ومن نقلت كلامهم من الإمامية كلامهم عام وتوجيهي سليم
وأما اعتقاد إسلامهم فهذا شأنك أنت مصاب بما هو أعظم
غير أن متقدميهم عامتهم لا ينسب المؤمنين للزنا ولكن المتأخرين على خلاف هذا وهذا يفسر لك غضبتهم على الحيدري حين أحيا المذهب القديم
ونحن نعيش مع الرافضة ولي أقرباء منهم لا يوجد رافضي اليوم إلا ما ندر لا يعتقد الفاحشة في أم المؤمنين
والذي أعرفه أن أئمتك من الزيدية يعتقدون كفرهم لاعتبارات عدة
استدلت الهادوية على تكفير الرافضة بحديث أن رسول الله قال لعلي بن أبي طالب: «يا علي إنه سيخرج قوم في آخر الزمان لهم نبز يعرفون به، يقال لهم: الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم، فإنهم مشركون، فهم لعمري شر الخلق والخليقة» رواه الهادي في كتابه "الأحكام" في كتاب (الطلاق) (1/366) مُسلسل بأجداده إلى علي وهو في "مجموع رسائله" ص(62) والحديث المذكور لا تقوم به حجة لضعفه، فقد ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" وفي "العلل المتناهية" والشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" والسيوطي في "اللآلي" وابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة والموضوعة" وقد قال شيخ الإسلام: «لا يصح في ذكر الرافضة حديث» وللعلامة ابن الوزير كلام قيم في "إيثار الحق" ص(421ـ 422) قال: «ومنها أحاديث كفر الروافض، وقد رويت من طرق كثيرة على غرابتها، وخلو دواوين الإسلام الستة منها» فتضعيف الحديث مُجمع عليه, وجمهور المحدثين جعلوه من قسم الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وفي "مجموع رسائل الهادي" ص(62) أن زيد بن علي رفع يديه فقال: «اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ حتى حاربوه» فزيد بن علي قال: «كما رفض أهل حروراء علي بن أبي طالب » ولهذا صرح غير واحد من العلماء: أن تسمية الرافضة بهذا الاسم إنما عرف من إطلاق زيد بن علي عليها.
قال القاسم بن إبراهيم جد الهادي : ويقال للروافض: أخبرونا عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركون، أو كفار، أو مسلمون؟ فإن زعموا أنهم مسلمون يقال: فقد أجمع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم وعلماؤهم بأنكم على غير طريقة الإسلام» اهـ نقلا من رسالة "من هم الرافضة" ص(12_13).
وقال الهادي في كتابه "الأحكام" (1/365): «وقول هؤلاء الإمامية الذين عطلوا الجهاد، وأظهروا المنكر في البلاد والعباد، وآمنوا الظالمين من التغيير عليهم, ومكنوهم من الحكم فيهم، وصاروا خولاً، وجعلوا أموال الله بينهم دولاً، وكفروا من جاهدهم، وعلى ارتكاب المنكر ناصبهم، وقول هذا الحزب الضال مما لا يلتفت إليه من المقال، لما هم عليه من الكفر والإيغال، والقول بالكذب والفسوق والمحال، فهم على الله ورسوله في كل أمرٍ كاذبون، ولهما في كل أفعالهم مخالفون، قد جاهروهما بالعصيان، وتمردوا علـيهما بالبغي والطغيان، وأظهروا المنكر والفجور، وأباحوا علانية الفواحش والشرور»
وقال أيضا في نفس المصدر: «ولا أعلم أحداً خالف ما روى وقيل به من ذلك غير هذا الحزب، حزب الشيطان الخاسر، الهالك عند الله، الجائر، المحل للشهوات، المتبع اللذات، المبيح للحرمات، الأمر بالفاحشات، الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل، القائل على الله بالمحال، المتمكنة في الضلال، المنكر للتوحيد، المشبه لله المجيد بالضعيف من العبيد، المبطل في ذلك لعدة الزوجات، الدافع لما أثبت الله من الأسباب والوراثات، المخالف لكتاب الله عز وجل في كل الحالات، الذي عاند الحق واتبع المنكر والفسق، حزب الإمامية، الرافضة للحق والمحقين».
وقال عبد الله بن حمزة في كتابه "العقد الثمين" (1/180) وهو يتحدث عن الإمامية: «وأما ما ذهبوا إليه من الرجعة فمما لا دليل عليه، ولا يجوز لمسلم اعتقاده، ولا يجدون عليه دليلاً يوصل إلى العلم, وأما الدليل على بطلانه، فلأن المعلوم من دين النبي أن من مات فميعاده يوم البعث، ولا حياة قبله إلا ما وردت به الآثار في عذاب القبر، فحكم ذلك حكم الآخرة، فإذاً المعلوم ضرورة من دين النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ما ذهب إليه القوم في هذه المسألة، فتلحق هذه المسألة بالكفريات، ويبعد أن يكون خلافاً بين أهل الإسلام».
وقال الشوكاني كما في الفتح الرباني :" القول بتكفير من يطعن في جميع الصحابة لا محيد عنه، بل هو من لمات إذ إنه يؤدي إلى إبطال الشريعة، ومحال أن تركن النفوس وتطمئن إلى شريعة نقلها ضلال: كفرة أو فسقة! ومن هنا جزم العلماء بتكفير الكميلية الرافضة لتضليلهم جميع الصحابة وتكفيرهم"
وقال عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق ص24 :" هَؤُلَاءِ البترية والسليمانية من الزيدية كلهم يكفرون الجارودية من الزيدية لاقرار الجارودية على تَكْفِير أبي بكر وَعمر والجارودية يكفرون السليمانية والبترية لتركهما تَكْفِير أبي بكر وَعمر وَحكى شَيخنَا أَبُو الْحسن الاشعري فِي مقَالَته عَن قوم من الزيدية يُقَال لَهُم اليعقوبية اتِّبَاع رجل اسْمه يَعْقُوب أَنهم كَانُوا يتولون ابا بكر وَعمر وَلَكنهُمْ لَا يتبرءون مِمَّن تَبرأ مِنْهُمَ"
ولعلك تجنح لأبحاث ابن الوزير وإن كان فيها إطلاقات تناقش غير أن مذهب العترة هذا هو !
Bookmarks