صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 40

الموضوع: العقلانيون والغيبيات "الإسراء والمعراج نموذجاً"

  1. افتراضي العقلانيون والغيبيات "الإسراء والمعراج نموذجاً"

    يؤمن أهل السنة والجماعة بكل ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل ما ثبت آمنوا به وسلموا، والشرط الوحيد عندهم هو أن يصح ذلك فقط، وأن يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا ثبت شيء من الأمور الغيبية في الكتاب أو السنة آمن به أهل السنة والجماعة ، كما كان يؤمن به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من القرون المفضلة، قبل ظهور أهل البدع والضلال، إذاً لا يوجد عندهم أي شرط في أي شيء إلا أن يثبت ذلك ويصح بالشروط المعروفة، أي: أن يصح السند إذا كان حديثاً ولا يكون فيه شذوذ ولا نكارة، وغيرها من شروط الحديث الصحيح التي يذكرها الأئمة المعروفون في ذلك، فإذا أثبتوا أمراً من الأمور فإن كان ذلك الخبر عن أحوال يوم القيامة، أو الجنة أو النار، أو من صفات الله عز وجل، فكل ما جاء وصح نؤمن به.
    ولا نعرضه على عقل ولا على رأي، ولا نقول هذا يخالف العقول، أو يخالف البراهين أو القواطع العقلية، ولا نقول: لا نؤمن به حتى تثبت سلامته من المعارضة العقلية أو نحو ذلك، ولا نقول أيضاً كما يقول الطرف الآخر، فالطرف الأول هم الذين يعارضون بالعقل وهم المتكلمون، والطرف الآخر هم الصوفية وأمثالهم الذين يقولون: ثبت بطريق الكشف، أو ثبت بطريق الذوق أن هذا لا ينبغي، أو أن هذا لا يجوز، وأن ذلك لا يصح أو ما أشبه ذلك، كما تقول الصوفية مثلاً في الحكم لأبوي النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما في الجنة، ويردون الأحاديث الصحيحة في ذلك، ويقولون: هذا لا يليق وقد ثبت عن أرباب المعرفة وأرباب الكشف والذوق أنهم في الجنة ، هذا كلام لا يقبل عند أهل السنة والجماعة لأن العبرة عندهم هي: أن يصح الدليل هذا هو الشرط في أي حكم وفي أي أمر من الأمور، ولهذا أهل السنة والجماعة لا يفصِّلون في الأبواب، ولا يفّرقون فيجعلون أبواباً عقلية، وأبواباً سمعية، فكل ذلك عندهم شيء واحد، كله إذا ثبت به الدليل وصح به النقل آمنوا به وسلمت له عقولهم، وأيقنوا به في قلوبهم دون أي معارضة ولا أي تردد.
    هذا بإيجاز مذهب أهل السنة والجماعة وأما غيرهم فإنهم في مثل هذا الباب -في باب السمعيات- إما أن يردوا ذلك مطلقاً، ويقولون: إن العقل يعارضها، كما نقل عن المعتزلة ومن اتبعهم من الروافض: أنهم ينكرون عذاب القبر أو ينكرون الميزان أو ينكرون الصراط ومنهم أيضاً من أنكر الإسراء والمعراج الذي هو موضوعنا وأخذوا يقولون: لا يعقل ذلك، وقال بعض المعتزلة نؤمن بالإسراء ولا نؤمن بالمعراج، أي يقولون: الذهاب من مكة إلى بيت المقدس ثم العودة هذا ممكن أن يقع عقلاً؛ لكن الصعود والعروج إلى السموات السبع، هذا يحيله العقل فلا يؤمنون به.
    أما في عصرنا هذا فكثير من المساكين سلكوا هذا المسلك فقالوا بإحالة كل خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العقل فإن وافقه يأخذون به وإن لم يوافقه يردّوه وهناك من قال بتأويله حتى قيل أن احدهم قال أن هناك احاديث موضوعه في صحيح البخاري وقد إستدل على ذلك بأن هذه الأحاديث لا يقبلها العقل مثل حديث أن ملك الموت جَاءَ إِلَى موسى عَلَيْهِ السَّلام فلطمه ففقأ عينه، وقَالَ: هذا الحديث لا يقبله العقل إذاً هو موضوع، حتى لو كَانَ الذي رواه الإمام البخاري ولا كلام في سنده ..
    ولو طبقنا هذه القاعدة فكم سيبقى عندنا من أحاديث؟ كل إنسان يمكن أن ينفي ما شاء، فإذاً نَحْنُ بهذه الحالة لسنا عبيداً لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وإنما نَحْنُ أنداد -عياذاً بالله- فالعبد شأنه أن يطيع سيده وأن يصدقه، لكن إذا كَانَ يقول: هذا أقبله وهذا لا أقبله فهذا ندُُ لله. إذاً فما الحاجة إِلَى أن يبعث الله الأَنْبِيَاء والرسل ما دام أنهم لا يأتونا بشيء إلا ونعرضه عَلَى العقل فإن أقره آمنا به وإن لم يقره رفضناه، فيشتغل النَّاس بكلام الرسل نفياً وإثباتاً ودراسة وتمحيصاً.
    ولشيخ الإسلام إبن تيميه كلام نفيس في الرد على هؤلاء موجزه : أن من قال أؤمن بما جَاءَ وبما ثبت لأن عقلي يسلم به، ولا أقر ولا أومن بكذا لأن عقلي يرده ولا يسلم به، فهذا قد رد النَّاس إِلَى أمر غير منضبط، فمثلاً أنا قرأت حديثاً ولا أدري هل تقبله عقول هَؤُلاءِ أو لا تقبله؟ وأيضاً قد أقرأ هذا الحديث وفيه كلام، فيأتي أحدهم ويقول: أنا عقلي يقبل ذلك، ويأتي آخر ويقول: أنا والله عقلي لا يقبل ذلك، فبأي شيء نؤمن والأمر غير منضبط.
    فطريقة العقلانيين او العصرانيين في التعامل مع النصوص وخاصةً تلك التي تتحدّث عن الأمور الغيبيه للأسف الشديد طريقه إنهزاميه متأثره بشكل واضح بأفكار الغرب والمستشرقين الذين تناولوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويمكن أن نرى ذلك على سبيل المثال فيما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل عن حادثة الإسراء والمعراج :
    إن الإسراء والمعراج، هو استجماعة نفسية وروحية، حصلت ولا تحصل إلا لمن بلغ درجة عالية من الروحانية، فكأنه استجمع في نفسه الوجود منذ أول الوجود إِلَى آخره.
    وإذا جئت تنظر في معاني ألفاظ هذه الكلمات لا تجد تحتها أي معنى، ولا تجد لها أي قيمة، إلا أن المقصود هو أن يجرد الإسراء والمعراج عن كونه آية جعلها الله لهذا النبي مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد رد عليه الشيخ مُحَمَّد الغزالي ، وأنكر عليه ذلك، لكن الشيخ نفسه فيه نوع من التأثر بالمنهج العصري، فلهذا جَاءَ في كلامه أيضاً ما يلمح بأن من الممكن أن يفسر الإسراء والمعراج تفسيراً مادياً أو شبه مادي، لأنه يقول: إن كلمة البراق مشتقة من البرق.
    يقول: فكأن الحديث يشير إِلَى أن سرعة البراق مشتقة من البرق؛ لأنه كما جَاءَ في الحديث -يضع حافره عند منتهى طرفه من سرعته- وكأنه يسير بسرعة الضوء وفي ذلك دليل عَلَى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امتطى القوة الكهربائية في عروجه إِلَى السماء، وهذا نفس الشيء مع أنه رد عَلَى أولئك، لكنه قريب مما قالوا.
    فإذا إستنكرت عقولنا وقوع الإسراء والمعراج فما الفارق بيننا وبين كفار قريش الذين سخروا وضحكوا من النبي صلى الله عليه وسلم , حتى أبو جهل إستوثق من النبي عليه الصلاة والسلام فقَالَ: أتحدث القوم بما أخبرتني به؟
    قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، فلم يشأ أن ينفره حتى أخذ منه وعداً بأن يحدث القوم حتى يجمع قريشاً، فإذا حدثهم يكون التكذيب والسخرية والضحك بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جماعياً، فانطلق في قريش يقول: يا معشر قريش قد جاءكم مُحَمَّد بالداهية الدهياء، فجاءوا واجتمعوا وَقَالُوا: ماذا لديك يا محمد؟
    فقَالَ: إنه قد أسري بي إِلَى بيت المقدس، وعرج بي إِلَى السماء.
    فسخروا وضحكوا وأنكروا وَقَالُوا: إن الراكب منا ليضرب في الأرض مسيرة شهر ليذهب إِلَى بيت المقدس، ثُمَّ مسيرة شهر ليعود، وتزعم يا مُحَمَّد أنك تذهب إليه في ليلة.
    أليست هذه نفسها هي مبررات رفض هؤلاء العقلانيين لوقوع الإسراء والمعراج كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ..
    هل يظن هؤلاء أنهم أفضل وأعقل من أبوبكر الصديق رضي الله عنه عندما ردّ على من أبلغه بالأمر "إن قال فقد صدق" او كما قال ..
    ألم يكن الأولى إن كان ما يدّعون صحيحاً أن يذهب أبوبكر مثلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستوضح منه إن كان يقصد ما قال , وكذلك سائر ما حدّث به رسول الله صلى الله عليه وسلم من امور الغيبيات والتي آمن بها الصحابه رضوان الله عليهم كما هي ..
    وهذا هو منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم وما ينبغي أن يكون منهجنا أيضاً فلا نخوض في هذه الأمور بمجرد الآراء، إنما يجب علينا أن نسلم ونؤمن بما جَاءَ عن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ والبراق هي دابة كما جاءت صفتها في الحديث فنؤمن بها كما جاءت، وعليها ركب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صعد إِلَى السماء بكيفية لا تدركها عقولنا، وليس من شأننا أن نفكر لماذا لا تدركها عقولنا؟ أو هل تدركها أو لا؟ نَحْنُ عبيد مأمورون بأن نصدق، وأن نسلم بما جاء.

    والله أعلم ..

    _____________________________________________
    من شرح الطحاويه للدكتور سفر الحوالي ..
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٨١

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك أخانا الفاضل ، ولا تحرمنا من مثل هذه الكتابات التأصيلية في العقيدة والسنة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا مما عمت به البلوى بأن ترد كل الأحاديث للعقل دون مراعاة لحدود العقل
    أنقل كلاما رائعا من كتاب (و جاء أبو بكر ) لخالد محمد خالد الصفحة 63/64/65
    و سعى بعض رجالات قريش الى بيت ابي بكر فرحين شامتين لا يخالجهم ريب في انهم سيعودون و معهم ردته عن هذا الدين
    فابو بكر يعرف اكثر من غيره ما يحتاجه قطع المسافة بين مكة و الشام من سفر مضن و زمان طويل فكيف بالذي راح و رجع و صلى هناك كل ذلك في بضع ساعات
    بلغوا دار ابي بكر و صاحوا به
    يا عتيق كل امر صاحبك قبل اليوم كان امما (يعني هينا و محتملا) اما الان فاخرج لتسمع
    و بزغ عليهم ابو بكر دهشا تجمله سكينته و وقاره و سالهم ماذا ورائكم
    قالوا صاحبك
    و انتفض ابو بكر و قال
    ويحكم هل اصابه سوء
    و تراجع القوم قليلا و ازدرد كل منهم ريقه في مشقة و قال قائلهم
    انه هناك عند الكعبة يحدث الناس ان ربه اسرى به الليلة الى بيت المقدس
    و تقدم اخر يكمل الحديث ساخرا و قال
    ذهب ليلا و عاد ليلا و اصبح بين اظهرنا
    فاجابهم ابو بكر و قد تهلل محياه
    اي باس في هذا اني لاصدقه فيما هو ابعد من ذلك اصدقه في خبر السماء ياتيه في غدوة او روحة
    ثم اطلق عبارته الصامدة
    ان كان قال فقد صدق
    أهناك كلمات تستطيع النهوض الى مستوى الاشادة بهذا الموقف او التعليق عليه دون ان يغلبها الحياء و العجز على امرها
    عبارة واحدة تستطيع المناسبة ان تسعفنا بها هي
    يا واهب هذا اليقين سبحانك
    هذا رجل لم يؤمن ايمان المصادفة بل امن ايمان الفطنة لم يؤمن بعواطفه بل امن بذكائه
    لم يدفعه الى الايمان منطق القلب وحده بل منطق العقل قبله
    انظروا الى قوله (اني لاصدقه فيما هو ابعد من ذلك اصدقه في خبر السماء ياتيه في غدوة او روحة )
    اجل افلا يصدقه اذا قطع بضعة اميال في ليلة واحدة
    ان الله الذي امن به ابو بكر لا منتهى لقدرته و الرسول الذي امن به ابو بكر لا شك في صدقه و ما اكثر الظواهر التي نراها و نحسها و يعجز العقل عن تفسيرها فلتكن هذه واحدة منها
    الذي يعنيه ان يكون الرسول قد اخبر و قال و عندئذ يكون كل شيئ ممكنا و صادقا
    اذا كان وافد السماء و سفيرها يغدو و يروح بين السماء و الارض في لحظة ملقيا القران على قلب النبي ليكون من المنذرين
    و اذا كان ابو بكر قد امن بهذا ففيم يشك بعد هذا
    في سفر الرسول الى بينت المقدس و اوبته منه في ليلة واحدة و اي باس في هذا ان الزمان و المكان و ان البعد و القرب كل اولئك امور تتعلق بقدرة الناس
    اما الله الذي يقول للشيئ كن فيكون فما الزمان و المكان اما قدرته ما الابعاد و الاماد امام مشيئته
    ليست المشكلة اذن كيف ذهب الرسول الى بيت المقدس و عاد منه في ليلة و لكن المسالة هي هل قال محمد ذلك
    (ان كان قال فقد صدق)

    بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    52
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    >>>


    عفواً هناك سؤال بخصوص ما أشرتم اليه اخواني الأفاضل وهو عن معيار الصحة ذاته للأخبار الواردة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
    فهناك بند هام من أدوات البحث في صحة الحديث وهو نشاز المتن وغرابته وقد عمل به علماء الحديث بلاشك..
    ولكن الانكار على متن الحديث وحسب علمي لا يستند إلى معطى جامد بل هو متغير من شخص لآخر أو من عالم لآخر
    بدليل الفروقات الكبيرة بين كتب الحديث ذاتها.. ولا شك ان هذا العامل يتبع المحصول العلمي والنظري عند الباحث في صحة الحديث
    ومما لاشك به أيضا أن المحصول العلمي لم يكن في يوم من الأيام عنصرا ثابتا على الدوام بل تعتريه ما يعتري
    عالم العلم والمعرفة من تغيرات جذرية ناهيك عن الكم الكبير من التراكم المعرفي فما لا ينكره السلف من قبل قد ينكره الخلف لاحقا
    ولا أحسب أن أحدا لم يسمع بالشيخ الألباني وأنه بلاشك قام بتضعيف الكثير من الأحاديث التي صححها كبار علماء الحديث من قبل..

    وأرجو عدم الخلط بين العقل والمنطق الذي لا يمكن لأحد أن يستغني عنهما في إيمانه وبين المزاج والهوى ومخرجات عقول المائلين عن الحق.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الدرداء مشاهدة المشاركة
    >>>


    عفواً هناك سؤال بخصوص ما أشرتم اليه اخواني الأفاضل وهو عن معيار الصحة ذاته للأخبار الواردة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
    فهناك بند هام من أدوات البحث في صحة الحديث وهو نشاز المتن وغرابته وقد عمل به علماء الحديث بلاشك..
    ولكن الانكار على متن الحديث وحسب علمي لا يستند إلى معطى جامد بل هو متغير من شخص لآخر أو من عالم لآخر
    بدليل الفروقات الكبيرة بين كتب الحديث ذاتها.. ولا شك ان هذا العامل يتبع المحصول العلمي والنظري عند الباحث في صحة الحديث
    ومما لاشك به أيضا أن المحصول العلمي لم يكن في يوم من الأيام عنصرا ثابتا على الدوام بل تعتريه ما يعتري
    عالم العلم والمعرفة من تغيرات جذرية ناهيك عن الكم الكبير من التراكم المعرفي فما لا ينكره السلف من قبل قد ينكره الخلف لاحقا
    ولا أحسب أن أحدا لم يسمع بالشيخ الألباني وأنه بلاشك قام بتضعيف الكثير من الأحاديث التي صححها كبار علماء الحديث من قبل..

    وأرجو عدم الخلط بين العقل والمنطق الذي لا يمكن لأحد أن يستغني عنهما في إيمانه وبين المزاج والهوى ومخرجات عقول المائلين عن الحق.
    تصحيح و تضعيف الاحاديث علم متكامل و لكن ليس من ضوابط تصحيح و تضعيف الاحاديث اعمال العقل في تفاصيله يعني البحث في كيفياتها مثل قصة الاسراء و المعراج فنبحث في تفاصيلها و ان لم نفهم الكيفية نحكم بسقوط الحديث فهذا ليس من العلم في شيئ
    يمكنك الاطلاع على هذه الروابط في علم الحديث
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_7750.html
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E6%DF%CA%C8%E5
    و في النهاية كل ما ثبت عن الرسول نحكم بصدقه (ان كان قال فقد صدق) فهذا هو المعيار يعني جل اجتهادنا هو في البحث عن صحة نسبة الحديث للرسول من عدمه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    52
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    <<<


    بكل تأكيد لم أعني رد أحاديث الغيب لمجرد أنها تتحدث عن الغيب حديثي هنا عن امكانية انكار مالم ينكره السلف فكاتب الموضوع بدأ بقوله أن أهل السنة يؤمنون بكل ماصح به الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام , أي انه رفع مقام تصحيح العلماء للأحاديث الى الثوابت الدينية حتى أنني لم أقرأ لفظة (القرآن الكريم ) في سائر تعريفه لأهل السنة والجماعه فهل هي مكلفة الى هذا الحد أم أنه يجمع القرآن مع خبر الرسول عليه الصلاة والسلام على أي حال اردت أن أقول أنه تعريف يحتاج الى كثير من التوضيح فلو طبقناه حرفيا لأخرج الشيخ الألباني من دائرة اهل السنة والجماعة وطبعا هذا محال في تقديري .. ووفقا لما سبق كان سؤالي عن معيار الصحة ذاتها من حيث امكانية اختلافه من حين لآخر بسبب اعادة النظر في متن الحديث وفق أي متغيرات معرفية أصيلة تتعارض معه.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    "العقلانيون والغيبيات "الإسراء والمعراج نموذجاً"
    و الله لن يهنؤوا مني بهكذا لقب، فكيف يمدح الله العقل ثم نحن نجعله نعتا لمن يرد خبره و أمره و يرد خبر رسوله و أمره؟ هل ضاقت لغة الضاد عن وصف لهؤلاء؟ أما آن لنا أن نحرص على الألفاظ كما نحرص على المفاهيم؟ بل هم أصحاب هوى لا أصحاب عقل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    فكل ما جاء وصح نؤمن به.
    ولا نعرضه على عقل ولا على رأي،
    لو قلت و لا نعرضه على رأي لكان أعقل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    فالطرف الأول هم الذين يعارضون بالعقل وهم المتكلمون،
    هذا بزعمهم، أما حقيقة فهم يعارضونه بالهوى و الرأي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    ولو طبقنا هذه القاعدة فكم سيبقى عندنا من أحاديث؟
    لو طبقنا العقل لبقي معنا كل حديث صحيح، و إنما ذلك الهوى الذي اتخذوه قاعدة لرد الأحاديث.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشهرستاني مشاهدة المشاركة
    ولهذا أهل السنة والجماعة لا يفصِّلون في الأبواب، ولا يفّرقون فيجعلون أبواباً عقلية، وأبواباً سمعية، فكل ذلك عندهم شيء واحد،
    الله أكبر و لله الحمد. نعم ما قلت.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الدرداء مشاهدة المشاركة
    <<<


    بكل تأكيد لم أعني رد أحاديث الغيب لمجرد أنها تتحدث عن الغيب حديثي هنا عن امكانية انكار مالم ينكره السلف فكاتب الموضوع بدأ بقوله أن أهل السنة يؤمنون بكل ماصح به الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام , أي انه رفع مقام تصحيح العلماء للأحاديث الى الثوابت الدينية حتى أنني لم أقرأ لفظة (القرآن الكريم ) في سائر تعريفه لأهل السنة والجماعه فهل هي مكلفة الى هذا الحد أم أنه يجمع القرآن مع خبر الرسول عليه الصلاة والسلام على أي حال اردت أن أقول أنه تعريف يحتاج الى كثير من التوضيح فلو طبقناه حرفيا لأخرج الشيخ الألباني من دائرة اهل السنة والجماعة وطبعا هذا محال في تقديري .. وعلى أي حال ووفقا لما سبق وكان سؤالي عن معيار الصحة ذاتها من حيث امكانية تبدلها من حين لآخر بسبب اعادة النظر في متن الحديث وفق أي متغيرات معرفية أصيلة تتعارض معه.
    اخي الكريم ما دمنا نتفق على انه لا يجوز رد احاديث الغيب لانه لا يمكن ادراكها بالعقل فنبقى امام اشكال واحد و هو هل صح الخبر ام لا و هذا فيه ضوابط كثيرة و حتى علماء الغرب انفسهم اثنوا على علم الحديث و يمكنك الاطلاع على الرابط اعلاه
    ثم يمكنك الاطلاع على الرابط الذي وضعته لك و الذي يحتوي نظرة مختصرة في علم الحديث
    ثم كاتب الموضوع ذكره القرآن
    والشرط الوحيد عندهم هو أن يصح ذلك فقط، وأن يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا ثبت شيء من الأمور الغيبية في الكتاب أو السنة آمن به أهل السنة والجماعة
    و بالنسبة لمعيار الصحة فاعلم ان علم الحديث متين و من اكثر العلوم توثيقا و قوة و اهتم به المسلمون ايما اهتمام و لعل الاخوة يفيدوك في هذه النقطة اكثر مني فلست بمختص في علم الحديث

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    هذا رجل لم يؤمن ايمان المصادفة بل امن ايمان الفطنة لم يؤمن بعواطفه بل امن بذكائه
    لم يدفعه الى الايمان منطق القلب وحده بل منطق العقل قبله
    و هذا أيضا مما عمت به البلوى،
    لفظة المنطق قد اخلطت علينا فهم المعاني،
    فصل في غير محله بين القلب و العقل،
    إيمان بالعاطفة و إيمان بالذكاء، عجب حقا.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و ليسمح لي أبو الدرداء في اقتباس توقيعه الرائع:
    يقول ابن حزم الأندلسي - رحمه الله - " والأصل في كل بلاء وعماء , وتخليط وفساد ، اختلاط الأسماء ، ووقوع اسمٍ واحد على معاني كثيرة ، فيخبر المُخبر بذلك الاسم ، وهو يريد أحد المعاني التي تحته ، فيحمله السامع على غير ذلك المعنى الذي أراد المُخبر، فيقع البلاء والإشكال "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ان كان قال فقد صدق
    و هذه من تمام الإيمان و العقل معا. فما أعقل من قالها.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد العامري مشاهدة المشاركة
    و هذا أيضا مما عمت به البلوى،
    لفظة المنطق قد اخلطت علينا فهم المعاني،
    فصل في غير محله بين القلب و العقل،
    إيمان بالعاطفة و إيمان بالذكاء، عجب حقا.
    اخي يبدو انك لم تفهم الى ماذا يرمي الكاتب فهو يقول ان ابو بكر استعمل ذكائه و امن بعقله يعني بعدما استعمل عقله ليثبت و يدرك صدق الرسول و لما استيقن من ذلك امن و ذكائه نفسه هو الذي دفعه ليقول قولته (ان كان قال فقد صدق) فكل من ثبت صدقه يقينا و ثبت انه رسول من عند الله ثبت ان كل كلامه صحيح و هذا هو اعمال العقل الذي قصده الكاتب و هذا هو ايمان ابو بكر ايمان عقل و ذكاء و ليس اعمال عقل في رد الصحيح من الحديث و الذي وصفته في مشاركتك السابقة بالهوى

  13. #13

    افتراضي

    الأخ أبو الدرداء ...

    بل عند علماء الحديث نظر في المتن ولا ريب ...
    وقد نص أكابرهم على ذلك .. ومن الروايات ما كانوا يرفضونه من أول وهلة مثل تعارضه الصريح مع القرآن أو تعارضه مع معلوم من الدين بالضرورة أو تعارضه مع أحاديث صحيحة متواترة أو لسذاجة وسماجة المتن الظاهرة التي تنافي العقل أو التي لا تصدر عن النبي إلخ ..

    ومثل تلك القواعد قد ذكرها ابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" وابن القيم في كتاب "المنار المنيف" وغيرهما رحمهما الله ..

    وأما أحاديث الغيب - أي التي فيها حديث عن الله أو الملائكة أو الجنة والنار والمعراج ونحوه - :
    فقل لي بالله عليك :
    كيف يعني سنترك حكمها لعقلك أو عقلي أو عقل فلان أو علان ؟!!..
    وهل رأى أحدنا الغيب حتى يقيس ما سيقرأه من حديث صحيح عليه ؟!!!..

    إذن :
    ما صح سنده عن النبي في أمر من أمور الغيب ولا يوجد ما يعارضه من القرآن : فنقبله ...
    حتى ولو لم نتصوره بحواسنا وخبراتنا الببشرية ...
    فيكفينا تعقله ... (لأن التصور غير التعقل) ...

    وحتى ذهب العلماء إلى الاعتداد بحديث الصحابي الموقوف في الغيب !! واعتبروه في حكم المرفوع للنبي إذا صح سنده وذلك لأنه ما يكون للصحابي أن يتحدث في الغيب إلا أن يكون قد سمعه من رسول الله بالفعل صلى الله عليه وسلم !!

    إذن عدنا لنقطة البداية من جديد وهي ما يماثل إيمان أبي بكر رضي الله عنه :
    " إن كان قد قاله فقد صدق " أو كما قال .. ومن يومها وسماه النبي الصديق كما في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها !

    أرجو تكون فهمت هذه النقطة الأساسية جيدا وفقك الله ..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    اخي يبدو انك لم تفهم الى ماذا يرمي الكاتب
    بل أفهمه قبل أن تكتبه، و لكن ما يحز في نفسي هو ما أراه في زوايا منتدى التوحيد من خلط في استعمال ألفاظ هي بالأهمية بمكان لا يستهان به.
    لهذا اقتبست من توقيع أبي الدرداء تلك النصيحة العظيمة لذلك العالم الفذ.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    52
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    اخي الكريم ما دمنا نتفق على انه لا يجوز رد احاديث الغيب لانه لا يمكن ادراكها بالعقل فنبقى امام اشكال واحد و هو هل صح الخبر ام لا و هذا فيه ضوابط كثيرة و حتى علماء الغرب انفسهم اثنوا على علم الحديث و يمكنك الاطلاع على الرابط اعلاه
    >>>>

    اسمحلي بتوضيح في هذه النقطة فأنا أرى أن ثمرة العقل هي ادراكه الغيب ولا يمكنني ان اقول ان العقل لا يستطيع ادراكه بل لا يستطيع رؤيته فقط
    فيمكنك معرفة تناقض أي خبر غيبي بالعقل حتى وان لم ترى او تعلم حقيقة هذا الغيب ليس لأنها أمور مستحيلة بالقياس البشري كما توهم كفار قريش في رحلة الاسراء والمعراج ولكن لوجود تناقض يقيني بين الخبر الغيبي وبين واقع معرفي جديد فهناك مثلا اخبار غيبية لأحداث دنيوية لم تحصل بتاتا هنا نقول بأن الخبر لم يصح عن رسول الله لأننا مؤمنين بأن رسول الله لا يخبر الا بحق وصدق. وبالنسبة الى لفظة القرآن الكريم فأزعم انها غير موجودة لفظا وان اتت بمعناها ولكن مايدور حوله التعريف لا يحتاج الى القول بأن المقصود به الأخبار الواردة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وأخيرا عن موضوع الثناء فكلنا نثني على علم الحديث وأصوله المتينه وليس ثناء علماء الغرب على علم الحديث بالأمر الذي يستشهد به ويستند عليه. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أسئلة حول الإسراء والمعراج
    بواسطة الحق الظاهر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-31-2009, 05:40 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء