المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جعفر المنصور
من قال لك ( أن الدولة العثمانية فتحت أكثر من الدولة الأموية والعباسية ) وما هي هذه الدول ؟
إذا كانت الشام والعرق واليمن والهند وبلاد أفريقية والمغرب العربي ومصر والأندلس وتركيا والعراق وبلاد فارس كلها فتحت في زمن الراشدين والأمويين والعباسيين
وعلى العموم زمن العثمانيين هو أكثر الأزمنة الإسلامية بعداً عن العقيدة الصحيحة وعن الأخلاق الإسلامية العامة مع بقاء كثير منها ولكنه إذا قورن بالأزمنة الأولى ظهر فضلها عليه وأصلاً هم أقاموا ما أقاموه على ما أقام غيرهم قبلهم
ويظهر هذا جلياً في أن السلطان العلمي الموجود في البلدان التي فتحت في الأزمنة المتقدمة يجعل من الصعب انتزاع الإسلام بسهولة منها بخلاف الأمر مع من جاء بعدها_ وأعني الإسلام الحقيقي _
وقد وقع في بعض أزمنة الدولة العثمانية ما هو أشنع بكثير من سب معاوية وذلك في تعظيم القبور وعبادتها من دون الله عز وجل وانتشار الطرقية الصوفية الغالية ووحدة الوجود وتعظيم أمثال ابن عربي وأمور كثيرة
يراجع لها ما كتبه الأخ الزهراني في رسالة ( الانحراف العقدية في القرن الثاني عشر والثالث عشر )
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش ) وفي بعضهم الروايات ( أميراً ) وقد رأى الإمام أحمد أن هذا الأمر قد وقع
وقد يستغرب المرء من التعبير النبوي بالعزة فهل زالت عزة الأمة بعد هؤلاء الاثني عشر مع وجود الفتوحات
الواقع أن عزة الإسلام لا تتمركز في قهر الأعداء فليس هذا من مقاصد الرسالة أصلاً وإنما هي وسيلة لتعريفهم بالدين ، وعزة الإسلام تذهب إذا ساد في الأمة البدع التي يناقض بعضها أصل الدين
ويكفي ما كان لأبي الهدى الصيادي الرفاعي الوجودي من سطوة في الدولة العثمانية
ولينظر كتاب ( الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط)
وليعلم أن بعض العباسيين كان منحرفاً عن معاوية وقد صنف بعض المعتزلة كتاباً على لسان بعض خلفاء بني العباس فيه الاستدلالات بروايات مكذوبة لتكفير معاوية وقد هم أن يعلن لعنه على المنابر حتى قيل له ( أن في هذا استعلاءً للعلويين ) فكف عن ذلك ( ذكره الطبري في تاريخه )
وقال (محمد قطب) في كتابه (واقعنا المعاصر) ص 155: "لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات فقد صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين" ا. هـ.
والتصوف هنا ليس التصوف الذي يشمل بعض المحدثات فقط بل هو التصوف الجامح والله المستعان
قال االشيخ سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود تعالى في رسالته لوالي بغداد - والتي سبق الإشارة إليها -: " وحالكم وحال ائمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك - أي في ادعائهم الإسلام - وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين وعشرين) رسالة لسلطانكم (سليم) أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء، وفيها من الذل والخضوع والخشوع ما يشهد بكذبكم، وأولها: (من عُبَيْدك السلطان سليم، وبعد: يا رسول الله قد نالنا الضر ونزل بنا المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عبّاد الصلبان على عبّاد الرحمن !! نسألك النصر عليهم والعون عليهم) وذكر كلاماً كثيراً هذا حاصله ومعناه، فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم، فما سأله المشركون من آلهتهم العزى واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات ". اهـ
ورضي الله عنه عن معاوية وقبح الله كل من تكلم فيه
وكثير من العثمانيين كان يتبع الطريقة البكتاشية في التصوف وهذه طريقة لها علاقة وطيدة بالشيعة وإن لم يكونوا شيعة خلص ويخالفونهم في أمور عظيمة
Bookmarks