النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تفسير ابن عباس....

  1. افتراضي تفسير ابن عباس....

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    في آخر آيات سورة الطلاق الآية 12 : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)
    بحثت عن تفسيرها وكل شئ على ما يرام, لكن فوجئت بكتاب (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس), لم أسمع عنه قط وكذلك لم أعلم أن لابن عباس كتاب تفسير رضي الله عنه, وقد فسرت فيه الصورة بهذا النص: ({الله الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} بَعْضهَا فَوق بعض مثل الْقبَّة {وَمِنَ الأَرْض مِثْلَهُنَّ} سبعا وَلكنهَا منبسطة {يَتَنَزَّلُ الْأَمر بَيْنَهُنَّ} يَقُول تتنزل الْمَلَائِكَة بِالْوَحْي والتنزيل والمصيبة من السَّمَوَات من عِنْد الله {لِتَعْلَمُوا} لكَي تعلمُوا وتقروا {أَنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ} من أهل السَّمَوَات وَالْأَرضين {قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمَاً} أَي قد أحَاط علمه بِكُل شيء)
    لا أعرف صحة الكتاب وأرجو الإفادة منكم حيث أنه غير منتشر بشكل كبير, كما أنه على موقع غير عربي ذكر التفسير وترجمه بهذا الشكل:
    (Allah is He who created 7 heavens one above the other like a dome, and of the Earths, the like thereof, 7 planets but they are flat), وقال محمد يقول سبع كواكب في الكون, رغم خطأه في الترجمة...
    عمومًا نتمنى الإفادة وجزاكم الله جزيل الخير.

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هَـلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ..." مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟


    الــــحــــمــــدُ لــــلــــهِ وبــــعــــدُ ؛
    إن من الأمور المهمة لطالب العلم التحقق من نسبة كثيرٍ من الأقوال والأحداث والقصص والكتب إلى أصحابها ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى أهل العلم المحققين .

    ومما نسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " وهو كتاب منسوبٌ إليه - رضي الله عنهما - كذبا وزورا كما قرر ذلك عدد غير قليل من أهل العلم المحققين .

    اسـمُ الـكـتـابِ :
    ذكر حاجي خليفة صاحب كتاب " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " اسمه فقال : تنوير المقباس في تفسير ابن عاس لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزبادي الشافعي المتوفى سنة سبع عشرة وثمان مئة ، وهو أربع مجلدات .ا.هـ.
    فكما يظهر من كلام حاجي خليفة أن الكتاب من جمع الفيروزابادي وليس من تأليف ابن عباس رضي الله عنهما .

    رأيُ أهلِ العلمِ المحققينَ في نسبةِ الكتابِ إلى ابنِ عباس رضي الله عنهما :
    لقد أجمع أهل العلم من المحققين على عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن عباس رضي الله عنهما وإليك - أخي المسلم - بعضا من أقوالهم :
    1 - قال الدكتور محمد حسين الذهبي صاحب كتاب " التفسير والمفسرون " (1/56) :
    التفسير المنسوب إلى ابن عباس وقيمته :
    هذا وقد نُسب إلى ابن عباس رضي الله عنه جزء كبير في التفسير وطبع في مصر مرارا باسم " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس " جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزابادي الشافعي صاحب القاموس المحيط وقد اطلعت على هذا التفسير فوجدت جامعه يسوق عند الكلام عن البسملة الرواية إلى ابن عباس بهذا السند " أخبرنا عبد الله الثقة بن المأمون الهروي قال : أخبرنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وعند تفسير سورة البقرة يسوق الكلام بإسناده إلى عبد الله بن المبارك قال : حدثنا علي بن إسحاق السمرقندي عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
    وفي مبدأ كل سورة يقول : وبإسناده عن ابن عباس . ... وهكذا يظهر لنا جليا أن جميع ما روي عن ابن عباس في هذا الكتاب يدور على محمد بن مروان السدي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ... وحسبنا في التعقب على هذا ما روي من طريق ابن عبد الحكم قال : سمعت الشافعي يقول : لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث .
    وهذا الخبر - إن صح عن الشافعي - يدلنا على مقدار ما كان عليه الوضاعون من الجرأة على اختلاق هذه الكثرة من التفسير المنسوبة إلى ابن عباس وليس أدل على ذلك من أنك تلمس التناقض ظاهرا بين أقوال في التفسير نسبت إلى ابن عباس ورويت عنه ... أن هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته العلمية في الغالب وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى ابن عباس .ا.هـ.
    وسلسلة السند التي ذكرها الدكتور الذهبي وهي محمد بن مروان السدي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح تعرف بـ " سلسلة الكذب " كما أن هناك سلسلة يقال " سلسلة الذهب " وهي الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر .
    قال السيوطي في الإتقان (2/189) : فإذا انضم إلى ذلك - أي طريق الكلبي - رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب .ا.هـ.
    والكلام في رجال هذه السلسة معروف في كتب الجرح والتعديل .

    2 - وقال الدكتور محمد بن محمد أبو شهبة في كتاب " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ( ص62) :
    وأما التفسير المنسوب إليه - أي ابن عباس - ففي صحة نسبته إليه شك غير قليل .ا.هـ.

    3 - وقال مشهور حسن في كتاب " كتب حذر منها العلماء " (2/259) نقلا عن " تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة " :
    طبع كتاب منسوب لابن عباس رضي الله عنه وهو من طريق محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس كما ذُكِر إسناده في أول الكتاب وفي مواضع منه وقد جمعه الفيروزابادي " صاحب القاموس " من كتب التفسير التي أدخل أصحابها هذا الطريق في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي ‚ فهذا التفسير لا يعتمد عليه ولا تصح نسبته إلى ابن عباس .
    قلت ( مشهور ) : كل ما أخرجه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ( وقد أخرج تفسيرا كثيرا ) كذبٌ وافتراءٌ . قال سفيان الثوري : قال لي الكلبي : كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب . وقال الإمام البخاري : أبو النضر الكلبي تركه يحيى بن مهدي . وقال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه وهو ذاهب الحديث لا يشتغل به .ا.هـ.

    4 - وقال الشوكاني في " الفوائد المجموعة " ( ص316) :
    ومن جملة التفاسير التي لا يوثق بها " تفسير ابن عباس " فإنه مروي من طريق الكذابين كالكلبي والسدي ومقاتل ذكر معنى ذلك السيوطي وقد سبقه إلى معناه ابن تيمية .ا.هـ.

    سببُ كثرةِ الوضعِ على ابنِ عباس رضي الله عنهما في التفسيرِ :
    لقد أشار الدكتور الذهبي في " التفسير والمفسرون " (1/56) إلى ذلك بقوله :
    ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس هو أنه كان في بيت النبوة والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقة وقوة أكثر مما وضع على غيره أضف إلى ذلك أن ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون وكان من الناس من يتزلف إليهم ويتقرب منهم بما يرويه لهم عن جدهم .ا.هـ.
    ولكن كما قال الدكتور أبو شهبة في الكتاب الآنف الذكر (1/62) :
    وقد نقد أئمة الحديث وصيارفته العارفون بالرجال جرحا وتعديلا وبالعلل المرويات عنه وطرقها عنه وبينوا الغث من السمين والمقبول من المردود .ا.هـ.
    وصدق رحمه الله .


    كتبه عبد الله زقيل

  3. افتراضي

    الأراضين السبع

    يقول الدكتور زغلول النجار
    قال الله تعالى اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)(سورة الطلاق:12)
    أقوال المفسرين
    جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى: "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" دل على كمال قدرته وأنه يقدر على البعث والمحاسبة. ولا خلاف في السموات أنها سبع بعضها فوق بعض، دل على ذلك حديث الإسراء وغيره. ثم قال: "ومن الأرض مثلهن" يعني سبعاً.
    وورد في تفسير قوله تعالى: "فسواهن سبع سماوات" ذكر تعالى أن السموات سبع. ولم يأت للأرض في التنزيل عدد صريح لا يحتمل التأويل إلا قوله تعالى: "ومن الأرض مثلهن" [الطلاق: 12] وقد اختلف فيه، فقيل: ومن الأرض مثلهن أي في العدد، لأن الكيفية والصفة مختلفة بالمشاهدة والأخبار، فتعين العدد. وقيل: "ومن الأرض مثلهن" أي في غلظهن وما بينهن. وقيل: هي سبع إلا أنه لم يفتق بعضها من بعض، قال الداودي. والصحيح الأول، وأنها سبع كالسماوات سبع. روى مسلم عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبرا من الأرض ظلماً طوقه إلى سبع أرضين)
    الإعجاز العلمي :
    كشف العلم أن الأرض تتألف من سبعة طبقات وهي :
    ‏1‏ـ لب صلب داخلي‏:‏ عبارة عن نواة صلبة من الحديد‏(90%)‏ وبعض النيكل‏(9%)‏ مع قليل من العناصر الخفيفة مثل الكربون والفسفور‏,‏ والكبريت والسليكون والأوكسجين‏(1%)‏ وهو قريب من تركيب النيازك الحديدية مع زيادة واضحة في نسبة الحديد‏,‏ ويبلغ قطر هذه النواة حاليا ما يقدر بحوالي‏2402‏ كم‏,‏ وتقدر كثافتها بحوالي‏10‏ إلي‏13.5‏ جرام‏/‏سم‏3.‏
    ‏2‏ـ نطاق لب الأرض السائل‏(‏ الخارجي‏):‏ وهو نطاق سائل يحيط باللب الصلب‏,‏ وله نفس تركيبه الكيميائي تقريبا ولكنه في حالة انصهار‏,‏ ويقدر سمكه بحوالي‏2275‏ كم‏,‏ ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها‏450‏ كم تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق‏,‏ ويكون كل من لب الأرض الصلب والسائل حوالي‏31%‏ من كتلتها‏.‏

    ‏3‏ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح السفلي‏):‏ وهو نطاق صلب يحيط بلب الأرض السائل‏, ‏ ويبلغ سمكه نحو‏2215‏ كم‏(‏ من عمق‏670‏ كم إلى عمق‏2885‏ كم‏)‏ ويفصله عن الوشاح الأوسط‏(‏ الذي يعلوه‏)‏ مستوي انقطاع للموجات الاهتزازية الناتجة عن الزلازل‏.‏
    ‏4‏ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح الأوسط‏):‏ وهو نطاق صلب يبلغ سمكه نحو‏270‏ كم‏, ‏ ويحده مستويات من مستويات انقطاع الموجات الاهتزازية يقع أحدهما علي عمق‏670‏ كم ويفصله عن الوشاح الأسفل‏, ‏ ويقع الآخر علي عمق‏400‏ كم ويفصله عن الوشاح الأعلى‏.‏
    ‏5‏ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض‏(‏ الوشاح العلوي‏):‏ وهو نطاق لدن‏, ‏ شبه منصهر‏, ‏ عالي الكثافة واللزوجة‏(‏ نسبة الانصهار فيه في حدود‏1%)‏ يعرف باسم نطاق الضعف الأرضي ويمتد بين عمق‏65‏ ـ‏120‏ كم وعمق‏400‏ كم ويتراوح سمكه بين‏335‏ كم و‏380‏ كم‏, ‏ ويعتقد بأن وشاح الأرض كان كله منصهرا في بدء خلق الأرض ثم أخذ في التصلب بالتدريج نتيجة لفقد جزء هائل من حرارة الأرض‏.‏
    ‏6‏ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض‏:‏ ويتراوح سمكه بين‏40‏ ـ‏60‏ كم‏(‏ بين أعماق‏60‏ ـ‏80‏ كم‏)120‏ كم ويحده من أسفل الحد العلوي لنطاق الضعف الأرضي‏, ‏ ومن أعلي خط انقطاع الموجات الاهتزازية المعروف باسم الموهو‏.‏
    ‏7‏ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض‏(‏ قشرة الأرض‏):‏

    ويتراوح سمكه بين‏(5‏ ـ‏8)‏ كم تحت قيعان البحار والمحيطات وبين‏(60‏ ـ‏80)‏ كم تحت القارات‏, ‏ ويتكون أساسا من العناصر الخفيفة مثل السليكون‏, ‏ والصوديوم‏, ‏ والبوتاسيوم‏, ‏ والكالسيوم‏, ‏ والألمنيوم‏, ‏ والأوكسجين مع قليل من الحديد‏(5.6%)‏ وبعض العناصر الأخرى وهو التركيب الغالب للقشرة القارية التي يغلب عليها الجرانيت والصخور الجرانيتية‏, ‏ أما قشرة قيعان البحار والمحيطات فتميل إلى تركيب الصخور البازلتية‏.

  4. افتراضي

    شكرًا على توضيحك أخي الكريم لكن لي سؤال وتعقيب, السؤال هو هل كتاب (تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة) صحيح علمًا بأنه مجموعة أحاديث وأسانيدها.
    التعقيب هو أني وحسب ظني لا يمكن أن تكون الأراضين السبع هي طبقات الأرض بل هي غيب, لإن جهنم أسفل الأراضين السبع في الحقيقة كما أن حديث : ( حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسمعيل وهو ابن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين), يتحدث أن عقابه يوم القيامة والأرض ستزول يوم القيامة, فإن الأراضين السبع غيب ولا نعلم عنها شئ إلا أنها أسفلنا, كما أنه في قول الحق, (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهم), الأرض المقصود هنا هي الاراضين السبع وليست أرضنا والله اعلم, وارجو التوضيح من الاخوة إن زللت.

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasanmajdy مشاهدة المشاركة
    شكرًا على توضيحك أخي الكريم لكن لي سؤال وتعقيب, السؤال هو هل كتاب (تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة) صحيح علمًا بأنه مجموعة أحاديث وأسانيدها.
    التعقيب هو أني وحسب ظني لا يمكن أن تكون الأراضين السبع هي طبقات الأرض بل هي غيب, لإن جهنم أسفل الأراضين السبع في الحقيقة كما أن حديث : ( حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسمعيل وهو ابن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين), يتحدث أن عقابه يوم القيامة والأرض ستزول يوم القيامة, فإن الأراضين السبع غيب ولا نعلم عنها شئ إلا أنها أسفلنا, كما أنه في قول الحق, (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهم), الأرض المقصود هنا هي الاراضين السبع وليست أرضنا والله اعلم, وارجو التوضيح من الاخوة إن زللت.
    أقوال المفسرين في آية سورة الطلاق:

    جاء في تفسير ابن كثير ما نصه: "يقول تعالى مخبرا عن قدرته التامة وسلطانه العظيم ليكون ذلك باعثا على تعظيم ما شرع من الدين القويم ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ كقوله تعالى إخبارا عن نوح أنه قال لقومه ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ [نوح: 15] وقوله تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾ [الإسراء: 44] وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ أي سبعا أيضا كما ثبت في الصحيحين: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين»(2)، ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث بلا مستند وهكذا قال ابن مسعود وغيره"(3).

    وفي تفسير القرطبي ذكر رحمه الله ما يراه صحيحا وهو أن الأرضين سبع، وأن ما بين كل أرض وأرض كما بين كل سماء وسماء، وأن هناك أناس يعيشون على كل أرض من تلك الأرضين، ونسب ذلك للجمهور ولا أدري من أين جاء بهذا الترجيح حيث يقول: "لا خلاف في السماوات أنها سبع بعضها فوق بعض دل على ذلك حديث الإسراء وغيره، ثم قال: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ يعني سبعا واختلف فيهن على قولين: أحدهما -وهو قول الجمهور- أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والسماء وفي كل أرض سكان من خلق الله.

    وقال الضحاك: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ أي سبعا من الأرضين ولكنها مطبقة بعضها على بعض من غير فتوق بخلاف السماوات والأول أصح(4).

    وأما الثعالبي فقد توسط ولم يجزم بشيء سوى أنه نقل ما رجحه بعض العلماء وحصر المثلية في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ على العدد فقط أي سبع أرضين، فقال: "لا خلاف بين العلماء أن السماوات سبع، وأما الأرض فالجمهور على أنها سبع أرضين وهو ظاهر هذه الآية، وإنما المماثلة في العدد ويبينه قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين»(5) إلى غير هذا مما وردت به الروايات وروي عن قوم من العلماء أنهم قالوا الأرض واحدة وهي مماثلة لكل سماء بانفرادها في ارتفاع جرمها وفي أن فيها عالما يعبد الله"(6).

    تفسير ألفاظ الآيات:

    قيل: الطِّباقُ: مصدرُ طوبِقَت طِباقاً، وقال الزّجّاج: أي: مُطبِقٌ بعضُها علَى بعْضٍ، وفي قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ [نوح: 15] سُمّيت بذلِك لمُطابَقَة بعْضِها بعْضاً أي: بعضها فوقَ بعض وقِيلَ: لأنّ بعضَها مُطْبِقٌ على بعضٍ(7).

    وقال الرّاغِب: المُطابَقَة: من الأسْماءِ المُتضايِفَة؛ وهو أن يُجعَلَ الشّيءُ فوقَ آخر بقَدْره ومنه: طابَقْتُ النّعْلَ قال الشاعر:

    إذا لاوَذَ الظِّلَّ القَصيرَ بخُفّه *** فكان طِباقَ الخُفِّ أو قَلَّ زائِدا

    ثم يُستَعْمل الطِّباقُ في الشّيءِ الذي يكونُ فوقَ الآخَر تارةً وفيما يُوافِق غيرَه تارةً كسائِرِ الأشياءِ الموضوعة لمعْنَيَيْن ثم يُستَعمَلُ في أحدِهما من دونِ الآخر كالكأسِ والرّاوِية ونحوهما(8).

    المثلية في آية الطلاق

    جاء ذكر السماوات والأرض بهذه الصيغة أي بجمع السماوات وإفراد الأرض في مائة وثلاث وثلاثين موضع من القرآن، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ [البقرة: 33].

    وقوله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران: 83].

    وقوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ [النساء: 170]، وفي المائدة قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [المائدة: 17].

    وكلها بهذه الكيفية، بل لا توجد آية واحدة جاء فيها ذكر الأرض بصيغة الجمع، أما إفراد السماء وذكر الأرض معه فقد جاء في خمسة عشر موضعاً كلها يراد بها السماء الدنيا وذلك من خلال السياق الذي يدل على ذلك، فعلى سبيل المثال قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: 96] فالمراد بالسماء هنا السماء الدنيا لأنه يتحدث عن بركات السماء وهو الماء، وكذلك القول في قوله تعالى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ [يونس: 31]، ومثله ﴿أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ [النمل: 64] فنجد أن القرآن وهو في معرض حديثه عن القدرة الإلهية العظيمة يذكر السماوات السبع كلها، في معرض حديثه عن الرزق والعلم، ويفرد الأرض.

    ولا أعتقد أن هناك فهما آخر لما يفهمه كل سامع أو تالي لهذه الآيات من أن السماوات سبع والأرض واحدة وإلا لما كان لهذا التغاير في الكيفية معنى آخر سوى ما ذكرنا، ومن هنا كان لنا أن نقرر أمرا وهو طالما أن السماوات سبع والأرض واحدة فكيف يمكن أن نفهم قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ [الطلاق: 12] إذا قلنا أن الضمير في ﴿مِثْلَهُنَّ﴾ يعود إلى أقرب مذكور وهو قوله ﴿سَبْعَ سَمَوَاتٍ﴾ فهل الأرض مثل السموات في كل شيء أم في ما ذكر قبله وهو لفظ السبع؟ فإذا كانت المثلية لا تقتضي التشابه في كل شيء فكيف نفهم تماثل الأرض للسماوات وعلى أي أساس يمكن أن نستنتج التشابه؟ هنا لا بد لنا أن نقتصر على ما ذكر من صفات للسموات فنكتفي بها في مطابقتها للمشبه، ومن الصفات التي ذكرها الله عز وجل للسموات هي صفة السبع وإن كان لفظ (السبع) في محل مفعول به إلا أن هذا اللفظ هو بمثابة الصفة للسموات فهي سبع لا أزيد من ذلك ولا أقل بنص من خالقها سبحانه وتعالى، والصفة الأخرى هي (طباقا) ولكنها جاءت في موضع آخر.

    إذن يمكن أن نقول أن الأرض سبع كالسموات لقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ بعد قوله عز وجل: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ﴾ لكن لا يمكننا أن نجزم بأنها سبع طباق كالسماوات، وهذا ما يعبر عنه عند أهل الأصول قطعي الثبوت ظني الدلالة، فالنص قطعي الثبوت لأنه كلام الله ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42] وأما ظني الدلالة فلأن النص لا ينص حقيقة على طباق الأرض وإنما يفهم من إخبار الله عن الأرض ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾.

    فلو جئنا بتوأمين أحدهما اسمه عمرو والأخر زيد وقلنا أن عمرا مثل زيد، فهل يفهم السامع أنه مثله في كل شيء؟ بالطبع لا لأنه عقلا لا يمكن أن يتشابه الأخوان في كل شيء وإن كانا توأمين من بطن واحدة، وهذا ما لا يختلف فيه اثنان فهما مختلفان في الطباع والأمزجة والميول والرغبات وغير ذلك، ولعل هذا ما أثبته العلم الحديث بشكل أدق لما منَّ الله على أهل العلم في هذا المجال من وسائل علمية حديثة ساعدتهم على إدراك هذه المفاهيم وتأكيدها.

    ولكن المعنى الأقوى لمفهوم الآية المتقدمة هو أن الأرض مثل السماوات، فالسماوات سبع والأرض سبع والسماوات متكونة من طبقات والأرض كذلك، لأن النص جاء بذكر صفة السماوات بأنها على شكل طباق، ولعل قوله صلى الله عليه وآله وسلم يدعم هذا الرأي ويزيده حجة ودلالة حيث يقول صلى الله عليه وآله وسلم: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين»(9)، فلا يمكن أن يكون المعنى أن الظالم يطوق بسبع أراض كل واحدة منها في مكان ما، إذن لا بد أن تكون الأرض متكونة من طبقات سبع بعضها فوق بعض أو يحيط بعضها ببعض، وهذا ما سنشير إليه في موضوع العلم وطبقات الأرض.

    وهذا الحديث يدعم هذا الرأي ويؤكده بقوة حيث حدّدت لنا الآية الأولى صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات وهو سبعة، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض، أما الآية الثانية فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾ فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً(10).

    وتأتي الحقيقة العلمية، فإذا جاءت الحقيقة العلمية موافقة لما في النص ذي الدلالة الظنية صار هذا النص قطعي الدلالة بعدما كان قطعي الثبوت، وزال عنه الغموض الذي لم يفهمه المفسرون في وقتهم لامتناع وجود الحقيقة العلمية في زمانهم.

  6. افتراضي

    رائع أخي جزاك الله كل خير, هذه الفرية ذكرتني بالآية الكريمة (والشمس تجري لمستقر لها), والاخ رشيد يبدو وكأنه خائف حتى تثبت إعجازًا

    ####

    سأصنع فيديو عن ذلك في القريب..
    التعديل الأخير تم 11-11-2014 الساعة 06:29 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: هل تعرفون عباس عبد النور
    بواسطة fares assahwa في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 04-14-2012, 01:01 AM
  2. الزميل [ عباس ] , تفضّل هنا ..
    بواسطة عَرَبِيّة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-12-2011, 11:11 PM
  3. مناظرة ابن عباس للخوارج
    بواسطة احمد كامل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-23-2009, 06:52 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2009, 02:43 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء