النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: خروف العيد ورحمة الله بعباده

  1. #1

    افتراضي خروف العيد ورحمة الله بعباده

    مقدمة :
    أفعال الله تبارك وتعالى عدل كلها ورحمة كلها وحكمة كلها ، ومن عاين مثل هذه القصص التي تدل على عدل الله ورحمته وحكمته مرة واثنين وعشرة وعشرين ومائة ومائتين ، ثم سمع أمثالها مرة واثنين وألف وألفين حصل له علم يقيني بأن هذا الكون لا يمضي صدفة واعتباطًا بل يدبره رحيم لطيف حكيم خبير ..

    كتب الشيخ محمد سعد الأزهري : خروف العيد ورحمة الله بعباده
    قام بعض إخواننا فى أول يوم العيد بإنشاء منصة فى مكان عام لإدخال الفرح والبهجة على الناس ، وكان من ضمن الفقرات سحب على بعض الهدايا ، فقاموا قبل الصلاة بتوزيع بعض الأوراق والتى لا تحمل إلا رقماً يدخل به حامله سحباً بعد صلاة العيد ، وكانت هناك هدايا كثيرة وجيدة وكانت الهدية الأكبر هى خروف كبير ، ثم بعد توزيع الهدايا جاءت الفقرة الأخيرة للسحب على الجائزة الكبرى ثم بدأ الأخ الكريم فى فتح الورقة وذكر الرقم ، وانتظر الناس من هو سعيد الحظِّ الذى سيفوز بهذا الخروف ، وكان عدد المشاهدين كبيراً لأن السحب كان فى شارع رئيسى من شوارع المدينة ، حتى رفعت امرأة تلبس نقاباً رقيق الحال يدها لتشير إلي المنصّة أنها صاحبة الرقم الفائز ثم ذهبت إلي المنصة لتستلم الخروف هى وابنها الصغير وكانت فى قمة الفرح والسعادة ، وكنت أشاهد هذا الموقف من بعيد حتى جاءنى أخ كريم ليخبرنى أنا وبعض المشاهدين معى بشيء عجيب فقال : لقد قالت له هذه المرأة إنها لم يكن معها مال يكفي لشراء القليل من اللحم الجيد ، وكانت تبيت دون قطعة لحم واحدة فى البيت ، وخرجت فى الصباح لكي تشتري لحماً رخيصاً لزوجها وأولادها حتى لا تحرمهم من شيء يأكله أغلب الناس فى ذلك اليوم ، وكانت تقول لنفسها : يارب أجد هذا اللحم الرخيص ! ، ثم وهي تسير فى الشارع سمعت صوت الشباب على المنصة وهم يفتتحون هذا السحب ووجدت أحد أوراق السحب تحت الأقدام وكأن صاحبها قد ألقاها فى الشارع وانصرف ، فالتقتطها ثم انتظرت ، وكانت الأرقام التى تم توزيعها على الناس حوالى خمسة آلاف رقم ! ثم فوجئت بأن الرقم الذى معها هو الرقم الفائز بالخروف !
    فقال أحد الإخوة الذين استمعوا إلي حديث هذا الأخ الكريم : خُذ مائة جنيه واذهب إلي هذه المرأة وأعطها لها حتي تتمكّن من إيجاد جزار ليذبح لها هذا الخروف ، فمثلها قد لا يكون معها أجرة هذا الجزار ، فذهب إليها الأخ وأعطاها المال وقال إن هناك شخص ما يريد أن يُعطيك هذا المال من أجل أن تجدى جزاراً ليذبح لكِ هذا الخروف ، فقالت له المرأة : إن زوجى يستطيع ذبح الخروف فهل يمكن أن تستأذن صاحب هذا المال فى أن نستخدمه فى شيء آخر حتى لا يكون هناك حُرمانية فى ذلك حسب قولها ، فقال لها الأخ لكِ ذلك لأنه يعلم أن المتبرّع سيسمح بذلك ، وعندما عاد إلينا استحسن الأخ فعله وكاد بعضنا أن يبكى لرحمة الله بعباده ، وكيف أنه أحسن إلي هذه المرأة الفقيرة فى يوم هكذا ، وكيف أننا نأكل ونشرب ونذبح وننسى الكثير من الفقراء الذين لا يسألون الناس إلحافا يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ،آهٍ من مجتمع لا يشعر أغنياؤه بفقرائه مما يؤدي إلى حقد فقرائه على أغنيائه ، ثم تقل يوماً بعد يوم معانى التراحم والتكافل مما ينتج عنه زيادة الفساد فى الأرض ! فأسأل الله العظيم أن يرزقنا قيم التراحم والتكافل والإيثار إنه على كل شي قدير.
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. #2

    افتراضي

    أحسن الله إليك وجزاك خيراً على النقل الطيب
    ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوىً متبع وإعجاب المرء بنفسه

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء