النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: إبن تيمية وإبن البحيري والإرهاب

  1. Exclamation إبن تيمية وإبن البحيري والإرهاب


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    إعتذار ..
    أعتذر للإخوه الذين عرفوا قدر شيخ الإسلام وقاهر الظلام وحجة أهل السنه والبطل المجاهد إبن تيميه رحمه الله لظهور إسمه جنباً إلى جنب مع ذلك الإسم فأنا أعلم مثلكم أنه شتّان ما بين قذارة الثرى وعلو ورفعة الثريا ولكن للضروره أحكام فنحن على وشك دخول مستنقع إسلام البحيري القذر الذي يحمل ما يحمل من حقد وغل دفينين على أهل السنه والسلف وكل من يقتفي أثرهم وما دخلناه إلا لنأخذ عينه مما يفرزه ويبثّه للناس ولنبين لهم سمّية ما يتلقونه من خلال مشاهدة فقرته في قناة القاهرة والناس ..


    إسلام البحيري في سطور ..
    إسلام وبحسب ما جاء في صفحته هو على الفيس بوك : -
    - باحث مفكر شاب حاصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا في تجديد مناهج الفكر الإسلامي
    - وهو رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمؤسسة "اليوم السابع"
    - ولديه مشروع فكري يضع محددات واضحة لمحاولة تنويرية جادة من خلال تنقيح التراث والتعامل الحر المباشر مع النصوص المقدسة


    أما كونه باحث ولديه مشروع فكري فهذا ما سنتعرف عليه إن شاء الله في السطور التاليه , وأما كونه حاصل على درجة الدكتوراه في ذلك الذي جاء أعلاه فمثل هذا مثل ( الذي أعطى ما لا يملكه لمن لا يستحقه ) فماعرفت تلك الجامعه المنهج الإسلامي أصلاً حتى تكرّم إبن البحيري لتجديده وسنرى أن البحيري لا يستحق من هؤلاء سوى دكتوراه في تشويه صورة الإسلام ونسف أصوله , وطبعاً من أشكال تدهور الأحوال في مصر وصعوبة المحنه التي يمر بها المصريون أن يحمل مثل هذا لقب رئيس لمركز ما بغض النظر عما هو ذلك المركز وما يحدث في داخله , نسأل الله فرجاً قريبا ..

    ما إختلف به إسلام البحيري عن أقرانه من الرويبضات والجهلاء هو مدى حقده وغلّه على كل أشكال الدعوه السلفيه وقد رأيت ذلك من خلال قلّة أدبه في مناظرته القصيره مع الدكتور حسام أبو البخاري وأيضاً مناظرته مع الأستاذ أبو فهر السلفي , وفي حالة حقد كهذا فلا غضاضة عنده من أن يتطاول على مقام العلماء بالحديث عنهم بصلف لم أر له مثيل , وكل ذلك ومثله هو الأساس الذي سيبني عليه ما أسماه مشروعه الفكري الذي يستهدف به مسح الهويه الإسلاميه والدين الذي ورثناه عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وكما جاء عنه (التعامل المباشر مع النصوص المقدسه) فلا يبقى إلا أن يطلب لاحقاً تلقّي الوحي مباشرة من رب العالمين والعياذ بالله , ولكن هيهات فليس من أسس بنياه على تقوى من الله وخير كمن أسس بنيانه على جرف هار ..


    إبن البحيري ومكافحة الإرهاب ..
    طلع علينا حبر اليوم السابع وشيخ القاهره والناس إسلام البحيري في إحدى فقراته (مع إسلام بحيري) على طريقة أوبرا وينفري ودكتور فيل وجون ستيوارت و(الكوبايه عليها إسمه) فبغى وطغى , ودلّس وإفترى وإدّعى هذا المفتري أن تعاليم وفتاوى شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله تحضّ على إستباحة دماء المسلمين وتحرّض على الإرهاب ..

    وطبعاً في سبيل الحفاظ على مظهره كشيخ وعالم كان لا بد من أن يذكر نصوص ليدعّم زعمه هذا كما سيأتي إن شاء الله ولكن الملاحظ في طريقة عرض إسلام البحيري لطرحه ( بالإضافة طبعاً لأسلوبه الساخر من السلفيين ) هو إعتماده الشديد على وقع لفظة (قتل) ومشتقّاتها من اللغه التي ترد في النصوص التي أتى بها من مجموع الفتاوى فهو يشدّد النطق بها دون سائر الألفاظ في السياق ليغطي على حقيقة ما جاء في النص وما يهدف إليه ثم يُلحق النص (المقتطع بالمناسبه) بتأويله الفاسد وتزييفه للمعنى الحقيقي بالإضافة إلى ذلك العناوين التي تتخلل اللقاء ما بين الفينة والأخرى والتي توجز ما يفتريه في عباره قصيره تظهر على الشاشه لفتره مع موسيقى مصاحبه ذات إيقاع معيّن وهذه التوليفه تؤدّي مفعولها بزرع الإنطباع السلبي في ذهن المشاهد ,وهذا للأسف يجد وقعه عند الكثير من الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

    وفي هذه السطور سنسعى بإذن الله لرفع الغطاء وكشف القناع عن إبن البحيري ونجرّده هو ومشروعه الفكري المنتسب ظلماً وزوراً للإسلام من المؤثرات والخلفيات السمعيه والبصريه حتى يرى الناس حقيقة هذا الرجل وما يدعو إليه ..

    - النص الأول : وَمَنْ لَمْ يَنْدَفِعْ فَسَادُهُ فِي الْأَرْضِ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ مِثْلَ الْمُفَرِّقِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَالدَّاعِي إلَى الْبِدَعِ فِي الدِّينِ ..
    الإعتراض: إيه الكلام العايم ده ؟؟

    أعترف أنني توقفت كثيراً أمام هذا الإعتراض المُعجز عن الرّد عليه , وهذا بالطبع من باب أن الحماقه تعجز العاقل عن الرد ليس أكثر ..

    تجاوز إبن البحيري عمداً أو سهواً عن جريمتي الفساد في الأرض والتفريق بين جماعة المسلمين وهذا غريب لأن موضوع الحلقه كله عن الإرهاب ومحاربة الإرهاب ، وتجاوز أيضاً عمداً أو سهواً عن الآيه التي أوردها شيخ الإسلام إبن تيميه بعد النص المذكور والتي تبطل إعتراضه (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)﴿المائدة: ٣٢﴾ ..

    ثم إن تطبيق الأحكام في الإسلام يا شيخ إسلام وإسقاطها على المعيّن باب قائم بذاته أي منفصل عن باب إستخلاص الحكم الشرعي من النصوص ، فهذا باب له ضوابطه وقواعده والتي من أهمها إستيفاء الشروط وإنتفاء الموانع فالكلام الذي جاء في النص هو توضيح لحكم الفعل من ناحية الشرع أما إسقاطه على معين فهذا منوط بحال المعين فقد يكون جاهلاً أو متأوّلاً وقد يكون متعمداً أو معاند فلا بد من النظر في حال المعين أولاً (1) ..
    ولإبن تيميه رحمه الله قولاً في رسالة رفع الملام أراه ذا صله بموضوعنا هذا :
    فَإِنَّ التَّحْرِيمَ لَهُ أَحْكَامٌ: مِنْ التَّأْثِيمِ وَالذَّمِّ وَالْعُقُوبَةِ وَالْفِسْقِ, وَغَيْرِ ذَلِكَ, لَكِنْ لَهَا شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ. فَقَدْ يَكُونُ التَّحْرِيمُ ثَابِتًا, وَهَذِهِ الْأَحْكَامُ مُنْتَفِيَةٌ لِفَوَاتِ شَرْطِهَا, أَوْ وُجُودِ مَانِعها؛ أَوْ يَكُونُ التَّحْرِيمُ مُنْتَفِيًا فِي حَقِّ ذَلِكَ الشَّخْصِ مَعَ ثُبُوتِهِ فِي حَقِّ غَيْرِهِ.
    والشاهد من هنا أن ثبوت الحكم من ناحية الشرع أمر وإيقاعه على شخص ما أمر آخر له شروط وموانع ..


    - النص الثاني : فَأَمَّا قَتْلُ الْوَاحِدِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ مِنْ الْخَوَارِجِ؛ كالحرورية وَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ .....
    وهذا مما أستشهد به على ما ذكرته سابقاً من تركيزه على ذكر لفظة القتل للمتابع بحيث تُوقع له فهماً معيّناً , فقد زعم البحيري أن إبن تيميه يدعو لقتل آحاد الخوارج والرافضة بإطلاق وهو قد أتى بالنص مقتطعاً دون ذكر الباقي الذي يبيّن حقيقة الأمر ..

    يقول إبن تيميه رحمه الله : فَأَمَّا قَتْلُ الْوَاحِدِ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ مِنْ الْخَوَارِجِ؛ كالحرورية وَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ: فَهَذَا فِيهِ قَوْلَانِ لِلْفُقَهَاءِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَجُوزُ قَتْلُ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ؛ كَالدَّاعِيَةِ إلَى مَذْهَبِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّنْ فِيهِ فَسَادٌ. فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ} وَقَالَ: {لَئِنْ أَدْرَكْتهمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ} وَقَالَ عُمَرُ لِصَبِيغِ بْنِ عِسْلٍ: لَوْ وَجَدْتُك مَحْلُوقًا لَضَرَبْت الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك. وَلِأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ طَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَأٍ أَوَّلَ الرَّافِضَةِ حَتَّى هَرَبَ مِنْهُ. وَلِأَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ. فَإِذَا لَمْ يَنْدَفِعْ فَسَادُهُمْ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلُوا ..

    وكما هو واضح فإبن تيميه رحمه الله لم يأت بشيء من بنيات أفكاره وإنما إستدل بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما , وحتى نتبيّن تدليس إبن البحيري لنرى ما جاء بعد ذلك ..

    يقول رحمه الله : وَلَا يَجِبُ قَتْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إذَا لَمْ يَظْهَرْ هَذَا الْقَوْلُ أَوْ كَانَ فِي قَتْلِهِ مَفْسَدَةٌ رَاجِحَةٌ. وَلِهَذَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ ذَلِكَ الْخَارِجِيِّ ابْتِدَاءً"لِئَلَّا يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ" وَلَمْ يَكُنْ إذْ ذَاكَ فِيهِ فَسَادٌ عَامٌّ؛ وَلِهَذَا تَرَكَ عَلِيٌّ قَتْلَهُمْ أَوَّلَ مَا ظَهَرُوا لِأَنَّهُمْ كَانُوا خَلْقًا كَثِيرًا وَكَانُوا دَاخِلِينَ فِي الطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ ظَاهِرًا لَمْ يُحَارِبُوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ وَلَمْ يَكُنْ يَتَبَيَّنْ لَهُ أَنَّهُمْ هُمْ.
    فإذا الأمر فيه ضوابط يا بحيري وليس مطلقاً هكذا كما تحاول أن تصور للناس ..

    والذي يدل عليه مجموع كلامه أن المناط المؤثر عنده في قضية قتل المبتدع مركب من ثلاثة أمور , وهي :
    1- أن تكون البدعة مغلظة ,فإن كانت غير ذلك فلا يستباح دمه ..
    2- وأن يكون المبتدع داعية إلى بدعته ويسعى في نشرها , فإن كان غير داعية فإنه لا يقتل ..
    3- وألا يمكن دفع ضرره عن المسلمين إلا بالقتل فقط , فإن أمكن بغيره فإنه لا يستباح دمه ..
    وهذه شروط شديدة جدا لا تكاد تتحقق في الواقع إلا في حالات نادرة ..(2)

    ولا يخفى عليكم بالطبع تبرئته المطلقه للرافضه والخوارج ووضعهم في قالب واحد مع أهل السنه والجماعه ..


    - النص الثالث : وَلِهَذَا اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ مَتَى لَمْ يُمْكِنْ دَفْعُ الضَّرَرِ عَنْ الْمُسْلِمِينَ إلَّا بِمَا يُفْضِي إلَى قَتْلِ أُولَئِكَ الْمُتَتَرَّسِ بِهِمْ جَازَ ذَلِكَ ..

    وأيضاً نص ذو صله : وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ جَيْشَ الْكُفَّارِ إذَا تَتَرَّسُوا بِمَنْ عِنْدَهُمْ مِنْ أَسْرَى الْمُسْلِمِينَ وَخِيفَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الضَّرَرَ إذَا لَمْ يُقَاتِلُوا فَإِنَّهُمْ يُقَاتَلُونَ؛ وَإِنْ أَفْضَى ذَلِكَ إلَى قَتْلِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ تَتَرَّسُوا بِهِمْ ..

    الإعتراض : إنهم أبرياء ..

    من صور التدليس التي يتّبعها الكثير من الرويبضات وأشباه المتعلمين هي الإستدلال بالنصوص التي تتناول الحالات الإستثنائيه وإباحة المحظورات لوجود ضرورة ما فيأخذ هؤلاء النص وينشروه للناس ويصوروه على أنه من أصول الأحكام كما فعل الشيخ إبن البحيري في النص أعلاه , وكل عاقل منصف كافراً أم مسلم يقرأ هذا النص يستطيع أن يدرك أن شيخ الإسلام يتحدّث عن حالة خاصه وليس أمراً أساسياً بمعنى أنه مأمور به لذاته إذ أنه ربط قتل المتترس بهم بعدم إمكانية رفع الضرر عن المسلمين إلا بذلك , وإذا عدنا إلى مجموع الفتاوى نجد أن الفقره جاءت في باب (فِي تَعَارُضِ الْحَسَنَاتِ أوْ السَّيِّئَاتِ أَوْ هُمَا جَمِيعًا إذَا اجْتَمَعَا) فقال فيه : وَنَقُولُ: إذَا ثَبَتَ أَنَّ الْحَسَنَاتِ لَهَا مَنَافِعُ وَإِنْ كَانَتْ وَاجِبَةً: كَانَ فِي تَرْكِهَا مَضَارُّ وَالسَّيِّئَاتُ فِيهَا مَضَارُّ وَفِي الْمَكْرُوهِ بَعْضُ حَسَنَاتٍ. فَالتَّعَارُضُ إمَّا بَيْنَ حَسَنَتَيْنِ لَا يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَهُمَا؛ فَتُقَدَّمُ أَحْسَنُهُمَا بِتَفْوِيتِ الْمَرْجُوحِ وَإِمَّا بَيْنَ سَيِّئَتَيْنِ لَا يُمْكِنُ الْخُلُوُّ مِنْهُمَا؛ فَيَدْفَعُ أَسْوَأَهُمَا بِاحْتِمَالِ أَدْنَاهُمَا. وَإِمَّا بَيْنَ حَسَنَةٍ وَسَيِّئَةٍ لَا يُمْكِنُ التَّفْرِيقُ بَيْنَهُمَا؛ بَلْ فِعْلُ الْحَسَنَةِ مُسْتَلْزِمٌ لِوُقُوعِ السَّيِّئَةِ؛ وَتَرْكُ السَّيِّئَةِ مُسْتَلْزِمٌ لِتَرْكِ الْحَسَنَةِ؛ فَيُرَجَّحُ الْأَرْجَحُ مِنْ مَنْفَعَةِ الْحَسَنَةِ وَمَضَرَّةِ السَّيِّئَةِ... أ.هـ

    ولكن إبن البحيري أبت نفسه إلا أن يفتري ويكذب على الشيخ الجليل فقال (عادي .. عادي عنده) , والنصوص واضحه المعنى لكل منصف ذي لب , فما كانت دماء المسلمين حلال عنده ولا أعراضهم ولا اموالهم ..

    وفي مجموع الفتاوى نفسه يوضّح شيخ الإسلام صراحة أن الأصل هو حرمة دماء المسلمين إذ يقول : وَالْأَصْلُ أَنَّ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَعْرَاضَهُمْ مُحَرَّمَةٌ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لَا تَحِلُّ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَطَبَهُمْ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " {إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا} " وَقَالَ " {كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ} ". وَقَالَ " {مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} " وَقَالَ " {إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ} " وَقَالَ: " {لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ} " وَقَالَ " {إذَا قَالَ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا} " وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا فِي الصِّحَاحِ.

    والترجيح في هذا مسألة التتّرس هذه تحكمه ظروف وملابسات بيئة القتال وإنما الحديث عن المسأله جاء بصوره عامه , وللشيخ حسين العوايشه تعليق جيّد في هذه المسأله : إِن تترُّس الكُفَّار بالمسلمين؛ ممّا يدلّ على عدم إقامة وزنٍ للأسارى، فهم مُعرّضون للقتل مِن قِبَل الكُفّار في أيّ لحظة؛ فإنْ كان في حال عدمِ قتال الكُفّار؛ لا يُؤمَن سلامة الأسارى، ويُخشى انجرار القتل إلى غيرهم، واحتلال بعض مواقع المسلمين؛ فالقتال هو الأولى، ولو أُصيب المسلم ضرورةً مِن غير تعمُّد ولا تقصُّد، والله -تعالى- أعلم(3) ..

    ولكن إن كنت مصر على الرفض يا إبن البحيري فتفضل هات ما لديك لحل مشكلة المسلمين الواقعين تحت الضرر , ولا بد من رفع الضرر , كيف يكون الحل مع وجود هذه المتاريس البشريه ..

    - النص الرابع عن الدروز : هُمْ الْكَفَرَةُ الضَّالُّونَ فَلَا يُبَاحُ أَكْلُ طَعَامِهِمْ وَتُسْبَى نِسَاؤُهُمْ وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهُمْ .. وأضاف "ويُقتلوا"

    الإعتراض : الدروز مسلمون موحّدون ..

    وكان من المفترض أن نناقش معه هذا الإعتراض ولكنه بنى إعتراضه هذه المره على "المزاج" , هو كده .. يقول: ما ليش دعوه بكل اللي في بواطن الفرقه , هم مسلمين موّحدين وخلاص ..

    هذا هو البحث العلمي الذي يدّعي إبن البحيري إمتلاك أدواته وينسبه للإسلام , يأخذ ما يريد وليس له دعوه بالباقي حق كان أم باطل ..

    تعالوا لنرى سبب تكفير أهل السنه والجماعه وليس إبن تيميه وحده لهذه الفرقه ومن نفس الكتاب ..

    يقول شيخ الإسلام: وَأَمَّا " الدُّرْزِيَّةُ " فَأَتْبَاعُ هشتكين الدُّرْزِيُّ؛ وَكَانَ مِنْ مَوَالِي الْحَاكِمِ أَرْسَلَهُ إلَى أَهْلِ وَادِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى إلَهِيَّةِ الْحَاكِمِ وَيُسَمُّونَهُ " الْبَارِي الْعَلَّامُ " وَيَحْلِفُونَ بِهِ وَهُمْ مِنْ الْإِسْمَاعِيلِيَّة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ نَسَخَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا مِنْ الْغَالِيَةِ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَإِنْكَارِ الْمَعَادِ وَإِنْكَارِ وَاجِبَاتِ الْإِسْلَامِ وَمُحَرَّمَاتِهِ وَهُمْ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَايَتُهُمْ أَنْ يَكُونُوا " فَلَاسِفَةً " عَلَى مَذْهَبِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ أَوْ " مَجُوسًا ". وَقَوْلُهُمْ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمَجُوسِ وَيُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ نِفَاقًا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

    ولكن هذا غير مهم ولا دعوه لإبن البحيري به ولا مسألة ألوهية الحاكم ولا التناسخ والحلول ولا الكفر باليوم الآخر ولا بالأنبياء (4), هم قالوا أنهم مسلمون.. خلاص مسلمون ..

    بينما يؤتى بكتب وفتاوى إبن تيميه ويتم تحريفها عن حقائقها وتزييفها للناس مع وصفها بما أستحي أن أتلفظ به أو أكتبه على هذه القامه العلميه الرفيعه , ولا حق لأحد أن يدافع عنه .. لأنه بالطبع له دعوه بها ..

    يهتم كثيراً بحياة علماء وصلحاء الدروز ولا يلقي بالاً لعقائدهم , إكفروا كما تشاؤون ولكن لا يفتي أحد بقتلكم وبالذات إبن تيميه ..

    ويعترض من أين اتى بإتفاق الفقهاء على تكفير الدروز , صدّقني يا إبن البحيري الفقهاء لم ينزلوا إلى مستواك هذا , فهم من أحرص الناس على دين الله وعدم المداهنه فيه وحَكَمهم هو الكتاب والسنه وليس المزاج و(ماليش دعوه) ولا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا ..

    هذا أسلوب رخيص يعوّل به كثير من الضالّين أمثال إبن البحيري على عدم قراءة المشاهد للكتب وعدم تحرّي صدق ما يقولون , فإذا أردت أن تنقض حقيقة أن هذا مُجمع عليه من المسلمين فأتنا بقول واحد من احد أئمة السنه المعتبرين فيه خلاف ذلك ..


    النص الخامس : الْجَهْرُ بِلَفْظِ النِّيَّةِ لَيْسَ مَشْرُوعًا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَمَنْ ادَّعَى أَنَّ ذَلِكَ دِينُ اللَّهِ وَأَنَّهُ وَاجِبٌ فَإِنَّهُ يَجِبُ تَعْرِيفُهُ الشَّرِيعَةَ وَاسْتِتَابَتُهُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ قُتِلَ ..

    وما زلنا مع التشريع المزاجي لإبن البحيري , فهو يستنكر كيف يفتي شيخ الإسلام إبن تيميه بقتل رجل جهر بالنيه ..

    (هو مزاجه كده يا أخي.. إنتو مالكو ..)

    هذا النص جاء في سياق رد على سؤال طُرح له وهو :

    وسُئل : عَنْ رَجُلٍ إذَا صَلَّى يُشَوِّشُ عَلَى الصُّفُوفِ الَّذِي حَوَالَيْهِ بِالْجَهْرِ بِالنِّيَّةِ وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ مَرَّةً وَلَمْ يَرْجِعْ وَقَالَ لَهُ إنْسَانٌ: هَذَا الَّذِي تَفْعَلُهُ مَا هُوَ مِنْ دِينِ اللَّهِ وَأَنْتَ مُخَالِفٌ فِيهِ السُّنَّةَ. فَقَالَ: هَذَا دِينُ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ وَيَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا وَكَذَلِكَ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهَا خَلْفَ الْإِمَامِ. فَهَلْ هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَوْ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ؟ أَوْ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ؟ أَوْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَإِذَا كَانَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَالْعُلَمَاءُ يَعْمَلُونَ هَذَا فِي الصَّلَاةِ فَمَاذَا يَجِبُ عَلَى مَنْ يَنْسُبُ هَذَا إلَيْهِمْ وَهُوَ يَعْمَلُهُ؟ فَهَلْ يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُعِينَهُ بِكَلِمَةِ وَاحِدَةٍ إذَا عَمِلَ هَذَا وَنَسَبَهُ إلَى أَنَّهُ مِنْ الدِّينِ وَيَقُولُ لِلْمُنْكِرِينَ عَلَيْهِ كُلٌّ يَعْمَلُ فِي دِينِهِ مَا يَشْتَهِي؟ وَإِنْكَارُكُمْ عَلَيَّ جَهْلٌ وَهَلْ هُمْ مُصِيبُونَ فِي ذَلِكَ أَمْ لَا؟ .

    وكما هي عادة إبن البحيري يأخذ بداية الأمر ثم يذهب مباشرة إلى الحكم ويتجاوز ذكر الإستتابه والتوعيه والتعليم والتصحيح , كل هذا الكذب والتدليس ليوصل للناس فكرته المفتراه وهي أن إبن تيمية إرهابي يحضّ على سفك دماء المسلمين , الرجل في النص كذب على الله ورسوله ليكون ممن قال الله تعالى فيهم: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أُولَـٰئِكَ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَ‌بِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿هود: ١٨﴾ وحتى نعرف حقيقة الحكم بالقتل فقد دُعي هذا الرجل ليمتنع عن هذا الفعل الذي يشوش على المصلين لأن هذا الفعل ليس في الكتاب ولا السنه ولم يقل به أحد علماء المسلمين وطبعاً كما هو معروف "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ﴿النور: ٥١﴾ ولكن الرجل تجرّأ وإفترى على الله الكذب ورسوله وزعم أن ما يفعله هو من صميم الدين , فتخيل أيها القارئ الكريم أن نترك هذا الرجل يقول على الله ورسوله ما يشاء ويزعم ما يشاء ويسمع له الناس وبالطبع لن يكون وحده من يفعل ذلك ..
    هذا ما دعا شيخ الإسلام ليفتي بقتل هذا الرجل , ولكن عند إبن البحيري ليس مهماً أن يُنسب للدين ما ليس فيه أو الإعراض عن الكتاب والسنه أو الكذب على الله ورسوله إنما المهم هو حياة هذا الرجل حتى لا يدع إبن تيمية يفتي بقتله ..
    بقيت مسأله قبل الحديث عن مشروع إبن البحيري الفكري , وهي أنه يتساءل من أين عرف العلماء أن فرقة الخوارج هم الذين قصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)..

    والتساؤلات التي يطرحها إبن البحيري سفسطائيه جداً : من أين أتى بأنه محل إجماع ؟ كيف عرف أن الخوارج هم المقصودون بالحديث ؟ وغير ذلك حتى أنني أحس أن الأمر عنده عناد أطفال وليس تقصّياً للحق كما يفعل كل من يريد الحق ..

    طبعاً أحسب والله أعلم أن إبن البحيري لن يصدّق حتى نأتيه بنص فيه لفظ (الخوارج) صراحة وإلا فالأمر غير قابل للتصديق ..
    - مصطلح الخوارج لفظ يحمل أكثر من معنى فقد يكون خروجاً على جماعه أو خليفه أو حاكم وقد قيل أن التابعين إستخدموا هذا المصطلح للتعبير عن كل فرقه إبتدعت في الدين وخرجت عن منهج السلف , ولكننا هنا في مقام نقاش عقدي لفرقه ما , فالخوارج بحسب ما جاء عن العلماء إسم الفرقه التي خرجت على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه داعين إلى فكرهم التكفيري , ولهم أصول معروفه مثل التكفير بالذنوب كما أنهم يكفّرون عثمان وعليّ رضي الله عنهما ..
    في الروايه أدناه دخل علي رضي الله عنه في معارك مع هذه الفرقه حتى إنتصر عليهم ، وهو في كل ذلك أشتبه في أن يكونوا هم الجماعه الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه..
    - جاء في صحيح مسلم من رواية زيد بن وهب أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ، مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَاتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ، «وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ، وَلَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ، عَلَى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ» فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَاللهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ، فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللهِ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: فَنَزَّلَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ مَنْزِلًا، حَتَّى قَالَ: مَرَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ، فَقَالَ: لَهُمْ أَلْقُوا الرِّمَاحَ، وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفُونِهَا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ، فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ، وَسَلُّوا السُّيُوفَ، وَشَجَرَهُمُ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ، قَالَ: وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَمَا أُصِيبَ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا رَجُلَانِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الْتَمِسُوا فِيهِمُ الْمُخْدَجَ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ: أَخِّرُوهُمْ، فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ، فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلِلَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: إِي، وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا، وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ " ..

    فعلي رضي الله عنه بحث عن الرجل الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجده بنفس تلك الأوصاف التي أخبر بها النبي عليه الصلاه والسلام ..

    ثم إن العبره أصلاً ليست في أن الفرقه يتم الحكم عليها بسبب حديث (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد) فحتى حديث النبي عليه الصلاه والسلام فيه سبب وعده بقتلهم قتل عاد وهو مروقهم من الدين مروق السهم من الرميّه ، وإنما هي إبتداءاً بما يفعلونه ويمارسونه على المسلمين , يقول شيخ الإسلام في المنهاج: هُمْ شَرٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ شَرًّا عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ: لَا الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى ; فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ فِي قَتْلِ كُلِّ مُسْلِمٍ لَمْ يُوَافِقُهُمْ، مُسْتَحِلِّينَ لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ وَقَتْلِ أَوْلَادِهِمْ، مُكَفِّرِينَ لَهُمْ، وَكَانُوا مُتَدَيِّنِينَ بِذَلِكَ لِعَظْمِ جَهْلِهِمْ وَبِدْعَتِهِمُ الْمُضِلَّةِ.

    ويقول في مجموع الفتاوى: وَالْخَوَارِجُ هُمْ أَوَّلُ مَنْ كَفَّرَ الْمُسْلِمِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذُّنُوبِ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي بِدْعَتِهِمْ وَيَسْتَحِلُّونَ دَمَهُ وَمَالَهُ. وَهَذِهِ حَالُ أَهْلِ الْبِدَعِ يَبْتَدِعُونَ بِدْعَةً وَيُكَفِّرُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فِيهَا ..

    فسواءً كانوا هم مقصود الحديث أم لا فهذه عقيدتهم وهذه ممارساتهم وشيخ الإسلام يرفض هذا الفكر ويذّمه كما هو واضح فهل هناك مجال للقول بأن شيخ الإسلام يحضّ على سفك دماء المسلمين ..

    المشروع الفكري ..

    المشروع الفكري المزعوم لإبن البحيري هو بإختصار عنوان دين الإسلام , عنوان تتفق عليه الأمه وتكتبه في المستندات وبطاقات الهويه لزوم الإجراءات والمعاملات وغير ذلك , فبحكم أن الإتجاه الذي يتخذه إبن البحيري إتجاه تنويري لمواكبة سكان الأرض بمختلف مللهم فلابد من أن تكون هناك فسحه في دين المسلمين بحيث يكون هناك قبول للآخر (والذي يسميه المتشددون كافر) فالمسلمون يعيشون في حقبة لا تحتمل مثل هذا التشدد أو تحري الحلال بهذه الدقّه وخاصة أن المسلمون أخذو هذا التشدد والتفصيل الدقيق في الشريعه من اليهود بحسب ما قال (5) ..

    كل شيء إختياري بحسب المزاج فيمكن لأي أحد بحكم الحريه المكفوله له أن يقوم بأي ممارسه في أي مكان ولو خالفت الشريعه بزياده أو نقصان , بل ويفسّر النصوص ليس بينه وبينها ترجمان ويطبّقها بحسب ما يظهر له , وذلك كله حتى يستطيع الناس أن يضربوا عصفورين بحجر: ينعموا بهويتهم كمسلمين ولا يُحرموا من شهوات الدنيا وملذاتها ..

    الشيء الوحيد الذي يقف في وجه هذا المشروع هو الإرهاب وأشكاله عديده أبرزها محاربة البدع والفساد والعقائد الكفريه .. عفواً .. -الأخرى- والممارسات الشركيه فلا بد من فسحه في الدين , الكل يدعو لما يشاء والمجتمع حر فيما يقرر ويريد , وحتى يتم تجفيف منابع الإرهاب وإستئصاله لا بد أولاً من وقف طباعة كتب إبن تيميه ووقف نشر تعاليمه التي تدعو لسفك الدماء والعنف وغير ذلك ..
    هذه فكره بسيطه حول مشروع إبن البحيري بحسب قراءتي لهذا الرجل وتنظيره , والذي وجدته في الحقيقه أن تجفيف منابع الإرهاب الذي يدعو إليه يستلزم أكثر من وقف طباعة او نشر كتب إبن تيميه ..

    إنه يستلزم وقف طباعة ونشر المصحف الشريف كتاب الله عزّ وجل ..

    فكيف تُفعّل أجندة هذا المشروع والمسلمون يقرأون: وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرً‌ا ﴿النساء: ٨٩﴾

    وكيف تُفعّل أجندة هذا المشروع والمسلمون يقرأون: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ﴿المائدة: ٣٣﴾

    وكيف تُفعّل أجندة هذا المشروع والمسلمون يقرأون: فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ‌ الْحُرُ‌مُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِ‌كِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُ‌وهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْ‌صَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿التوبة: ٥﴾

    وكيف تُفعّل أجندة هذا المشروع والمسلمون يقرأون: إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَ‌ىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَ‌اةِ وَالْإِنجِيلِ ﴿التوبة: ١١١﴾

    وكيف تُفعّل أجندة هذا المشروع والمسلمون يقرأون: وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّ‌بَاطِ الْخَيْلِ تُرْ‌هِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِ‌ينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ﴿الأنفال: ٦٠﴾


    نسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ أبناء مصر خاصة والمسلمين عامة من هذه السموم وأن يقينا فتن الدنيا ما ظهر منها وما بطن إنه سميع مجيب ..
    والحمد لله رب العالمين ..
    من منتدى حراس العقيده
    _____________________________________
    1- من موقع الدكتور سفر الحوالي - درس تنزيل الحكم على المعين - منقول بتصرف
    2- الأستاذ سلطان العميري - مقال إبن تيميه ودماء المبتدعه من المسلمين
    3- الموسوعه الفقهيه الميسره - للشيخ حسين العوايشه
    4- الرئاسه العامه للبحوث العلميه والإفتاء-الفتاوى الدائمه- فتوى رقم 1800
    5- مقال: التشدد في الفقه الإسلامي والتأثير اليهودي - اليوم السابع
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٨١

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك على الموضوع
    وأرجو منك ألا تنقل مرة أخرى كلام هذا الماسوني الذي اشترى ورقة تسمى دكتورة من معهد بريطانيا لتخريج المستشرقين ومحاربة الاسلام من الداخل
    لم أجد أية طريقة لأفهم الأعضاء أن الاعراض عن اللغو هو أهم وسائل مكافحة الحرب الاعلامية للكفار بل ان الله عز وجل جعل صفة الاعراض عن اللغو هي الصفة الثانية لعباد الرحمن والصفة الثانية للمؤمنين
    ان نقل كلام مثل هذا الكلب سيؤدي الى سماع أشخاص جدد به وآخرون يبدؤون بالبحث عنه بسبب الفضول والاستغراب والنتيجة هي زيادة عدد المشاهدين له وعدد الذين يردون عليه
    وبالتالي يكتسب شهرة كبيرة ويصبح نجما
    لذلك علميا فان أفضل طريقة لمكافحة الكلب هي تركه ينبح وحده لأنه ان وجد جمهورا يستمع له و يرد عليه فلن يزيد الا نباحا
    أما المسلمين فاني انصحهم بحذف جميع القنوات التي تحارب الاسلام الرافضية والنصرانية والتي تبث مثل هاته البرامج الالحادية و القنوات الجنسية
    وادخال النت للمنزل بعد ان صار سعره بسيطا وتعطيل المواقع الجنسية والتكفيرية والالحادية حتى تصبح أسرنا في مأمن مثلما فعلت أنا ...
    أتمنى أن تلبي طلبي ودمت سالما

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحسب هذا الرجل نكرة و بهذا يصح كلامك يا دكتور . لكن ماذا لو اشتهر أحد الرويبضات و صار من الخطر تركه دون بيان ضلاله ؟

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم أسود مشاهدة المشاركة
    أحسب هذا الرجل نكرة و بهذا يصح كلامك يا دكتور . لكن ماذا لو اشتهر أحد الرويبضات و صار من الخطر تركه دون بيان ضلاله ؟
    أحسنت يا صديقي مسلم أسود.
    الأصل هو الاعراض عن اللغو لأن الاعراض عن اللغو عبادة وطاعة لله عز وجل وهذا ما يفسر صمت العلماء الراسخين في العلم عن الرد والخوض في بعض المسائل لكن العامة الذين لا يعلمون السياسة الشرعية لا يعرفون غالبا الحكمة من صمت العلماء.
    اذا بدأ الناس يشتكون ويرسلون الأسئلة الى الفقهاء والى مواقع الفتوى فثم نعلم أن الملحد الفاجر نجح بطريقة ما في لبس الامور على الناس وهنا يصبح واجب العلماء الرد ولكن مادام الناس يجهلونه ويتجاهلون هرائه ونأتي نحن بغباء شديد فنعرف به من لا يعرفه ونملأ النت بالرد على قيحه وظراطه فنكون بذلك قد جعلناه نجما وهو غاية ما يود تحقيقه وهو النجاح الاعلامي
    علينا أن نكون كيسين وفطنين فان المؤمن ليس خبا ولا مغفلا.
    ودمت سالما

  5. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    أسعدني مروركما أساتذتي الكرام ..
    ونصيحتك أستاذنا محل إحترام وتقدير ..
    ولكنني أرى أن الأمر ليس مجرد كلب يعوي للا شيء ..
    فهذا الكلب(وأتفق معك في تسميته) لديه منصب يخدع به الناس في الظاهر ولديه برنامج تلفزيوني ذهب فيه لمدى بعيد ولديه متابعين ونسب مشاهده ..
    وفوق كل ذلك وأخطر لديه أرض خصبه لبث سمومه وأراجيفه بين الناس ..
    وما كان الرد عليه إلا لكشف القناع والهاله التي تحيط به ..

    والله أعلم ..
    وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْ‌جَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿البقرة: ٢٨١

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم أسود مشاهدة المشاركة
    أحسب هذا الرجل نكرة و بهذا يصح كلامك يا دكتور . لكن ماذا لو اشتهر أحد الرويبضات و صار من الخطر تركه دون بيان ضلاله ؟
    هنا يرد عليه بما يندفع ضرره
    ثم هذا النكرة شاهدت احد الفيديوهات المنشورة له على اليوتيوب مع الاخ الشيخ ابو فهر السلفي و هو يدعو الى عدم تكفير النصارى و احسن الشيخ في رد شبهته و افحمه كما ايضا قال في نفس الفيديو ان الحلول و الاتحاد ليس عقيدة؟؟؟؟
    اما الاخ الدكتور حسام ابو البخاري فقد بين تدليس هذا النكرة و اذله و بين جهله على الهواء و المقاطع على اليتيوب
    هذا الفيديو

    و صراحة ابدع الشيخ في فضح هذا المدلس النكرة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كالعادة ( ابن تيمية يقول كذا وكذا ) دون ذكر أدلته ودون تحري الصدق فيما ينقل عنه ودون ذكر مواقف بقية العلماء من الطوائف الأخرى تجاه هذه المسألة

    لنأخذ على سبيل المثال مسألة تكفير الدروز

    قال البالسي وهو رجل أشعري كما في مقدمة كتاب مصرع التصوف :" وهذا موجود في كلام ابن عربي، وغيره. ينكرون على المشركين تخصيصهم عبادة بعض، والعارف عندهم يعبد كل شيء -ثم قال: ومن المعتقدين الحلول الخاص طائفة من أتباع العبيدية الباطنية الذين ادعوا أنهم علويون- ثم قال: وقد اعتقدت طائفة منهم الإلهية في الحاكم كالدريزية أتباع شهنكير1 الدرزي الذي كان من موالي الحاكم، وأضل أقواما بالشام في وادي تيم الله بن ثعلبة"

    وقال إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والتشيع عقائد وتاريخ :" الدروز
    ومن الفرق التي تفرعت وخرجت من الإسماعيلية ومنها أخذت أفكارها وعقائدها طائفة الدروز. وكانت نشأتها أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي تولى ملك مصر بعد وفاة أبيه سنة 386هـ وكان عمره آنذاك أحد عشر عاماً، واستقل به سنة 390هـ بعد قتل أحد الأوصياء عليه (1).
    فاستغل صغر عمره وطموحه وشذوذه في المأكل والمشرب والسكن والقيام والهالة المقدسة التي كانت تحيطه بعض دعاة الإسماعيلية الملاحدة مرسلوا الفرس والمجوس، فأحاطوا به، وزيّنوا له فكرة ألوهيته وربوبيته. وكان من أبرزهم حمزة بن علي أحمد الزوزني، ومحمد بن إسماعيل الدرزي، والحسن بن حيدرة الفرغاني، وغيرهم المشهور بالأخرم أو الأجدع (2).
    فذهبوا شأواً بعيداً في الإنحراف والإنحلال.

    ويقول المؤرخون: إن بداية الدعوة إلى ألوهية الحاكم كانت سنة 408هـ (3).

    ومن أهم عقائدهم، ألوهية الحاكم كما ورد في مصحف الدروز ميثاق للدرزيين أن يقولوا:

    " آمنت بالله، ربي الحاكم، العلي الأعلى،
    رب المشرقين، ورب المغربين، وإله الأصلين والفرعين، منشئ الناطق والأساس، مظهر الصورة الكاملة بنوره، الذي على العرش استوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، وآمنت به، وهو رب الرجعى، وله الأولى والآخرة، وهو الظاهر والباطن.
    وآمنت بأولى العزم من الرسل، ذوي مشارق التجلي المبارك حولها وبحاملي العرش الثمانية، وبجميع الحدود، وأؤمن عاملاً قائماً بكل أمر ومنع ينزل من لدن مولانا الحاكم، وقد سلمت نفسي وذاتي وذواتي، ظاهراً وباطناً، علماً وعملاً، وأن أجاهد في سبيل مولانا سراً وجهراً بنفسي ومالي وولدي وما ملكت يميني، قولاً وعملاً، وأشهدت على هذا الإقرار جميع ما خلق بمشارقي ومات بمغاربي.
    وقد التزمت وأوجبت على هذا نفسي وروحي بصحة من عقلي وعقيدتي، وإني أقّر بهذا غير مكره أو منافق، وإنني أشهد مولاي الحق الحاكم، من هو في السماء إله وفي الأرض إله، وأشهد مولاي هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين المرتدين، حمزة بن علي بن أحمد، من به أشرقت الشمس الأزلية، ونطقت فيه وله سحب الفضل: أنني قد برئت وخرجت من جميع الأديان والمذاهب والمقالات والإعتقادات قديمها وحديثها، وآمنت بما أمر به مولانا الحاكم الذي لا أشرك في عبادته أحداً في جميع أدواري " (1).
    ومن عقائدهم: التناسخ والحلول:
    كلما مات إنسان إنتقلت روحه لمولود جديد (2).

    كما أن من أهم عقائدهم الغيبة والرجعة، ويقولون بأن الحاكم بأمر الله غاب عن الأبصار، وسيرجع في آخر الزمان وسيحل عند الركن اليماني من الكعبة.
    وغيره من العقائد المشتركة بينهم وبين الشيعة"

    فأي توحيد هذا ؟

    وقد نقل ابن تيمية الإجماع على كفرهم ولم يعارضه أحد من علماء عصره على كثرة الخلافات بينهم

    وقال ابن عابدين كما في الدر المختار من كتب الحنفية :" وَشَمَلَ ذَلِكَ الدُّرُوزَ وَالنُّصَيْرِيَّةَ وَالتَّيَامِنَةَ، فَلَا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ كِتَابٌ سَمَاوِيٌّ وَأَفَادَ بِحُرْمَةِ النِّكَاحِ حُرْمَةَ الْوَطْءِ بِمِلْكِ الْيَمِينِ كَمَا يَأْتِي، وَالْمُرَادُ الْحُرْمَةُ عَلَى الْمُسْلِمِ لِمَا فِي الْخَانِيَّةِ: وَتَحِلُّ الْمَجُوسِيَّةُ وَالْوَثَنِيَّةُ لِكُلِّ كَافِرٍ إلَّا الْمُرْتَدَّ"

    وقال ابن عابدين أيضاً :" مَطْلَبٌ حُكْمُ الدُّرُوزِ وَالتَّيَامِنَةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّة [تَنْبِيهٌ] يُعْلَمُ مِمَّا هُنَا حُكْمُ الدُّرُوزِ وَالتَّيَامِنَةِ فَإِنَّهُمْ فِي الْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ وَالصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ مَعَ أَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ تَنَاسُخَ الْأَرْوَاحِ وَحِلَّ الْخَمْرِ وَالزِّنَا وَأَنَّ الْأُلُوهِيَّةَ تَظْهَرُ فِي شَخْصٍ بَعْدَ شَخْصٍ وَيَجْحَدُونَ الْحَشْرَ وَالصَّوْمَ وَالصَّلَاةَ وَالْحَجَّ، وَيَقُولُونَ الْمُسَمَّى بِهِ غَيْرُ الْمَعْنَى الْمُرَادِ وَيَتَكَلَّمُونَ فِي جَنَابِ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ فَظِيعَةً. وَلِلْعَلَّامَةِ الْمُحَقِّقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِمَادِيِّ فِيهِمْ فَتْوَى مُطَوَّلَةٌ، وَذَكَرَ فِيهَا أَنَّهُمْ يَنْتَحِلُونَ عَقَائِدَ النُّصَيْرِيَّةِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّة الَّذِينَ يُلَقَّبُونَ بِالْقَرَامِطَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ صَاحِبُ الْمَوَاقِفِ. وَنَقَلَ عَنْ عُلَمَاءِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ إقْرَارُهُمْ فِي دِيَارِ الْإِسْلَامِ بِجِزْيَةٍ وَلَا غَيْرِهَا، وَلَا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ وَلَا ذَبَائِحُهُمْ، وَفِيهِمْ فَتْوَى فِي الْخَيْرِيَّةِ أَيْضًا فَرَاجِعْهَا"

    فهذا ينقل اتفاق المذاهب الأربعة

    قال الحصني الشافعي في كفاية الأخيار :" وَاعْلَم أَن الزَّنَادِقَة كالمجوس وَكَذَا الدروز لَا تحل ذَبَائِحهم والقريشة المصنوعة من ذَبَائِحهم لَا تحل وَالله أعلم"

    وقال الحجاوي الحنبلي في الإقناع :" ولا ذكاة مرتد وإن كانت ردته إلى دين أهل الكتاب ولا مجوسي ولا وثني ولا زنديق وكذا الدروز والتيامنة والنصيرية بالشام ويؤكل من طعامهم غير اللحم "

    وقال البهوتي في شرح منتهى الإرادات :" (حَتَّى تُسْلِمَ) الْكَافِرَةُ فَتَحِلَّ بَعْدَ إسْلَامِهَا لِلْمُسْلِمِ لِزَوَالِ الْمَانِعِ، وَعُلِمَ مِنْهُ عَدَمُ حِلِّ الْمَجُوسِيَّةِ وَنَحْوِهَا لِمُسْلِمٍ وَلَوْ اخْتَارَتْ دِينَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَكَذَا لَوْ تَوَلَّدَتْ بَيْنَ كِتَابِيٍّ وَمَجُوسِيَّةٍ تَغْلِيبًا لِلْحَظْرِ وَكَذَا الدُّرُوزُ وَنَحْوُهُمْ لَا تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ وَلَا ذَبَائِحُهُمْ"

    وأختم بفتيا عطية صقر من كتاب فتاوى دار الافتاء المصرية

    جاء في الفتاوى :" السؤال
    من هم الدروز وهل هم مسلمون؟

    الجواب
    هم أتباع أبى محمد الدرزى - بفتح الدال المشددة - وكانوا أولا من الإسماعيلية ثم خرجوا عليهم، ويسكنون سوريا ولبنان.
    تقوم عقيدتهم على تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمى وبرجعته، ويتخذون سنة 408 هجريه مبدأ لتاريخهم الذى أعلن فيه الدعاة الوهية الحاكم، وهم يعتبرون فى الرسميات مسلمين، وإن كانت مبادئهم الدينية سرية لا يصرحون بها، فنشأت شائعات عن عقائدهم وعباداتهم، حتى كانت حملة الجيش السورى على جبل الدروز فى أواخر عهد "الشيشكلى" فعثر على بعض مخطوطاتهم التى شرحت مذهبهم، وألف بعض مؤرخى العصر الحديث كتابا عليهم.
    يقولون بالتقية أى التظاهر بموافقة الآخرين، ويقولون أيضا بالتناسخ وهم ثلاث درجات: الأولى: العقل أو العقال -بتشديد القاف المفتوحة - وهم رجال الدين ذوو النفوذ الكبير، والثانية: الأجاويد المطلعون على تعاليم الدين والملتزمون بها، والثالثة: العامة أو الجهال.
    وليس لهم مساجد بل خلوات خاصة لا يدرى ما يجرى فيها،ولا يصومون إلا ما يقال عن الشيوخ العقَّل من صيام أيام غير رمضان، ولا يحجون إلى الكعبة، بل إلى خلوة البياضية فى بلدة "حاصبية" التابعة لبيروت، ويقال إنهم لا يقرون تعدد الزوجات ولا الرجعة فى الطلاق، ولا يورثون البنات.
    هذا بعض ما تسرب من المعلومات عنهم فى الكتب والأخبار، ونظرا للسرية التامة ولتشددهم فى مبدأ التقية فإن حقيقة مذهبهم لا يعرف منها إلا القليل، لكن كتب عنهم، عصام الجيتاوى كلاما تفصيليا نشرته مجلة " المجتمع " التى صدرت بالكويت بتاريخ 25/ 4 /1978 م، فيرجع إليه.
    وقد صدرت عن دار الإفتاء المصرية فتوى فى15 من ديسمبر سنة 1934 م مأخوذة عن ابن عابدين (رد المختار - الجزء الثالث - باب المرتد) نصها:
    تنبيه، يعلم مما هنا حكم الدروز والنيامنة فإنهم فى البلاد الشامية يظهرون الإسلام والصوم والصلاة مع أنهم يعتقدون تناسخ الأرواح، وحل الخمر والزنا، وأن الألوهية تظهر فى شخص بعد شخص، ويجحدون الحشر والصوم والصلاة والحج، ويقولون: المسمى بها غير المعنى المراد، ويتكلمون فى جناب نبينا صلى الله عليه وسلم كلمات فظيعة، وللعلامة المحقق عبد الرحمن العمادى فيهم فتوى مطولة، وذكر فيهم أنهم ينتحلون عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقَّبون بالقرامطة والباطنية الذين ذكرهم صاحب المواقف، ونقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم فى ديار الإسلام بجزية ولا غيرها، ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم - انتهى.
    وقال ابن عابدين أيضا فى رد المحتار فى فصل المحرمات عند قول المصنف:
    وحرم نكاح الوثنية بالإجماع ما نصه: قلت: وشمل ذلك الدروز والنصيرية والنيامنة فلا تحل مناكحتهم ولا تؤكل ذبيحتهم، لأنهم ليس لهم كتاب سماوى. انتهى (الفتاوى الإسلامية - المجلد الأول صفحة 202)"

    فعار على من ينكر عالم جليل مجدد مبهر كابن تيمية أمراً أجمعت عليه الأمة لأنه جاهل أحمق بالمقالات وبالإنصاف

    وليعلم أن الزيدية والرافضة والإباضية يعتقدون كفر الدروز أيضاً

  8. افتراضي

    الشيخ الزغبي له في المستقبل القريب برنامج علي قناة صفا
    سيرد فيه علي هذا الخبيث.
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء