النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: صورة من حوار مع اخ مسلم على المذهب الاشعري

  1. افتراضي صورة من حوار مع اخ مسلم على المذهب الاشعري

    السلام عليكم

    اضع بين ايديكم صورة من حوار دار بيني وبين اخر اشعري كريم حول صفات الله تعالى بين التشبيه والتعطيل وعقيدة السلف الصالح وارجو ان يكون مفيدا لمن يهتمون بمثل هذا وارحب بتعليقات الاخوة وملاحظاتهم وفوائدهم حول الموضوع .

    كانت بداية الموضوع بسؤال طرحته حول حديث القرطبي رحمه الله تعالى عن الاستواء وقوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) حيث قال : " وهذه الآية من المشكلات، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه قال بعضهم: نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها، وذهب إليه كثير من الائمة، وهذا كما روى عن مالك رحمه الله أن رجلا سأله عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " [ طه: 5 ] قال مالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأراك رجل سوء ! أخرجوه.

    وقال بعضهم: نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة. وهذا قول المشبهة.

    وقال بعضهم: نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها." انتهى كلامه رحمه الله

    ثم قلت ( باختصار ) : نرى القرطبي هنا ساق قول الامام مالك رحمه الله شاهدا على الفريق الاول ممن يؤمن بصفات الله تعالى دون التطرق الى تفسيرها اوتكييفها وهو خلافا لما اراه عند كثير من الاخوة من استخدام كلام مالك كشاهد على تأويل الصفات مما يدل على ان منهج علماء السلف ليس التأويل كما يزعم كثير ممن ينتهج هذا المنهج .

    ثم بعد عديد من الردود كان اهمها رد لأخ كريم وكان كالتالي :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد

    جزاك الله خيراً سيدي الفضال قاصد الحق على أفدتنا به .. وجزى الله سائر الإخوة على تعليقاتهم النافعة..
    سيدي الفاضل قاصد الحق كلام مولانا الإمام القرطبي رضي الله عنه هو موافق لمنهج السادة أهل السنة والجماعة الأشاعرة ، وبالتالي كلامه حُجَّة لهم وليس حجة عليهم..
    فهذا الإمام القرطبي الجبل يتجلاَّ لنا بعظمته في توضيح المنهج الحق ويرد على زعم المجسِّمة في أسطر قلائل ودون أيَّ تكلُّفٍ لأنه (جبل) لا يهده ريح ، وهذا توضيح بسيط جداً ، لما أقوله مِن نقلك أنتَ سيدي قاصد الحق :
    قلت لنا أخي قاصد الحق ناقلاً قول القرطبي:

    اقتباس:
    يقول أبو عبد الله : وهذه الآية من المشكلات، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه :

    ثمَّ نقلت لنا الوجه الأول من قوله وهو:

    اقتباس:

    قال بعضهم : نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها.

    اقتباس:

    وذهب إليه كثير من الائمة، وهذا كما روى عن مالك رحمه الله أن رجلا سأله عن قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " قال مالك: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأراك رجل سوء ! أخرجوه.


    ويكفي في هذا النَّقل سيدي قاصد الحق ردٌّ على الوهابية وسلفهم من المجسِّمة ؛ وذلك بفهم كلام الإمام القرطبي لمقولة الإمام مالك ، وجلاَّ معنى كلامه ومقصوده بقوله (( ولا نفسرها )) فإنَّ مربط الفرس في هذه الكلمة وليس فيما لونته لنا باللون الأحمر وهو (( ونؤمن بها )) وهذا ما يتبجَّح به الوهابيَّة !! ومَن قال أنَّ الأشاعرة لا يؤمنون بآيات الصفات ؟! فكونهم يحتجون على الأشاعرة بقول الأئمة ومنهم مالك ( ونؤمن بها ) هو من السذاجة والغباء والجهل بمكان ، ويكفي في إثبات جهل هذه الطائفة استدلالهم بهذه العبارة ( ونؤمن بها ) على الأشاعرة ؛ لأنه لم يقل أحدٌ من الأشاعرة لا نؤمن بها -أي بتلك الآيات- ، فإن قائل ذلك (( كافر بالإجماع )) لأنه منكر وكافر ببعض القرآن ، ومَن أنكر حرفاً منه فقد كفر .
    ولكن يا ليتك أخي الفاضل قاصد الحق أشرت إلى قول القرطبي في مفهومه لكلام مالك( ولا نفسرها ) باللون الأحمر ، فإنها الكلمة التي تُصرِّح بعدم التجرؤ بالخوض في معرفة (( معاني )) تلك النصوص ،، وهذا هو ( التفويض المحض ) الذي يُفسِّد ويُبدِّع الوهابيَّة مُعتقِده ، كما هو ثابتٌ من كلامهم فيمَن يقول: ( لا نفسرها ،أو ( لا نخوض في معرفة معناها ) ، ومَن أراد أن يتأكد مِن صحة كلامي في زيغ هذه الطائفة عن هذه العبارة الجليلة فليستمع إلى كلام ابن عثيمين في شرحه للقواعد المثلى ، ولكلام الألباني في أشرطته المتعلقة بالأسماء والصفات .

    إذا يا أخي الغالي قاصد الحق ليتك ذكرتَ كلام القرطبي في تأييد معتقد الأشاعرة القائل إما بـ ( التفويض ) إلى الله تعالى- أي لا تُفسَّر- أو ( التأويل ) -على مقتضى اللسان العربي- مع عدم الجزم بأنَّ المُتأوَّل به هو مراد الله عزَّ وجل .
    إن كنتَ طالبَ علمٍ ستُدرك ما قلتُه ، وإن كنت لا تعلم منهج الوهابيَّة فسأل شيوخهم ، وستجد ما قلته نصب عينيك ، وليتهم اعتقدوا الإمام الحافظ العظيم السلفي صاحب (السنن) الإمام الترمذي رضي الله عنه القائل في ((سننه)) (4/492) عند كلامه على نصوص الصفات:
    ( والمذهب في هذا عند أهل العلم مِن الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عُيينة ووكيع وغيرهم أنَّهم رَووا هذه الأشياء ثم قالوا تُروَى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يُقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث ؛ أن تُروَى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ، ولا تُفسَّر ، ولا يُقال كيف ، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ). انتهى.

    واذهب يا أخي قاصد الحق اسأل أي شيخٍ وهابي وقل له: (( هل نُفسِّر آيات الصفات )) ؟ وانظر ماذا سيجيبك ، وعندما تعلم هل هم موافقون للسلف أم مخالفون لهم ..
    سبحان الله ويقولون: ( نحن سلفية ) !!

    ثمَّ نقلت لنا أخي قاصد الحق الوجه الثاني الذي ذكره القرطبي وهو المؤكِّد لما نقوله في الوهابيَّة بأنَّهم مجسِّمة - صرَّحوا أو لم يصرِّحوا - وهذا نقلك:

    اقتباس:

    وقال بعضهم: نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة.

    اقتباس:

    وهذا قول المشبهة.


    جزاكَ الله خيراً سيدي قاصد الحق ، هذا هو عين تصريح الوهابيَّة ، وهذا نصُّ قولهم ، وبالتالي أرجوك أن تتبع قول الإمام القرطبي ولا تحيد عنه طالما أنَّك تجلّه وتبجّله وترى فيه الإمامة وتستشهد وتعتدَّ وتثق بكلامه ، فها هو القرطبي منذ ذلك الزمن وكأنَّه يرى الوهابيَّة أمامه هم (المجسِّمة والمشبِّهة) في ذلك العصر -وإن اختلفت المسميات- فها هو يقول لنا جميعاً ويقول لك : (( أنَّ الوهابيَّة مشبِّهة لله تعالى بخلقه )) ، فالوهابية هم القائلون تصريحاً في كتبهم وأشرطتهم ( نفسِّرها على ما يحتمله ظاهر الآيات وهو ظاهر اللغة المتعارفة عند العوام ).
    سؤال لكَ أخي قاصد الحق/ ها هو القرطبي يصف مَن يقول بهذا بأنهم ( مشبهة ) ، والوهابيَّة يقولون بهذا ( تصريحاً ) لا تلميحاً ، فما رأيكَ أنت الآن في الوهابية من كلام ما تعتدّ بكلامه وتستشهد وتحتج به وقد أعلمك بحقيقة مَن يقول بهذا القول ، ما رأيك فيهم الآن ؟
    جوابك هو: ( ............................... ) [ أنتظر جابتك ] .

    ثم نقلت لنا أخيراً قول القرطبي:

    اقتباس:

    وقال بعضهم: نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها.


    أقول: وهذا أحد مذهبي الأشاعرة كما أسلفتُ .
    ولكن هنا ملحظ جميل لكَ يا أخي قاصد الحق وهو: أن الإمام القرطبي عندما نقل هذا القول لم يتكلَّم في القائلين به: ( لا بمدحٍ ولا بذمٍّ ) ، بخلاف ما قاله عندما نقل قول المشبهة والذين في هذا العصر منهم الوهابيَّة ، فوصف قائلي ذالك القول بـ(المشبهة) ، فقف على حقيقة الأمر وانجو بنفسك وأهلك بالحق والحقيقة .

    ثم بعد ذلك أحب أن أعلِّق بتعليق بسيط مختصر جداً على تعليقك اللطيف بعد نقلك لكلام الإمام القرطبي ، فقد قلت لنا مشكوراً:

    اقتباس:

    فنرى هنا أن القرطبي لم يصنف قول مالك مع من يقولون بتأويل مثل هذه الصفات , وقد رايتكم أكثر من مرة تستشهدون على التأويل بقول مالك !


    لكن قال ( بالتفويض ) الذي يخالفه ويرده الوهابية ، وهو مذهب جمهور السلف ، وهو أحد مذهبي الأشاعرة .

    قال شيخ الإسلام الإمام النووي رضي الله عنه في سياق شرحه لحديث مِن أحاديث الصفات (شرح مسلم) 6/36 : ( هذا حديث مِن أحاديث الصفات ، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء:
    أحدهما: وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين ؛ أنَّه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى ، وأنَّ ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ، ولا يُتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق .
    والثاني: مذهب أكثر المتكلمين وجماعات مِن السلف وهو محكي عن مالك والأوزاعي ؛ أنَّها تتأوَّل على ما يليق بها بحسب مواطنها ). انتهى

    فها هو الإمام المحقق الحافظ الجليل الثقة يذكر أن التأويل من مذهب مالك ! ، فلعل مَن نسب لمالك التأويل كان له في نقل النووي عنه التأويل الحجة والغنية والكفاية ، والنووي لا يقل حجة وعلما وجهبذةً وتحقيقاً ومعرفة بالأقوال عن القرطبي يا أخي الحبيب قاصد الحق أليس كذلك ؟!!

    بل وهذا الإثبات مِن الإمام النووي في نسبة هذا القول للإمام مالك لم يأتي من فراغ ؛ قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في (التمهيد) 7/145:
    (( ... وقد روى محمد بن علي الجبلي وكان من ثقات المسلمين بالقيروان قال حدثنا جامع بن سوادة بمصر قال حدثنا مطرف عن مالك بن أنس أنه سئل عن الحديث "إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا" فقال مالك يتنزل أمره وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة وذلك من أمره أي أكثر ما يكون ذلك في ذلك الوقت والله أعلم ...)). انتهى المقصود

    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في (سير أعلام النبلاء) 8/105:
    (( أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، قال: قال ابن القاسم: سألت مالكا عمن حدث بالحديث، الذين قالوا: ( إن الله خلق آدم على صورته ) . والحديث الذي جاء: ( إن الله يكشف عن ساقه ) ، وأنه ( يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد ) ، فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث بها أحد ، فقيل له: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به، فقال: من هو ؟ قيل: ابن عجلان عن أبي الزناد، قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما.
    وذكر أبا الزناد، فقال: لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات.
    رواها مقدام الرعيني، عن ابن أبي الغمر، والحارث بن مسكين، قالا: حدثنا ابن القاسم.
    قلت: أنكر الامام ذلك، لانه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي " الصحيحين " معذوران في إخراج ذلك أعني الحديث الاول والثاني لثبوت سندهما، وأما الحديث الثالث، فلا أعرفه بهذا اللفظ.
    فقولنا في ذلك وبابه: الاقرار، والامرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.
    وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك قال: يَتَنَزَّلُ ربنا تبارك وتعالى أَمْرَه ، فأما هو، فدائم لا يزول.
    قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك.
    قلت: لا أعرف صالحا، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت، بلا تفسير.
    فيكون الامام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب )). انتهى

    ومِن كلام الذهبي هذا أنّ كلا مذهبا الإمام مالك المنقوله عنه ( تردُّ على معتقد المجسِّمة ) ومنهم الوهابيَّة ، فإن لم يثبت الذهبي التأويل لجهالة صالح بن أيوب ، فقد أثبت اشتهار التفويض عنه تصريحاً بقوله : (( والمحفوظ عن مالك رحمه الله رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت، بلا تفسير )).
    وتأمل في قوله (( بلا تفسير )) !! هل يقرَّه مجسِّة العصر ؟
    بالطبع ( لا ) إذاً ما أحرانا لأنْ نرد زعمهم أنَّهم ( سلفية ) على وجوههم ، وما ألطف تسميتهم بالوهابيَّة ..
    ونقول: كذبتم والله .. ( هداكم الله ) .

    الخلاصة: مذهبا الأشاعرة نقلهما عن الإمام مالك كبار الأئمة ، وأثبت له النووي التأويل وقد ينضم إلى المثبتين له ذلك ابن عبد البر ، وأثبت له الذهبي التفويض بقوله: (( والمحفوظ عن مالك..أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها.. بلا تفسير )). وبذلك يكون مَن نقل هذا من أصحاب المنتدى عنه له بذلك النقل سلف ، فلله در أصحاب المنتدى ، وإن كنت لم أذكر أنَّ أحداً منهم قال ذلك .. والله أعلم .

    وقال الإمام النووي في (المجموع) 1/25 :
    (( اختلفوا في آيات الصفات وأخبارها ؛ هل أُخيض فيها بالتأويل أم لا ؟
    فقال القائلون: تتأول على ما يليق بها ، وهذا أشهر المذهبين للمتكلمين.
    وقال آخرون: لا تتأول ؛ بل يمسك عن الكلام في معناها ويوكل علمها إلى الله تعالى ، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى وانتفاء صفات الحوادث عنه ، فيقال مثلاً: نؤمن بأن { الرحمن على العرش استوى } ولا نعلم حقيقة معنى ذلك والمراد به ، مع أنَّا نعتقد أنَّ الله تعالى ليس كمثله شيء ، وأَّه منزه عن الحلول وسمات الحدوث ، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم ، وهي أسلم )). انتهى

    وأخيرا قال الإمام الشوكاني في (إرشاد الفحول) 1/376:
    (الفصل الثاني فيما يدخله التأويل وهو قسمان
    أحدهما أغلب الفروع ولا خلاف في ذلك والثاني الأصول كالعقائد وأصول الديانات وصفات الباري عز وجل وقد اختلفوا في هذا القسم على ثلاثة مذاهب :
    الأول : أنه لا مدخل للتأويل فيها بل يجري على ظاهرها ولا يؤول شيء منها وهذا قول المشبهة
    والثاني : أن لها تأويلا ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله تعالى : { وما يعلم تأويله إلا الله } قال ابن برهان وهذا قول السلف...
    والمذهب الثالث : أنها مؤولة ، قال ابن برهان والأول من هذه المذاهب باطل والآخران منقولان عن الصحابة ونقل هذا المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة قال أبو عمرو بن الصلاح الناس في هذه الأشياء الموهمة للجهة ونحوها فرق ثلاث : ففرقة تؤول وفرقة تشبه وثالثة ترى أنه لم يطلق الشارع مثل هذه اللفظة إلا وإطلاقه سائغ وحسن قبولها مطلقة كما قال مع التصريح بالتقديس والتنزيه والتبري من التحديد والتشبيه قال وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها واختارها أئمة الفقهاء وقادتها وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه ولا أحد من المتكلمين يصدف عنها ويأباها وأفصح الغزالي في غير موضع بهجر ما سواها حتى ألجم آخرا في إلجامه كل عامل وعامي عما عداها.. )). انتهى مختصرا المقصود من نقل الشوكاني للمذاهب الثالثة
    وفي هذه النقول المختصرة ما يشفي صدور قومٍ سُنيين ولله الحمد .

    ثم قلت سيدي قاصد الحق :

    اقتباس:

    وقال في موضع آخر :

    اقتباس:

    والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون : يجئ وينزل ويأتي.
    ولا يكيفون، لأنه " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "


    وهذا مخالف للتأويل , إذ التأويل يخلص إلى أن الله لا يجيء ولا يأتي . وهذا ما ليس عليه جمهور أئمة أهل السنة كما قال القرطبي آنفا .

    ولله الحمد أنَّنا وسائر أهل السنة الأشاعرة نقول بما قال الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قما قرَّر الإمام القرطبي رضي الله عنه ، ومِن أئمتنا الأجلاء العظماء الذي يقر سائر الأمة بل وسائر الوهابيَّة بفضله وإمامته وثقته وسلفيته هو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه تعالى ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ( البداية والنهاية ) 10/327 :
    (( روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السمّاك عن حنبل أنَّ أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى: { وجاء ربُّك } أنه: جاء ثوابه ، ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه )). انتهى كلام ابن كثير نصاً

    فما رأيك يا أخي الفاضل قاصد الحق !
    السؤال لكَ أخي قاصد الحق: هل الإمام أحمد من أئمة أهل السنة والجماعة بل ومِن كبارهم وجهابذتهم أم لا ؟! وهل يكون بذلك لا يؤمن بآية { وجاء ربك } لأنه تأولها ؟ أم تتوب وترجع عن قولكَ ذلك ؟
    أرجو منك الإجابة بإختصار جداً ولا تخرج من الإجابة عنه ، وسأتابعك حتَّى تردَّ على هذا السؤال بوضوح ( حتَّى أستفيد منك سيدي ) .

    اقتباس:

    أحب أن اعلم رأيكم في ما سبق فضلا لا أمرا إذا تكرمتم .

    اقتباس:

    وجزاكم الله خيرا .


    هذا مختصر قولي أخي العزيز .. ولا أعلم هل يوافقني الإخوة أم لا ..
    وجزاكَ الله خيراً

    تم كلام الاخ الكريم

    طبعا مع منهجي في احترام وجهات النظر المخالفة كان ردي كالتالي :
    قلت :
    بداية وقبل الرد على ما ورد في جواب الأخ الكريم ولا شك انه خير ما قيل من بين الردود لما فيه من توقير واحترام وأدب وتهذيب في الحوار يفتقر إليه كثير ممن يدعي العلم والمعرفة , فليس التطاول والاجتراء على أخ في الدين بغير حق هو بعلم ولا معرفة , بل هو جهل وطيش وإثم لا يزيد صاحبه الا خسارا , وانما الاجتراء على من شاق الله ورسوله وسب الدين واساء الادب وكم نحن من ذلك ببعيد .
    فليحذر الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا ويسارعون في البهتان أن تهوي بهم ألسنتهم في غيابات جهنم كما حذرنا من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه ابو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " اخرجه الشيخان .
    أما بعد ..
    فأعود الى اخي بارك الله فيه وجزاه خيرا وأقول :
    قلتَ أخي الكريم : " ويكفي في هذا النَّقل سيدي قاصد الحق ردٌّ على الوهابية وسلفهم من المجسِّمة "
    ولا اخفيك انني عندما قرات كلامك قلت نعم اوافقك على ما تقول وان في قول القرطبي رد على المجسمة , لكنني يا أخي المكرم لم انقل قول القرطبي ( كما رايتك تشير ) دفاعا عن المجسمة , وان يكن هنالك من يجسم فعلا في هذا الزمان فمؤكد أننا لسنا منهم و لا يعنينا الآن أمرهم , بل ونبرأ منهم وممن شاكلهم والحمد لله , ولست ابحث الآن في مسائلهم فضلا على أن أدافع عنهم , إنما سقت ما سقت من كلام القرطبي رحمه الله ردا على المؤولة , وبيانا على ان مذهب السلف من هذه الأمة هو ما قاله في ذكره القسم الأول ممن لا يؤولون الصفات , ثم استشهد بقول الإمام مالك , فأردت أن أقول إن قول مالك رحمه الله لا ينطبق على ما رايتكم تتبنون من عقيدة في الصفات , إذ أنكم تتأولون الصفات وتحيلون حملها على الحقيقة , وذلك ما ذكره الإمام في أصحاب القسم الثالث , وهو رحمه الله لم يستشهد لهم بحديث مالك وإنما استشهد به لأصحاب القسم الأول ممن يؤمنون بالصفات على حقيقتها ويفوضون الكيف لله تعالى و نسب أولئك إلى الأئمة من السلف الصالح .

    فذلك ما أراده الإمام مالك من أن السؤال عنه بدعة أي عن الكيف , إذا فالصفة حقيقية معلومة والكيف موجود لكننا لا نعلمه , وإلا كيف يُسأل عما هو ليس بموجود ! ثم يَطلب رحمه الله من السائل الإيمان به !

    ولذلك ميزت الايمان في قول القرطبي باللون الاحمر ولأنني لا اتحدث عن الايمان بالصفات من حيث ثبوتها كما ذهبتم إليه – أخي - في سياق كلامكم أيضا , إنما من حيث الايمان بها حقيقة وعدم تاويلها بتاويلات قد تعطلها وتجعل منها صفات معنوية .
    ثم أخي الحبيب , - وأقول الحبيب لان اختلافنا لا يجب أن ينسينا إيماننا وإسلامنا واجتماعنا على حب الله ورسوله والصحابة وإتباعهم كل قدر اجتهاده وعلمه , ولا يفسد الأخوة التي بيننا خلاف , ما سلمت القلوب وحسنت المقاصد - , قلتَ بارك الله فيك :
    " ( ولا نفسرها ) فإنها الكلمة التي تُصرِّح بعدم التجرؤ بالخوض في معرفة (( معاني )) تلك النصوص ،، وهذا هو ( التفويض المحض ) الذي يُفسِّد ويُبدِّع الوهابيَّة مُعتقِده ، كما هو ثابتٌ من كلامهم فيمَن يقول: ( لا نفسرها ،أو ( لا نخوض في معرفة معناها ) ، ومَن أراد أن يتأكد مِن صحة كلامي في زيغ هذه الطائفة عن هذه العبارة الجليلة فليستمع إلى كلام ابن عثيمين في شرحه للقواعد المثلى ، ولكلام الألباني في أشرطته المتعلقة بالأسماء والصفات . " وأقول :
    إن التفويض المحض الذي يبدع معتقده من سميتهم وهابية وأشرت بذلك إلى الألباني رحمه الله _ ولا اعلم هل سمعت منه أم نقل إليك قوله, وأنا لا أتكلم عن ابن عثيمين لأنني لا أعلم حقيقة منهجه ولم اسمع منه , إنما سمعت من الألباني وعلمت منهجه وهو ليس كما تفهمه بارك الله فيك أخي الحبيب , فضلا على انه لا شأن له بمن تسمونهم وهابيون , إنما كان من آخر ما بقي لنا من علماء سلفنا الصالح وكان عالما بحق وفقيها لا نظير له في زمانه , وهو مفخرة الشام , فأولى لكم أن تعتزوا به بدلا الطعن فيه – فذلك التفويض هو التفويض دون الفهم للآيات , أي كأن أسألك ما معنى قوله تعالى " وجاء ربك .. " فتقول لي لا اعلم ! ما معنى " إليه يصعد الكلم الطيب .. " فتقول لا اعلم ! ذلك هو التفويض بالجملة الذي أنكره الألباني رحمه الله وخطأ صاحبه , وإنما التفويض هو كما قال مالك ونقل ذلك القرطبي , وهو ما عليه الألباني رحمه الله أننا نعلم معنى الاستواء وليس هو بمجهول لكن الذي لا نعلمه هو كيفية ذلك الاستواء , أي نعلم الصفة ونفوض كيفيتها , وهنا يرد السؤال التالي : أليس تأويل الاستواء وسواه بما نعلم وتعلمون من معان مختلفة من القهر والغلبة والاستيلاء هو تفسير له ؟
    ثم أليس ذلك مخالف لما جاء في كلام القرطبي في قوله " لا نفسرها " !
    إذا صح ذلك فأرى تناقضا واضحا لابد من إزالته بارك الله فيكم .

    ثم أنتقل بعد ذلك إلى سؤالك الذي سألتني بقولك : " سؤال لكَ أخي قاصد الحق/ ها هو القرطبي يصف مَن يقول بهذا بأنهم ( مشبهة ) ، والوهابيَّة يقولون بهذا ( تصريحاً ) لا تلميحاً ، فما رأيكَ أنت الآن في الوهابية من كلام ما تعتدّ بكلامه وتستشهد وتحتج به وقد أعلمك بحقيقة مَن يقول بهذا القول ، ما رأيك فيهم الآن ؟
    جوابك هو: "

    فأقول :
    " جوابي أخي الحبيب أن من يقول كما قال القرطبي : " نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة " هو كما قال القرطبي أيضا هذا قول المشبهة ولا خلاف .
    لكنني لا أرى سببا لمثل ذلك السؤال فلا صلة له بما اسأل عنه ولا ما أناقشكم فيه , فموضوع البحث هو ( لماذا التأويل ؟ ) لماذا لا نفهم الصفات كفهم سلف الأمة , وهو عدم تأويلها والإيمان بها كما جاءت وأنها حق وتفويض كيفيتها لله تعالى كما سبق بيانه ؟
    أما ما أوردته أخي الكريم من أقوال عن الإمام مالك رحمه الله فينتهي إلى ما هو محفوظ عنه كما هو معلوم بارك الله فيك من القول بأنه سئل عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت، بلا تفسير , وقد سبق التعليق على ذلك .
    لكنني أراك أخي الكريم لا زلت تكرر أن كلام الإمام مالك ومن بعده القرطبي يرد على مذهب المشبهة , وأقول معك نعم هو كذلك لكنه يرد أيضا على كلام المؤولة , فلماذا لا تتنبه للأخرى بارك الله فيكم !

    ثم سألتني أخي الحبيب : وتأمل في قوله ) بلا تفسير ( !! هل يقرَّه مجسِّمة العصر ؟

    أقول لا ادري من تعني هنا بالمجسمة أيضا ! لكنك إن عنيت الشيخ الألباني كما أشرتَ سابقا فأقول لك : لا وهو من تلك الدعوى براء , وإن كنت ترمي أيضا إلى سلفه من أهل العلم كابن تيمية رحمه الله – ولست أقول ذلك سوء ظن معاذ الله ولا أحرص مني على عدم الوقوع فيه وقد نالني منه ما نالني والحمد لله , إنما هو سؤال فقط واستيضاح لأنني لا أزال أرى هنا وهناك حربا ضروسا تشن على شيخ الإسلام وتساق له التهم من حيث لا يدري من تجسيم وتشبيه وما إلى ذلك - , فلا أيضا ويكفي ما شهد به الدكتور البوطي حفظه الله تجاه ذلك الرجل المظلوم بحق من نفي للتجسيم والتشبيه , رغم مخالفته له في كثير من المسائل , ولا أعتقد بأنكم أخي الفاضل لستم تشهدون للدكتور البوطي بالعلم وسعة الاطلاع , فضلا عن الإنصاف والتثبت مما يقول , فإن أنتم لم تقبلوا شهادة في ابن تيمية من البوطي , فلا أظنكم تقبلونها من العبد الفقير , فلا داع لأطيل الحديث في ذلك , فضلا على أنه ليس محل بحثنا الآن .

    ثم سقتم بعد ذلك أخي الكريم قولا عن الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في ( البداية والنهاية ) 10/327 أنه قال :
    ( روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السمّاك عن حنبل أنَّ أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى: ) وجاء ربُّك ( أنه: جاء ثوابه ، ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه . ثم قلتم : انتهى كلام ابن كثير نصاً .
    وسألتم ملزمين إياي بالإجابة قائلين : " السؤال لكَ أخي قاصد الحق: هل الإمام أحمد من أئمة أهل السنة والجماعة بل ومِن كبارهم وجهابذتهم أم لا ؟! وهل يكون بذلك لا يؤمن بآية { وجاء ربك } لأنه تأولها ؟ أم تتوب وترجع عن قولكَ ذلك ؟
    أرجو منك الإجابة باختصار جداً ولا تخرج من الإجابة عنه ، وسأتابعك حتَّى تردَّ على هذا السؤال بوضوح ( حتَّى أستفيد منك سيدي.

    فأقول : الجواب على ذلك وباختصار تلبية لطلبك مع عدم الخروج عن الإجابة مع أنني لا أظن أنه سبق وخرجت عن جواب سؤال وجه لي , هو كالتالي :
    لا جوابَ خير من جواب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية , فأما ابن القيم فقال في مختصر الصواعق : " إن حنبلا تفرد بها عنه، وهو كثير المفاريد المخالفة للمشهور من مذهبه، و إذا تفرد بما خالف المشهور عنه , فالخلال وصاحبه عبد العزيز لا يثبتون ذلك رواية، وأبو عبد الله بن حامد وغيره يثبتون ذلك رواية، والتحقيق أنها رواية شاذة مخالفة لجادة مذهبه، هذا إذا كان ذلك من مسائل الفروع ؟ فكيف في هذه المسألة؟!"
    وقد ذكر الإمام الذهبي مثل ذلك عن حنبل في السير .
    أما على فرض قبول ذلك عن الإمام احمد , فيقول ابن تيمية في "الاستقامة" : "إنما قال ذلك إلزاما للمنازعين له ؛ فإنهم يتأولون مجيء الرب بمجيء أمره ، قال: فكذلك قولوا: يجيء كلامه مجيء ثوابه!"
    ثم يبين ذلك ابن القيم فيقول : " ذكر ذلك على وجه المعارضة والإلزام لخصومه بما يعتقدونه في نظير ما احتجوا به عليه ، لا أنه يعتقد ذلك ، والمعارضة لا تستلزم اعتقاد المعارض صحة ما عارض به "
    وأقول ذلك هو الحق وهو المعروف والمشهور من مذهب الامام احمد في مثل هذه المسائل .
    ثم أقول أخي الكريم : لو افترضنا جدلا صحة قول الامام احمد فضلا على فرض انه قصد التأويل حقا , فهل ذلك موافق لقول الإمام القرطبي من أن جمهور أئمة أهل السنة يقولون : يجئ وينزل ويأتي. ولا يكيفون، لأنه " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "؟
    أي هل عنى القرطبي أحمد فقط بقوله جمهور أهل السنة ! هل نستمسك بما نقل عن احمد على ما تطرق إليه من قدقدات واحتمالات وظنون ثم لا نلتفت لجمهور أهل السنة بشهادة القرطبي !
    وأما ما نقلته لنا أخي الكريم عن الإمام مالك رحمه الله فلم أنساه , لكنني أجلت الإجابة عنه إلى موضعه حتى يترابط الموضوع ولا يضيع عنه القارئ فأقول :
    إن الرواية المروية عن مالك إنما رويت بإسنادين :
    أحدهما: من طريق حبيب كاتبه، وحبيب هذا غير حبيب، بل هو كذاب وضاع باتفاق أهل الجرح والتعديل، ولم يعتمد أحد من العلماء على نقله.
    والإسناد الثاني: فيه مجهول لا يعرف حاله.
    وفي ذلك يقول ابن القيم : فمن أصحابه من أثبت هذه الرواية، ومهم من لم يثبتها؛ لأن المشاهير من أصحابه لم ينقلوا عنه شيئا من ذلك .
    ثم يقول رحمه الله : " وهذا هو الحق ؛ فإنه لا يشك من له معرفة بصناعة الحديث ومذهب مالك أن النقل عن مالك في تأويل النزول لا يصح ، بل هو كذب مفترى , وأهل الباطل يتعلقون بمثل هذه الأباطيل، ويدعون النصوص الصحيحة الصريحة التي توجب العلم على إثبات
    إمرارها كما جاءت مع فهم معناها وإثبات حقائقها."

    ولابن تيمية كلام قيم في ذلك , إذ قال رحمه الله : " وكذلك ذكرت هذه رواية عن مالك رويت من طريق كاتبه حبيب بن أبي حبيب، لكن هذا كذاب باتفاق أهل العلم بالنقل، لا يقبل أحد منهم نقله عن مالك، ورويت من طريق أخرى ذكرها ابن عبد البر، وفي إسنادها من لا نعرفه "

    فهل يستشهد بمثل ذلك الأثر – على ما في سنده - في مثل هذه المسائل في مثل هذا الموضع !

    إذا خلاصة ما أردت قوله وكي لا أطيل , أن التأويل تكيف بارك الله فيكم , وهو مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة وعلماءها , بل أراه تعطيلا في مواضع كأن أقول كيف ينزل الله تعالى , فتقول لي لا إن الله لا ينزل , بل هي رحمته , وليس ذلك إلا فرارا من التشبيه , نعم أنا أعلم ذلك ولكن من قال أن في نزوله تعالى تشبيه ! هذا يجب أن يكون بحثا بيننا بالتفصيل في وقت لاحق إن شاء الله تعالى .

    وجزاكم الله خيرا .

    تم كلامي

    كان ذلك اهم ما دار بيني وبين الاخ الكريم احببت المشاركة به حتى تعم الفائدة وكما سبق انتظر من احب التعليق والاضافة بما فيه خير وفائدة .

  2. افتراضي

    ربما يستحسن نقل الموضوع الى الحوار عن الاسلام او المذاهب الفكرية لاني وضعته هنا خطأ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاصد الحق مشاهدة المشاركة
    ربما يستحسن نقل الموضوع الى الحوار عن الاسلام او المذاهب الفكرية لاني وضعته هنا خطأ
    أظن أنه لا يسمح في منتدى التوحيد بمناقشة المذاهب الإسلامية، فلو وضعته في منتدى أهل الحديث لكان أفضل.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد العامري مشاهدة المشاركة
    أظن أنه لا يسمح في منتدى التوحيد بمناقشة المذاهب الإسلامية، فلو وضعته في منتدى أهل الحديث لكان أفضل.
    ربما لم أفهم قوانين المنتدى تماما فلعلهم يقصدون عدم مشاركة المخالفين لمعتقد أهل الحديث، فإن كان الأمر كذلك فأنت في المكان المناسب.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا القول للقرطبي رحمه الله كان في تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة (29)
    و كان فيما بعد هذا الكلام قوله : وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة «الأعراف» إن شاء الله تعالى.
    و هو ما نجده في تفسيره عند قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف (54)
    وهو التالي:
    قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } هذه مسألة الاستواء؛ وللعلماء فيها كلام وإجراء. وقد بينا أقوال العلماء فيها في (الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى) وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولاً. والأكثر من المتقدّمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيّز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدّمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم؛ لأنه يلزم من ذلك عندهم متى ٱختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين. وقد كان السلف الأوّل رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافّة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم ـ يعني في اللغة ـ والكَيْف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها.

    و كما هو بيّن فقد اقتصر الامام القرطبي رحمه الله هنا على قولين فقط، الأول ذهب إليه الأشاعرة و لم يذكره بمدح و لا ذم إلا أنه قول الأكثرين، و القول الثاني قول السلف و هو بين في اثبات حقيقة الصفة و تفويض الكيفية، و قد مدح هذا القول أيما مدح فنسبه للسلف الأول رضي الله عنهم و جعله موافقا لمنطوق الكتاب و إخبار رسله و احتج له بقول الامام مالك رحمه الله. و هو الذي سيتبين في مقتطفات الكتاب المذكور.

    فأما القول الأول في تفسير آية الأعراف فهو قرين القول الثالث في تفسير آية البقرة، و القول الثاني هنا هو القول الأول هناك، أما قول المشبهة فلم يذكره هنا و الذي يتبين لاحقا في المرفقات من كتابه المذكور و يسميه قول المجسمة و الذي نسبه صاحبك للوهابية فليبين من هم الوهابية الذين يريد و يبين أين وجد هذا الكلام في كتبهم.

    هذا قول السلف رضوان الله عليهم في كتاب القرطبي
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 1.jpg
المشاهدات:	229
الحجـــم:	15.4 كيلوبايت
الرقم:	2217
    و هذا قول المجسمة
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 2.jpg
المشاهدات:	200
الحجـــم:	16.5 كيلوبايت
الرقم:	2218

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و هذا القول الدي يذهب إليه القرطبي
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 3.jpg
المشاهدات:	215
الحجـــم:	16.9 كيلوبايت
الرقم:	2219

    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 3.jpg
المشاهدات:	215
الحجـــم:	16.9 كيلوبايت
الرقم:	2219

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أحمد العامري مشاهدة المشاركة
    و هذا القول الدي يذهب إليه القرطبي
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 3.jpg
المشاهدات:	215
الحجـــم:	16.9 كيلوبايت
الرقم:	2219


    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	KORTOBI 3.jpg
المشاهدات:	215
الحجـــم:	16.9 كيلوبايت
الرقم:	2219
    علق احدهم على قول القرطبي هذا وكيف يقر بانه الاشهر وما تظاهرت عليه الآي والأخبار ثم لا يقول به و لا يختاره ! ثم منهم من قال بالأخذ بمجمل ما هو معروف من قوله بالتأويل وتأويل مثل قوله هذا وهكذا في مثل هذه الامور عامة لا يزال كل متمسك بما هو عليه من قناعة .
    جزاكم الله خيرا ابو احمد العامري وما لونته بالاحمر من ردك في غاية الاهمية .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    لله ما اعظم اهل الظاهر...
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    يقول الإمام أحمد في أصول السنة : ( (ثَلَاث من كن فِيهِ فَهُوَ مُنَافِق) على التَّغْلِيظ نرويها كَمَا جَاءَت وَلَا نقيسها) قلت: فعلى مذهب المفوضة : لا يعلم معنى المنافق !!! ...
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صورة من حوار مع اخ مسلم على المذهب الاشعري
    بواسطة قاصد الحق في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-29-2014, 02:31 AM
  2. أسهل واسرع عمل دعوي على النت بضغطة زر فقط ( صورة )
    بواسطة ساكتون في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-17-2012, 07:15 AM
  3. حوار مع طفل مسلم من قسيس
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-28-2009, 01:47 PM
  4. هنا صورة يد أخ تركي مسلم مكتوب عليها إسم الله تعالى
    بواسطة has104 في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-26-2007, 12:27 AM
  5. مسلم علمانى و سورة الزمر
    بواسطة محمود إبراهيم في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-01-2007, 01:30 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء