القداسة للبيت الروحي الواحد ( الكعبة ) ولأهله في أي زمان ومكان , ولا قداسة للبيوت المادية المتعددة ولا لأهلها سواء كانت للأنبياء أو غيرهم
البيت ( المسجد ) الحرام المركزي هو البيت المقدس , وقداسة البيوت ( المساجد ) الفرعية من قداسة البيت المركزي
الله تعالى لا يهتم ولا يعتني بالبيوت التربوية المادية التي يسكن فيها الناس فهي بيوت تابعة للنظام التربوي المادي في هذا العالم المادي الفاني , أما البيت التربوي الروحي الحقيقي المنوط بالذكر في آية التطهير هو بيت الله الحرام ( البيت التربوي الروحي التابع للنظام التربوي الروحي ) , هذا البيت الحرام ( الكعبة ) هو البيت المركزي الرئيسي في العالم المادي الدنيوي , أما باقي البيوت ( المساجد ) التربوية الروحية الموجودة في جميع أنحاء العالم على كوكب الأرض في مجرد فروع تابعة للبيت المركزي الرئيسي ( أي المسجد الحرام )
فمثلا في العالم المادي وتحديدا في النظام المادي يوجد في مصر البنك المركزي الرئيسي ( البنك الأم ) ويوجد للبنك المركزي الرئيسي الموجود في العاصمة القاهرة ( أم المحافظات ) فروع أخرى يعني بنوك تابعة له في جميع المحافظات الموجودة على أرض مصر
وكذلك في العالم المادي وتحديدا في النظام الروحي يوجد في الأرض البيت المركزي الرئيسي ( البيت الأم ) ويوجد للبيت المركزي الرئيسي الموجود في العاصمة مكة ( أم القرى ) فروع أخرى يعني بيوت (مساجد) تابعة له في جميع القرى الموجودة على كوكب الأرض
ويوجد أيضا البيت المعمور الأبدي الموجود في عالم الغيب في السماء السابعة بناءا على نص حديث الرسول ص في رحلة الإسراء والمعراج , هذا البيت التربوي الروحي موجود هناك في العالم النوراني ويقع حيال البيت التربوي المادي الموجود هنا في العالم المادي , هذه البيوت التربوية الروحية التابعة للنظام الروحي سواء البيت المعمور هناك في العالم النوراني أو البيت العتيق هنا في العالم المادي , هذه البيوت هي مركز للتوحيد الحقيقي سواء هناك أو هنا , وهي الجديرة بالذكر في النصوص الشرعية عند الله تعالى وهي الجديرة بالاهتمام وليس البيوت التي يسكنها الناس أيا كانوا!! , سواء البيوت المادية كالقصور وغيرها في جنة الأرض في العالم المادي أو البيوت النورانية كالقصور وغيرها ( التي أعدها الله للمتقين ) في جنة الأرض في العالم النوراني
وكما جعل الله تعالى ( البيت المعمور ) مركز التوحيد هناك في العالم النوراني , جعل الله تعالى ( البيت العتيق ) مركز التوحيد هنا في العالم المادي
ونحن نعلم جميعا بأن البيوت أي المساجد في الأرض كلها بيوت الله الروحية التابعة للنظام التربوي الروحي في العالم المادي التي تتناول فيها أنفس الناس التربية الروحية , ولذلك هي الأهم من بيوت البشر المادية التابعة للنظام التربوي المادي في العالم المادي , لذلك النظام التربوي الروحي هو الأولى والأهم وهو المشار إليه في الكتاب والسنة لكي يتوحد عليه صف الأمة الإسلامية ولا يتفرقوا إلى سنة وشيعة!
ونحن نعلم جميعا بأن البيوت أي المساكن في الأرض كلها بيوت البشر المادية التابعة للنظام التربوي المادي في العالم المادي التي تتناول فيها أنفس الناس غذاء أجسادها المادية , ولذلك هي ليس بالأهمية من بيوت الله الروحية التابعة للنظام التربوي الروحي في العالم الروحي , لذلك النظام التربوي الروحي هو الأولى والأهم وهو المشار إليه في الكتاب والسنة لأصحاب العقول النيرة
ومساكن النبي ( حجراته ) من البيوت أي المساكن في الأرض هي على العين والرأس وكرامتها ومنزلتها من كرامة ومنزلة النبي ص , لكنها لا يتعدى عن كونها مقر السكن والغذاء المادي لجسده ص ولأفراد أسرته و أقاربه , إن الجانب التربوي المادي ليس بالقداسة والحرمة والفضل والمنزلة عند الله ورسله من الجانب التربوي الروحي , ولذلك ليس بيت أي نبي أي مسكنه بالقداسة والحرمة والفضل والمنزلة عند الله ورسله من ذلك البيت التربوي الروحي الذي هو مسجده ومسجد جميع المؤمنين بالله رب البيت , فإن اتقوا هؤلاء المؤمنين عندها يكونوا أولياؤه يعني أهله
يقول تعالى : وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34)
حديثك عن العالم المادي المنعكس
ووحدة الأضداد هو جوهر فلسفة هيغل حرفيا. هذا كلامك المادي الملموس وليست نيات!
سؤال لكل منصف .. هل في كلامي وشرحي السابق أي شيء يدل على صحة إدعاء الأخ ( مستفذ ) في الاقتباس؟ , أم أن ما قدمته لكم هو فقط مجرد مقارنة لتوضيح الفرق بين النظامين المتغايرين تماما في ماهيتهما وفي طبيعتهما ! , ومن خلال المقارنة يتضح الفرق بينهما وأن ما يحدث في النظام المادي هو صورة باهتة تعكس ما يحدث في النظام الروحي مع الاختلاف في المعنى والكيفية
طيب ..
ما رأي القارئ في أن اليهود و النصارى ( أضداد ) يعني مذهبان متضادان كل منهما ضد الآخر في كل شيء ؟
وما رأي القارئ في أن السنة و الشيعة ( أضداد ) يعني مذهبان متضادان كل منهما ضد الآخر في كل شيء ؟
لنفترض مجرد افتراض أن كلامي هذا عند البعض للأسف يعتبر فلسفة ! , هل الفلسفة الإسلامية المبنية على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والتي قد تحمل الأمة المحمدية على وحدة ( الأضداد ) كوحدة السنة والشيعة مثلا , هل هذا يُعد خطأ جسيم تجاه الإسلام والمسلمين؟؟ , أم عندما نستبدل البيت الأدنى ( الحجرات ) بالذي هو خير ( الكعبة ) ونقع في بحر ظلمات الفرقة التي لا تنتهي بيننا بسبب اختيارنا للأدنى , ثم يأتي كل متعالم! ويقف بجهله بكل الطرق ضد كل من يدعو للوحدة بين الأضداد ( أقصد السنة و الشيعة )؟! , ألم يكن لنا مثلا في بني إسرائيل قبلنا عندما استبدلوا الأدنى بالذي هو خير فوقعوا قبلنا في بحر الظلمات من الفرقة التي لا تنتهي إلى يهود ونصارى!! فباءوا بغضب من الله وكتبت عليهم الذلة والمسكنة , وها نحن بني إسماعيل الأمة المحمدية سنة وشيعة سلكنا واتبعنا سنن من قبلنا شبرا بشبر وذراعا بذراع حذو النعل بالنعل كما تنبأ النبي ص بذلك
( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
Bookmarks