النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل أبدية العذاب في جهنم تعني اللانهائية ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Post هل أبدية العذاب في جهنم تعني اللانهائية ؟

    هذا السؤال كنت أود طرحه منذ فترة , وترددت كثيرا تجنبا لاتهامات بعض الأخوة المتعصبين والتكفيريين لي باللغط والسفسطة والتجرؤ على كتاب الله وسنة رسوله وما إلى ذلك , فضلا عن السخرية والقذف بالألفاظ التي لا تمت للإسلام بصلة , وكأني قربت من عش دبابير والله المُنجي , عذرا أخواني الكرام , نعم والله لقد تعرضت لمثل هذا كثيرا لمجرد الاختلاف فيما بيننا في نقطة ما , أو أني أريد فهم كتاب الله وسنة رسوله والوصول إلى الحقيقة في بعض الأمور الدينية الغامضة , والتي يُثار حولها بعض ما يُسمى بالشبهات من بعض الفرق الضالة والديانات الأخرى - طبعا مع كامل احترامي وتقديري للأخوة المحترمين
    ولكن من منطلق إيماني بقول الله تعالى ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) - ويقول أيضا ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) , وجدت أن السؤال ضروري ولابد من طرحه مهما كانت العواقب والله المستعان .

    السؤال : هل أبدية العذاب في جهنم تعني اللانهائية ؟
    وإذا كانت أبدية العذاب تعني اللانهائية - فكيف يتفق ذلك مع العدل الإلهي حيث يقول :
    - وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)
    - لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)
    - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)
    - مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)
    وكثير من الآيات الدالة على أن الجزاء في الآخرة وفقًا لعمل الإنسان في الدنيا وسوف نتطرق إليها خلال نقاشنا
    المهم الجزاء سوف يكون قليلا في الآخرة إن كان العمل قليل في الدنيا , وكثيرا إن كان كثير , ومحدودا إن كان محدود , وغير محدود إن كان غير محدود , وخيرا إن كان خيرا , أو شرا إن كان شر . لا ظلم في لا في الدنيا ولا في الآخرة , فإذا كان في الدنيا يقول لنا تبارك وتعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) , وإذا أهلٍك أو أخذ قوم أهلكهم بذنوبهم , وكثير وكثير من الآيات الدالة أنه لا يوجد ظلم وحاشاه ذلك , فإذا كانت هذه عدالته سبحانه في الدنيا فهل عدله سوف يتغير والعياذ بالله في الآخرة ؟ كلا !!!
    هذا هو ما فهمته وما أعتقده من هذه الآيات الكريمة وغيرها من الآيات - فهل ما فهمته صواب أم ماذا بالضبط ؟ لكي يطمئن قلبي , فأرجوا أن توضحوا لي الأمر ببساطة وبدون تعقيدات

    وجزاكم الله خيرا
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الدخلة وحدها لا تبشر بخير يا رجل ! و العجيب أنك وقعت فيما تزعم عداءه من طعن في الناس !

    أما سؤالك فمصدره مغالطة كبيرة هي استخفافك بجرم الكفر . و الله ألهم كل نفس فجورها و تقواها . أفلح من زكاها و خاب من دساها . فلا يعذر أحد بكفره إن وصله الإسلام . ثم إن اللص يسرق في لحظات و القاتل يقتل في لحظات و مع هذا لا تجد أحداً يقول بسجنهما على مقدار وقت الجريمة . فمن يكفر بالله عن علم بعد إذ أتته الآيات فهذا قد أتى أعظم جرم على الإطلاق . و الأولى ألا تقارن بين من ينكر وجود الله و بين من ينكر وجودك تعالى الله علواً كبيراً . فأنت محدود العلم و العقل البشري قاصر و لا يجادل في ذلك أحد فكيف تقرر أنت مدى عظم الجريمة و العقوبة المستحقة ؟ و أذكرك بقوله تعالى :

    ((وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 27 بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 28))

    ولا تشغل نفسك فلست أنت من سيحكم بين العباد . و الله أعلم بمن لم يؤمن لعدم فهم أو صورة مغلوطة وصلته أو أنها لم تصله أصلاً . و اذكر قول ربك :

    ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا))

    و لا يظلم ربك أحداً يا رمضان .

  3. #3

    افتراضي

    الأخ رمضان ولمن لا يعلم سبق له أن ناقش هذا الموضوع باستفاضة تامة مناقشة استوفى فيها حججه وخرج علينا بنظرية الإنبثاق العظيم ..انبثاق جميع الصفات الإلهية من صفة الرحمة ليخلص في النهاية وبناء على نفس النظرية إلى أن العذاب من العذوبة وجهنم مستشفى..وهذا رابطه..فلا ندري لماذا يعاد طرح نفس الفكرة ولكن هذه المرة في سياق كاريكاتوري صوَّر فيه مخالفه أصلع الرأس طويل الأنف منتفخ الأوداخ في مقابل صورته اللطيفة الظريفة الصافية الزرقاء زرقة السماء..
    التعديل الأخير تم 12-20-2014 الساعة 04:22 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    حسبك يا أخي رمضان أن الله تعالى لا يزال يرحم الناس في ذلك اليوم العصيب حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان .. فهل ترى أن من ليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان يستحق الخروج منها.
    الإشكال فقط في تحديد حالة الكافر و ماهية كفره باطناً بحسب ما في قلبه و هو ما نكل علمه إلى الله تعالى، فلا ريب في اختلاف أحوال الكفار ظاهرا و باطنا و أن دركاتهم في جهنم بحسب دركات كفرهم في الدنيا، كما علمنا من حال أبي طالب. فمن الكفر ما هو أكبر و منه ما هو أصغر و منه ما هو بين ذلك، و من الكافرين كافر عن بينة واضحة و عن استيقان كفرعون و أبي جهل و سائر من عاصر بعثة الرسول و المعجزات الإلهية و منهم دون ذلك و منهم كل ضالّ لم تصله الحجة أو لم تصله على وجهها أو قبلها و آمن لكن أظهر الكفر لسبب من الأسباب فنكل سريرته إلى الله، و سيحاسب الله كلاًّ منهم بعدله .. و على هذا يكون حساب كل كافر عند ربه بحسب كفره. و كفى به حسيبا. فلا تجعل لعواطفك في هذا سلطانا و أنت تعلم أن الله بكل شيء عليم و لا يظلم أحدا و إذا كان هناك خلود فهو للكافر الخالص الذي لا ذرة إيمان في قلبه و لم تسعه رحمة الله فويل له من شقي.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ مسلم أسود :

    نحن جمعا تعلم جيدا معنى العدل :
    العدل قيمة أخلاقية مثل الصدق والأمانة وغيره من الأخلاق الكريمة ولا يمكن أن يكون للعدل مفهوم يختلف في دين من الأديان عن مفهومه في دين آخر
    فمثلا الصدق : أن يقول الإنسان الحق في أي دين من الأديان ولا يكون معناه الكذب في دين آخر
    أو أن الأمانة : أن ترد لصاحبها عندما يطلبها ولا تكون مفهومها أن الأمانة لا ترد في دين آخر

    فمثلا نفهم في مسألة العقاب :
    إذا تم تحديد عقوبة معينة مناسبة مع جريمة معينة فيكون العدل هو عدم زيادة العقوبة على مرتكب الجريمة - هذا هو العدل الذي تقوم عليه القوانين والاتفاقيات بين الأفراد وبين الدول وهو نفسه العدل الذي تعرفه جميع الأديان سواء أديان سماوية أو وضعية
    وأيضا إذا كان في القانون عقوبة معينة تتناسب مع جريمة معينة مثل عقوبة السجن لمدة 6 أشهر لمن سرق بضاعة من محل تجاري فالعدل يقتضي أن المجرم لا يُحبس سوى 6 شهور فقط , أما إذا رأى القاضي أن يحكم على المجرم بأقل من العقوبة المقررة أو إذا تم العفو عنه نظرا لظروف خاصة يراها القاضي تُبرر تخفيض العقوبة أو إلغائها فهذا لا يتعارض مع العدل ولكنه يسمى رحمة لأن الاعتبارات التي اقتضت تخفيض العقوبة أو إلغائها أكبر وأعظم وأهم من تنفيذ العقوبة وبالتالي فالحكمة تقتضي تنفيذ الأولى والأهم من المهم وهذه الحكمة لا تتعارض مع العدل بل تتفق معه والجميع موظف للرحمة
    كذلك إذا كان القانون ينص على تطبيق عقوبة الإعدام على من يقتل إنسان بريء فليس من العدل تطبيق نفس العقوبة على من يسرق قالب شيكولاتة من محل تجاري ففي هذه الحالة العقوبة لا تتناسب مع الجريمة وعدم تناسب العقوبة مع الجرم يتناقض مع العدل علما بأن القاتل والسارق كل منهما مجرم

    الخلاصة أن الرحمة المطلقة تقتضي باقي صفات الكمال الإلهي والتي اشتقت منها الأسماء الحسنى .. وجميع صفاته سبحانه كمال إلهي فمثلا .. هو يذل ليعز - ويقبض ليبسط - ويخفض ليرفع - وينتقم ليعدل - ويؤخر ليقدم - ويمنع ليعطي - ويضر لينفع - .......... الخ - ولا تعارض بين أي صفة من صفات الكمال الإلهي وبين صفة الرحمة التي وسعت كل شيء أي أن صفة الرحمة تتضمن باقي صفات الأفعال

    أما الحكمة تقتضي تقديم تنفيذ الأولى والأهم من المهم
    والدليل قوله تعالى : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)
    صحيح العدل مهم وواجب تنفيذ العقوبة ولكن الإصلاح أهم - فإن كان في تخفيف العقوبة أو العفو إصلاح فهما أهم وأولى من تنفيذ العقوبة التي يقتضيها العدل - أليس كذلك ؟

    ولك يا أخي هذا المثال في مسألة الثواب :
    نفهم جميع بل ونتفق في أن العدل الذي تعرفه الدنيا كلها هو إنه إذا تحدد أجر معين يتناسب مع تأدية عمل معين فيكون العدل هو تقديم الأجر المتفق عليه بدون أي نقص لمن أدى العمل
    فمثلا إذا اتفق طرفان على أن يؤدي الطرف الأول عمل معين ويأخذ عليه أجر 10 دولار من الطرف الثاني فالعدل يقتضي أن الطرف الثاني يدفع للطرف الأول المبلغ المتفق عليه 10 دولار بدون أي نقص إذا ما أدى الطرف الأول العمل المطلوب منه , فإذا شاء الطرف الثاني أن يدفع للطرف الأول أجر أكبر من المتفق عليه فهذا لا يتعارض مع العدل بل يسمى إحسان وليس هذا العطاء معناه أبدا أن العدل لم يُطبق أو أن الاتفاق لم يُنفذ , بل كلما زاد العمل زاد عطاء الأجر أضعاف وأضعاف

    وعليه - مسألة العقوبة في أي نظام من الأنظمة لا تقاس أو تقدر لا بقيمة الجاني أو المجني عليه بل بقيمة وحجم الجريمة , فلماذا قلت :
    و الأولى ألا تقارن بين من ينكر وجود الله و بين من ينكر وجودك تعالى الله علواً كبيراً . فأنت محدود العلم و العقل البشري قاصر و لا يجادل في ذلك أحد فكيف تقرر أنت مدى عظم الجريمة و العقوبة المستحقة ؟
    وأنا فهمت من هذا المقتبس ( بما أني محدود العلم والعقل وغير ذلك قل ماشئت , صحيح - وإذا أحد أنكر وجودي يجب ألا أُقارن ذلك بمن ينكر وجود الله ) فلا وجه للمقارنة ولله المثل الأعلى , لأن الله غير محدود ولابد أن تكون عقوبة الكافر به غير محدودة , هذا ما فهمته من كلامك - ألبس كذلك ؟
    وأخيرا إياك أخي ( مسلم أسود ) أن تفهم من كلامي أني أُنكر عدل الله حاشاه ذلك فهو العدل المطلق , ولا يمكن أن يعرفنا ربنا سبحانه وتعالى العدل كقيمة أخلاقية يجب أن نتحلى بها ونطبقها ويفعل هو خلاف ذلك ( سبحانه وتعالى عن ذلك )

    فهذا ما أعرفه عن العدل على حد علمي , مما جعلني فتحت هذا الموضوع وسألت سؤالي - إن كان كلامي خطأ صوب لي الأخطاء , فهمني أنت اشرحلي عرفني مفهوم العدل ؟
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ مستفيد :

    ما تسميه أنت بنظرية الانبثاق العظيم هي من اختراعك مع احترامي , يعني جعلتها نظرية !!!! , لأنك لا تريد أن تفهم سوى ما درسته في مدرستك , ولا تريد أن تفهم أن الرحمة هي كل شيء وهي فوق كل شيء وجميع الصفات الإلهية موظفة للرحمة أي تخدم الرحمة يعني صادرة عن رحمة الله لخلقه والتي خلقنا لها , ومن يقرأ موضوعي الذي أشرت إليه في الرابط يا أخ مستفيد , يفهم كلامي جيدا , ويفهم منه أن الحوار في هذا الموضوع لم ينتهي بعد , فإن أردت أن نستكمل الحوار هناك فهيا بنا إلى هناك , ولا بأس من نقل السؤال إلى هناك أو حذفه بالمرة إن كان سبب لك ضيقًا
    في انتظار تعقيبك
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ ابن سلامه

    النقطة الأولى : وقبل كل شيء - للإيضاح فقط - أنا والعياذ بالله لست عاصيا أو كافرا بما أنزل الله على رسوله الكريم , وليس عندي أقارب أو أحباب عصاة مذنبين أو كفارا والعياذ بالله , وأريد البحث عن إجابة فيها مخرج لي أو لهم من العذاب الأبدي اللانهائي الذي سوف نناله في الآخرة , أو أريد أن أُثبت فكرة ما كي نستمر فيما نحن فيه من عصيان وكفر والعياذ بالله , فإن كنت تظن أنت أو أي أخ مسلم أني طرحت سوائلي لهذه الأسباب , فليفهم كل إنسان ما يريد وليأخذ ما يحلوا له أو يترك , فـ (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
    النقطة الثانية : ما جعلني أطرح هذا السؤال عدة أسباب منها :
    أولا : لاحظ العدل الإلهي يقتضي أن يكون الجزاء وفق العمل سواء في الدنيا أو في الآخرة كما يلي :
    - مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)
    - فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)
    - إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)
    - هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)
    - فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
    - وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)
    - وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)
    - وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)
    - إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى @
    - لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)
    - ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)
    - يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)
    - مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)
    - الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)
    - إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)
    - سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95)
    - فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)

    ثانيا : لاحظ الاستثناءات الواردة في الآيات التالية بلفظ ( إلا ) :
    • أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)
    • وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)
    • فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)
    • وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)
    ثالثا : لاحظ الاستثناءات الواردة في الآيات التالية بعد لفظ ( أبدا ) :
    • قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)
    • وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)
    • قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)

    ألا يا أخي تدل هذه الاستثناءات الواردة في ثانيا وثالثا وتؤكد على صحة ما ورد في أولا ؟ - بأن العدل الإلهي يقتضي أن يكون الجزاء وفق العمل سواء في الدنيا أو في الآخرة ؟ , وأن الأبدية لا تعني ما لا نهاية مادام هناك استثناءات تأتي بعدها ؟
    والله العظيم يا أخي ليس مسألة عواطف أو فتح موضوع نقاش لمجرد النقاش , بل كل ما أريده أن أفهم أنا وغيري والله على ما أقول شهيد
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    أعتقد أن الكلام بغير أدلة قطعية في هذه المسألة يظل كلاما عاطفيا لما قد يجعله الله في قلوب بعضنا من الرحمة الزائدة (وهذا كان موقفي أيضا كي أكون صريحاً) .. لكننا على أي حال لن نكون أرحم من أنبياء الله تعالى و أوليائه و عامة العارفين الذين لم يسبق أن قال أحدهم مثل هذا القول إلا من استُثني أو شذّ و لم يحضره الدليل القاطع. و المثال الذي قدمته لك في مطلع حديثي من أقوى الأمثلة، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بخروج الموحّدين من النار و من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان كآخر من يمن الله عليه بالخروج منها و ذلك بعد آماد طبعا لا يعلمها إلا الله و لم يخبرنا عليه الصلاة و السلام و لو بأدنى إشارة إلى أن هذا الإخراج قد يطال من ليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

    إقرأ أخي ما يلي جوابا على ما استدللت به و هو مما استدل به قبلك الإمام بن القيم في حادي الأرواح ثم تراجع عنه بعد ذلك :

    دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب

    يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي "رحمه الله"

    قوله تعالى :

    {{ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ }} الآية

    هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ يُفْهَمُ مِنْهَا كَوْنُ عَذَابِ أَهْلِ النَّارِ غَيْرَ بَاقٍ بَقَاءً لَا انْقِطَاعَ لَهُ أَبَدًا

    وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:

    {{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ }} [هود 106 - 107] ،

    وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {{ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا }} [النبأ 23] .

    وَقَدْ جَاءَتْ آيَاتٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَذَابَهُمْ لَا انْقِطَاعَ لَهُ كَقَوْلِهِ: {{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}} [النساء \ 57] .

    وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا مِنْ أَوْجُهٍ:

    أَحَدُهَا: أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: {{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ }} مَعْنَاهُ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ عَدَمَ خُلُودِهِ فِيهَا مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ.

    وَقَدْ ثَبَتَ فَى الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ النَّارِ يَخْرُجُونَ مِنْهَا وَهُمْ أَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ،

    وَنَقَلَ ابْنُ جَرِيرٍ هَذَا الْقَوْلَ عَنْ قَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي سِنَانٍ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ،

    وَغَايَةُ «مَا» فِي هَذَا الْقَوْلِ إِطْلَاقُ «مَا» وَإِرَادَةُ مَنْ وَنَظِيرُهُ فِي الْقُرْآنِ:

    {{ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ }} [النساء - 3]

    الثَّانِي: أَنَّ الْمُدَّةَ الَّتِي اسْتَثْنَاهَا اللَّهُ هِيَ الْمُدَّةُ الَّتِي بَيْنَ بَعْثِهِمْ مِنْ قُبُورِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ فِي مَصِيرِهِمْ

    قَالَهُ ابْنُ جَرِيرٍ أَيْضًا.

    الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ قَوْلَهُ: إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فِيهِ إِجْمَالٌ وَقَدْ جَاءَتِ الْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ مُصَرِّحَةً بِأَنَّهُمْ خَالِدُونَ فِيهَا أَبَدًا،

    وَظَاهِرُهَا أَنَّهُ خُلُودٌ لَا انْقِطَاعَ لَهُ، وَالظُّهُورُ مِنَ الْمُرَجِّحَاتِ فَالظَّاهِرُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُجْمَلِ، كَمَا تَقَرَّرَ فِي الْأُصُولِ.

    وَمِنْهَا أَنْ «إِلَّا» فِي سُورَةِ «هُودٍ» بِمَعْنَى: سِوَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَى مُدَّةِ دَوَامِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

    وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّ الِاسْتِثْنَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّارِ زَمَانٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ.

    وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى جَهَنَّمَ زَمَانٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا يَلْبَثُونَ أَحْقَابًا.

    وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ.

    قَالَ مُقَيِّدُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ: الَّذِي يَظْهَرُ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ،

    أَنَّ هَذِهِ النَّارَ الَّتِي لَا يَبْقَى فِيهَا أَحَدٌ يَتَعَيَّنُ حَمْلُهَا عَلَى الطَّبَقَةِ الَّتِي كَانَ فِيهَا عُصَاةُ الْمُسْلِمِينَ،

    كَمَا جَزَمَ بِهِ الْبَغَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، لِأَنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ الْجَمْعُ بَيْنَ الْأَدِلَّةِ، وَإِعْمَالُ الدَّلِيلَيْنِ أَوْلَى مِنْ إِلْغَاءِ أَحَدِهِمَا.

    وَقَدْ أَطْبَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ الْجَمْعِ إِذَا أَمْكَنَ،

    أَمَّا مَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَنَّ النَّارَ تَفْنَى وَيَنْقَطِعُ الْعَذَابُ عَنْ أَهْلِهَا،

    فَالْآيَاتُ الْقُرْآنِيَّةُ تَقْتَضِي عَدَمَ صِحَّتِهِ،

    وَإِيضَاحُهُ أَنَّ الْمَقَامَ لَا يَخْلُو مِنْ إِحْدَى خَمْسِ حَالَاتٍ بِالتَّقْسِيمِ الصَّحِيحِ، وَغَيْرُهَا رَاجِعٌ إِلَيْهَا.

    الْأُولَى: أَنْ يُقَالَ بِفَنَاءِ النَّارِ، وَأَنَّ اسْتِرَاحَتَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ بِسَبَبِ فَنَائِهَا.

    الثَّانِيَةُ: أَنْ يُقَالَ إِنَّهُمْ مَاتُوا وَهِيَ بَاقِيَةٌ.

    الثَّالِثَةُ: أَنْ يُقَالَ إِنَّهُمْ أُخْرِجُوا مِنْهَا وَهِيَ بَاقِيَةٌ.

    الرَّابِعَةُ: أَنْ يُقَالَ إِنَّهُمْ بَاقُونَ فِيهَا إِلَّا أَنَّ الْعَذَابَ يَخِفُّ عَلَيْهِمْ.

    وَذَهَابُ الْعَذَابِ رَأْسًا وَاسْتِحَالَتُهُ لِذَا لَمْ نَذْكُرْهُمَا مِنَ الْأَقْسَامِ،

    لِأَنَّا نُقِيمُ الْبُرْهَانَ عَلَى نَفْيِ تَخْفِيفِ الْعَذَابِ، وَنَفْيُ تَخْفِيفِهِ يَلْزَمُهُ نَفْيُ ذَهَابِهِ وَاسْتِحَالَتُهُ

    لِذَا فَاكْتَفَيْنَا بِهِ لِدَلَالَةِ نَفْيِهِ عَلَى نَفْيِهِمَا، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الْأَرْبَعَةِ يَدُلُّ الْقُرْآنُ عَلَى بُطْلَانِهِ.

    أَمَّا فَنَاؤُهَا فَقَدْ نَصَّ تَعَالَى عَلَى عَدَمِهِ بِقَوْلِهِ: {{ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا }} [17 \ 97] .

    وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {{إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}}[هود \ 107] ، فِي خُلُودِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَخُلُودِ أَهْلِ النَّارِ

    وَبَيَّنَ عَدَمَ الِانْقِطَاعِ فِي خُلُودِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِقَوْلِهِ: {{ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}} [هود \ 108] ،

    وَبِقَوْلِهِ: {{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ}} [ص \ 54] ، وَقَوْلِهِ: {{مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ }}[النحل \ 96] .

    وَبَيَّنَ عَدَمَ الِانْقِطَاعِ فِي خُلُودِ أَهْلِ النَّارِ بِقَوْلِهِ:{{ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}} .

    فَمَنْ يَقُولُ إِنَّ لِلنَّارِ خَبْوَةً لَيْسَ بَعْدَهَا زِيَادَةُ سَعِيرٍ، رُدَّ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ،

    وَمَعْلُومٌ أَنَّ كُلَّمَا تَقْتَضِي التَّكْرَارَ بِتَكْرَارِ الْفِعْلِ الَّذِي بَعْدَهَا، وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:

    {{ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا }}الْآيَةَ [النساء 56] .

    وَأَمَّا مَوْتُهُمْ فَقَدْ نَصَّ تَعَالَى عَلَى عَدَمِهِ بِقَوْلِهِ: {{ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}} [فاطر\ 36] ،

    وَقَوْلِهِ: {{ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا }}[طه - 74] ،

    وَقَوْلِهِ: {{ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ }} [ابراهيم \ 17] ،

    وَقَدْ بَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ

    أَنَّ الْمَوْتَ يُجَاءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَجٍ فَيُذْبَحُ، وَإِذَا ذُبِحَ الْمَوْتُ حَصَلَ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ لَا مَوْتَ،

    كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيُقَالُ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ بِلَا مَوْتٍ.

    وَأَمَّا إِخْرَاجُهُمْ مِنْهَا فَنَصَّ تَعَالَى عَلَى عَدَمِهِ بِقَوْلِهِ: {{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}} [البقرة \ 167] ،

    وَبِقَوْلِهِ: {{ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا }} [السجدة -20] ،

    وَبِقَوْلِهِ: {{ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ }} [المائدة\ 37] .

    وَأَمَّا تَخْفِيفُ الْعَذَابِ عَنْهُمْ فَنَصَّ تَعَالَى عَلَى عَدَمِهِ بِقَوْلِهِ:

    {{وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ }} [فاطر \ 13] ، وَقَوْلِهِ: {{ فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}} [النبأ\ 30] ،

    وَقَوْلِهِ: {{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }} [الزخرف \ 75] ، وَقَوْلِهِ: {{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}} [الفرقان \ 65] ،

    وَقَوْلِهِ: {{فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}} [الفرقان \ 77] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {{فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}} [النحل \ 85] .

    وَقَوْلِهِ: {{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}} [المائدة\ 37] ،

    وَلَا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَهُ: وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا وَقَوْلَهُ: لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ كِلَاهُمَا فِعْلٌ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ،

    فَحَرْفُ النَّفْيِ بِنَفْيِ الْمَصْدَرِ الْكَامِنِ فِي الْفِعْلِ فَهُوَ فِي مَعْنَى لَا تَخْفِيفَ لِلْعَذَابِ عَنْهُمْ، وَلَا تَفْتِيرَ لَهُ،

    وَالْقَوْلُ بِفَنَائِهَا يَلْزَمُهُ تَخْفِيفُ الْعَذَابَ وَتَفْتِيرُهُ الْمَنْفِيَّانِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ بَلْ يَلْزَمُهُ ذَهَابُهُمَا رَأْسًا،

    كَمَا أَنَّهُ يَلْزَمُهُ نَفْيُ مُلَازَمَةِ الْعَذَابِ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ: {{فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}} وَقَوْلِهِ: {{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا }}

    وَإِقَامَتِهِ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ: {{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}}.

    فَظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَاتِ عَدَمُ فَنَاءِ النَّارِ الْمُصَرَّحُ بِهِ فِي قَوْلِهِ: {{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}}

    وَمَا احْتَجَّ بِهِ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَنَّهُ لَوْ فُرِضَ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ بِعَدَمِ فَنَائِهَا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُ فَنَاءَهَا لِأَنَّهُ وَعِيدٌ،

    وَإِخْلَافُ الْوَعِيدِ مِنَ الْحَسَنِ لَا مِنَ الْقَبِيحِ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ أَنَّهُ لَا يُخْلِفُ وَعْدَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ لَا يُخْلِفُ وَعِيدَهُ، وَأَنَّ الشَّاعِرَ قَالَ:

    وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي

    فَالظَّاهِرُ عَدَمُ صِحَّتِهِ لِأَمْرَيْنِ:

    الْأَوَّلُ: أَنَّهُ يَلْزَمُهُ جَوَازُ أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ كَافِرٌ، لِأَنَّ الْخَبَرَ بِذَلِكَ وَعِيدٌ، وَإِخْلَافُهُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ لَا بَأْسَ بِهِ.

    الثَّانِي: أَنَّهُ تَعَالَى صَرَّحَ بِحَقِّ وَعِيدِهِ عَلَى مَنْ كَذَّبَ رُسُلَهُ حَيْثُ قَالَ: {{ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ }} [ق\ 14] .

    وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي مَسْلَكِ النَّصِّ مِنْ مَسَالِكِ الْعِلَّةِ أَنَّ الْفَاءَ مِنْ حُرُوفِ التَّعْلِيلِ

    كَقَوْلِهِمْ: سَهَا فَسَجَدَ، أَيْ سَجَدَ لِعِلَّةِ سَهْوِهِ، وَسَرَقَ فَقُطِعَتْ يَدُهُ أَيْ لِعِلَّةِ سَرِقَتِهِ،

    فَقَوْلُهُ: {{كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}}

    أَيْ وَجَبَ وُقُوعُ الْوَعِيدِ عَلَيْهِمْ لِعِلَّةِ تَكْذِيبِ الرُّسُلِ، وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى:{{ إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ }} [ص\ 14] .

    وَمِنَ الْأَدِلَّةِ الصَّرِيحَةِ فِي ذَلِكَ تَصْرِيحُهُ تَعَالَى بِأَنَّ قَوْلَهُ لَا يُبَدَّلُ فِيمَا أَوْعَدَ بِهِ أَهْلَ النَّارِ حَيْثُ قَالَ

    {{ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ }} [ق\ 28 - 29] .

    وَيُسْتَأْنَسُ لِذَلِكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:{{ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ - إِلَى قَوْلِهِ - إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ }} [لقمان \ 33] ،

    وَقَوْلِهِ: {{إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }} [الطور \ 7] ،

    فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْوَعِيدَ الَّذِي يَجُوزُ إِخْلَافُهُ وَعِيدُ عُصَاةِ الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّ اللَّهَ بَيَّنَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ:



    {{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }} [النساء \ 48] .

    فَإِذَا تَبَيَّنَ بِهَذِهِ النُّصُوصِ بُطْلَانُ جَمِيعِ هَذِهِ الْأَقْسَامِ تَعَيَّنَ الْقِسْمُ الْخَامِسُ الَّذِي هُوَ خُلُودُهُمْ فِيهَا أَبَدًا بِلَا انْقِطَاعٍ

    وَلَا تَخْفِيفٍ بِالتَّقْسِيمِ وَالسَّبْرِ الصَّحِيحِ.

    وَلَا غَرَابَةَ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ خُبْثُهُمُ الطَّبِيعِيُّ دَائِمٌ لَا يَزُولُ، فَكَانَ جَزَاؤُهُمْ دَائِمًا لَا يَزُولُ

    وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ خُبْثَهُمْ لَا يَزُولُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ}} الْآيَةَ [الأنفال\ 23] .

    فَقَوْلُهُ: خَيْرًا نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ الشَّرْطِ فَهِيَ تَعُمُّ، فَلَوْ كَانَ فِيهِمْ خَيْرٌ مَا فِي وَقْتٍ مَا لَعَلِمَهُ اللَّهُ،

    وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}} [الأنعام\ 28] ،

    وُعَوْدُهُمْ بَعْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ، لَا يُسْتَغْرَبُ بَعْدَهُ عَوْدُهُمْ بَعْدَ مُبَاشَرَةِ الْعَذَابِ لِأَنَّ رُؤْيَةَ الْعَذَابِ عِيَانًا كَالْوُقُوعِ فِيهِ

    لَا سِيَّمَا وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {{فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }} [ق \ 22] ،

    وَقَالَ: {{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا }}الْآيَةَ [مريم\ 38] .

    وَعَذَابُ الْكُفَّارِ لِلْإِهَانَةِ وَالِانْتِقَامِ لَا لِلتَّطْهِيرِ وَالتَّمْحِيصِ، كَمَا أَشَارَ لَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ

    {{وَلَا يُزَكِّيهِمْ}} [البقرة \ 174] ، وَبِقَوْلِهِ: {{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}} [آل عمران \ 178] ،

    وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أترك الأمر للأخ ابن سلامة فقد قال ما كان في بالي و زاد بشكل أفضل . و الله المستعان .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ ابن سلامة

    بارك الله فيك على ما تفضلت به من نقل طيب جميل وكافي ووافي وأشكرك على ذلك , ولكن لي تعقيب على بعض النقاط - لي عودة قريبًا إنشاء الله
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا السؤال كنت أود طرحه منذ فترة , وترددت كثيرا تجنبا لاتهامات بعض الأخوة المتعصبين والتكفيريين لي باللغط والسفسطة والتجرؤ على كتاب الله وسنة رسوله وما إلى ذلك , فضلا عن السخرية والقذف بالألفاظ التي لا تمت للإسلام بصلة , وكأني قربت من عش دبابير والله المُنجي , عذرا أخواني الكرام , نعم والله لقد تعرضت لمثل هذا كثيرا لمجرد الاختلاف فيما بيننا في نقطة ما , أو أني أريد فهم كتاب الله وسنة رسوله والوصول إلى الحقيقة في بعض الأمور الدينية الغامضة , والتي يُثار حولها بعض ما يُسمى بالشبهات من بعض الفرق الضالة والديانات الأخرى - طبعا مع كامل احترامي وتقديري للأخوة المحترمين
    ولكن من منطلق إيماني بقول الله تعالى ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) - ويقول أيضا ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) , وجدت أن السؤال ضروري ولابد من طرحه مهما كانت العواقب والله المستعان .
    بدلا من هذه المقدمة التي افتريت بها علينا وعلى الإخوة ، كان يكفيك أن تنقل أحد النقولات التي قلناها لكمرارا وتكرارا عن أنه :-
    لا إشكال في طرح سؤال - أي بصيغة السائل
    وإنما الإشكال كل الإشكال هي في طروحاتك التي تبدأها بتقرير الخطأ ونسبته إلى الدين عن جهل فستفز الإخوة للرد على جهالاتك لتصويب ما تكتبه من أخطاء


    السؤال : هل أبدية العذاب في جهنم تعني اللانهائية ؟
    نعم - تعني اللانهاية التي تتناسب مع الكفر بالله تعالى الذي لا بعد له له ولا محيط به الأزلي في القدم والأبد إلى ما لانهاية !
    ما الإشكال في ذلك ؟
    وطالما أنه لن يبقى فيها إلا من ليس في قلبه ذرة إيمان - فما دخلك أنت أو غيرك في أمر يخص علمه الله عز وجل وحده ؟!
    العدل هو أن تشرع عقوبة تتناسب مع جُرم أنت تعرفه ، وبلاد الفساد تستكثر على بلاد المسلمين معاقبة الشاذ أو الزاني أو المتبرجة !
    إذن مقتضى العدل يلزمه مقتضى العلم بالجُرم - فهل أنت أحطت بجُرم الكفر بالله مثل الله ؟!

    الشيء الثاني هو غفلتك عن أنه ليس مقتضى العقاب أن يكون بمقدار وقت الذنب !! ولا نعلم عاقلا يقول ذلك للأسف !
    ولذلك فالعجب كل العجب إسهابك في ذكر عدل الله مع محاولة استدلالك بضرورة مساواة زمن العقاب بزمن الجرم !!
    وهنا السؤال الأخير لك - لأن في مواضيعك وجدالاتك السابقة كفاية لمَن يرنو الحق - :-
    هل الذي سرق أو قتل أو زنى أو خان أو تجسس في دقائق يجب أن يكون عقابه في نفس عدد دقائق مماثل لجريمته ؟!
    تدبر هذه مع عظيم جُرم الكفر بالله الذي لا يعلم كل أبعاده إلا الله وأنت ترتاح الضمير على الكفرة والملحدين وما كان ربك ليظلم أحدا
    ولنهتم بأنفسنا وندع الخلق للخالق - فلو صح وجه اعتراضك أصلا لكنت أنت أول الذامين لله عز وجل على شدة عذاب جهنم الذي لا مقارنة بينه وبين جرائم المجرمين في الدنيا !
    فلماذا تركت هذه وتعلقت بمشكلة الزمن ؟! لماذا اعترضت على الكم وتركت الاعتراض على الكيف والعياذ بالله !

    هدانا الله وإياك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء