سؤالك وجيه يا زميل علي ، وقد أجابك عليه الأخوة بالفعل ، لكن أحيانًا يكون وجه الرد غير واضح للسائل ..
والخلاصة أنه ليس المقصود بالإتقان في الخلق هو أن تكون جلودنا مقاومة للنار ولا يخترقها الرصاص ، أو أن تكون أبصارنا حادة تخترق الجدران ، كما ضربت أنت مثال النجار الذي يصنع لك باب القبو أو (البدروم) ، فلن يصنعه مرصعًا بالألماس والياقوت والمرجان ومحلى بالذهب والفضة .. بل الإتقان هو أن يكون الشيئ على الصورة التي يقوم فيها بوظيفته ليحقق الغاية من وجوده على أكمل وجه ، هذا ما نجده في خلق الإنسان وأجهزته الحيوية وأعضائه .. أما خلق الأعمى والأبكم والمريض ، فهو لنفس الفكرة ، فالله تعالى خلق لخلقه حكمة وغاية معينة ، ثم كان العمى أو البكم أو المرض سبيلاً لتحقيق هذه الغاية التي قد تخفى علينا وقد لا تخفى ، وقد يخفى علينا وجه منها ويظهر غيره .. والله أعلم .
Bookmarks