صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 35

الموضوع: استفسار عن خلق الانسان

  1. #1

    افتراضي استفسار عن خلق الانسان

    بتأملي في حوارات المسلمين والملاحدة في موضوع مراحل نمو الجنين -وقد تابعت الكثير منها- يمكن للمرء أن يسجل مجموعة من الملاحظات حول مواطن الخلاف، أذكر هنا واحدة منها فقط، لأطرح في النهاية استوضاحا، أرجو من الأعضاء الكرام التفضل به.
    عند التحقيق في مدلول كلمة العلق (جمع) أو العلقة (مفرد)، يقول الملاحدة أن المقصود بالعلق هو الدم، وتحديدا الدم المتخثر كما ورد في لسان العرب: "والعَلَقُ الدم ما كان، وقيل هو الدم الجامد الغليظ، وقيل الجامد قبل أَن ييبس، وقيل هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة" (وهو ما يوافق –بحسب الملاحدة- كلام الطبيب اليوناني جاليان Galien في هذا الموضع، وفي مواضع أخرى كثيرة). لكن يعترض المسلمون بأن الملاحدة فسروا الكلمة التفسير الخطأ؛ إذ المقصود بالعلق هنا ليس الدم، وإنما دود العلق، كما جاء في لسان العرب: "والعَلَقُ دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ (...) والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق". وبيان ذلك أن القرآن يشبه الجنين في المرحلة الثانية بدود العلق، والشبه هنا من جانب الشكل، ومن جانب السلوك أيضا، إذ الجنين يتغذى من دم الأم، كما يتغذى دود العلق من دم الحيوان. لكن يستدرك الملاحدة قائلين أن هذا الفهم خاطئ لأسباب لن أذكر منها سوى واحد -وهو ما يهمني هنا- ذاك أن الآية تقول: "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ"، فلو كان العلق هو دود العلق، فسيكون مؤدى ذلك أن الإنسان خُلق من دود، فالآية تتكلم عن العلق باعتباره مادة الخلق، ولا تقول على سبيل التشبيه أن الإنسان خُلق من شيء "يشبه العلق"، فالآية ليس فيها أي تشبيه، ولو جاز تفسير الآية بأن المقصود منها هو أن الإنسان خُلق مما يشبه العلق، فسيجوز بالمنطق نفسه تفسير الاية "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ"، بأن المقصود منها هو خَلق الإنسان من شيء يشبه الطين ولكن ليس بطين، وهذا لا يتفق مع المعتقد الإسلامي، فكما استحال حمل الآية هنا على أنها تشبيه، استحال ذلك في الآيات موضوع الخلاف. فكيف الرد على هذا؟
    استفسار آخر على هامش الموضوع: من سور القرآن سورة العلق، فما سبب تسمية السورة بهذا الاسم؟ وما المقصود بكلمة العلق هنا كاسم للسورة؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الوارد في القرآن في عدة مواطن التنويه على مرحلة من مراحل الخلق وجاء ذكرها دفعة واحدة في بعض الآيات

    1- النطفة:

    ورد ذكر كلمة نطفة في القرآن الكريم في اثني عشر آية:

    قال - تعالى -: ﴿ خَلَقَ الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 4].



    قال - تعالى -: ﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ [الكهف: 37].



    قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].



    قال - تعالى -: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 13، 14].



    قال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [فاطر: 11].



    قال - تعالى -: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 77].



    قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [غافر: 67].



    قال - تعالى -: ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ [النجم: 46].



    قال - تعالى -: ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾ [القيامة: 37].



    قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [الإنسان: 2].



    قال - تعالى -: ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ [عبس: 19].



    وجاءت هذه المرحلة بعد اكتمال خلق أوَّل ذكرٍ وأوَّل أنثى من الكائن البشري، والنطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة؛ حيث يختلط بعد عملية الجِماع ماءُ الرجل مع ماء المرأة فيصير الماءان نطفة.



    ومن عجائبِ قدرة الله - سبحانه - أن يصلَ تَعدادُ الحيوانات المنوية التي تُفرِزُها الخصيتينِ إلى ما بين مائتين إلى ثلاثِمائة حيوان منوي في الدفعة الواحدة، بينما الأنثى تدفع بُوَيْضة واحدة عليها تاج مشع، ولا يصل من الكميات الهائلة من الحيوانات المَنَوية إلى البويضة إلا حيوان منوي واحد.



    وما أن يتم التحام الحيوان المنوي بالبويضة، حتى تباشر البويضة المُلقَّحة بالانقسام إلى خليتينِ، فأربع، فثمان وهكذا دون زيادة في حجم مجموع هذه الخلايا عن حجم البويضة الملقَّحة، وتتم عمليه الانقسام هذه والبويضة في طريقها إلى الرَّحِم، ثم تأتي المرحلة الثانية؛ وهي:

    2- العَلَقة:

    ورد ذكر لفظ العلقة في القرآن الكريم في خمس آيات:

    قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].



    قال - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [غافر: 67].



    قال - تعالى -: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].



    قال - تعالى -: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ [القيامة: 38].



    والعلقة: هي القطعة من العلق وهو الدم الجامد.



    وبعد أن تصل البويضة المُخصَّبة إلى الرَّحِم، وبعد انقسامِها تُصبِح عبارة عن كتلةٍ من الخلايا الصغيرة، يطلق عليها اسم التُّوتة؛ حيث تُشبِه ثمرة، حينئذٍ تتعلَّق بجدار الرحم، وتستمر في التعلق مدة أربع وعشرين ساعة، وتتميز العلقة من طبقتينِ؛ هما: طبقة خارجية "آكلة ومغذية"، وطبقة داخلية، ومنها يخلق الله الجنين.



    وقد سمى الله - سبحانه - أول سورة نزلت في القرآن باسم هذه المرحلة، ليُذكِّرنا الله - سبحانه - بتلك اللحظات التي كان فيها الإنسان عبارة عن كتله دم عالقة بجدار الرحم تستمد منه الدفء والغذاء والسكن، قال - تعالى -: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ ﴾ [العلق: 1، 2].



    3- المضغة:

    ذُكر لفظ المضغة في القرآن الكريم ثلاث مرَّات مرتينِ في سورة المؤمنون: 14، ومرة واحدة في سورة الحج: 5، والمضغة هي القطعة الصغيرة من اللَّحم بقدر ما يُمضَغ.



    وبعد عمليه العلوق تبدأ مرحلة المضغة في الأسبوع الثالث، وهذا الطور يمر بمرحلتين:

    أ- غير المُخلَّقة:

    تستمر هذه المرحلة من الأسبوع الثالث حتى الأسبوع الرابع، ولا يكون هناك أي تمايز لأي عضو أو جهاز.



    ب- المضغة المُخلَّقة:

    يمر الحمل بعد نهاية الأسبوع الرابع بجملةٍ من التغيرات الدقيقة والمدهشة، وتنمو فيها الخلايا وتتطوَّر، ليكون الإنسان في أحسن تقويم، وتنتهي هذه المرحلة في نهاية الشهر الثالث تقريبًا.



    وقد أشار القرآن الكريم إلى هاتينِ المرحلتين، فقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5].



    وقد راعى القرآن الكريم الفارقَ الزمني والخلقي بين كل طَور من أطوار الخلق، فالمسافة بين النطفة والعلقة مسافة كبيرة في ميزان الخلق، وإن كانت غير بعيدة في حساب الزمان، ولذا جاء التعبير في النقلة بين النطفة والعَلقة فاصلاً بينهم بثُمَّ".



    ثم خلقنا النطفة علقة، فالمسافة شاسعة بين النطفة والعلقة، سواء أكانت نطفة الذكر (الحيوان المنوي) أم نطفة الأنثى (البويضة)، أو هما معًا (النطفة الأمشاج)، والتي في قناة الرحم لتصل إلى القرار المَكِين فتستقر فيه، ولكن النقلةَ بين العَلَقة والمُضغَة سريعة والمسافة قريبة، فإن العَلَقة تدخُلُ إلى المُضغَة دون أن يكون هناك فارق زمني أو خلقي كبير، ومن ثَمَّ جاء التعبير عنها بالفاء، دلالة على الاتصال فيها ﴿ فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ﴾ [المؤمنون: 14]، وكذلك بين المضغة والعظام ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14]، ثم تبطئ السرعة، ويأتي فارقٌ زمني وخلقي ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14][7].



    4- العظام:

    في هذا الطور تتحوَّل قطعة اللحم إلى هيكل عظمي، قال - تعالى -: ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا ﴾ [المؤمنون: 14].



    5- كساء العظام باللحم:

    قال -تعالى -: ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون: 14]، فهذه الآية تُشِير إلى أن العظام تتشكَّل أولاً، ثم يلتفُّ حولها اللحم والعضلات كأنه كساء لها، وهذا التصوير الدقيق يشير إلى عظمة القرآن ودقته.

    ( مستفاد من أحد الأخوة )

    وحول تشبيه الجنين بالعلق فإن العلقة الدودة إذا التصقت بشيء لا يمكن أن تزيله عنه حتى تأخذ منه الدم أو ما تريد أو تزيلها بإحراق النار فهذه لوحدها اعتبرها بعض الناس إعجازاً من نوع خاص وقد كانت سبب إسلام بعض البريطانيين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وقال أخونا حسام الدين :" لمثال الأول :

    اقرأ معي ما يقول جان شارل سورنيه :

    ( كان مذهب أرسطو الذي تم تعديله قليلًا على يد سورانوس الإيفزي في القرن الثاني ما يزال مهيمنًا على مجال التكاثر الإنساني : تتكون نطفة الرجل من رجال صغار تم تشكيلهم بالفعل و لا يمثل رحم المرأة سوى مأوى غذائي لهم ، غير أن هارفي عمل على دراسة أنواع عديدة من الحيوانات في مراحل مختلفة من مراحل تطور الأجنة و استنتج ان الكائن الحي يولد من بويضة و أن هذا المبدأ العام ينطبق على الحيوانات الولودة أو التي تبيض ، و رغم ذلك و نظرًا لأن الفحص بالعين المجردة قاصر بالضرورة فقد شعر هارفي في أخريات أيامه بالندم لأنه لم يستطع أن يحل لغز التناسل مثلما فعل من قبل مع الدورة الدموية ) " تاريخ الطب : 184 "

    معذور هارفي ... معذور فالبحث بالعين المجردة لم يكن كافيًا لكي يحل لغز التناسل ..

    لكن النبي صلى الله عليه و سلم بلَّغ عن ربه ما عرفنا به كثيرًا عن لغز التناسل ..

    فكيف عرف ذلك ؟!!

    لقد كانت نظرية الإنسان القزم هي السائدة في ذلك الحين ..
    و لم يتوصل هارفي لمعرفة لغز التناسل على ما حدث من تطور في العلوم على أيامه ..

    كيف عرف النبي عن هذا اللغز ؟!!

    بل كان ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم مخالفًا لما كان سائدًا عند الأطباء في ذلك الحين .. بل استمر الأطباء على خلاف ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم حتى سجل ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله والذي يقول ( و زعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده و أنه إنما يتكون من دم الحيض ، و أحاديث الباب تبطل ذلك ) " فتح الباري 18\437 "

    فخبرني يا أبا الحكم ..

    رجل يخبرنا عن لغز التناسل بخلاف السائد في عصره ، و ليس عنده من الأدوات ما يكفي - و انظر حال هارفي - و يظل كلامه مخالفًا كلام أهل التشريح حتى بعد مضي قرون ..

    رجل - بروحي هو صلى الله عليه و سلم - يتكلم هكذا ، ثم نجد ان كلامه حق كله صدق كله لا خطأ فيه ..

    من أين جاءه هذا الخبر ؟!!

    تعال أقص عليك الخبر ..

    أولًا : قال تعالى ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )

    ثانيا : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )

    الآن سأنقل لك المعاني كما ذكرها أهل اللغة لا أهل التفسير :
    * العلقة : ( كل دم غليظ علق و العلق دود أسود في الماء معروف ، الواحدة : علقة ، و علق الدابة علقًا : تعلقت به العلقة ) " لسان العرب "
    فهذه العلقة : جامدة في طبيعتها - لونها أحمر بسواد - تتعلق بجدار الرحم - تمتص منه غذاءها كما يمتص العلق من الدابة غذاءه .
    * المضغة : ( القطعة من اللحم ) " لسان العرب "
    * ( قال ابن الأعرابي : مخلقة قد بدا خلقها و غير مخلقة لم تصور ) " لسان العرب "

    ثالثا : قال صلى الله عليه و سلم ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات : رزقه و عمله و أجله و شقي أو سعيد ) " رواه مسلم "

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( الذي يجمع هو النطفة ، و المراد بالنطفة هو المني ، و أصله الماء الصافي القليل ، و الأصل في ذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع و أراد الله أن يخلق من ذلك جنينًا هيأ أسباب ذلك )

    رابعًا : قال صلى الله عليه و سلم ( إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة بعث الله ملكًا فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها ثم يقول يا رب : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء و يكتب الملك ....... ) " رواه مسلم "

    سأكتفي بالأربعة نصوص السابقة ، و نفهم منها :

    1- الجنين يكون من ماء الرجل و المرأة .
    2- يتم جمع الماءين إن قدر الله تكوين الجنين .
    3- في خلال أربعين يومًا تتكون النطفة و العلقة و المضغة و كلها مجموعة الخلق تامته .
    4- مكان حدوث ذلك هو الرحم .
    5- العلقة : هو مرحلة بعد " جمع النطفة " تلتصق بجدار الرحم كما تلتصق العلقة بالدابة ، و تمتص منها الغذاء كما العلقة تمتص الغذاء من الدابة .
    6- المضغة : مرحلة بعد العلقة تكون عبارة عن قطعة لحم ، و هذه المرحلة تكون فيها قطعة اللحم غير مخلقة ثم تكون مخلقة أي بدا خلقها و هو ما يعرف في علم الأجنة بظهور somites
    7- بداية تصور السمع و البصر و الجلد و اللحم و العظم تكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا ..
    8- أعضاء الذكر أو الأنثى التناسلية تبدأ في التكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا .. حتى لو كان الكروموسومات من نوع XY فإنه لابد من وجود إنزيمات معينة حتى تتكون الأعضاء التناسلية فقد يكون الكروموسوم y موجودًا و لا تتكون الأعضاء التناسلية الذكرية .. فتحديد الجنس من خلال الأعضاء التناسلية لا يكون إلا في الفترة المذكورة أعلاه "

    وانظر هذا الموضوع : http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C8%ED%E4%C9%29

    وهذا أيضاً : http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%D3%E4%C9

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لقد فتح الزميل موضوعي المفضل... خلوا بيني وبينه... ارجو من الادارة ان تجعل الحوار ثنائيا حتى يتاح لي عرض المفاجآت السارة
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  5. #5

    افتراضي

    أبا جعفر المنصور، أحمد لك جهدك في الرد، وإن كنت استغرب تطرقك لمسائل ليست هي موضوع السؤال، بحيث في النهاية لم تجبني عنه. فقد ركزتُ في استفساري على شيء واحد في المرحلة الثانية من نمو الجنين حسب النصوص الاسلامية؛ وهو مدلول كلمة العلق. فلم يكن من داع للإفاضة في شرح النطفة والمضغة وعملية التخليق والاحالة على معلومات تاريخية وغير ذلك، لكن فهمت من كلامك (أو هذا الظاهر منه، أو بالأحرى الظاهر مما نقلت) أنك لا ترفض تفسير العلق بأنه الدم الجامد (على خلاف كتاب الاعجاز العلمي وعلى رأسهم زغلول النجار) كما لا ترفض أيضا فكرة تشبيه الجنين بدود العلق، من حيث تعلقه بالرحم وتغذيه من دم الأم، لكنك لم توضح على أي أساس بنيت هذا التشبيه، في حين أن القرآن لا يشبه الجنين بالعلق، بل يقول صراحة أنه "خلق من علق"، فالعلق في القرآن هو مادة الخلق، وليس مشبها به، وكان هذا، حقيقة، هو موضوع السؤال الذي للأسف لم تدل بدلوك فيه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بل أدليت بدلوي وأحلتك على موضوع فيه أن العلق على ثلاث معاني في لغة العرب

    الدم

    والشيء الذي يعلق بغيره

    وما يقوم على غيره

    وهذه معاني غير متناقضة ويشملها كلها حال الجنين

    فالقرآن جعل العلق مرحلة من المراحل الأخرى كما بينته سابقاً وبينت لك وجه الإعجاز في كون تسمية هذه القطعة من الدم ( علقاً ) وصفاً وحكماً ولم يفهم أحد من المسلمين أن الإنسان خلق من دودة !!

    فالكلمة في لغة العرب تشمل عدة معان وفي سياقها يفهم المعنى المراد

    والتشبيه في لغة العرب لا يفتقر إلى كاف التشبيه في كل حال وأترك المجال للأخ أحمد ليتكلم إذ أنك على عادتك لا تمعن النظر فيما يوضع لك لتقرأه

    وعلق هو عينه معنى ( علقة ) الوارد في الآية الأخرى والقرىن مثاني يفسر بعضه بعضاً

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ارجو ان يتسع صدرك للحق يا زميل...
    عندي اسئلة اتمنى ان تجيب عنها باختصار
    1- هل تعتقد ان للفظ العلقة عدة معان في اللغة؟
    أ-نعم
    ب- كلا
    2- ان كان الجواب نعم، هل هناك دليل ان القرآن قصد ذات المعنى الذي يتحدث عنه جالين؟
    أ-نعم... ما هو؟
    ب- كلا
    3- ماذا لو اتيناك بدليل قاطع ان القرآن لا يقصد ما ذهب اليه جالين... هل يحق لنا اذا البحث في المعاني الاخرى؟
    أ-نعم
    ب- كلا
    بالتوفيق
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  8. #8

    افتراضي

    أستاذ ابو جعفر، قرأت مداخلتيك حرفا حرفا (وملاحظتي عليهما توضح ذلك) لكنك لم تكن واضحا بما يكفي في بيان وجهة نظرك من دلالة كلمة العلق كما وردت في الآية (وليس كما وردت في معاجم اللغة) فما طلبته منك تحديدا هو معنى الكلمة في الآية (بعد أن تكون قد تمعنت في معانيها اللغوية) لننتقل من التفسير اللغوي إلى التفسير القرآني، والذي خرجت به -بعد لأي- أنك لا ترفض تفسير العلق في الآية بأنه الدم. إذا كنت محقا في استنتاجي هذا فهذه النقطة سنتجاوزها، في انتظار ان نرى من يوافقك ومن يختلف معك. لكن بقي أنك لا ترفض أيضا تبني الفكرة القائلة أن العلق في الآية مقصود به أيضا دود العلق وترى أن هناك تشبيها للإنسان في بداية تكوينه بدود العلق من حيث تعلقه بجدار الرحم، بحيث - وقلت هذا في مداخلتك الأخيرة فقط لذلك قلتُ أنك لم تجبني في مداخلاتك الأولى - قلت إن التشبيه في اللغة العربية ليس شرطا فيه وجود أداة التشبيه، وهذا لا خلاف فيه طبعا، لكن الاعتراض على هذا أن الآية في بنائها اللغوي لا تحتمل حملها على أنها تشبيه، فلو قلت "الإنسان علق" جاز القول أنه تشبيه بليغ حذفت منه أداة التشبيه ووجه الشبه، لكن لو قلت "الإنسان من علق" فيصبح العلق هنا "أي الدم" مادة الخلق، تماما كما في الاية "خلقكم من طين" الطين هنا مادة الخلق، وليس تشبيها للإنسان بالطين. فقد كنت أتساءل عن المسوغ اللغوي الذي يسمح لك باعتبار الآية تشبيها. وهو تسويغ -إن وُجد- سيستخدم أيضا لحمل آيات خلق الانسان من طين على ان الانسان لم يخلق من طين فعلا، وإنما هو تشبيه، وسيكون في هذا تأسيس جديد للعقيدة الإسلامية.

  9. #9

    افتراضي

    أحمد عبد الله، شكرا لاهتمامك أولا. ذكرتُ اسم جاليان في جملة بين قوسين، في معرض توضيحي لسبب نفور المسلمين من تفسير العلق في الايات بأنه الدم (على خلاف مذهب الزميل ابو جعفر، وهو هنا حالة خاصة، الى جانب المفسرين القدامى) لأن تفسير العلق بالدم هو عين كلام جاليان (ربما حتى لا يقال جاليان سبق النبي)، فالمعنى اللغوي الذي يتبناه المسلمون ممن يكتب في الاعجاز العلمي، أن العلق مقصود به دود العلق، بحيث في الاية تشبيه، ففي هذه النقطة أنا طرحت سؤالا (لم تجبني عنه، وغرضي من المنشور أن تجيب لأستفيد منك) : على أي أساس تم اعتبار أن الآية فيها تشبيه وهي لا تحتمل التشبيه؟ فالآية تقول "خلق الانسان من علق" وكلمة "من" توضح أن العلق هو مادة الخلق، كما في الآية "خلقكم من طين" فالطين مادة خلق الانسان، وليس في الاية تشبيه الانسان بالطين، (إلا إن كان لك رأي آخر طبعا).
    أما رأيي بخصوص جاليان وماذا قال جاليان الخ، فليس هذا موضوع السؤال، وأخشى أن ننجر الى موضوعات أخرى، لكن قد أعمل مستقبلا على نشر موضوع بخصوص ما قال جاليان في الأجنة من خلال النصوص الموثقة عنه. قد أفعل و ليس يقينا، وحينها يمكن ان تفيدني بما لديك. لكن سؤالي الآن مختلف.

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali yassar مشاهدة المشاركة
    بتأملي في حوارات المسلمين والملاحدة في موضوع مراحل نمو الجنين -وقد تابعت الكثير منها- يمكن للمرء أن يسجل مجموعة من الملاحظات حول مواطن الخلاف، أذكر هنا واحدة منها فقط، لأطرح في النهاية استوضاحا، أرجو من الأعضاء الكرام التفضل به.
    عند التحقيق في مدلول كلمة العلق (جمع) أو العلقة (مفرد)، يقول الملاحدة أن المقصود بالعلق هو الدم، وتحديدا الدم المتخثر كما ورد في لسان العرب: "والعَلَقُ الدم ما كان، وقيل هو الدم الجامد الغليظ، وقيل الجامد قبل أَن ييبس، وقيل هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة" (وهو ما يوافق –بحسب الملاحدة- كلام الطبيب اليوناني جاليان Galien في هذا الموضع، وفي مواضع أخرى كثيرة). لكن يعترض المسلمون بأن الملاحدة فسروا الكلمة التفسير الخطأ؛ إذ المقصود بالعلق هنا ليس الدم، وإنما دود العلق، كما جاء في لسان العرب: "والعَلَقُ دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ (...) والعَلَقَةُ دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق". وبيان ذلك أن القرآن يشبه الجنين في المرحلة الثانية بدود العلق، والشبه هنا من جانب الشكل، ومن جانب السلوك أيضا، إذ الجنين يتغذى من دم الأم، كما يتغذى دود العلق من دم الحيوان. لكن يستدرك الملاحدة قائلين أن هذا الفهم خاطئ لأسباب لن أذكر منها سوى واحد -وهو ما يهمني هنا- ذاك أن الآية تقول: "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ"، فلو كان العلق هو دود العلق، فسيكون مؤدى ذلك أن الإنسان خُلق من دود، فالآية تتكلم عن العلق باعتباره مادة الخلق، ولا تقول على سبيل التشبيه أن الإنسان خُلق من شيء "يشبه العلق"، فالآية ليس فيها أي تشبيه، ولو جاز تفسير الآية بأن المقصود منها هو أن الإنسان خُلق مما يشبه العلق، فسيجوز بالمنطق نفسه تفسير الاية "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ"، بأن المقصود منها هو خَلق الإنسان من شيء يشبه الطين ولكن ليس بطين، وهذا لا يتفق مع المعتقد الإسلامي، فكما استحال حمل الآية هنا على أنها تشبيه، استحال ذلك في الآيات موضوع الخلاف. فكيف الرد على هذا؟
    استفسار آخر على هامش الموضوع: من سور القرآن سورة العلق، فما سبب تسمية السورة بهذا الاسم؟ وما المقصود بكلمة العلق هنا كاسم للسورة؟
    تحية عطرة لشخصكم المفضال
    أولا المعنى المعجمي لكلمة علق
    المعنى المعجمي لكامة علق يشمل ثلاث معان " الدم الرطب " و " الشيء المتعلق بغيره" و"الدودة " وكل هاته المعاني المعجمية منطبقة على أوصاف الجنين في تلك المرحلة بالوثائق العلمية
    وهاته المعاني هي لغة العرب التي نزل بها القرآن الكريم
    وقد قال بهذه المعاني المفسرين القدامى
    العلقة بمعنى التعلق
    وبالعودة لفهم المفسرين القدامى نجد الماوردي في تفسيره: "{ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً } العلقة الدم الطري الذي خلق من النطفة سُمّيَ علقة لأنه أول أحوال العلوق."
    تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
    http://altafsir.com/Tafasir.asp?tMad...SoraNo=23&tAya hNo=14&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1
    العلقة بمعنى الدودة

    أما قول إبن كثير فهو:
    "فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة"
    تفسير إبن كثير ج 3 ص 240
    http://altafsir.com/Tafasir.asp?tMad...oraNo=23&tAyah No=15&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1


    ثانيا
    لم يفهم المفسرون القدامي "خلق من علق " بمعنى أنه" خلق من دودة" بل بمعنى "خلق من شيء متعلق يشبه الدودة"
    انظر فهم الماوردي وابن كثير
    ولم يفهم المفسرون القدامى " خلق الانسان من مضغة "أن مادة الخلق هي المضغة بل نجد في التفاسير "مما يشبه اللحم الممضوغ"
    وبالتالي فان الفهم الذي ذكرته أن" خلق من علق " معناه "خلق من دودة" لم يقل به المفسرون ولا نعرف له أصلا في ديننا

    ثالثا
    زعمت أن المسلمين لا يفسرون علق بالدم وهذا افتراء فالمعاني المعجمية الثلاثة منطبقة على شكل الجنين في تلك المرحلة وقال بكلها المفسرين
    أما الدم المتجلط الذي يقول به جالين فهو "دم الحيض" وهذا خطأ علمي فادح فالانسان خلق من نطفة أمشاج أي نطفة الرجل والمرأة ولا علاقة لدم الحيض به

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا تزال لا تفهم شيء أبداً

    العلق مرحلة من المراحل يا بشر افهم سبقها النطفة ويليها المضغة وبينت السنة أن ذلك يحصل من مجموع ماء الرجل وماء المرأة

    يبدو أنك تعلمت العربية لاحقاً وأنت كبير في السن نوعاً ما

    افهم الكلام قبل أن تكتب أي شيء هداك الله

    قد نقلت التالي فيما سبق : ( والعلقة: هي القطعة من العلق وهو الدم الجامد.



    وبعد أن تصل البويضة المُخصَّبة إلى الرَّحِم، وبعد انقسامِها تُصبِح عبارة عن كتلةٍ من الخلايا الصغيرة، يطلق عليها اسم التُّوتة؛ حيث تُشبِه ثمرة، حينئذٍ تتعلَّق بجدار الرحم، وتستمر في التعلق مدة أربع وعشرين ساعة، وتتميز العلقة من طبقتينِ؛ هما: طبقة خارجية "آكلة ومغذية"، وطبقة داخلية، ومنها يخلق الله الجنين)

    ولا فرق بين هذا وبين كلام المفسرين من السلف فالعرب تطلق الكلمة ويفهم منها بحسب السياق ما يراد

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    الدولة
    بلاد الشام- على اكناف بيت المقدس
    المشاركات
    968
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الموضوع بسيط اذا ونرد عليه من 4 محاور:
    1- من القرآن
    2- من التفسير
    3- من اللغة
    4- من العلم

    1- من القرآن
    وصف القرآن للمضغة.... طبعا الجنين لا يكون مضغة تلوكه الأسنان وهذا معروف... ولكنه يشبه المضغة ومع ذلك وصفه القرآن بالمضغة
    وصف القرآن للعظام.... طبعا الجنين لا يكون عظاما دون أعضاء أخرى ومع ذلك وصفه القرآن بالعظام لأنه في ذلك الطور يغلب عليه طابع العظام
    وبالمثل
    وصف القرآن للعلقة.... طبعا الجنين لا يكون دودة وهذا معروف... ولكنه يشبه الدودة ومع ذلك وصفه القرآن بالعلقة

    2- من التفسير
    قول إبن كثير وقد توفي قبل تطور العلم بقرون
    "فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة"

    3- من اللغة
    أصلا الدودة سميت كذلك لتعلقها... فأخذت الإسم ولم تسم مثلا الدودة التي تعلق انما العلقة... أخذت الإسم... كذلك الحال هنا... الجنين أخذ الإسم

    4- من العلم
    وهنا نقطة حاسمة إن شاء الله
    العلم يسمي أحد الأطوار الجنينية morula أي التوت... أرأيت لم يسمه ما يشبه التوت
    A morula (Latin, morum: mulberry) is an embryo at an early stage ofembryonic development, consisting of cells (called blastomeres) in a solid ball contained within the zona pellucida.[1]

    wiki

    الاســـم:	download.jpg
المشاهدات: 2352
الحجـــم:	8.6 كيلوبايت
    sphweb.bumc.bu.edu

    ملاحظة: اعتذر إن تكرر شيء مع الدكتور أعلاه... ولكني اعددت الأفكار قبل أن أرى مشاركته... نور على نور إن شاء الله
    (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين () وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون () واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون () تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ()

    كتابي: مختصر رحلة إلى الايمان
    خواطري حول التطور: لقد طلقت نظرية التطور بالثلاثة
    تعرف على عظمة الله في مخلوقاته: سلسلة الذين يتفكرون



  13. #13

    افتراضي

    موقع غربي يشبه الجنين بالدودة

    weeks: The embryo is now about 1/12" long, the size of a pencil point. It most closely resembles a worm - long and thin and with a segmented end."

    http://www.religioustolerance.org/abo_fetu.htm

  14. #14

    افتراضي

    الدكتور قواسمية، شكرا لتدخلك. أنا لم أقل أبدا أن المفسرين القدامى أو المحدثين قالوا أن الانسان خلق من دود العلق، بل قلت أن فهم العلق بمعنى دود العلق سيكون "مؤداه" الانتهاء الى هذه النتيجة: "أن الانسان خلق من دود العلق"، ولم أنسب ذلك لأحد، بل ذكرت أن المسلمين، لتفادي هذا، قالوا أن في الآية تشبيها، تشبيه الجنين بدود العلق، ومن ثمة طرحت سؤالي: كيف جاز القول بالتشبيه والآية لا تحتمله؟ فالآية لا تشبه الجنين بالعلق، بل تقول إنه خلق "من علق"، كما تقول الآية في شأن الإنسان الأول أنه خلق "من طين"، ولا يُفهم من هذا التشبيه، بل يفهم منه بيان مادة الخلق. والاستاذ ابو جعفر -مشكورا- هو الوحيد لحد الآن من أجاب على سؤالي بأن التشبيه لا يُشترط فيه ذكر أداة التشبيه، وأريد ان اعرف رأيك ايضا في هذه الجزئية لانها سؤالي الحقيقي.
    واكرر الهدف من موضوعي (ومن كل مواضيعي) هو فهم بعض المسائل لدى الجانب الاسلامي أجدها غير واضحة بالنسبة لي عندما أتأمل في تقريرهم لمعتقداتهم او في حواراتهم مع الملاحدة، وللإشارة فقط استاذ قواسمية (وكنت مترددا في قول هذا، إذ اريد أن أسمع منكم، لا أن اقول لكم) العلوق في كلام الماوردي ليس معناه التعلق، بل معناه الطفل وهو في بطن أمه كما جاء في لسان العرب: "ويقال أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها"، وهو ما يتفق مع كلام الماوردي: "سُمّيَ علقة" (اي دما رطبا) "لأنه أول أحوال العلوق" (اي اول احوال الطفل وهو في بطن امه)، والدم يسمى علقة وليس الشرط أن يتعلق بشيء، والأهم من هذا، أن القرآن عندما يتكلم عن مراحل نمو الجنين، فهو يتكلم عن مراحل انتقالية يحدث فيها جديد او تغيير، وبالتالي لا معنى لجعل التعلق (بجدار الرحم) مرحلة قائمة بذاتها، لأن البويضة الملقحة منذ تكوينها تظل معلقة أو معششة في جدار الرحم إلى حين الولادة (اي خلال كل المراحل) فما الذي يميز اذن المرحلة الثانية، مرحلة العلقة (اذا كان مقصودا بها التعلق وهو حال الجنين في كل مرحلة)؟. وشيء آخر ان المفسرين (على الاقل القدامى) يفهمون المضغة (بمعنى قطعة اللحم) بأنها مادة الخلق، وليس الأمر عندهم تشبيه، حتى ابن كثير عندما يقول عن المضغة إنها "قطعة كالبَضعة من اللحم" فهو لا يقصد التشبيه، بل يقصد التقليل، فذكر كلمة "كالبضعة" اي كالجزء القليل، وإلا فإنه يذكر صراحة أن المضغة هي قطعة لحم في قوله " ...ثم تنقلب علقة حمراء بإذن الله، فتمكث كذلك أربعين يوما، ثم تستحيل فتصير مضغة -قطعة من لحم لا شكل فيها ولا تخطيط-" وكذلك الطبري يقول" "فجعلنا ذلك الدم مضغة، وهي القطعة من اللحم"

  15. #15

    افتراضي

    ابو جعفر المنصور انا فعلا تعلمت اللغة العربية على كبر، وحدسك أصاب هنا، لذلك ترفق بي حتى افهم كلامك. قلت فعلا في كلامك الاول ان "العلقة: هي القطعة من العلق وهو الدم الجامد"، لكنك لم توضح لي "حينها" هل تقبل بهذا المعنى اللغوي في تفسير الاية أم لا؟ فليس كل ما تقوله كتب اللغة يفسر به القرآن، إذ يؤخذ معنى دون آخر، فسألتك عن ذلك، ثم أجبت بعدها بالإيجاب، وحينها فقط اتضح لي الامر، وبهذا يكون استيضاحي منك مشروعا وله ما يبرره.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء