النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: يتشارد دوكينز ، ما الذي دهاك ؟! - إليانور روبرتسون

  1. #1

    افتراضي يتشارد دوكينز ، ما الذي دهاك ؟! - إليانور روبرتسون

    ريتشارد دوكينز ، ما الذي دهاك ؟!
    إليانور روبرتسون
    رابط المقال الأصلي
    ترجمة : هيثم سمير

    يوم آخر وتغريدة أخرى يثبت بها ريتشارد دوكينز أن المادة الغير واعية إن أتيح لها وقتاً كافياً ستكون قادرة على التطور إلى معتوه مزعج، كان عليه أن يتقاعد عن الخطابات الجماهيرية حين كانت لديه الفرصة لفعل ذلك بدون إحراج نفسه.
    تغريدتي دوكينز:
    "الاعتداء الجنسي الخفيف على الأطفال (البيدوفيليا الخفيفة) هي شيء سيء، لكن الاعتداء الجنسي العنيف على الأطفال أسوأ. إن كنت تعتقد أن هذا يعد تشجيعاً على البيدوفيليا الخفيفة فاغرب عني واذهب لتعلم كيفية التفكير."
    "الاغتصاب من قبل رفيق شيء سيء، لكن الاغتصاب تحت تهديد السلاح أسوأ. إن كنت تعتقد أن هذا يعد تشجيعاً على النوع الأول من الاغتصابات فاغرب عني واذهب لتعلم كيفية التفكير"

    الاغتصاب من قبل رفيق شيء سيء لكن الاغتصاب تحت تهديد السلاح أسوأ. هكذا كتب ريتشارد بغضب. ويبدوا أنه توقع رد فعل النسويين على مثل تلك الآراء، فقام بإنهاء تغريدته قائلاً: إن كنت تعتقد أن هذا يعد تشجيعاً على النوع الأول من الاغتصابات فاعرب عني واذهب لتعلم كيفية التفكير.
    يمكن لك تخيله أثناء كتابة تلك الكلمات، بأصابع تنقر على لوحة لوحة المفاتيح ثم ترتفع في الهواء، بينما تنزلق النظارة قليلاً على وجه تسيطر عليه خيبة الأمل، بسبب عدم عقلانية الجميع. هذا هو دوكينز 2014: شخصية محل للسخرية، شخص يعتقد أنه يمتلك قدرات إلهية، فعلمه مطلق لدرجة أنه لا يستوعب لماذ يسخط عليه الجميع حين يرشدهم إلى الواضحات. لماذا لا نذهب جميعاً لنتعلم كيفية التفكير، سحقاً! حينها فقط سنستطيع العيش معاً في مجتمع مسالم، لا ترتدي فيه النساء أكياس القمامة [في إشارة إلى سخرية دوكينز السابقة من النقاب] وتصمت النساء على التحرش الجنسي [في إشارة إلى سخريته السابقة من حديث النسويات عن التحرش على إحدى المنتديات واعتبار حوارهم تافهاً]
    هل تتذكر حين كان دوكينز محترماً بشكل واسع؟ حين كان أكبر مهاجميه هو عالم بيولوجيا التطور ستيفن جاي جولد؟ أنا لا أتذكر. فأنا أصبحت ناضجة بعد أن تحول دوكينز من داعية موقر للعلم إلى رجل عجوز يتعارك مع السحب، بالتالي من العسير بالنسبة لي استيعاب لماذا يستمر أي أحد في الاستماع إليه في أي موضوع.
    لا شك أنه كتب كتباً علمية شهيرة في الأيام الخوالي، لكن لماذا مازلنا نستضيفه على شاشات التلفاز وفي الصحف؟ إن كان بسبب البحث عن عالم بيولوجي أو عن داعية للعلم، فلماذا لا نختار غيره من بين مئات العلماء الموجودين الذين لا يغردون تغريدات إسلاموفوبية خمسة مرات قبل ذهابهم إلى الحمام في الصباح؟ أما إن كان من اجل البحث عن ملحد، فهناك العديد من الفلاسفة، أساتذة الأديان، والمفكرين الذين لا يرفضون وجود علم اللاهوت [في إشارة إلى إنكار دوكينز لوجود اللاهوت أصلاً، حين اتهم بأنه ليس متخصصاً فيه]
    دوكينز صار شخصاً سليطاً متعجرفاً منذ سنوات، فهو رجل مقتنع تماماً بعلوه الفكري، حتى أنه يعتقد أن مجال تخصصه: العلم، هو السبيل الوحيد المقبول للحصول على المعرفة او لتقييمها. كل فرقعاته في السنوات الأخيرة هي نتاج، لمعتقده: هو يفهم المنهج العلمي، على أنه العملية التي من شأنها تخفيف وطئة تدخل لا موضوعية الإنسان في جمع المعلومات، باعتبارها منهجاً عاماً صالح للتطبيق من أجل فهم ليس فقط العالم الفيزيائي، لكن كل شيء آخر. ولذا فهو يشتكي دائماً من أن من يروعهم سبابه العصبي، هم يشعرون بالإهانة من الواضحات [في إشارة إلى قول دوكينز: الجملة الواقعية يمكن أن تبدوا مهينة، فقط لمجرد أنها واضحة] . أما البلهاء الظلاميين، يتشبثون بالعاطفة، التقليد أو الخرافات المتجاوزة للطبيعة، من أجل حماية أنفسهم من صواعق الحق التي يطلقها.
    لا يشترط أن تكون متديناً لكي تجد تلك الغطرسة محيرة لك. ففي مراجعة تري إيجلتون لكتاب وهم الإله يقول:
    تخيل أن أحدهم يسهب في الحديث عن البيولوجيا، وكل معرفته عنها أخذها من كتاب الطيور البريطانية British Birds، ما ستشعر به يعطيك تصور عن شعورك حين تقرأ حديث دوكينز عن اللاهوت.
    إن ضيق عقل دوكينز، واعتقاده الصارم بأن كل التراث الفكري الإنساني، كان مجرد مقدمة لوضع قوانين البحث العلمي، يجعله يترك الرؤى الأوسع التي يقدمها ليس فقط اللاهوت، لكن أيضاً الفلسفة، التاريخ والفن.
    بالنسبة له فإن الإنسانيات هي ستائر قابلة للإزاحة، ووعي ومشاعر إخوته في الإنسانية، هي مجرد منتجات ثانوية للاصطفاء الطبيعي الذي غالباً ما يشذ عن مواصلة تقدمه ونشره للحقائق الصعبة الباردة. إن توجهه نحو العالم يعد نتاج لخطأ تصنيفي كلاسيكي، لكن بسبب انغلاقه على نفسه داخل ذلك التصنيف، فهو يتصور أن المفاهيم المركبة، الموجودة خارجه، عبارة عن رذاذ متناثر لا معنى له. إن ما لا يستطيع رؤيته، يعني أنه غير موجود، وأي أحد يحاول شرحه، يعتبر عنده مخادع وربما خطراً.
    كل ما نستطيع تمنيه، هو أن تهدأ حالته الدوغمائيته الهيستيرية، وأن يرجع عنها قبل موته. لكن إن كان هناك شيئاً واحداً سعى دوكينز لتأكيده علينا، فهو أن المعجزات لا وجود لها. لذا فأنا سأسديه معروفاً بأني لن أكتم أنفاسي.

    إليانور روبرتسون.
    جارديان
    الأربعاء، 30 تموز، 2014

    ملحوظة للمترجم :
    تعرض دوكينز لنوع من الاعتداء الجنسي حين كان طفلاً حيث جذبه مدرسه في المدرسه نحوه ثم وضع يده في بنطاله (ومقالش عمل ايه تحديداً جوة) وقال دوكينز ان اعتبار واقعة مثل تلك اعتداءاً جنسياً يعتبر غير عادل، وأن هذا النوع "الخفيف من الاعتداء الجنسي على الاطفال (بيدوفيليا)" ليس بذلك السوء. وقد اثارت تصريحاته ردود فعل عنيفه، فحاول دوكينز الرد عليهم في تغريدتين استخدم فيهم منطق القياس، لكن كانت ردود الفعل عكسية حيث أثارتا مزيداً من السخط ضده.
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. افتراضي

    جزاك الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    جزيرة العرب
    المشاركات
    104
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جميلة هذة المقالة؛ ذكرتني بمريم نور التي خرفت و تبرأ من كان مغشوشاً بها.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء