النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مسألة سحر النبي صلى الله عليه وسلم !

  1. #1

    افتراضي مسألة سحر النبي صلى الله عليه وسلم !

    الوقاية من السحر تستوجب المحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن ..الخ
    ولكن ماأثار نفسي إن كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كل الأمور التي تقي النفس من السحر وتم سحره فكيف بنا نحن ونحن لن نستطيع حتى الاقتراب من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة !
    هل هذا يستوجب أنه لاطريقة نافعة للوقاية من السحر ؟

  2. #2

    افتراضي

    نزلت المعوذتان بعد هذه الحادثة .. وكل هذه الأدعية والأذكار وقراءة القرآن وسائل للوقاية والعلاج ، لكنها لا تضمنه ، فقد تتبع أنت كل أساليب الوقاية من الأمراض وتتبع كل التعليمات وتتجنب كل المحاذير ، ثم تمرض رغمًا عنك ، أليس كذلك ؟ وقد تكون على سفر وتتلو كل الأذكار ودعاء السفر ، ثم قد يحدث لك مكروه رغم ذلك .. وقد تجتهد في أمر ما من أمور الدنيا وتأخذ بكل الأسباب ، ثم تخفق ولا تناله في النهاية .. ليس لك من الأمر شيء إلا أن تجتهد وتعمل وتثابر ، والأجر الأخروي لا يضيع أبدًا ، أما النتيجة في الدنيا فحسب إرادة الله ومشيئته .. والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  3. #3

    افتراضي

    مشكور أخي .
    ما كنت أظنه أن من تقيد بوصفة الوقاية من السحر إلا وسلم من السحر
    وماذا يعني نزول المعوذتان بعد حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل معنى ذلك أنها وحدها كافية لتكون وصفة للوقاية والعلاج من السحر ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اسمع يا ولدي سؤالك هذا جيد لأنه يفتح لي مجال شرح مسألة يحتاج كل مسلم أن يفهمها

    هناك أسباب شرعية وهناك أسباب كونية

    وكل منها مؤثر ولكن لا بد لتأثيرها من توفر الشروط وانتفاء الموانع

    فإن قلت ما معنى هذا ؟

    قلت لك : أكلك للفاكهة الفلانية سبب في حصول جسمك على ما يحتاجه من الجلوكوز ، غير أن هذا السبب قد لا يؤثر لوجود مانع وهو تعطل البنكرياس

    فكون زيد من الناس لم ينتفع من هذا الطعام ليس معناه أن الطعام ليس سبباً مؤثراً ولكن قد قام مانع في زيد منعه من الانتفاع

    ونظير ذلك نزول المطر على الأرض هو من أسباب إنباتها بشرط عدم وجود مانع ككون الأرض لا تنبت أصلاً

    ومثال ذلك في الأسباب الشرعية صلة الرحم من أسباب دخول الجنة وكذلك الصدقة ولكن بشرط أن يكون ذلك لوجه الله ولا يتبعه من ولا أذى فإن وجد ذلك كان بمنزلة المانع من انتفاعك بالحسنات الوارد فضلها في الأخبار

    ولأضرب لك مثلاً بالدعاء ، قد وعد الله عباده باستجابة الدعاء وإذا دعا العبد بغير إثم لا قطيعة رحم فإنه إما يعطى ما أراد وإما يدفع عنه من الشر مثله أو يدخر له في الآخرة

    ولكن قد توجد موانع من استجابة الدعاء ولو دعا المرء بأسماء الله الحسنى كلها

    قال مسلم في صحيحه 2309- [65-1015] وحَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ ، فَقَالَ : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ، يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟.

    فهذا رجل ملهوف ويرفع يديه قد توفرت فيه أسباب الإجابة ولكن يوجد مانع وهو أنه يأكل الحرام منع ذلك من استجابة الدعاء

    وكذلك من يدعو بإثم كامرأة تدعو الله أن تقبل في جامعة اختلاطية فيكون من رحمة الله بها ألا يستجيب هذا الدعاء

    وكذلك الاستعجال من موانع الاستجابة

    وهذه الأمور فيها حكمة بالغة ولو كان الأمر مفتوحاً لكان دعاء البر كدعاء الفاجر ، ورقية البر كرقية الفاجر

    والرقية أيضاً من هذا الباب ربما لا تنفع لوجود مانع ، وتراها تنفع بقوة في أماكن أخرى

    وهذا يحل لك إشكالاً عظيماً ، وقد ذهب الأشاعرة إلى أن الأسباب غير مؤثرة حقيقة واستدلوا على ذلك بتعطلها في مواطن عديدة ، واستدلوا بأن الإنسان لو داوم على أكل صحي ورياضة وداوم على كل أسباب الصحة فإن صحته لا محالة تنهار في يوم من الأيام ويموت والقياس أن يستمر في الحياة

    والحق أن الأسباب مؤثرة ولا شك ، ولكن يبقى تدخل الإرادة الإلهية فإنه سبحانه له حكمة ربما أوقف تأثير بعض الأسباب من أجلها

    وأنت لو تأملت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لوجدت أن فيها من العبر ما يكفي ليكون مع المرء في كل أحواله في الاستقامة

    فسحر النبي صلى الله عليه وسلم كان لله فيه حكمة بل حكم عديدة

    من أهمها أن الله عز وجل أراد جعل نبيه مثالاً يحتذى في تأمل الأذى في ذاته سبحانه فتعرض لكل أنواع الأذية التي ممكن أن يتعرض لها داعية فتم تهديده بالقتل ومحاولة ذلك فعلاً وتهجيره والاستيلاء على أمواله وأموال أصحابه والطعن في عرضه وقتل أصحابه على يد أعدائه وتعذيب طائفة منهم ومقاطعة قبيلته ، وشج رأسه وكسرت رباعيته في أحد وتم تسميمه وسحره والغدر به من قبل اليهود بالإضافة إلى تشويه السمعة وغير ذلك من مظاهر الأذى التي تعرض لها ، وبعد هذا كله نصره الله على أعدائه جميعاً وأذلهم ، وعشر هذا الأذى لا يصمد أمامه كثير من أصحاب الحق فضلاً عن المدعين

    وكون الله حماه من كل هذا حتى أوصل الرسالة إلى النهاية ونزلت الآيات الخاتمة من القرآن هذه آية أخرى

    وكونه استطاع كشف مكان السحر والتخلص منه وعاش حياته طبيعياً بل سلطه الله على اليهود هذه آية ثالثة

    علماً أن الأمر كما قال الدكتور هشام المعوذات سبب نزولها سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الفاتحة فإنما تنفع إذا قرئت بنية الرقية

    ولو فرضنا أن الله عز وجل عطل تحصين النبي صلى الله عليه وسلم لغاية هو يريدها من أن تقع هذه الحادثة وينزل فيها المعوذات ويلتصق ذلك بالأذهان فهذا جائز في العقل والحكمة ، كما يميت سبحانه الرجل الصحيح لغاية وحكمة

    أو أن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم لم يتعوذ فهذا أيضاً جائز

    ومكلمك لا زال يعاني من آثار بعض هذا البلاء والله المستعان وقد عصمنا الله بوحيه وأنجانا سبحانه

  5. #5

    افتراضي

    بوركت شيخنا الفاضل على هذا الرد وندعوا الله لك بالشفاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء