليه كان ابتلاؤهم أشد ... ولما تقدم يونس عليه السلام في أمر - وهو ترك قومه - من غير أن يأذن له الله أصابه ما أصابه - إن كنت تعرف - ونوح بقي في قومه 1000 سنة إلا 50 عاما لم ييأس ولم يقنط ولم يدعو عليهم إلا عندما أخبره الله تعالى أنه لن يؤمن منهم وذريتهم إلا من قد آمن به بالفعل ..
وأما الأنبياء الملوك : فهم كذلك في أكبر ابتلاء .. والابتلاء يعني الامتحان والإظهار ...
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة " الأنبياء 35 ..
فكما يبتلي ويمتحن الله تعالى بالفقر والمرض والضعف : يمتحن كذلك بالغنى والصحة والقوة !!!..
وإلا فكيف هلك النمروذ وفرعون وهامان وقارون ؟!!..
مُلك ورياسة ووزارة ومال !!!!!!!!!!!..
ولذلك يقول سليمان عليه السلام بعدما رأى نعمة الله تعالى عليه بما سخره له من جنود في قصة ملكة سبأ :
" فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم " النمل 40 ..
وكذلك مُلكهم يعني حسابهم عن حكمهم وقضائهم بين الناس .. ولذلك يقول داود عليه السلام :
" قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " ص 24 ..
المعجزات كانت معتادة في بني إسرائيل والأمم القديمة ..
ولم يكن غريبا أن يرى بعضهم الملائكة أو رسل الله ومعجزاته وآياته الكثيرة بينهم ...
ذلك كان المناسب لهم في عصورهم .. ولذلك :
كان عذاب الكافر منهم أشد !!!.. - انظر كلام رسلهم وأنبياءهم لهم وعذاب الله لهم عند تكذيبهم وآخرهم كلام عيسى لحواريه -
وكان لا يُعذر أحدهم إذا كفر ولو جبرا كما قال بعض العلماء - انظر قول فتية الكهف وقصة غلام الأخدود - ...
يزول العجب إذا عرفوا أن ذلك أخف في الحساب وأكبر في الأجر وأسلم لدى المتقين إذا قدروا !!!..
وإنما العجب كل العجب هو في (( لا ديني )) يخترع صفات خالقه من بنيات أفكاره
Bookmarks