البشارة 14
"
وحيٌ من جهة بلاد العرب ، في الوعر من بلاد العرب تبيتين ، ياقوافل الدّدانيّين هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان أرض تيماء ، وأوفوا الهارب بخبزه فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول
ومن أمام القوس المشدودة ، ومن أمام شدة الحرب فإنه هكذا قال لي السيد: في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار" أشعياء\21\13-15
النص (وحي من جهة بلاد العرب) لا يحتاج إلى توضيح وقد يقال إن النص لا يعني قدوم الوحي من جهة بلاد العرب لكن حين قراءة نصوص توراتية مشابهة ، سنجد مفارقة غريبة ..
أولا .. أن النسخة الإنكليزية لنص (وحي من جهة بلاد العرب) هي ..
The burden upon Arabia
فكلمة (وحي) هي burden ...
وكلمة (من جهة) هي upon ...
و Arabia هي بلاد العرب ..
ثانيا ..لو قرأنا نصوص مشابهة عن جهة قدوم الوحي سنرى الآتي ..
"
وحي من جهة موآب: إنه في ليلة خربت عار موآب وهلكت..." أشعيا\15\1
وترجمته .. The burden of Moab
والنص "
وحي من جهة دمشق: هوذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم" أشعيا\17\1
وترجمته .. The burden of Damascus
والنص "
وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم من مصر..." أشعيا\19\1
وترجمته .. The burden of Egypt
والنص "
وحي من جهة بريّة البحر: كزوابع في الجنوب ....." أشعيا\21\1
وترجمته .. The burden of the desert of the sea
وكما نلاحظ .. أن كلمة (upon) التي تعني (من جهة) غير موجودة في النصوص الإنكليزية .. !!
إلا في النص الذي يتنبأ بوجود وحي عربي ... فهل هذه صدفة ؟!
ثالثا .. كل النصوص الإنجليزية تشير إلى وحي قادم من مكان جغرافي
فمثلا .. وحي من دمشق
وحي من مصر
وحي من البحر..
وليس هناك في النصوص الإنجليزية .. كلمة (upon)...فهل هذه صدفة أخرى ؟!
رابعا ..لزيادة التمويه على العرب تم إضافة كلمة (من جهة).. إلى النصوص العربية فقط ...!!
خامسا .. سيكون النبي الجديد - حسب البشارة - قادما من قوافل الدّدانيّين ، فمن هم؟
يقول قاموس أهل الكتاب..
(
كان الددانيون شعبا تجاريا لهم مكانة مرموقة في تجارة العالم القديم وكانوا من بلاد العرب وكانت طرق القوافل من الجنوب ومن وسط الجزيرة العربية تمر ببلادهم ولا يزال الاسم باقيا في ديدان وهي مكان يقع إلى الجنوب الغربي من "تيماء" وكانت دَدان التي تقع بقرب تيماء مركزاً للتجارة في الجزيرة العربية)
ونحن نعلم جيدا أن مركز التجارة في شبه الجزيرة العربية آنذاك كان في مكة المكرمة فالقوافل التجارية تمر ببلادها.. وهي في بلاد العرب ... ! أي أن مدينة (ددان) .. هي مكة المكرمة ... !!!
سادسا ..يقول الكتاب أن بلاد (ددان) تقع في الجنوب الغربي من تيماء.. والوحي العربي - حسب البشارة - سيأتي من أرض تيماء فما هي تيماء؟
يقول قاموس أهل الكتاب ..
أن تيماء .. (
قبيلة اسماعيلية تسلسلت من تيما ، كانت تقطن بلاد العرب وكانت القوافل معروفة جيداً في هذه البقعة وتيماء في بلاد العرب في منتصف الطريق بين دمشق ومكة وعلى مسافة متساوية من بابل إلى مصر) ...
الأمر الآخر .. هذه البشارة التي نتحدث عنها .. مكتوبة هكذا باللغة العبرية
מַשָּׂא, בַּעְרָב: בַּיַּעַר בַּעְרַב תָּלִינוּ, אֹרְחוֹת דְּדָנִים
وهذا هو النص في مخطوطة حلب ..أو ما تسمى .. Aleppo Codex
فالكلمة الأولى من النـص (מַשָּׂא) هـي (مسّــا) بمعنى وحي
أما الثانيــــة (בַּעְרָב)
فتقســم إلى قسمــين
الأول (בַּ) وهو حرف الباء
والثاني (עְרָב) وهي (عرب) ...
كما في أصل المخطوطة أعلاه ...
فالبشـــارة هي (وحي ببــلاد العــــرب) وليس هناك في أصل المخطوطة.. كلمة (من جهة) التي أضيفت وحشرت حشرا ... !!
الآن...لو عدنا لقراءة نفس البشارة سنجد أن الوحي العربي قادم من منطقة الوعر...!
ومعنى الوعر في قاموس أهل الكتاب (
موضع الأشجار الكثيفة ، وقديما كانت الوعورة كثيرة في أرض كنعان فقد اكتست هضابها بأشجار السرو والسنديان والبلوط والصنوبر والدردار ....وغمرت بطاحها المراعي الخضراء) !!!!!
ولا ندري ماهو الرابط العلمي والمنطقي بين الوعورة والمراعي الخضراء!
والدليل على أنه حتى هذا الشرح ..يتناقض مع نص توراتي آخر
(
بل يكون لك الجبل لأنه وعر
فتقطعه وتكون لك مخارجه فتطرد الكنعانيين لأن لهم مركبات حديد لأنهم اشداء) يشوع\17\18.
ولا يخفى على أحد أن بلاد الحجاز تمتلئ بالجبال الوعرة ، خصوصا مكة المكرمة والمدينة المنورة ، مع التنبيه إلى أن نزول الوحي على محمد (صلى الله عليه وسلم) كان في جبل ثور ...!!!
فلاحظ كيف أن النص التوراتي..وصف بدقة حتى مكان خروج الوحي على محمد (صلى اله عليه وسلم)..!!
مازلنا في نفس البشارة ..التي علينا أن نقرأها مرة أخرى ...
(
وحيٌ من جهة بلاد العرب ، في الوعر من بلاد العرب تبيتين ، ياقوافل الدّدانيّين ، هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان أرض تيماء وأوفوا الهارب بخبزه ، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول...، فأنه هكذا قال لي السيد: في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار) أشعياء\21\13-15
(وحي ببلاد العرب) أي وحيا إلهيا قادما إلى بلاد العرب...!
(في الوعر) كلمة تدل على الصلابة والمشقة وبلاد الحجاز تتصف بذلك والوعر مرادف للجبل في نص توراتي آخر وبذلك تصدق النبوءة على نزول الوحي السماوي على محمد (صلى الله عليه وسلم) في جبل ثور....!
(من بلاد العرب تبيتين ياقوافل الدّدانيين) إشارة إلى القوافل التجارية التي كانت تمر بمركز الجزيرة العربية
فكلمة دّدان إشارة إلى مكة المكرمة التي تقع في الجنوب الغربي من تيماء (المدينة المنورة)...!
(هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان أرض تيماء وأوفوا الهارب بخبزه) تيماء هنا إشارة إلى المدينة المنورة وإشارة إلى أهل يثرب الذين استقبلوا المهاجر بدينه وهو محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو الهارب بخبزه ولهذا السبب كان اليهود يستوطنون يثرب قبل مجيء الإسلام ، منتظرين النبي المرتقب..!!
(فإنهم من أمام السيوف قد هربوا..) إشارة إلى هجرة المسلمين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة هربا من تعذيب قريش لهم ، والتنكيل بهم ، ونهب أموالهم وممتلكاتهم...!!
(سنة كسنة الأجير) الأجير هو موسى بعمله بالأجر عند شعيب (عليهما السلام) وسنوات أجرته كانت عشرا (كما في القرآن) والنبي الجديد سيعيش في تيماء (المدينة المنورة) عشر سنوات ..! ولقد عاش محمد (صلى الله عليه وسلم) فيها عشر سنوات كما في السيرة النبوية وبذلك تنطبق عليه النبوءة بشكل كامل..!!
Bookmarks