صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 39 من 39

الموضوع: خواطر حول الإلحاد ( متجدد )

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عندي إلحاقان يتعلقان بمسألة قلب الأدلة

    الأول : هو أن خلق النار دليل على الرحمة ! وقد قال سفيان بن عيينة ( أن الله عز وجل خلقها رحمة يخوف بها عباده )

    ولعل ساخراً سيسخر بهذا الكلام

    غير أن كثيراً من البشر لا ينتهون عن الشر إلا بوجود عقوبات شديدة وصارمة ولهذا القوانين الحديثة لا تخلو من العقوبات

    فإن قيل : لماذا لا يكون هذا العقاب تهديداً فقط ولماذا لا يكون مؤقتاً ؟

    فيقال : الإله لا يكذب والكذب لا يناسب الألوهية وإذا كذب في العقاب كان يمكن أن يكذب في الثواب أيضاً ، وأما كونه مؤقتاً فهذا لا يفي بغرض الترهيب لبعض النفوس الطاغية ولهذا اليهود لما قالوا ( لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ) كانت سمتهم الغدر والخيانة وغيرها من الصفات السيئة

    الإلحاق الثاني يتعلق بذكر الملاحدة لاختلاف الأديان كدليل على بطلانها كلها

    ويمكن قلب هذا الدليل بأن يقال أن كثرة الديانات واعتناق الغالبية العظمى من البشر لها على مر التاريخ يدل على وجود غريزة التدين في الناس ( وهذا ما أثبتته الدراسات النفسية ) وهذا يوجه ضربة قاضية للإلحاد وأما اختلافها فقد ذكر الله عز وجل لذلك عدة أسباب منها تدخل الشياطين وغلبة الحسد والبغي والكبر على بعض النفوس ، وكثير من البشر إنما يمنعهم من اعتناق الحق جهلهم به

    لهذا قال رب العالمين لنبيه في آخر سورة نزلت من القرآن وهي سورة التوبة بعد آيات القتال ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون )

    المهم أن البشر بطبيعتهم نزاعون إلى الإيمان بقوة عليا تحركهم وبحياة غيبية وهذا موطن الحجة سواءً كانت هذه الحياة الغيبية حقيقة أو شيء قارب الحقيقة

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    خاطرة جديدة : كيف يفكر المتدينون ؟

    بعد الترحاب الذي غمرني به الأخوة جزاهم الله خيراً ، بدا لي أن أكتب هذه الخاطرة كتوكيد للبقاء في هذه الشبكة

    هذه الخاطرة تشرح للملحد أو اللاديني كيف يفكر المتدين تجاه بعض الشرائع ، التي يجد فيها إشكالاً ومناقضة للمعقول أو للمألوف عنده

    وبهذا الاعتبار تكون هذه الخاطرة تثقيفية لهذه الفئة من الناس

    ليعلم أولاً أن حكمنا على الأمور قد يتأثر بما نشأنا أو بفكرة مسبقة أو بطريقة طرح معين فلا تثق دائماً بإنصاف أحكامك على الأمور قبل أن تفهم ما وراءها

    لا ينبغي سؤال المتدين من ملحد ( لماذا تحرمون كذا )؟ أو ( لماذا تستحبون كذا ؟ ) لأن هذا هو قفز عن موطن النزاع وعن الفكرة الأساسية إلى فكرة فرعية ،فإذا لا تؤمن بوجود قوة عليا تصدر الأوامر فلا فائدة أصلاً من مناقشة تفاصيلها لأن تهيؤك النفسي للاعتراض يجعلك تعترض على ما لا يكون الاعتراض مبرراً حقاً وعند شرحي لكيفية تفكير المتدين ستعلم أن البحث الأساسي هو في إثبات وجود إله أو لا

    عليك أن تفهم أن المتدين يبصر الأوامر الشرعية باعتبار عدة أمور

    الأول : أن الله عز وجل هو خالق هذا الكون وهو المالك له ، والمالك له حق التصرف في مملوكه ببداهة العقول

    قال إيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَاظَرْت بِعَقْلِي كُلِّهِ أَحَدًا إلَّا الْقَدَرِيَّةَ، قُلْت لَهُمْ: مَا الظُّلْمُ؟ قَالُوا أَنْ تَأْخُذَ مَا لَيْسَ لَك، أَوْ أَنْ تَتَصَرَّفَ فِيمَا لَيْسَ لَك، قُلْت: فَلِلَّهِ كُلُّ شَيْءٍ

    تأمل قوله ( بعقلي ) فالرجل عقلاني !

    ثم إنهم يؤمنون بأن هذا الإله حكيم إذ لا يعقل أن خالق هذا الكون العجيب لا يكون كذلك وقد أظهر لهم من حكمه ما أبهرهم فلهذا ينظرون لأوامره بهذه العين

    وقد رأوا أنه سخر هذا الكون كله لهم ، وأنعم عليهم نعماص عظيمة

    فمثلاً لو أصابتك سعلة أو أي مرض وجاءك شخص ليس طبيياً ولم يعالج أحداً قبلك وذكر لك وصفة ما فيها شيء من الغرابة لن تنظر إليها نظرك لوصفة طبيب تعلم حرصه عليك وخبرته في الطب فإنك ستتقبل منه وصفةً أكثر غرابة ولن يكون سؤالك له عن معايير هذه الوصفة وكيفية علاجها لمرضك إلا من جهة زيادة العلم وإلا فأنت ستمتثل رأساً

    ونظرة المؤمنين إلى خالقهم أعظم من نظرة الرجل العادي المريض إلى الطبيب الحاذق الشهير

    فهنا دلالة صفة الملك عقلية على التسليم ، ودلالة صفة الحكمة والمحبة عقلية عاطفية على التسليم

    الأمر الثاني : أن الخالق عندهم على كل شيء قدير ، والإيمان بالقدرة مفتاح للتسليم

    فإن قلت كيف هذا ؟

    قلت لك : آمن إبراهيم أن الله عز وجل لو شاء لأهلك ابنه الذبيح بمرض أو حادث أو أي شيء ولكن لما أمره بذبحه فإنه أراد بذلك أن يجعل في الأمر تكريماً واختباراً لإبراهيم مع العلم أن الذبح لم يتم وأن فداه بذبح عظيم

    ونحن نؤمن أن الله عز وجل لو شاء لأهلك الكفار جميعاً أو أقام يوم القيامة أو ابتلى رؤوسهم بأمراض فتاكة ولو شاء لأخرسهم عن إلقاء الشبهات ولكنه أبقى على ذلك كله امتحاناً لنا ولصبرنا على الجهاد بنوعيه

    قال الله تعالى :" تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"

    قال ابن تيمية في الجواب الصحيح (1/88) :" وَكَذَلِكَ سَائِرُ أَعْدَاءِ الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الْمُجْرِمِينَ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، الَّذِينَ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا إِذَا أَظْهَرُوا مِنْ حُجَجِهِمْ مَا يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى دِينِهِمُ الْمُخَالِفِ لِدِينِ الرَّسُولِ، وَيُمَوِّهُونَ فِي ذَلِكَ بِمَا يُلَفِّقُونَهُ مِنْ مَنْقُولٍ وَمَعْقُولٍ - كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ ظُهُورِ الْإِيْمَانِ الَّذِي وَعَدَ بِظُهُورِهِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ بِالْبَيَانِ وَالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ ثُمَّ بِالسَّيْفِ وَالْيَدِ وَالسِّنَانِ.
    قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحديد: 25] .
    وَذَلِكَ بِمَا يُقِيمُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنَ الْآيَاتِ وَالدَّلَائِلِ الَّتِي يَظْهَرُ بِهَا الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، وَالْخَالِيَ مِنَ الْعَاطِلِ، وَالْهُدَى مِنَ الضَّلَالِ، وَالصِّدْقَ مِنَ الْمُحَالِ، وَالْغَيَّ مِنَ الرَّشَادِ، وَالصَّلَاحَ مِنَ الْفَسَادِ، وَالْخَطَأَ مِنَ السَّدَادِ، وَهَذَا كَالْمِحْنَةِ لِلرِّجَالِ الَّتِي تُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَبِيثِ وَالطَّيِّبِ. قَالَ تَعَالَى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] .

    وَقَالَ تَعَالَى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: 1 - 4] .
    وَالْفِتْنَةُ هِيَ الِامْتِحَانُ وَالِاخْتِبَارُ، كَمَا قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] .
    أَيِ امْتِحَانُكَ وَاخْتِبَارُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ خَالَفَ الرُّسُلَ وَتَهْدِي بِهَا مَنِ اتَّبَعَهُمْ.
    وَالْفِتْنَةُ لِلْإِنْسَانِ كَفِتْنَةِ الذَّهَبِ إِذَا أُدْخِلَ كِيرَ الِامْتِحَانِ، فَإِنَّهَا تُمَيِّزُ جَيِّدَهُ مِنْ رَدِيئِهِ، فَالْحَقُّ كَالذَّهَبِ الْخَالِصِ، كُلَّمَا امْتُحِنَ ازْدَادَ جَوْدَةً، وَالْبَاطِلُ كَالْمَغْشُوشِ الْمُضِيءِ، إِذَا امْتُحِنَ ظَهَرَ فَسَادُهُ.
    فَالدِّينُ الْحَقُّ كُلَّمَا نَظَرَ فِيهِ النَّاظِرُ، وَنَاظَرَ عَنْهُ الْمُنَاظِرُ، ظَهَرَتْ لَهُ الْبَرَاهِينُ، وَقَوِيَ بِهِ الْيَقِينُ، وَازْدَادَ بِهِ إِيْمَانُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشْرَقَ نُورُهُ فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ.
    وَالدِّينُ الْبَاطِلُ إِذَا جَادَلَ عَنْهُ الْمُجَادِلُ، وَرَامَ أَنْ يُقِيمَ عُودَهُ الْمَائِلَ، أَقَامَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنْ يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
    فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ صَاحِبَهُ الْأَحْمَقَ كَاذِبٌ مَائِقٌ، وَظَهَرَ فِيهِ مِنَ الْقُبْحِ وَالْفَسَادِ، وَالْحُلُولِ، وَالِاتِّحَادِ، وَالتَّنَاقُضِ
    والْإِلْحَادِ، وَالْكُفْرِ، وَالضَّلَالِ، وَالْجَهْلِ وَالْمُحَالِ، مَا يَظْهَرُ بِهِ لِعُمُومِ الرِّجَالِ أَنَّ أَهْلَهُ مِنْ أَضَلِّ الضُّلَّالِ، حَتَّى يَظْهَرَ فِيهِ مِنَ الْفَسَادِ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ أَكْثَرُ الْعِبَادِ، وَيَتَنَبَّهُ بِذَلِكَ مِنْ سِنَةِ الرُّقَادِ مَنْ كَانَ لَا يُمَيِّزُ الْغَيَّ مِنَ الرَّشَادِ، وَيَحْيَا بِالْعِلْمِ وَالْإِيْمَانِ مَنْ كَانَ مَيِّتَ الْقَلْبِ لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِيِنَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ، فَإِنَّ مَا ذَمَّ اللَّهُ بِهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى فِي كِتَابِهِ مِثْلُ تَكْذِيبِ الْحَقِّ الْمُخَالِفِ لِلْهَوَى، وَالِاسْتِكْبَارِ عَنْ قَبُولِهِ، وَحَسَدِ أَهْلِهِ، وَالْبَغْيِ عَلَيْهِمْ، وَاتِّبَاعِ سَبِيلِ الْغَيِّ، وَالْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَقَسْوَةِ الْقُلُوبِ، وَوَصْفِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمِثْلِ عُيُوبِ الْمَخْلُوقِينَ، وَنَقَائِصِهِمْ، وَجَحْدِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ صِفَاتِ

    الْكَمَالِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِ الَّتِي لَا يُمَاثِلُهُ فِيهَا مَخْلُوقٌ، وَبِمِثْلِ الْغُلُوِّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَالْإِشْرَاكِ فِي الْعِبَادَةِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْقَوْلِ بِالْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ الَّذِي يَجْعَلُ الْعَبْدَ الْمَخْلُوقَ هُوَ رَبُّ الْعِبَادِ، وَالْخُرُوجِ فِي أَعْمَالِ الدِّينِ عَنْ شَرَائِعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَالْعَمَلِ بِمُجَرَّدِ هَوَى الْقَلْبِ وَذَوْقِهِ وَوَجْدِهِ فِي الدِّينِ مِنْ غَيْرِ اتِّبَاعِ الْعِلْمِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ، وَاتِّخَاذِ أَكَابِرِ الْعُلَمَاءِ، وَالْعُبَّادِ أَرْبَابًا يُتَّبَعُونَ فِيمَا يَبْتَدِعُونَهُ مِنَ الدِّينِ الْمُخَالِفِ لِلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31] .
    وَمُخَالَفَةِ صَرِيحِ الْمَعْقُولِ وَصَحِيحِ الْمَنْقُولِ، بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مِنَ التَّنَزُلَّاتِ الْإِلَهِيَّةِ، وَالْفُتُوحَاتِ الْقُدْسِيَّةِ، مَعَ كَوْنِهِ مِنْ وَسَاوِسِ اللَّعِينِ، حَتَّى يَكُونَ صَاحِبُهَا مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] .
    وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [الأعراف: 179] "

    وقال السعدي في تفسيره وهو يعدد فوائد قصة طالوت مع بني إسرائيل :" ومنها: أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحا وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب"
    الأمر الثالث : أن الأمر بالشيء شرعاً لا يعني أنه خال من المفسدة ، بل ذلك يعني أن مصلحته راجحة على مفسدته ، وفي الأوامر الشرعية ما هو من المفسدة تماماً

    ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) وما عاب عليهم رب العالمين كراهية مشقته لأنه أمر فطر عليه الناس ولا معيب فيه

    وأن النهي عن الشيء شرعاً لا يعني أنه لا مصلحة فيه بل يعني أن مفسدته طاغية على مصلحته

    قال الله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)

    ولولا ما في بعض المعاصي من اللذة لما كان في الأمر اختبار ، وهنا نعرض لمسألة الوازع الشرعي والوازع الطبعي

    يقول العلماء المسلمون : ( كلما ضعف الوازع الطبعي قوي الوازع الشرعي )

    فإن قلت : ما معنى هذا ؟

    قلت لك : أن شرب البول محرم ، وشرب الخمر أيضاً محرم ولكن شرب الخمر فيه حد وشرب البول ليس فيه حد ، والسبب في ذلك أن الطبع يميل إلى شرب الخمر لما فيها من اللذة والنشوة بخلاف شرب البول فالوازع الطبعي فيه كاف

    وكذا الأمر في السرقة ، والزنا والقتل كلها جعلت فيها الحدود أو القصاص ( وهذا في القتل ) ، لضعف الوازع الطبعي فيها في أحوال معينة

    في حال الغضب بالنسبة للقتل

    وفي حال الشبق بالنسبة للزنا

    وفي حال العازة المادية أو الرغبة في الثراء السريع بالنسبة للسرقة

    فجاء الوازع الشرعي قوياً في ذلك ليحدث نوعاً من الموازنة

    وأيضاً عند الحكم على ظاهرة ما لا يكفي أن تأتيني بالشذوذ فالشذوذ لا يلغي القاعدة فتجاوز الإشارة الحمراء مع النجاة لا يعني أن الأمر آمن ، وكذلك خلوة المرأة مع الرجل أو حتى سفره إلى بلدان ينتشر فيها الخنا مع ضعف تدينه لغير غرض معتبر شرعاً فحتى لو أسلم على يده أحدهم ، فإن النظر إنما يكون للعموم لا للأفراد ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح

    الأمر الرابع : أن المصلحة في نظر المتدينين ليست مقتصرة على الماديات بل لها تعلق بالقلب

    فعلى سبيل المثال سرقة دينار من رجل يملك الملايين ربما لا يأبه بهذا الدينار ، وشراء لحم حلال بذلك

    هل فيه أي أثر سيء على الصحة أو على الاقتصاد أو على نفسية المسروق منه ؟

    بل في الشريعة إذا قبض فلن تقطع يده لأن الدينار المعاصر لا يبلغ النصاب

    إنما أثره الأسوأ على قلب ذلك السارق الذي خالف أمر ربه وربما تطور به الأمر إلى ما هو أكبر ، وهذا أمر يراعى حتى في القوانين الوضعية ، بل إن المدرس إذا وجد مع الطالب أوراق يغش منها فلن يهمه إذا كان ما في هذه الأرواق جاء في الامتحان أو لم يأتِ وإنما البحث في المبدأ

    ومن هذا تفهم ما ذكره رب العالمين من تحريمه على بني إسرائيل بعض الطيبات ، فإن ذلك كان عقوبة لعتوهم وتأديباً لهم وتعليماً لهم الصبر وفي هذا من المصلحة ما يفوق مصلحة تناول الطعام الطيب والذي لن يموت إذا ترك بعض أصنافه

    الأمر الخامس : أن المصلحة في نظر المتدين لا تقتصر على الدنيا فقط بل هي متعلقة بالآخرة التي يؤمن بها ، فإنه يرى أن ربه لو أمره بما يضره مائة بالمائة ولا يعود بالنفع على أحد في مقابل أن يثيبه جنة الجلد لرأى أن تلك صفقة رابحة ، والواقع أن من رحمة الله عز وجل أنه لا يوجد أمر كذلك

    بل يعتقد المتدين أن كل خير في الأمور المحرمة أودع رب العالمين مثله في المباحات لمن طلبها

    وهذا أمرٌ يعتمد المعالجون النفسيون فإن بعض الناس إنما يحمله على إدمان التدخين الشعور بالتنفيس والراحة ، وكذلك استماع بعضهم للموسيقى الصاخبة وغيرها من الأمور

    وربما استدل بعض المقيمين على الظواهر السيئة بما يجدونه من سعادة عند ممارستها ، كما كانت العرب قديماً تمدح الخمر بأنها تجعل المرء كريماً وشجاعاً ولكنهم لم يلتفتوا إلى مفاسدها

    قال الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في الخمر

    ترى اللحس الشحيح إذا أمرت *** عليه لماله فيها مهيناً

    وهذه في المقاييس الأوربية حماقة وهي إنفاق المال بلا قيود ولكن هكذا كان يشعر الرجل العربي القديم في أوج جاهليته

    وفي السياق السابق أقول : يخضع المرء في هذه الحياة لوظائف يلتزم فيها الإنسان بأمور ربما لا يقتنع فيها خصوصاً في العسكرية من أجل الأجر الدنيوي ، وفي هذا سياق يعمل المتدين في أمور يعلم حكمتها ولثواب لا يمكن تخيله

    الأمر السادس : أن المتدين يعتقد أن الرب يخفي بعض الحكمة لحكمة اختبار التسليم

    فالإنسان يأكل ويشرب ويناكح لفائدة يراها ، وربما ترك الخمر أو كثير من المحرمات لضررها على جسده ، فكان لا بد لأقوياء الإيمان من أمر يميز ظواهرهم كما تتميز بواطنهم

    فجاءت عبادات عظيمة ذات أجر عظيم كالصلاة والصيام والحج ، ولها ثمرة يحسها أهل الإيمان حيث يحسون بالقرب من الله عز وجل وهذا يضفي عليهم من السعادة ما لا يمكن وصفه

    والمرء أمام الأوامر الشرعية يراها على طبقات

    منها ما تدرك مصلحته ببداهة العقل والفطرة

    ومنها ما يدرك مصلحته بتنبيه خارجي فإذا عقل الحكمة منه صار كالأول بالنسبة له

    ومنها ما يدركه بعض البشر دون بعض ويحتاج إلى تأمل وتفكر وهذا عند التقاء البشر وتبادل الخبرات بينهم يرتقي إلى الطبقة السابقة ثم إلى الطبقة الأعلى

    ومنها ما تخفى حكمته غير أنه لا يكون له ضرر ظاهر على أهل الإسلام ،غير أنه إن خفيت حكمته المادية على الناس فحكمته الروحية ظاهرة لمن يمتثله من الناس ويرى لذلك أثراً

    والأوامر الشرعية لا تخرج عن هذه الطبقات الأربع ، وهذا أمر ظاهر في الحقائق الدنيوية كلها ولو كان الإنسان ببداهة العقل يدرك كل شيء لما احتجنا إلى طبيب أو مهندس وما احتاج البشر إلى بعضهم البعض ولما احتاجوا إلى التعلم ولما احتاجوا إلى الوحي

    الأمر السابع : أن التشريع في نظره وحدة واحدة وهذا ما أسميه ملاحظة ( بيئة التشريع )

    فالمجتمع الذي يقطع يد السارق إذا سرق من حرز وبلغ المسروق نصاباً هو المجتمع الذي تفرض فيه الزكاة وتستحب الصدقة وللفقراء حق في الفيء والغنيمة

    والمجتمع الذي يجلد فيه الزاني أو يرجم المحصن هو المجتمع الذي تحتجب فيه النساء ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ويحث فيه على الزواج ويؤمر فيه الرجال والنساء بغض أبصارهم ، ويمنع من فيه من اختلاط الجنسين من غير ضرورة

    وهنا أقف عند مسألة كون دية المرأة على النصف من دية الرجل

    وهذا من منظور داروني حكم مبرر فالرجل متطور أكثر من المرأة ، فهل تسوي القوانين الوضعية بين قتل الإنسان وقتل القرد ؟!

    ولكنني سأتكلم هنا عن الحكمة حقاً

    الدية الملزمة حكم خاص بقتل الخطأ وقتل شبه العمد ( الذي يقصد فيه الإيذاء دون القتل )

    ويرى بعض الناس أن الرجل كونه معيلاً للأسرة فناسب تعويض أسرته بشكل أكبر ( وهذه ملاحظة لبيئة التشريع وهذا جيد )

    غير أنني أرى بملاحظة أدق للتشريع أن حالات قتل الخطأ ، أو قتل شبه العمد يكثر في بيئة الرجال إذ أنهم يكثرون حمل الأسلحة الثقيلة ويكثر منهم الضرب فتكاً أو الصيد ( والذي يحصل منه قتل الخطأ )

    والرجال آنذاك لا يختلطون بالنساء كاليوم ، والنساء أبعد عن هذا فناسب أن تضاعف عقوبة دية الرجل ليتقى هذا الأمر أكثر ، ولهذا فإن جراحات النساء في الدية تتساوى مع دية الرجل إلى الثلث فإذا زاد على ذلك تناصفت ، والسبب أن هذا القدر قد تحدثه النساء لبعضهن البعض بكثرة وأما ما هو أزيد فيكثر في الرجال

    وأما في حال العمد فالأمر مستو بين الرجال والنساء ، لأن العمد متعلقه فيما هو في نفس القاتل ذكراً كان أو أنثى من غضب أو حقد ، وليس هو سوء استخدام للسلاح يكثر في الذكور دون الإناث

    والآن لنطبق هذه المفاهيم في حوار افتراضي

    يقول الملحد للموحد لماذا لا تسمع الموسيقى ؟

    فيقول الموحد : لأن الله أمرنا بذلك وهو الذي خلق سمعنا ولو شاء لذهب به ، وهناك بدائل كثيرة أجمل وأنفع من أهمها القرآن ، ولأنه سبحانه حكيم وودود فيما يعلم ما ينفعنا وما يضرنا ، ثم إنه سيثيبنا في الآخرة بسماع أنغام هي ألذ من هذه بكثير ، أنت تراه تقييداً للحرية وأنا أراه أقل ما يقدم لمن من علينا بالحياة والنعم ، ثم إنه ثمن يسير لثواب عظيم مع من يورثه من راحة نفسية عجيبة

    فلن يكون هناك جواب للملحد مقنع أو يستحق البحث سوى قوله ( ما يدريك أن الله موجود )

    فنرجع للبحث الأساسي وهذا ما قصدته في بداية الخاطرة

    وإنني لأستغرب من ذلك المذهب الذي يسمونه ( الإنسانية ) فإذا كانت الإنسانية ترادف فعل الخير ولا يتصور من الإنسان بحكم إنسانيته إلا الخير فلماذا يحتاج البشر إلى قوانين وإلى سلطة تعاقب من يخرج عن هذه القوانين

    بل الحيوانات لا يوجد فيها من يقتل من بني جنسه ما يصنع الإنسان

    فما هو مصدر هذا الشر ؟

    الجواب رأساً يأخذك للأديان والتدين

    وأي إنسانية تتحدث عنها وأنت تحكم على الإنسان بأنه بقي ملايين السنين كائناً خرافياً يؤمن بقوة عليا لا حقيقة لها وتنوعت تصوراته لذلك ولم يهتدِ إلى الحقيقة

    وليعلم أن الإلحاد المعاصر من أسخف أنواع الإلحاد الذي مر على تاريخ الدنيا

    فهناك من نفى الحكمة ولكن آمن بالله

    وهناك من أنكر البعث من البشر ولكنه آمن بالله

    وهناك من أنكر علم الله بالأشياء قبل وقوعها ولكن آمن بالله

    وذلك أن الإيمان بالله أعظم من هذا كله

    والملاحدة الأوائل قالوا بأزلية الكون أو الأفلاك فأتوا بتفسير لا ترد الإشكالات التي ترد على ( الخلية الأولى من أين جاءت ) أو ( التطور من أين جاء )

    وهناك فرقة قديمة كانت تسمى السمنية لا تؤمن إلا بالمحسوسات ولكنها بعد ذلك آمنت بالتناسخ ، بمعنى أن روح المخلوق تنتقل إلى مخلوق آخر مع بعض الخبرات

    والسبب الذي اضطرهم إلى القول بالتناسخ أنهم وجدوا بعض المخلوقات تولد عالمةً بمصالحها فأرادوا لذلك تفسيراً بعيداً عن الإله فآمنوا بالتناسخ

    قال الشهرستاني في الملل والنحل :" فأما تناسخية الهند فأشد اعتقاداً لذلك؛ لما عاينوا من طير يظهر في وقت معلوم، فيقع على شجرة معلومة، فيبيض ويفرخ، ثم إذا تم نوعه بفراخه حك بمنقاره ومخالبه فتبرق منه نار تلتهب، فيحترق الطير، ويسيل منه دهن يجتمع في أصل الشجرة في مغارة، ثم إذا حال الحول وحان وقت ظهوره انخلق من هذا الدهن مثله طير فيطير ويقع على الشجرة وهو أبداً كذلك. قالوا فما مثل الدنيا وأهلها في الأدوار والأكوار إلا كذلك"

    فبماذا يذكرك التناسخ ؟

    إنه يحمل نقاط تقاطع مع الجين الأناني والانتخاب الطبيعي والتطور ككل

    هو تفسير يحتاج إلى تفسير مثلها تماماً فمن أين جاءت القدرة على التناسخ ومن حدد صفات الجين ومن أعطى الكائنات القدرة على التطور

    وكلها تفسيرات لا تستند إلى ركن ركين سوى محاولة الهروب من الله عز وجل ، وكلها إيمان بغيبيات استدلالاً بآثارها فوقعوا بما هربوا منه

    ولكنها لا تنتج سلوكاً قويماً ولا شريعة ولا طمأنينة نفسية ولا هدف حقيقي للحياة بل كلها تجر إلى إسقاط إرادة الإنسان الحرة وتحويله إلى آلة

    وأخيراً أود السخرية من ملحد يدعي أن الملحد تكون أخلاقه حسنة لأنه لا يريد أن يفقد ثقة الناس ، ( وكأن الموحد يريد فقدان ثقتهم )

    وهو يشهد على ذلك بأنه في قلبه مستعبد للبشر يطلب رضاهم وثقتهم ولا يمكن إرضاؤهم جميعاً فلو جعل وجهة قلبه واحدة لارتاح ولتسلى بذلك عن كل شيء يصيبه في الدنيا

  3. افتراضي

    بعد الترحاب الذي غمرني به الأخوة جزاهم الله خيراً ، بدا لي أن أكتب هذه الخاطرة كتوكيد للبقاء في هذه الشبكة
    الحمد لله، بارك الله في إخوتنا وأساتذنا الأفاضل وجعلهم مفاتيح للخير مغاليق للشر، وجعل الله عملك خالصًا له وبارك فيك أستاذنا.
    ولي عودة لقراءة الموضوع على مهل إن شاء الله.
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يرفع للمشاهدة

  5. افتراضي

    شكر الله لك شيخنا الفاضل
    استاذنك في النقل .

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حياك الله بالسلام

    تفضل ما كتبته إلا لينتشر وأنت ما شاء الله تحمل اسم الشيخ الغالي

  7. #37

    افتراضي

    يرفع للفائدة

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يرفع للفائدة

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء