عندي إلحاقان يتعلقان بمسألة قلب الأدلة
الأول : هو أن خلق النار دليل على الرحمة ! وقد قال سفيان بن عيينة ( أن الله عز وجل خلقها رحمة يخوف بها عباده )
ولعل ساخراً سيسخر بهذا الكلام
غير أن كثيراً من البشر لا ينتهون عن الشر إلا بوجود عقوبات شديدة وصارمة ولهذا القوانين الحديثة لا تخلو من العقوبات
فإن قيل : لماذا لا يكون هذا العقاب تهديداً فقط ولماذا لا يكون مؤقتاً ؟
فيقال : الإله لا يكذب والكذب لا يناسب الألوهية وإذا كذب في العقاب كان يمكن أن يكذب في الثواب أيضاً ، وأما كونه مؤقتاً فهذا لا يفي بغرض الترهيب لبعض النفوس الطاغية ولهذا اليهود لما قالوا ( لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ) كانت سمتهم الغدر والخيانة وغيرها من الصفات السيئة
الإلحاق الثاني يتعلق بذكر الملاحدة لاختلاف الأديان كدليل على بطلانها كلها
ويمكن قلب هذا الدليل بأن يقال أن كثرة الديانات واعتناق الغالبية العظمى من البشر لها على مر التاريخ يدل على وجود غريزة التدين في الناس ( وهذا ما أثبتته الدراسات النفسية ) وهذا يوجه ضربة قاضية للإلحاد وأما اختلافها فقد ذكر الله عز وجل لذلك عدة أسباب منها تدخل الشياطين وغلبة الحسد والبغي والكبر على بعض النفوس ، وكثير من البشر إنما يمنعهم من اعتناق الحق جهلهم به
لهذا قال رب العالمين لنبيه في آخر سورة نزلت من القرآن وهي سورة التوبة بعد آيات القتال ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون )
المهم أن البشر بطبيعتهم نزاعون إلى الإيمان بقوة عليا تحركهم وبحياة غيبية وهذا موطن الحجة سواءً كانت هذه الحياة الغيبية حقيقة أو شيء قارب الحقيقة
Bookmarks