أسمى نفسه " unbeliever " وادعى أنه يستطيع معرضة القرآن فكان من نتاجه هذا الهراء الذي أسماه سورة زكريا قال – عامله الله بعدله – مستفتحا بالبسملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
رم (1) كتابٌ أنزلناهُ لقومٍ كانوا عَن آياتِنا غافِلين (2) فأعرَضوا عنه مُستكبـِرين(3) فأوحينا إلى عبدِنا زَكَرِيّا ليُرِيهم مِن آياتنا عَلهم يهتدون (4) فأقبلوا يتساءلون(5) قالَ قائلُهُم ما أنتَ إلا بشرٌ وإني بأمرِكُم لَعليم (6) ما أرسلَ اللهُ مِن قـَبلُ من رَسولٍ إلا وَكانَ مَلكاً مِن المُقرّبين (7) وإنّا على آياتك يازَكَرِيّا لقادِرين (8 ) قـُل هاتوا موعِدُكُم إن كُنتـُم صَادِقين (9) قالوا سَنُرِيكَ آياتنا إنّا كنا فاعِلين (10) فلمّا جاءَ موعِدُهُم قالَ الذي استكبرَ مِنهُم إنّي أوتِيتُ كَمَا الذي أوتِى صَاحِبُكُم (11) وهَزِأ وقالَ إنّي مِنَ المُرسـَلين (12) قالَ تالله إنّك لمِنَ المُستكبِرين (13) وإنّكَ عَلى ذلِك لمِنَ العابـِثين (14) أفرأيتـُم إن أنزَلَ اللهُ عليكُم عَذاباً مِن بَينِ أرجُلِكُم ومِن فوقِكُم فأينَ تفِرّون (15) قالوا بَل نَحنُ به كافِرون (16) وما رَبُّكَ إلا مَنَ الغائبين (17) فنودي مِن فوقِهِم بل نحنُ المُعذِّبون (18 ) فشَخَصًت أبصارُهُم وما ارتدَّ إلَيهِم طَرفُهُم إلا وَكانوا مِنَ القـَومِ الغـابـِرين (19) إذ شَققنا الأرضَ مِن تـَحتِهم وأنشَأنا مِنَ الجَحيم (20) وفجّرنا السماءَ من فَوقِهم وأنزَلنا عليهم مِنَ الحميم(21) وأرسَلنا الصاعقةَ عَليهم فما أبقت لهم رِكزاً ولا رَمِيم(22) ونـُودِيَ فِي السَمَاواتِ إنّي أنا الجَبّارُ العَظِيم (23) هذا جَزائي فأينَ مَن كانوا مُستكبرين(24) فخرّ ساجـِداً زكريا ومن مَعَهُ قالَ ربّي إنّك أنتَ الجبّارُ العظيم (25) قد بيّنا لهُم الآياتَ وأنزَلنا عليهِم من الهُدى فهَزِؤوا به واستـَكبَرُوا بالحَقِّ فحقَّ عَليهِم وَعدُ ربِّكَ إنّا كذلكَ نجزي الكافرين(26) وأمّا الذينَ آمَنوا مِنهُم فَقالوا الحَمدُ لله على ما آتانا منَ الهُدى والرَّحمةِ إنّا لَه مِنَ الشّاكِرين (27) فنجيّناهُم مِنَ العذابِ الأليم (28 )هذا وعدُ ربّكَ فويلٌ للكافرين من عذاب يومٍ عظيم (29)

قلت ردا عليه:
السيد أنبيليفر أكثر الله من أمثالك فلقد سررت حقيقة لمحاولاتك الجادة وإبداعك المبين وتمنيت لو أني أملك صحيفة - حبذا لو كانت واسعة الانتشار - لأنشر قرآنك فيها على الملأ كي يقدرك الناس حق قدرك فأنت موهبة مغمورة أو قل نبي يجاهد في بداية دعوته ، وقد أخطأ القائمون على منتدى " الأثير " حين قاموا بحذف قرآنك هذا من موقعهم.
عزيزي أنت داعية إسلامي من الطراز الفريد ومكسب عظيم بالنسبة لنا نحن المسلمين وأعتقد لو أن البابا عرف محاولاتك تلك لصب عليك جام غضبه وسحب منك صك الغفران
صدقني أنا لا أتهكم بك ولا أسخر منك بل إني أومن فعلا بما أقول فأنت داعية إسلامي لا يستهان به ، قد تسألني كيف ؟
أقول لك: إن محاولتك تلك تزيد من ثبات المؤمنين على إيمانهم بكتاب ربهم فكل محاولة لمعارضته هي هراء وقد بان هذا في تعليق الأخ إسماعيل الذي علق على سورة العلمجزين قائلا: مع كراهيتي السابقة لمباحث ما يسمى بالإعجاز العلمي، غير أنني سأعود إليها متدبرا، فثمة خير من ورائها ما دامت قد استفزتكم إلى هذا الحد.
وفي المقابل قد تجذب أنت بمحاولتك هذه بعض الشباب النصارى بحثا عن المقارنة بين ما كتبت وبين ما ذكره القرآن في قصة زكريا مثلا لمحاولة استكناه كل من الأسلوبين وهنا يظهر الفرق بين الإلهي والبشري ويتحقق قول الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
وقديما في عصر التذوق اللغوي – وليس في عصر السَّلَطة اللغوية – دخل أناس الإسلام لسماعهم بعض القرآن الكريم عن قصد أو عن غير قصد وأعتقد أنك تسمع عن عمر بن الخطاب فقد أسلم عمر بعد أن قرأ بعض آيات من سورة طه عند أخته فاطمة بنت الخطاب وليتك تبحث عن قصة إسلام الطفيل الدوسي واقرأ ايضا عن قصة القرشيين الثلاثة الذين تلصصوا على قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بقصد كشف عَوَر القرآن والطعن فيه لكنهم لم يستطيعوا أن يقاوموا حلاوة القرآن فخشوا أن يؤمنوا فانصرفوا وتواعدوا ألا يعودوا إلى ذلك أبدا لكن كانت المفاجأة أن عاد كل واحد منهم في الليلة التالية – ظنا منه أن صاحبيه لن يطلعا على أمره - ليتلصص على تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم بقصد أن يمتع نفسه بحلاوة القرآن ، فلما تلاقوا تلاوموا على عودتهم وحدث ذلك في ليلة ثالثة
فحاول يا عزيزي أن تقرأ التاريخ جيدا لترى كيف كان القرآن الكريم يؤثر في الناس ببلاغته وأسلوبه على الأقل لتعرف قدر ما تحاول معارضته عساك أن تستفيد شيئا يعينك في مشروعك الإبداعي فالإنسان إذا عرف قدر عدوه أعد له العدة المناسبة فإن لم يستطع مكافأته ولا موازاته أو على الأقل مقاربته ومداناته عرف قدر نفسه هو فتوارى منه واختبأ أو كف عن مواجهته. ومن قال: لا أدري فقد أفتى.
يا عزيزي عندما قرأت محاولتك – أعتذر مرة أخرى أيها النبي أقصد قرآنك – سألت نفسي سؤالا: لماذا دائما محاولات معارضة القرآن تنشأ في بيئات ضعيفة من ناحية اللغة والنتاج الفكري؟ ولماذا لم تحاول قريش مع عنادها وإيذائها للرسول صلى الله عليه وسلم معارضة القرآن مع أنها أفصح قبائل العرب قاطبة وكانت تعرف للكلمة قيمتها حتى إنها آوت المعلقات السبع وعلقتها بالكعبة وكذلك قبائل أخرى كبني سعد وحمير وغيرها من قبائل العرب المشهورة بالفصاحة ؟!
أعتقد أن الإجابة من الوضوح بمكان وقد ساعدني هذا التوقف أمام هذا السؤال على تفهم حال رجل كالوليد بن المغيرة الذي نفى عن القرآن - مع كفره به - أن يكون شعرا أو كهانة لأنه يعرفهما وقال كلامه المشهور: " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه "
وعودًا إلى تاريخ محاولات معارضة القرآن سوف نعرف أنها نشأت في قبائل عربية لم تشتهر بالفصاحة ففي اليمامة تنبأ مسيلمة وادَّعى هبوط الوحي عليه بقرآن كالذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تناقلت كتب التاريخ كلامه على وجه السخرية والاستهزاء لضحالته وضآلته ، فاسمع مثلا كلامه في فض خلاف وقع في قوم من أصحابه مدعيا أنه أوحي به إليه قال " والليل الأطقم ، والذئب الأدلم ، والجذع الأزلم ، ما انتهكت أسيد من أحرم " واسمع قوله في قرآن آخر ادَّعى أنه أوحي به إليه : " يا ضفدع بنت ضفدعين ، نقي ما تنقين ، نصفك في الماء ونصفك في الطين ، لا الماء تكدرين ، ولا الشارب تمنعين "
وما أشبه الليلة بالبارحة يا عزيزي فقد بانت ردات فعل القارئين لكلامك على نفس النهج من السخرية والاستهزاء الذَيْن مُنِيَ بهما مسيلمة فقد رأينا من يهزأ بك قائلا: آمنت بك وبمن أرسلك ، ورأينا العلماني يجيبك بمثل ما بدأت به من باب " ما حدش أحسن من حد " انت عنتر طيب أنا برضه عنتر آسف أقصد " أنت نبي طيب أنا برضه نبي " مع الاعتذار للنبيين أنبيليفر والعلماني عليهما السلام ومن التعليقات التي أعجبتني على بساطتها تعليق الأخ " أنتي مبني على السكون " الذي قال إن للقرآن مذاقا مختلفا وأن ما قمت به أشبه بالخلقة المشلفطة" في عملية تجميل فاشلة
وقد سبق أن نقلت ما علق به الأخ إسماعيل أحمد على ما سميته سورة العلمجزيين
فهمت قصدي يا نبي آخر الزمان يا أيها المخلص من القهر والذل والهوان الذي نعيشه في عالمنا العربي.
وقد تعجب يا عزيزي حين تعرف أن المؤرخين المسلمين كانوا أحرص الناس على نقل محاولات معارضة القرآن لماذا ؟ لأنهم يدركون أنها ظاهرة صحية بالنسبة للإسلام والمجتمع الإسلامي بناء على تحليلي السابق فهي بالنسبة لنا عامل جذب وبالنسبة لكم عامل طرد وها هو شيء من تلكم المحاولات التي تناقلتها كتب التاريخ وغيرها – سواء آمنت بهذه الكتب أو لم تؤمن - فنحن نخاطب العقلاء ولا علينا بالسوفسطائيين ولا الهرطقيين ولا حتى المجانين
1- طليحة الأسدي واحد ممن ادَّعوا النبوة وقال فيما زعم أنه قد أنزل عليه من قبل الوحي : " إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا ، فاذكروا الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح "
2- نقل الأصفهاني في كتابه الأغاني ( 10 / 38 ) نبأ سجاح التميمية التي ادَّعت النبوة فقال في ذلك :إن سجاح التميمية ادعت النبوة بعد وفاة رسول الله واجتمعت عليها بنو تميم فكان فيما ادعت أنه أنزل عليها " يأيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشا قوم يبغون " واجتمعت بنو تميم كلها إليها لتَنْصُرَها – وعلى نهج انبلفر والعلماني – حاولت أن تنفرد بالأمر دون مسيلمة الكذاب فقالت لقومها: يا معشر تميم اقصدوا اليمامة فاضربوا فيها كل هامة وأضرموا فيها نارا ملهامة حتى تتركوها سوداء كالحمامة. وبلغ مسيلمة خبرها فضاق بها ذرعا وتحصن في حجر حصن اليمامة وجاءت في جيوشها فأحاطت به فأرسل إلى وجوه قومه وقال ما ترون قالوا نرى أن نسلم هذا الأمر إليها وتدعنا فإن لم نفعل فهو البوار وكان مسيلمة ذا دهاء فقال سأنظر في هذا الأمر ثم بعث إليها إن الله تبارك وتعالى أنزل عليك وحيا وأنزل علي فهلمي نجتمع فنتدارس ما أنزل الله علينا فمن عرف الحق تبعه. فبعثت إليه أفعل فأمر بخيمة فأقيمت وأمر بالعود – أي البخور – فأوقده وقال أكثروا من الطيب والمجمر فإن المرأة إذا شمت رائحة الطيب ذكرت ( كلمة قبيحة أنزهكم عن قراءتها ) ففعلوا ذلك وجاءها رسوله يخبرها بأمر الخيمة المضروبة للاجتماع فأتته فقالت هات ما أنزل عليك فقال: " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى أخرج منها نطفة تسعى بين صفاق وحشا من بين ذكر وأنثى وأموات وأحيا ثم إلى ربهم يكون المنتهى " قالت: وماذا أيضا ؟ قال: " ألم تر أن الله خلقنا أفواجا وجعل النساء لنا أزواجا فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ونخرجها منهن إذا شئن إخراجا " وأنصح بعد ذلك بالرجوع إلى كتاب الأغاني عند الموضع المشار إليه فقد نقل من كلام مسيلمة لها ما يعف لساني وقلمي عن إتمامه .......المهم أنها بعد سلَّمت نفسها لمسيلمة ففعل معها الفاحشة ثم قالت إن مثلي لا يجري أمرها هكذا فيكون وصمة على قومي وعلي ولكني مسلمةٌ النبوة إليك فاخطبني إلى أوليائي يزوجوك ثم أقود تميما معك فخرج وخرجت معه فاجتمع الحيان من حنيفة – قوم مسيلمة - وتميم – قوم سجاح - فقالت لهم سجاح: إنه قرأ عليّ ما أنزل عليه فوجدته حقا فاتبعته ثم خطبها فزوجوه إياها وسألوه عن المهر فقال: قد وضعت عنكم صلاة العصر.
ملاحظة: لقد أسلمت سجاج بعد مقتل مسيلمة
3- تناقلت كثير من الكتب قصة ابن المقفع مع ثلاثة من الدهريين في محاولتهم معارضة القرآن حيث رووا عن هشام بن الحكم قوله: اجتمع في بيت الله الحرام أربعة من مشاهير الدهرية، وأعاظم الأدباء في العصر العباسي، وهم: عبد الكريم بن أبي العوجاء، وأبو شاكر الديصاني، وعبد الله بن المقفع، وعبد الملك البصري. فخاضوا في حديث الحج ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وما يجدونه من الضغط على أنفسهم، من قوة أهل الدين، ثم استقرت آراؤهم على معارضة القرآن، الذي هو أساس الدين ومحوره، ليسقط اعتباره من معارضتهم إياه، ومباراتهم له. فتعارض كل واحد منهم أن ينقض ربعاً من القرآن إلى السنة التالية، فإذا انتقض كله ـ وهو الأصل ـ انتقض كل ما يبني عليه أو يتفرع منه. فتفرقوا على أن يجتمعوا في العام القابل.
ولما اجتمعوا في الحج القابل. وتساءلوا عما فعلوه، اعتذر ابن أبي العوجاء قائلاً: أدهشتني آية (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) (الأنبياء: 22). فشغلتني بلاغتها وحجتها البالغة.
واعتذر الثاني وهو الديصاني قائلا: أدهشتني آية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (سورة الحج: 73). فشغلتني عن عمله.
وقال ابن المقفع: أدهشتني آية نوح (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (سورة هود: 44). فشغلتني عن الفكرة في غيرها.
وقال رابعهم وهو البصري: أدهشتني آية: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا) (سورة يوسف: 80). فشغلتني بلاغتها الموجزة عن التفكر في غيرها.
4- وينقل المفسرون عند تفسيرهم لمستهل سورة المائدة أن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: أيها الحكيم ، اعمل لنا مثل هذا القرآن ، فقال: نعم أعمل مثل بعضه ، فاحتجب أياما كثيرة ، ثم خرج فقال: والله ما اقدر ولا يطيق هذا أحد ، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة ، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث ، وحلّل تحليلا عاما ثم استثنى بعد استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين ، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا. ويقصد بذلك الآية الأولى من سورة المائدة. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) }
5- وقد نسب البعض شيئا من محاولة المعارضة إلى كل من المتنبي وأبي العلاء المعرّي وهو كلام لم يؤيده كثير من المحققين ولذلك يقول الأديب مصطفى الرافعي رحمه الله: إن شعور أبلغ الناس بضعفه عن أسلوب القرآن ليكون على مقدار شعوره من نفسه بقوة الطبع واستفاضة المادة وتمكنه من فنون القول وتقدمه في مذاهب البيان ، فكلما تناهى في علمه تناهى كذلك في علمه بالعجز ، وما أهل الأرض جميعا في ذلك إلا كنفس واحدة { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( لقمان: 27 ) ا.هـ
6- ومن جميل اعترافات أهل البلاغة بعلو فصاحة القرآن التي لا تدانيها فصاحة ما نقله القرطبي في تفسيره عن الأصمعي قال: سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول:
أستـغفر الله لذنبي كله قبلت إنسانا بغير حـله
مثل الغزال ناعما في دله فانتصف الليل ولم أصله
فقلت: قاتلك الله ما أفصحك ، فقالت: أيُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } ( القصص: 7 ) فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.
وأعود لأسجل هنا بكل فخر واعتزاز أن أهل البلاغة واللسن من قريش الذين نزل القرآن أول ما نزل والنبي بين ظهرانيهم وقد قرع بالقرآن مسامعهم لم يجرؤ واحد منهم على معارضة القرآن بشيء بل اعترفوا بعلو شأنه ، وعذوبة كلامه ، وحلاوة تعبيراته ، وتفوقه على كل فنون الكلام ، وعلى الشعر والسحر والكهانة ، اعترفوا بذلك وهم أفصح الناس وأكثرهم بلاغة وصدق الله عز وجل حين قال: { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } ( الإسراء: 88 )

النقد والتحليل اللغوي لكلام أنبيليفر:
أولا النقد العام:
1- الأسلوب ركيك ولا ينبئ عن معنى متكامل نستطيع أن نستخلصه من النص
2- الكاتب يستخدم " من " الجارة كثيرا هربا من الوقوع في أخطاء نحوية كثيرة لأنه تعلم طبعا في مدرسته منذ الصغر أن حرف الجر يجر كل شيء وراه حتى الكنيسة
3- كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية كما سيتضح ذلك خلال النقد التفصيلي
4- يعمد الكاتب إلى زيادة حروف وأدوات في غير محل زيادتها وإلا فلينبئنا عن الحكمة من زيادتها وسأفصل ذلك فيما هو آت إن شاء الله.
ثانيا- النقد التفصيلي لسورة زكريا
1- قولك: فأوحينا إلى عبدِنا زَكَرِيّا ليُرِيهم مِن آياتنا عَلهم يهتدون (4)
لماذا لم تنصب الياء في " ليُريَهم " مع أنها سبقت بلام التعليل التي تنصب المضارع بعدها ؟
2- قولك: ما أرسلَ اللهُ مِن قـَبلُ من رَسولٍ إلا وَكانَ مَلكاً مِن المُقرّبين (7) ما وجه زيادة الواو بعد " إلا " ثم هل صحة الضبط " ملِكا " بالكسر أم " ملَكا " بالفتح حدد لنفهم وهل المعنى صحيح على أي الضبطين فهل كل رسول ملِك أو ملَك ؟

3- قولك: وإنّا على آياتك يازَكَرِيّا لقادِرين ) 8 ) علام النصب في " لقادرين " أم أنك تقصد الجر ؟ أيًّا ما كان قصدك فالتعبير خاطئ والصواب " لقادرون " بالرفع على أنها خبر إن واللام الداخلة على الخبر هي المسماة باللام الابتدائية المزحلقة عن صدر الجملة لكراهة اجتماع مؤكدين لأن " إن " تفيد التأكيد بالطبع

4- قـُل هاتوا موعِدُكُم إن كُنتـُم صَادِقين (9 ) علام الرفع في " موعدكم " الصواب " موعدَكم " بالنصب

5- فلمّا جاءَ موعِدُهُم قالَ الذي استكبرَ مِنهُم إنّي أوتِيتُ كَمَا الذي أوتِى صَاحِبُكُم ما وجه زيادة " ما " بعد كاف التشبيه أي لِمَ لمْ تقل كالذي مباشرة و لماذا لم تظهر الفتح على ياء " أوتيَ " والبناء على الفتح فيها أمر لازم
6- وهَزِأ وقالَ إنّي مِنَ المُرسـَلين (12) هل كتابة هزأ صحيحة تجهل أحوال كتابة الهمزة المتطرفة إذا جاءت بعد الكسرة وتقنعنا بأنك تعارض القرآن وأنك قد أتيت بأحسن مما أتى به مسيلمة على الأقل مسيلمة لم يكن ليقع في مثل هذه الأخطاء اللغوية والإملائية التي لا يجهلها طالب في المرحلة الإعدادية

7- فنودي مِن فوقِهِم بل نحنُ المُعذِّبون (18 لماذا لم تبن " نوديَ " على الفتح ؟

8- فشَخَصًت أبصارُهُم وما ارتدَّ إلَيهِم طَرفُهُم إلا وَكانوا مِنَ القـَومِ الغـابـِرين (19) عرفنا يا عبقري أي نوع من أنواع التنوين هذا الذي وضعته على الصاد ألم تعلم أن التنوين لا يكون إلا في نهاية الكلمة وهو يكون في الأسماء فقط دون الأفعال والحروف ؟
وأيضا لماذا زدت الواو بعد إلا ؟

9- فخرّ ساجـِداً زكريا ومن مَعَهُ قالَ ربّي إنّك أنتَ الجبّارُ العظيم (25) لماذا أثبت ياء ربي والدأب على حذفها في مثل هذا التعبير؟

10 - قد بيّنا لهُم الآياتَ وأنزَلنا عليهِم من الهُدى فهَزِؤوا به واستـَكبَرُوا بالحَقِّ فحقَّ عَليهِم وَعدُ ربِّكَ إنّا كذلكَ نجزي الكافرين(26) لماذا وضعت على تاء " الآيات "فتحة والصواب الكسرة نيابة عن الفتحة ألم تسمع عن جمع المؤنث السالم وملحقاته علام ينصب ؟ أيضا هل كتابة " فهَزِؤوا " هكذا صائبة ؟ نفس الملاحظة المذكورة سلفا ، ثم هل الاستكبار يكون بالحق أم عنه ؟ أما كان من الأجدر بك أن تفقه مجالات تعدي حروف الجر ومواضعها أم أنك ممن يؤمن بتناوب الحروف ؟ وبالمناسبة ما رأيك في تناوب الحروف ؟
بالطبع كل هذه الأسئلة لم أجد لها عنده جوابا