وكالة أنباء أراكان ANA | ترجمة الوكالة
فر أكثر من 65،000 من الروهنغيا المسلمين إلى بنغلاديش من ميانمار منذ أكتوبر الماضي، بعد أن شن الجيش الميانماري حملة أمنية في ولاية أراكان، وكان هذا – على ما يقولون- ردا على هجوم شنه متمردون من الروهنغيا قتل فيها تسعة من رجال الشرطة، وقد عبرت موجات من المدنيين الروهنغيا إلى بنغلاديش منذ ذلك الحدود، ويعيش معظمهم في مخيمات مؤقتة ومراكز للاجئين.
قصص كثيرة مروعة من الجيش الميانماري عن انتهاكات لحقوق الإنسان، مثل الاغتصاب الجماعي والحرق والقتل خارج نطاق القضاء.
قضى المصور الصحفي الأمريكي أليسون جويس بعض الوقت في مخيمات اللاجئين في كوكس بازار ببنغلاديش.
شبكة IBTimes UK البريطانية تنشر صورا للنساء الروهنغيات، مع قصص مروعة لتعرضهم للاغتصاب من قبل الجيش الميانماري، للمساعدة في اجتذاب جمهور أوسع لمحنة هؤلاء الناس المظلومين.
جاءت نجيبة إلى بنغلاديش قبل شهرين من قرية ديل بارا في ميانمار، وتصف حياة سعيدة عاشتها في ميانمار حتى قبل ثلاثة أشهر عندما قدم الجيش فجأة إلى قريتها، وبدأ الضرب والقتل ومضايقة الناس.
تقول نجيبة :” شعرت بالخوف، وصليت وقرأت القرآن، على أمل أن تتحسن الأوضاع. لقد عشت في حالة مستمرة من الخوف. قبل يوم من الهروب إلى بنغلاديش جاء الجيش مرة أخرى إلى قريتنا، وعثروا علينا في الأدغال حيث كنت مختبئة مع النساء والفتيات الأخريات. أخذوا الفتيات الصغيرات إلى المنازل المجاورة واغتصبوهن. كنت أسمع صراخهم. وضع أحد الجنود مسدسا إلى رأسي وقال “هيا بنا ” بدأت أصرخ وأقاومهم لكن ثلاثة رجال جروني إلى غرفة في منزل مجاور، ووضعوا مسدسا على رأسي وأخذ اثنان من الجنود في اغتصابي لمدة ساعة “.
في اليوم التالي أدركت نجيبة وعائلتها أن الوقت قد حان للفرار إلى بنغلاديش. كان عليهم المشي يوما كاملا إلى نهر ناف الذي يفصل ميانمار وبنغلاديش. وقالت نجيبة :” جسمي كله أصيب بأذى. واعتقدت بأنه لم يعد بإمكاني الاستمرار على المشي، وقد شعرت بالضعف “. دفعت نجيبة وأسرتها المال لملاح لمساعدتهم على عبور النهر، ووصلت أخيرا إلى مخيم اللاجئين “كوتوبالونغ” في بنغلاديش.
تضيف نجيبة :” ليس لدينا هنا ما يكفي من الطعام ، ولكن على الأقل يمكن أن ننام جيدا والمكان آمن بما فيه الكفاية لأن أترك أولادي في المنزل” وقالت إنها حصلت على استشارات في الصحة النفسية من “أطباء بلا حدود”، وأردفت “أريد أن أتجاوز أحزاني “.
فاريزا،17 عاما، جاءت إلى بنغلاديش من قرية شيل خالي في ميانمار، وتصف حياة سعيدة عاشتها في ميانمار حتى قبل أربعة أشهر عندما بدأ الجيش بمهاجمة ومضايقة الناس في قريتها.
وتقول إن مجموعة من الجنود هاجموا منزلها في 16 يناير كانون الثاني ودفعوها هي وعائلتها للخروج إلى الفناء الأمامي واعتدوا عليهم بالضرب بأيديهم وبأعقاب بنادقهم.
تضيف فاريزا أن جنديا بدأ يلمس كل جسمها ثم جرها إلى منزلها حيث اغتصبها حتى فقدت الوعي، ثم استيقظت وهي تنزف وقررت الهروب إلى بنغلاديش، حيث شقت طريقها إلى مخيم بالو كالي للاجئين. هي الآن حامل في شهرها السادس ولم تستطع أن تتصل بزوجها منذ خرجت من ميانمار. وتقول :” عشت أربعة أشهر في ميانمار في حالة مستمرة من الخوف. هنا على الأقل في بنغلاديش أستطيع النوم بسلام.”
جاءت جماليدا بيغوم إلى بنغلاديش قبل 15 يوما من قرية هادغودجا في ميانمار. قبل شهرين جاء الجيش إلى قريتها، وقتل زوجها وحرق منزلها بكل ما فيه. في صباح اليوم التالي حاصر الجيش قريتها . تقول جماليدا ” جروني وغيري من النساء إلى ساحة وضربونا. كنت أصرخ وأتوسل إلى الله حتى ينقذني. صرخ الجيش وقال ” أين هو الله الآن؟ إنه لا ينقذك ! ” .
سحب ثلاثة رجال جماليدا إلى الأدغال، ووضعوا مسدسا في وجهها وقالوا : “إذا قاومت، سوف نطلق النار عليك” ثم تناوبوا على اغتصابها حتى فقدت الوعي. بعد أسابيع قليلة من الاغتصاب، جاءت مجموعة من الصحفيين الأجانب إلى قريتها وأجروا مقابلات مع جماليدا وضحايا الاغتصاب الأخريات.
في تلك الليلة جاء الجيش إلى قريتها وقطع رأس الرجل الذي ساعد في ترجمة حديثهم للصحفيين. ذهب الجنود يبحثون عنها من باب إلى باب وهم يحملون صورتها، هرع الجيران لتحذيرها. فهربت ومكثت خمسة أيام في الأدغال وفي منازل مختلفة حتى هربت إلى بنغلاديش.
تقول جماليدا إنها في كل ليلة كانت تعيش كوابيس عن جيش ميانمار. وقالت : ” تداهمني ذكرياتي الماضية عندما أسمع أصواتا مدوية. لقد سمعت أن الجيش وضع ملصقات كبيرة من صورتي وأنهم لا يزالون يبحثون عني من باب إلى باب. لن أكون قادرة على العودة. إذا عدت مرة أخرى، سوف يقتلونني، لن أعود أبدا، أحيانا أخاف أنهم يجدوني هنا. “
جاءت امرأة أخرى اسمها جماليدا، البالغة من العمر 16 عاما، إلى بنغلاديش قبل شهر من قرية شيل خالي في ميانمار، وتقول إن أول جمعة في شهر ديسمبر تحرك الجيش إلى قريتها، وبدأ في احتلال المسجد وضرب و قتل كل من كان فيه. وأضافت :” في أحد الأيام هاجموا منزلنا. لم أكن قادرة على الفرار في الوقت المناسب وأمسكوا بي وقيدوا يدي وساقي بحبل، ثم مزقوا ملابسي ولكموني بأيديهم وبأعقاب بنادقهم. وعلى مدى ثلاث ساعات، أخذ أربعة جنود باغتصابي حتى فقدت الوعي “.
عندما استيقظت جماليدا ذهبت إلى نهر ناف الذي يفصل ميانمار وبنغلاديش، وأخذها صاحب قارب نحو بنغلاديش، واتجهت إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئين، وقالت :” لم أكن في سلام في ميانمار وكان هذا الحادث الأخير رهيبا. هنا، أشعر بالسلام. أستطيع النوم جيدا هنا، يمكنني أن أذهب إلى الخارج بأمان. وفي ميانمار، لم أكن قادرة على الذهاب للخارج ولم أكن آمنة في بيتي، وإن لم يكن لدي ما يكفي من الغذاء هنا، لكن على الأقل لدينا سلام. ” وأردفت : “كل ليلة عندما أنام أرى كوابيس وأعيش الاغتصاب مرة أخرى.”
نورجيهان من قرية نريبيل في ميانمار، وتقول إن خمسة جنود جاؤوا إلى منزلها، وغطوا عينيها بوشاح ثم أخذ جنديان في اغتصابها أمام ابنتها. وبعد 15 دقيقة فقدت الوعي، وعندما استيقظت كان الجنود قد ذهبوا وابنتها الصغيرة كانت تبكي بجانبها . وبعد بضعة أيام قتل زوجها من قبل الجيش، وسمعت أن الجيش قتل الرجل الذي عمل مترجما للصحفيين الأجانب عندما أجروا مقابلات مع الناجيات من الاغتصاب، وأنهم كانوا يبحثون عن ناج يتجرأ على التحدث إلى الكاميرا. وقالت :” أدركت أن الوقت حان للفرار إلى بنغلاديش. اختبأت في قرية أخرى لمدة 3 أيام حتى شققت طريقي إلى نهر ناف الذي يفصل ميانمار وبنغلاديش، ودفعت لصاحب قارب حتى يصطحبني، ووصلت إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئين.
وتضيف :” لقد عشت في ميانمار لمدة 31 عاما لكنني لم أر هذا الشيء من قبل. وأصبحت الأمور مروعة في الأشهر الثلاثة الماضية. ما زلت أتحدث إلى عائلتي في ميانمار في كل وقت. وقالوا لي إن الجيش جاء مرة أخرى اليوم وأشعلوا النار في لحية عمي. عندما كنت أغمض عيني ليلا أصاب بالرعب من أن الجيش سوف يأتي مرة أخرى. أنا لم أنم جيدا منذ جئت إلى هنا.”
فرت ياسمين من منزلها في قرية ناين تشونغ في ميانمار بعد أن هاجم الجيش قريتها، واقتحم منزلها، وأخذ زوجها بعيدا، ثم أخذ أربعة جنود باغتصابها. تقول ياسمين :” هربت واختبأت في التلال لمدة سبعة أيام قبل أن أتمكن من الفرار إلى بنغلاديش. كان علي أن أدفع 30000 ميانمار كيات (حوالي 22 $) لمهرب ملاح لاصطحابي عبر نهر ناف إلى بنغلاديش. لا أسمع عن زوج شيئا وليس لدي فكرة عما إذا كان حيا أو ميتا “.
قبل شهرين فرت نور كليمة من قريتها بورقوقي في ميانمار بعد أن هاجمها الجيش، وقتل بعضا من جيرانها .وكانت أمها وأبوها غير سريعين بما فيه الكفاية للهروب ولكنهم ينتظرون الفرصة للانضمام إليها في بنغلاديش.
Bookmarks