بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهم الظروف التي نزلت فيها ايات القران الكريم لا بد منها وهي ما يسميه علماء التفسير باسباب النزول ... لكنهم لم يفهموا من هذه القاعدة ان ايات القران انما هي خاصة بمن نزلت فيهم او ان هذه الايات خاصة بالوقت الذي نزلت فيه ... بل ثمة قاعدة مشهورة مفادها " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" .. وعلى هذا فيمكن تعميم احكام القران واياته على اي حدث مشابه للحدث الذي نزلت فيه الايات او قريب منه بعلة معينة كما يقرر علماء الاصول ...سأبدأ أولاً بذكر مبادئ عامة اعتمدت عليها:
1) لابد من فهم القرآن في سياقه الزمني، فعلى سبيل المثال:
"ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ" [العلق:1]، معنى القراءة اليوم هو فهم معاني الكلمات الموجودة في الكتاب، والنبي كان أمياً، هل هذا يعني أن معنى القراءة خطأ ؟
لا، ببساطة معنى القراءة وقت نزول القرآن هو أن أعيد ما يقوله شخص بالصوت.
اما المثال الذي ضربته انت حول قوله تعالى "اقرأ باسم ربك" .. فليس له ارتباط بفهم القران في سياقه الزمني فمعنى الاية طلب القراءة من النبي والنبي أمي فيكون المعنى ان النبي يقرأ القران الذي يتلوه عليه جبريل فلا تعارض لان معنى القراءة يحتمل الامرين : القراءة من الكتاب والقراءة من المتلو من القران ( انظر اضواء البيان)
مسالة ان القران ليس حكرا في فهمه على احد صحيحة لكن بضوابط لفهم القران لا بد منها كما قد نبينه لاحقا ان شاء الله2) قرأت القرآن كأنني أول مرة اقرأه، شخص غير مسلم وأريد التعرف على الإسلام، بما أن القرآن من الله، وأنه مبعوث للعوام والخواص، فمن المؤكد أنه سيكون واضحاً لأي إنسان يقرأه طالما توافرت لديه لغة قوية، فلا أحتاج للي عنق آية جلية.
ولنتذكر قول القرآن "وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٍ۬" [القمر: 17 و22 و32 و40]
كأن القرآن يريد أن يقول أنه ليس حكراً على أحد كي يُفهم، ولكن لي تعقيب على هذه الآية سأذكره لاحقاً.
عدم الاعتماد على السنة في فهم القران او عدم الحاجة لها قد نتطرق لها لاحقا بعد الانتهاء من هذا الموضوع3) لم أعتمد على السنة، لسبب بسيط، قول القرآن "وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡيَـٰنً۬ا لِّكُلِّ شَىۡءٍ۬ وَهُدً۬ى وَرَحۡمَةً۬ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ" [النحل: 89].
مسالة ان العقل حاكم على القران ليست على اطلاقها ... فعندنا ان العقل الصريح يوافق النقل الصحيح وبالتالي فالقران يوافق العقل واي نظرية او حقيقة علمية تثبت وتصبح حقيقة واقعة فالقران يوافقها بداهة ...4) الحاكم على القرآن العقل (بمنتجاته العلم والمنطق)، وبما أنه لكل زمان ومكان، فلابد أن يوافق العلم والمنطق كلما تطورا، ربما ستقول أن هناك أشياء غيبية الله أعلم بها، سأسلم بهذا لكن في الأمور الغيبية فقط، أما في الأمور التي تمسنا كبشر فهي تخضع للبحث والتجربة.
لو كان العقل وحده كافيا في التوصل الى معرفة الحقائق الكونية ووجود الله تعالى ومصير الانسان لما كانت هناك من حاجة لارسال الرسل كما تقول ... لكن تاريخيا فالعقل وحده ليس كافيا للتوصل الى حقائق هذا الكون وقبل العرب كان هناك من الامم الكثير ممن لم تكن فطرتهم سليمة ولم تكن عقولهم صحيحة وقد كان لهم انبياء كما للعرب ... وبعد نزول الاسلام وكونه اخر الديانات وجدت مذاهب ليس لها فطرة سليمة ولا منطق عقلي واضح فكان لا بد من ارسال النبي محمد وتوجيه رسالته للبشر جميعاهذه فلسفة عظيمة، يصل إليها كل صاحب عقل منطقي وفطرة سليمة، وقد نزل القرآن للعرب لإصلاح فطرتهم وعقليتهم الفاسدة، أما من وصل أصلاً لهذه الفلسفة، فلم سيحتاج لرسول ؟ ألن يحتكم للعقل (بمنتجاته العلم والمنطق) والفطرة الإنسانية ؟ أليس هذا ما يريده القرآن ؟
وانت ترى ان كثيرا من اصبح الملل الاخرى يتحولون للاسلام ويتركون ديانتهم ولو كانت ديانتهم صحيحة ما تركوها ولو كان الاسلام خاص بالعرب لما سمح لغيرهم بالدخول فيه وهذا من البديهيات
يتبع الرد على المداخلة الاخرى ..
Bookmarks