النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ

  1. افتراضي يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله تعالى - : (( قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) الِاسْتِعَانَةُ بِالصَّبْرِ عَلَى أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا إِشْكَالَ فِيهَا، وَأَمَّا نَتِيجَةُ الِاسْتِعَانَةِ بِالصَّلَاةِ، فَقَدْ أَشَارَ لَهَا تَعَالَى فِي آيَاتٍ مِنْ كِتَابِهِ، فَذَكَرَ أَنَّ مِنْ نَتَائِجِ الِاسْتِعَانَةِ بِهَا النَّهْيَ عَمَّا لَا يَلِيقُ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) ، وَأَنَّهَا تَجْلِبُ الرِّزْقَ وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) ، وَلِذَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ بَادَرَ إِلَى الصَّلَاةِ.
    وَإِيضَاحُ ذَلِكَ: أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ يُنَاجِيهِ، وَيَتْلُو كِتَابَهُ هَانَ عَلَيْهِ كُلُّ مَا فِي الدُّنْيَا رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ وَرَهْبَةً مِنْهُ، فَيَتَبَاعَدُ عَنْ كُلِّ مَا لَا يُرْضِي اللَّهَ فَيَرْزُقُهُ اللَّهُ وَيَهْدِيهِ. )) ا.ه أضواء البيان


    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( والصّلاةُ نُورٌ , والصّبرُ ضِياءٌ )) (رواه مسلم)

    قال ابن دقيق العيد – رحمه الله تعالى - : (( والصّلاةُ نورٌ : معناه أنّها تَمنعُ من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر , وتهدي إلى الصّواب , كما أن النّور يستضاءُ بهِ . وقيل : معناه أن يكون آخرها نورا لصاحبها يوم القيامة , وقيل : إنها تكون نوراً ظاهراً على وجهِهِ يومَ القيامة , ويكون في الدّنيا على وجهِهِ البهاء , بخلافِ من لم يُصلِّ , والله أعلم )) ا.ه ( شرح الأربعين )

    قال الدكتور عمر المقبل : ((ومن تأمّل عموم الأوامر والنّواهي في الشّريعة , وجد أنّه لا يحرّكها شيء كالصّبر , وما يَرْجُوهُ الصّابرُ بعد ذلك من حسن العاقبةِ في الدّنيا والآخرة ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
    وإلا فما الذي يحمل المجاهد على فراق بلده , وتعرّضه لبارِقة السُّيوف , وقصف الطائرات ؟
    وما الذي يجعل الجّيوش الجرارة تسير من بلد إلى بلد , وترابط في الثغور الأيام والشّهور ؟!
    وما الذي يجعل المؤمن في اللّيلة الشّاتية يتوضأ بالماء البارد ؟
    وما الذي يجعله يتلقى مصائب النّقص في المال والولد ؟
    وما الذي يدفعه لترك شهوة محرمة قدرعليها , وتمكن منها ؟
    إنّه الصّبر ! وصدق عليّ – رضي الله عنه – حين قال : ( فالصّبر من الإيمان كالرّأس من الجسد ) فما ظنك برأس يُفصَلُ عن جسده !
    يقول ميمون بن مهران : ما نالَ أحدٌ شيئاً من جميع الخير – نبي فمن دونه – إلا بالصّبر )) ا.ه (قواعد نبوية )

  2. افتراضي

    جزاك الله خير علي هذه الفوائد
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  3. افتراضي

    وجزاك أخ عبد التواب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا كلام لي نشرته في بعض المجموعات

    :" اليوم سأتكلم عن موضوع قل من يتنبه له

    وهو حديث ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) مع حديث ( بني الإسلام على خمس ) فما علاقة العبادات الكبرى في الإسلام الصلاة والزكاة والحج والصيام بالأخلاق

    عماد سوء الأخلاق يأتي من البخل والغضب والكبر

    والصلاة تكسر الكبر إذ تقف في الصف مع غيرك من المسلمين مهما كانوا دونك في المنزلة وتتبع إماماً أعلم منك بكتاب الله وتضع أشرف ما فيك وهو أنفك على الأرض تواضعاً لله

    وقد قال الله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )

    ولهذا كان من عادة الناس إذا رأوا رجلاً متديناً يتكلم بالفحش يتعجبون ، ولهذا ترى الفحش منتشراً في الغرب حتى في الأفلام والمسلسلات العامة

    وقد قال عبد الله بن مسعود ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً )

    فعلى قدر تقصيرك في الصلاة يقل أثرها الإيجابي على سلوكك

    وأما الزكاة فهي مواساة للفقراء وعلاج للبخل

    وأما الصيام فقد قال الله بعد تشريعه ( لعلكم تتقون ) وذلك أن فيه تهذيباً للنفس وحجباً لها عما تشتهي وهذا الضبط يدرب على ترك المنكرات فيما بعد ، مع كونه يجعلك تشعر بالفقراء لذا كان في آخر الصيام تجب زكاة الفطر

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فإن سابه أحدٌ أو شاتمه فليقل إني صائم ) فهذا تدريب على العفو وترك الغضب

    وأما الحج ففي تدريب على التواضع إذ يلبس جميع الناس لباساً واحداً عليه سمة التواضع ويذبحون لله ويواسون الفقراء وقد قال الله ( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) فهذا تدريب على الحلم وترك الغضب وضبط الشهوة

    ولهذا من أدى هذه الفرائض على الوجه المطلوب مخلصاً لله فإنه لا بد أن يكون لها أثر إيجابي على سلوكه

    ولماذا نقول ( مخلصاً ) لأن من يفعل هذه الأمور رياء فإنه سلوكه مع الناس يكون بابه الرياء والمرائي حين تفقد مصلحته يتحول سلوكه

    ولهذا أنا أتعجب ممن يظن أن الإسلام بمجرد أن تقول ( الله موجود ) ستدخل الجنة كما قال بعضهم ولا أدري لماذا لا يكلف بعضهم نفسه فهم الدين قبل الاعتراض عليه

    بل في جميع الأديان لا بد من أمور زائدة على الإيمان بوجود الله بل لا بد من الإيمان بأسمائه وصفاته وأنبيائه وكتبه وملائكته واليوم الآخر

    وهذا الإيمان إذا وجد لا بد أن يثمر عملاً ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله )

    والإيمان يزيد وينقص والإسراف على النفس بالمعاصي وإن لم يكن كفراً بذاته إلا أنه بريد الكفر ، وترك أركان الإسلام الأربعة بالكلية يخرج المرء من الإسلام في قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين بل في قول الكثير ترك الصلاة فقط وادعى عليه جماعة إجماع الصحابة وهو إجماع ثابت

    والله عز وجل بعدله يهدي كافراً في آخر الدنيا إلى الحق ، ويضل مسلماً أبواه مسلمان إذا بلغ كبره المبلغ الأعظم

    ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

    ( لو علم فيهم خيراً لأسمعهم )

    فهو سبحانه أفعاله بين العدل والفضل فمن كونه أودع في الإنسان العقل والفطرة وهما داعيان إلى التوحيد لم يكتفِ بهذا بل قال ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) وأظهر من قبح الشرك والكفر على ألسنتهم الشيء العظيم وحاجج وبين الحجج

    وكثير من المجادلين يظنون أن من لم تبلغه الدعوة وكان عاجزاً عن معرفة الحق سيعذبه الله على الكفر !

    قال عبد الرزاق في تفسيره
    1541 - عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْفَتْرَةِ وَالْمَعْتُوهَ , وَالْأَصَمَّ , وَالْأَبْكَمَ , وَالشِّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يُدْرِكُوا الْإِسْلَامَ , ثُمَّ يُرْسِلُ رَسُولًا إِلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ» , قَالَ: " فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ؟ , قَالَ: «وَايْمِ اللَّهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا , ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]

    وهذا من فضل الله عز وجل بل إن ثواب الجنة لا يقارن أعمال الناس أبداً ، وهو سبحانه جعل الحسنة بعشر أمثالها ولو شاء لجعلها بمثلها وجعل المصائب كفارات وتفضل على العاصي أن جعله تحت المشيئة ما لم يبلغ كفراً وأما في الكفر فلا

    وعلى ما يعترض الكافر على تفضل رب العالمين على الموحد ولو شاء هو لصار موحداً وحاز هذا الفضل وهو نفسه رب العالمين متفضل عليه فقد منحه جوارح فصار هذا الكافر يكفر بالله ويستخدم هذه الجوارح في مصلحة نفسه والله يثيبه على ذلك !

    قال مسلم في صحيحه 56 - (2808) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا»

    ولو شاء لاستفاد منها في الآخرة بإيمانه ، ولو شاء الله لحرمه من ثوابها لأن هذه الجوارح هو الذي منحه إياها أصلاً

    والله عز وجل يعطي كلاً فرصته بحسب اطلاعه على أحوال القلوب هذا العالم المخفي عنا الظاهر له سبحانه

    المعصية في الأساس تعد على حق رب العالمين وله التنازل عن حقه وإذا كان فيها تعد على حق مخلوق فهذا المخلوق يقتص منه يوم القيامة ويعطيه الرب ما يرضيه

    ومن يطعن بعدل رب العالمين ماذا قدم هو للبشرية

    قدم لهم أطروحته التي تقول بأن الخائن ومن سخر من شخص للونه والراشي والمرتشي والقاتل الذي لك تطله يد القانون والعاق لوالديه والآكل للربا والمستغل لفقر الفقراء مصيره ومصير من يعاكسه في هذا كله واحد في النهاية وهو العدم !!

    بل الأخير قيدته قيمه غير الحقيقية عن الثراء السريع ! وأن أسعد الناس من خالف القانون وأصاب الفائدة السريعة ولم يعاقبه القانون وأن الذي توحش في ثورة وأظهر أضغانه فور ذهاب الشرطة والقانون كما حصل في بعض البلدان لن ينال عقوبة في الآخرة وأما في الدنيا فلا قانون وأما أن تصيبه مصيبة بسبب فعلته فهذا يدل على وجود إله عادل يقدر تقديرات حكيمة تثير العبرة وهذا يكفرون به !"

    أرجو أن يكون مفيداً وجزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء