ملاحظة: السؤال ليس عن سبب وجود تشوهات خلقية أو ما شابه لمن قرأ بتأن، فهذه مجرد أمثلة تمهيدا لسؤالي في خاتمة المشاركة.
نصادف في القرآن بعض الآيات التي يمكن أن يُفهم منها أن الله يحرص على أن يقوم بأعماله كخالق خير قيام، مثلا الآية القائلة "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي#أَتْقَنَ#كُلَّ شَيْءٍ" أو الآية "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ#تَقْوِيمٍ" أو الآية #"فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" لكن بالتأمل في أنفسنا وفي الكون يمكن ملاحظة مجموعة من الظواهر تثبت وجود نقائص في الخلق الالهي، مثلا بالنسبة للشخص السليم، مجرى الطعام ومجرى الهواء واحد، وهو ما قد يتسبب في حالات موت بسبب الغصة، في حين كان ممكنا أن يكون لكل من الطعام والهواء مجرى خاص به. دون الحديث عن التشوهات الخَلْقية بالنسبة للأشخاص غير الأصحاء. كذلك الانفجارات والاصطدامات في الكون، من الأمثلة التي يمكن ذكرها بهذا الصدد.
طبعا المؤمن لا يشك في القدرة المطلقة وفي الحكمة المطلقة لله، فهو عنده قادر على كل شيء، وكل أفعاله من ورائها حكمة وإن خفيت عنا لقصور مداركنا، وبالتالي لا ينبغي الانطلاق من التشوهات الخلقية مثلا لنعت خلق الله بأنه "تصميم غبي"، لأن الله بقدرته كان قادرا على جعل الأطفال المشوهين، مثلا، أطفالا أصحاء، فالأمر من ورائه حكمة -كما تقدم- لكن في المقابل يمكننا الادعاء بأننا نعرف على الأقل حكمة محددة من وجود مظاهر القصور والنقص التي نراها في المخلوقات؛ فببساطة من صفات الله الكمال، وكماله يستوجب نقص ما سواه، لذلك "لا يمكن" لله (؟؟) أن يطلق العنان لقدراته المطلقة في الخلق إن هو أراد التفرد بصفة الكمال، وإلا لكانت النتيجة أن يخلق الله كائنات توازيه في الكمال.
سؤالي هنا: ما دام الخلق الالهي لا يجسد القدرة المطلقة والاتقان المطلق لله، فهل عندما يصف المؤمن الله بالقدرة المطلقة وبالاتقان هل يفعل ذلك فقط إيمانا منه بأن الله من الواجب أن يتصف بهذه الصفات، وليس انطلاقا من تأمله في المخلوقات كما هو مُفترض؟
Bookmarks