السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء أرجو التفاعل معي في هذا الموضوع وأنا أعني ما أقول لأنه من الممل جداً أن تكتب ولا يتحاور معك أحد
في الواقع قد دعت الكثير من النصوص للتفكر ، وقد قادني التفكر لأمر عجيب فيما أرى أعادني إلى مقاعد الدراسة حيث كنت ألاحظ أن الطلاب تتنوع ميولهم بين المواد المعروضة للدراسة
فهذا يحب الرياضيات وهذا يحب الفيزياء وهذا يحب اللغة العربية وهذا يحب الانجليزية
والمحبة مفتاح الابداع والاتقان في أي علم أو تخصص
ثم وسعت النظر قليلاً فوجدت أن الناس في الحياة هكذا كل منهم حبب إليه عمل يجد نفسه سعيداً عند القيام به وأما من فرض عليه عمل معين فربما يحبه لعامل خارجي غير أن الإبداع إنما يظهر إذا كان الإنسان يحب هذا العمل أو أحبه مع مرور الزمن
حتى إنك لتجد بعض أصحاب المهن الوضيعة يحب مهنته
وكثير كان يحلم بمصير معين ثم أجبرته قدراته المتواضعة المادية أو الفكرية على الرضا بمصير آخر ثم محبة هذا المصير ربما أكثر من الحلم القديم نفسه والتعايش معه
والسؤال هنا : ماذا لو كان كل الناس ميولهم واحدة وقدراتهم واحدة؟
الجواب : لكانت الحياة لا تطاق فلو كان كل الناس أطباء أو مهندسين أو أثرياء لما وجدنا من يقوم بالمهن المتواضعة كالنجارة والحدادة أو السباكة حتى
باختصار : هذا أمر عند التفكر فيه تظهر فيه الإرادة الإلهية في غرس ميول متفاوتة وقدرات متفاوتة في النفس الانسانية لاستمرارية الحياة
ويؤكد هذا أنك ترى هذا من خصوصيات الإنسان العاقل بيد أن الحيوانات في الغابات في كل نوع منها تتبع سلوكاً متشابهاً طوال حياتها في بقعة معينة من الأرض فسلوك الأسد الافريقي معلوم وطريقة عيشه معلومة ، وسلوك الفيل الهندي معلوم وطريقة عيشه معلومة لا يوجد فيها ذلك التنوع الموجود في البشر في البقعة الواحدة من الأرض بل حتى في البيت الواحد
قال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ )
قال ابن كثير في تفسيره :" وقوله: { وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ } يعني: اللغات، فهؤلاء بلغة العرب، وهؤلاء تَتَرٌ لهم لغة أخرى، وهؤلاء كَرَج، وهؤلاء روم، وهؤلاء إفرنج، وهؤلاء بَرْبر، وهؤلاء تكْرور، وهؤلاء حبشة، وهؤلاء هنود، وهؤلاء عجم، وهؤلاء صقالبة، وهؤلاء خزر، وهؤلاء أرمن، وهؤلاء أكراد، إلى غير ذلك مما لا يعلمه إلا الله من اختلاف لغات بني آدم، واختلاف ألوانهم وهي حُلاهم، فجميع أهل الأرض -بل أهل الدنيا -منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة: كل له عينان وحاجبان، وأنف وجبين،
وفم وخدان. وليس يشبه واحد منهم الآخر، بل لا بد أن يفارقه بشيء من السمت أو الهيئة أو الكلام، ظاهرا كان أو خفيا، يظهر عند التأمل، كل وجه منهم أسلوب بذاته وهيئة لا تشبه الأخرى. ولو توافق جماعة في صفة من جمال أو قبح (1) ، لا بد من فارق بين كل واحد منهم وبين الآخر"
هذا كلامه ولم تظهر البصمة والوراثية في عصره ! ، وكما أن اختلاف الألسنة آية فاختلاف المواهب والقدرات والميول آية أخرى فيما يظهر
هذا ما بدا لي ببعض التفكر والله أعلم
فمن كان عنده إضافة أو تعقيب فليتفضل
Bookmarks