مما يثير العجب والدهشة الإطروحات غير اللائقة من معظم الملحدين ...
ومنها قولهم بأن الإنسان ضاعت مركزيته التي كان يشير إليها كثير من قدمائنا
وقولهم بأن الإنسان أصبح مجرد شيء تافه مثله مثل أي شيء وجد صدفة لا قيمة له ولا يذكر بالنسبة لما تم اكتشافه خلال هذا الكون من حيث ضخامته وما يحمل من مجرات وأشياء غاية في الكبر وما تحتويه من كوازرات وغيرها (على حد زعمهم)
وأقول أن هذا غير لائق لأنهم نظروا إلى الموضوع بشيء من النقص وبعين واحدة فلو أنصفوا في حكمهم و نظروا إلى المستوى دون الذري وضآلته كما نظروا إلى هذا المستوى المجري وحجمه
لعلموا أننا وفق المقياس اللوغاريتمي نقع في منتصف المسافة بين الحجم المتناهي في الصغر الذي كشفه لنا علم الفيزياء النووية وبين الحجم المتناهي في الكبر الذي كشفه لنا علم الفلك....
وهو ما اريد أن اخبركم به وانبهكم إليه وهو أننا كبشر بالفعل مركز الكون وهو ما يريد أن يحقر من شأنه كل ملحد ليقنع نفسه بإلحاده وهو ما يهدمه العلم يوما بعد يوم ...فنحن البشر نقع بين الأشياء غاية في الدقة والصغر كالذرة ومادونها(ونحن بالنسبة إليها كالمجرات والكوازرات) والأشياء الغاية في الكبر ونحن بالنسبة لها كالذرة وما دونها . ...
ومقارنة بين هذين المستويين (مستوى دون الذرة ومستوى أعلى من المجرة) ومستوى الإنسان ....نجد أنفسنا بني البشر الشيء الوحيد العاقل في هذا الكون والذي يفعل ما يريد دون أن يجبره أحد عليه وهو صاحب العقل والمنطق ...والإنسان هو الذي باستطاعته تسخير (ما في هذين المستويين ) لخدمته ...ألا يدل هذا على شيء ؟؟
ألا يدل على أن هذا الكون بما فيه خلق وأعد لهذا الإنسان الذي يستطيع أن يذلل ما يريد لصالحه ولا يذلٍـلْه شيء آخر لنفسه ....فرغم ضئآلة المستوى الذري وما يحويه من أشياء تثير تعجب الإنسان وتجعله يصاب بالذهول لقدرتها على فعل ما لا يقدر عليه دونها (اقرأوا في ميكانيكا الكم ) رغم كل ذلك فهي لا تستطيع تسخير الإنسان لصالحها بل العكس صحيح ....
وكذلك الأمر بالنسبة لما هو أعلى من المجرات فرغم كبر حجمها وما بها من أشياء غاية في العجب (اقرأوا في علم الفلك) فهي لا تستطيع أن تقوم بتسخير الإنسان لصالحها والعكس أيضا صحيح ....
وهذين المستويين لا يستطيعان تسخير الإنسان وهو يستطيع فعل ذلك لأنه يملك ما لا يملكان فهو يملك العقل الذي لا يملكانه هما كما يملك أيضا حرية الاختيار وإرادة الفعل لا الإجبار عليه وهو ما يعجزان هما عنه.....
وكأن الخالق والمصمم لهذا الكون أراد أن يجعل هناك في هذا الكون شيئا واحدا يستدل عليه من صنعته ويجعله في مركزية هذا الكون دون غيره ....إنه وفقط الإنسان الذي تم تكريمه على ما سواه بالعقل ....
Bookmarks