من استخدامك في أول سؤالك لكلمة (استهتار) .. ثم في آخره لكلمة (قصة) :3-[هذا السؤال لا أقصد الستهتار به] ,,, حسناً قبلت أن التطور خطاء كبير , لكن هل هو شيء مقبول أن ترفض التطور وبديله بقصة؟
ندرك أن مفهوم (القصة) عندك هو المفهوم الخيالي دوما أو الخرافي أو الهزلي .. وهذا خطأ ...
القص : من التتبع ..
ومَن يتتبع آثار الأشياء - مثل آثار الأقدام في الصحراء ونحوه - يُسمى قصاص الأثر ..
وعلى ذلك فالقصة : هي تتبع الأحداث وسردها .. سواء كانت حقيقية أو خيالية ..
فأنا عندما أسألك كيف وقعت حادثة القنبلة النووية ؟..
فأنت ستحكي لي قصة .. وقصتك هذه إما أن تكون حقيقية فتكون صادقا .. وإما أن تكون خيالية تحاول خداعي بها أو المزاح معي فتكون كاذبا ..
ولذلك يستخدم الله تعالى في قرآنه وصف القصة والقصص على أنهما من أصدق الكلام الصادر عن الحق سبحانه الذي يصف نفسه قائلا :
" ومَن أصدق مِن الله قيلا " ؟!!.. النساء 122 " ومَن أصدق من الله حديثا " ؟!!.. النساء 87 ..
فيقول مثلا :
" ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " الأعراف 176 ..
ويقول في سورة يوسف والتي جاء جلها في سرد قصة واحدة فقط على غير المعتاد في القرآن :
" نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين " ..
وهكذا تتكرر كلمة (نقص عليك) في القرآن كثيرا ..
هذا من جهة ...
طيب - ومن الجهة الأخرى : هل التطور ليس بقصة ؟؟؟ < سؤال وجيه ؟ بل سؤال محرج الصراحة
يعني .. لما يأت داروين في كتابه أصل الأنواع وفي فاكس الطبعة الأولى - والتي تم حذفها فيما بعد من كتابه بناء على طلب بعض أصدقائه لما قالوا له يكفي باقي التخاريف اللي في الكتاب ! - عندما يقول : أن الدب يمكن أن يتطور إلى حوت يفوقه في الحجم والوزن عشرات المرات ويفرق عنه في 50 ألف اختلاف تشريحي !!!!.. وأن ذلك التطور يتقبله داروين - بكل بساطة - عندما يتخيل أن الدب إذا سبح كثيرا في الماء : فاتحا فمه لتناول أي شيء هائم ويأتي ببعض أفعال السباحة : فإنه لا إشكال لديه أن يتطور جماعة منه إلى حيتان !!
بالله عليك :
هل هذه قصة حقيقية ؟؟..
لن أتحدث عن خبل داروين وسماجة أفكاره - والتي امتلأ بها كتابه حتى ما بقي منها بعد الحذف - ولكن بلغة العلم التي يتشدق بها الملاحدة والماديون :
هل هذه القصة عليها أي دليل ؟؟..
الإجابة بالطبع : ولا دليل واحد !!..
وإلى اليوم هم يستميتون لمحاولة تفسير ظهور الثدييات في الماء كالحيتان والدلافين !!..
< يعني في عز فشلهم في تفسير ظهور الثدييات على البر من زواحف من برمائيات من أسماك :
عجزوا كذلك عن تفسير العكس وهو ظهور ثدييات في الماء عن ثدييات برية نزلت إلى الماء زعموا ! >
وعلى هذا :
فمنذ داروين وإلى اليوم زميلي : فالتطور كله فرضيات ولم يقم في يوم من الأيام ولا في لحظة من اللحظات على أي دليل : لا علمي ولا حفري ولا عقلي ولا منطقي حتى !
شيء يريدك التطوريون أن تقبله وتمرره بعقلك تماما كما تتقبل خيال قصة الأميرة والضفدع وسندريلا والفئران التي تتحول إلى جياد !
فإذا كان التدني العقلي وصل إلى هذه الدرجة في وضع الخرافة في موضع العلم باسم التطور :
فنقول لا والله ..
بل قصة الخلق بقادر عليم حكيم مُريد : هي أعقل مليارات المرات من هذا العته والغباء الذي ينسب للصدفة والعشوائية : الفعل والقدرة والحكمة والتصرف والغائية مهما تنصلوا من ذلك !
وأما كون الخلق نفسه يأتي بطريقة معجزة - أي من تراب وطين - : فأسأل :
أمال يعني ربنا هايخلق إزاي يعني ؟!!..
ما هو لازما أول خلق من كل نوع حي دايما هايكون خلق معجز .. وبعدين ربنا يضع فيها أسباب التكاثر أو التناسل (وهي معجزة هي الأخرى والعلماء عاجزون إلى اليوم عن تفسيرها) !
تخيل ملايين الخلايا ومليارات الذرات في الجنين تتضاعف ثم تذهب كل واحدة منها في مكان معين في جسمه سيكون وظيفة محددة ومعينة فيما بعد وحاملة معها كل التعريفات الخاصة بها وكيف تتصرف وإلى أي حد ينتظم شكل تضاعف انقسامتها لتحافظ على الشكل الخارجي للإنسان !!!..
يعني لا نجد رأسك فيه جزء كبير أو زائد ناتج عن انقسامات لم تتوقف مثلا !!.. بل تعرف الخلايا متى وكيف تتوقف أو تعمل وكيف تحافظ على الشكل الخارجي !! فما بالك بمئات الأعضاء الداخلية المتشابكة والدقيقة من أعصاب ولحم وعضلات وعظام وأربطة وغضاريف وجهاز هضمي وجهاز إخراجي وجهاز ليمفاوي وجهاز تنفسي وجهاز تكاثري إلخ إلخ إلخ !
كل لحظة تمر على الإنسان - ذلك البناء الرباني - هي معجزة قائمة تشهد لله عز وجل !
فكيف لا نصدق قصة الخلق ؟!!..
الملاحدة يقولون أن الذرات غير المُختارة : أنتجت لنا في لحظة من الزمان كائنات حية لديها حرية اختيار !!!
اسألهم كيف ومتى ؟
وهذه المرة - صدقني - لن تجد عندهم أي قصة أصلا !!.. لا حقيقية ! ولا حتى خيالية !!!..
وهذا ترجمة الحقيقة البديهية المعروفة وهي أن (( فاقد الشيء : لا يُعطيه )) ..
والآن :
انسب كل ذلك لله تعالى الخالق المُريد ؟.. تجد أن أصغر طفل يتقبله بلا تردد ولا شك ولا إشكال !
الله تعالى هو واهب الحياة وحده عز وجل .. وهو نافخ الروح في الطين وفي الجماد فتدب فيه الحياة ..
ومَن كانت هذه صفاته :
فهو لا يجعل الحياة في الذرات الجامدة فقط : بل يحول تلك الذرات إلى حياة والعكس !!..
يُخرج من الجبل ناقة صالح عليه السلام !!.. ويحول عصا موسى عليه السلام إلى ثعبان والعكس !!..
فهي ذرات في يد خالقها ومصورها وصاحب أمرها الوحيد لا شريك له في ملكه ولا في أمره !!..
وما دامت نفس تركيبة مواد الطين هي نفس تركيبة مواد الخلايا الحية للإنسان باعتراف العلماء إذن :
لا غرابة أكثر من الأول - لأن الله تعالى قادر على تحول المواد لبعضها البعض كذلك - !
انظر كيف كان من معجزة عيسى عليه السلام أن يخلق من الطين كهيئة الطير (أي يقوم بتشكيله الظاهري فقط كهيئة الطير - :
ثم ينفخ فيه بروح الله عز وجل : فيصير طيرا بإذن الله !!!..
هكذا في لحظات ولا مليارات سنين ولا يحزنون !!!..
" أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله " آل عمران 49 ..
فهذه هي قصة الخلق في الإسلام ...
ونحن نصدقها من تصديقنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أبلغنا به من كلام الله عز وجل ..
يُتبع - ولكن بعد ساعات إن شاء الله -
Bookmarks