طرف من حديث رواه أبو هريرة ، وكعب بن عجرة ، ومالك بن الحويرث الليثي، وجابر بن سمرة ، وأنس بن مالك ... ( وغيرهم ) - رضي الله عن صحابة رسوله أجمعين...

1 *** عن أبي هريرة رضي الله عنه

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتقى المنبر فقال: آمين ، آمين ، آمين ، فقيل : يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال : قال لي جبريل : رغم أنف عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له فقلت : آمين ، ثم قال رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت : آمين ، ثم قال رغم أنف عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة فقلت : آمين .

٭* أخرجه : ابن خزيمة ، وابن حبان ، والبيهقي في الكبرى ( وهذا لفظه ) ، والطبراني في الكبير والأوسط ، وأبو يعلى ، ...
- قال الذهبي في المهذب : إسناده صالح .
- وقال الهيثمي في موارد الظمآن : في صحيح مسلم منه ما يتعلق ببر الوالدين بنحوه فقط .
- وقال الألباني في صحيح الترغيب : حسن صحيح

2 *** عن كعب بن عجرة رضي الله عنه

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : احضروا المنبر ... فحضرنا ، فلما ارتقى درجة قال : آمين ..فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : " آمين " . فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال : " آمين " . فلما نزل قلنا : يا رسول الله ، لقد سمعنا منك اليوم شيئا ماكنا نسمعه . ؟ قال : إن جبريل عرض لي فقال : بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له . قلت : ( آمين ) ، فلما رقيت الثانية قال : بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك . فقلت : ( آمين ) ، فلما رقيت الثالثة قال : بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة . قلت : ( آمين )

٭* أخرجه الحاكم في المستدرك ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والطبراني في الكبير.
- قال الألباني في صحيح الترغيب : صحيح لغيره ، وقال في فضل الصلاة على النبي، صحيح بشواهده.
- وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني ورجاله ثقات ....
- وقال الهيتمي المكي في الزواجر عن اقتراف الكبائر :صحيح أو حسن ، وقال في موضع آخر : روي بأسانيد أحدها صحيح ...

3 *** عن مالك بن الحويرث الليثي رضي الله عنه ، قال :

- صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : « آمين » ثم رقي عتبة أخرى ، فقال : « آمين » ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : « آمين » ثم ، قال : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من أدرك رمضان فلم يغفر له ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، قال : ومن أدرك والديه أو أحدهما ، فدخل النار ، فأبعده الله ، قلت : آمين ، فقال : ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين »

٭* أخرجه ابن حبان ( وهذا لفظه ) ، والطبراني
- قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء : أظن البلاء فيه من مالك بن الحسن.
- وقال ابن القيسرانيفي ذخيرة الحفاظ :فيه مالك بن الحسن لم يتابع عليه .
- قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني وفيه عمران بن أبان وثقه ابن حبان ،وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. وقد خرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه .
- وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب ، وصحيح الموارد : صحيح لغيره

4 *** جابر بن سمرة رضي الله عنه ... قال :

- صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين.. آمين ..آمين ..قال : أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأعبده الله فقل آمين قلت آمين قال يا محمد من أدرك أحد والديه فمات فدخل النار فأبعده الله فقل آمين قلت آمين قال يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين.

٭* أخرجه الطبراني ، والمنذري في الترغيب
- قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن،
- وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره،وفي تحقيقه لجامع السيوطي، قال : صحصح .

5 *** عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال:

- ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فرقي درجة فقال: آمين.. ثم ارتقى درجة فقال : آمين .. ثم ارتقى الثالثة فقال : آمين ... ثم استوى فجلس؛ فقال أصحابه : أي نبي الله علام أمنت ؟ فقال : أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه الكبر أو أحدهما لم يدخل الجنة ، فقلت : آمين ... قال :ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له ، قلت : آمين .. قال : ورغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت : آمين ...

٭* أخرجه البزار
- قال الهيثمي في مجمع الزوائد :فيه سلمة بن وردان وهو ضعيف ، وقد قال فيه البزار : صالح ، وأحاديثه استوحش منها ، ( فالظاهر من هذا أن قوله إنه صالح عنى به الديانة - قاله ابن حجر).
- وقال ابن القيم في جلاء الأفهام :فيه سلمة لين الحديث قد تكلم فيه وليس ممن يطرح حديثه ولاسيما حديث له شواهد ...
- وقال العراقي في كتابه :" الأربعون العشارية " - حسن
- وقال الألباني في فضل الصلاة على النبي :صحيح بشواهده

6 *** ورواه البخاري في الأدب المفرد ،... عن جابر بن عبد ، ولفظه :

- أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فلما رقى الدرجة الأولى قال: آمين .. ثم رقى الثانية فقال: آمين ..ثم رقى الثالثة فقال :آمين ... فقالوا : يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات ؟ قال: لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له ، فقلت: آمين... ثم قال : شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت : آمين ...ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك، فقلت : آمين ... = قال الألباني : صـحـيـح =


7 *** وروي هذا الحديث بأسانيد ضعيفة عن عمار بي ياسر، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي ... رضي الله عنهم .

8 *** شــرح

- رَغْم مَأْخُوذ مِنْ الرَّغْم وَهُوَ التُّرَاب ، وَكَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِأَنْ يُلْصَق أَنْفه بِالتُّرَابِ... ( قاله ابن حجر ) .

- فَمَعْنَى ( أَرْغَمَ اللَّه أَنْفه ) أَيْ أَلْصَقَهُ بِالرَّغَام ، وَأَذَلَّهُ ... ( قاله النووي )

- وقال : قَالَ أَهْل اللّغَة : مَعْنَاهُ ذَلَّ وَقِيلَ : كُرِهَ وَخُزِيَ... وَأَصْله لَصْق أَنْفه بِالرِّغَامِ ، وَهُوَ تُرَاب مُخْتَلَط بِرَمْلٍ ، وَقِيلَ : الرُّغْم كُلّ مَا أَصَابَ الْأَنْف مِمَّا يُؤْذِيه .

- وقال المباركفوري : أَيْ لَصِقَ أَنْفُهُ بِالتُّرَابِ كِنَايَةً عَنْ حُصُولِ الذّلِّ . قَالَ فِي النِّهَايَةِ : رَغَمَ يَرْغَمُ وَرَغِمَ يَرْغَمُ رَغْمًا وَرِغْمًا وَرُغْمًا وَأَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ أَيْ أَلْصَقَهُ بِالرِّغَامِ وَهُوَ التُّرَابُ . هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الذُّلِّ وَالْعَجْزِ عَنْ الِانْتِصَافِ وَالِانْقِيَادِ عَلَى كُرْهٍ اِنْتَهَى وَهَذَا إِخْبَارٌ أَوْ دُعَاءٌ ...

+ حديث أبي هريرة رواه الترمذي في سننه = كتاب الدعوات ، باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنف رجل ، وفيه ... وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ .
٭ ٭ قال القاضي عبد الرؤوف المناوي في فيض القدير
(ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له) أي رغم أنف من علم أنه لو كف نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة وأتى بما وظف له فيه من صيام وقيام غفر له ما سلف من الذنوب فقصر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى ، فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيمانا واحتسابا عظمه الله ، ومن لم يعظمه حقره الله وأهانه ... (ورغم أنف رجل) أي إنه مدعو عليه أو مخبر عنه بلزوم ذل وصغار لا يطاق ...

٭ ٭ وقلب المباركفوري: ( ثُمَّ اِنْسَلَخَ ) أَيْ اِنْقَضَى ( قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ) أَيْ بِأَنْ لَمْ يَتُبْ أَوْ لَمْ يُعَظِّمْهُ بِالْمُبَالَغَةِ فِي الطَّاعَةِ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ ...


++ قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة : 183 ) يقول تعالى مخاطباً للمؤمنين من هذه الاَية, وآمراً لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع ، بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الردئية والأخلاق الرذيلة, ..., ولهذا قال ههنا {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان ...

+++ وقال القرطبي : فضل الصوم عظيم، وثوابه جسيم، جاءت بذلك أخبار كثيرة صحاح وحسان ذكرها الأئمة في مسانيدهم، وسيأتي بعضها، ويكفيك الآن منها في فضل الصوم أن خصه اللّه بالإضافة إليه، كما ثبت في الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه: ( يقول اللّه تبارك وتعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) .... وقوله تعالى: "لعلكم تتقون" "لعل" ترجٍّ في حقهم.. و"تتقون" قيل: معناه هنا تضعفون، فإنه كلما قل الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي وهذا وجه مجازي حسن. وقيل: لتتقوا المعاصي. وقيل: هو على العموم، لأن الصيام كما قال لنبي صلى الله عليه وسلم : ( جنة ووجاء) وسبب تقوى، لأنه يميت الشهوات