كيف وصل بنا الحال إلى أن نضطر للجدال في بديهيات في الإسلام و معلومات من الدين بالضرورة لكل مسلم ؟
صار قول "كافر" للكافر جريمة و فتنة طائفية و تهديداً للوحدة الوطنية . و ليت ذلك لمن يمشي و يقول لكل نصراني يلقاه "يا كافر" - هذا إن وُجد - بل وصل الأمر لترك عقيدة الولاء و البراء و تخطئتها . حتى إني لأظنهم سيجرمون تسمية المسيحيين بالنصارى كما سماهم القرآن !
صار حد الردة من الدسائس التي دسها المنافقون - زعم الأفاكون ! - في الإسلام و بهذا أمكن لكل مرتد - أو كافر أصلاً يزعم أنه ارتد - أن ينعق بالجهالات و الزبالات الفكرية و لا ترى أحداً يتهمه بـ "ازدراء الأديان" الذي يصيب بني علمان بالسعار كلما رد أحدهم إساءة النصارى للإسلام .
صرنا نسمع من الرويبضات في كل مكان أنه "لا يوجد شيء اسمه حجاب في الإسلام" و أنه مجرد عادة و تقليد جاهليين . بل وصل بهم الأمر للزعم أن ستر الفروج يعني ستر الفرج العلوي (الحلمة) و السفلي قبحهم الله !
صار لزاماً علينا مجادلة عاهات منكري السنة المتسمين زوراً بالقرآنيين و القرآن منهم براء . و بهذا صارت آيات طاعة الرسول عليه الصلاة و السلام طاعة له في القرآن فقط ! و طبعاً هذا يفتح لهم الباب ليفسروا القرآن بأهوائهم المريضة ليوافقوا ساداتهم الغربيين .
و غير ذلك الكثير . ما أرى هذا إلا تحققاً لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم بغربة الإسلام . لكن كيف حدث هذا ؟ ما الأسباب ؟ و كيف نقضي على منابع الفساد ؟
Bookmarks