السلام عليكم و رحمة الله ..
هذا ملحق لموضوع ''كيف أوفق بين هذه الأحاديث؟'' حيث تعذر ظهور مشاركتي مع بعض الإخوة :
وسؤالي لك اخي سلامه هل المسألة أصبحت لديك مسألة عناد وتحجير راس أم أنك لم تفهم فعلا وبعد كل هذا التصريح؟ أنا أقول لك أن الحديث غيبي بصرف النظر عن كونه اجتهاد أم وحي فهل تتفق معي أنه حديث عن أمر غيبي؟ وان قلت نعم فأخبرني كيف تزعم أن رسول الله تحدث عن أمر غيبي دون وحي؟؟؟. وهنا ليس لك الا حد ثلاث أجوبه إما أن رسول الله في نظرك يعلم بعض من الغيب دون وحي والجواب الثاني أنه سمع بأمر هذه الأمه عن اهل الكتاب والجواب الثالث أن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ماليس له به علم معاذ الله تعالى أرجو أن تجيب دون تهرب أو تطويل وفلسفة.
إنه ليس خبرا يا أخانا الطواف ..
- أولا لأن الخبر في أساليب اللغة لا يأتي على هذا النحو : أرى و لا أرى.
- ثانيا هو رأي من النبي صلى الله عليه و سلم يفيد ما يفيده الظن و الترجيح بقرينتين :
- أنه لم يأت خبرا صريحا و مجردا كسائر أخبار الغيب
- أنه اجتهاد بقرينة قول النبي صلى الله عليه و سلم بعد ذلك : ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته ؟
و ذلك لعلم النبي صلى الله عليه و سلم أن لحوم الإبل وألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها، فاستدل لرايه و اجتهاده بامتناع الفأرة من لبن الإبل دون الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.
و هكذا فالحديث لم يأت خبرا مجردا كما تأتي عادة أخبار الغيب بصيغة لا مكان فيها للرأي.
فالإِخبار بوجود الجنة و النار و ما بعد الموت مثلا في أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم لا ياتي على هذا النحو : أرى أن الميت بعد أن يموت يأتيه ملكان .. لا أرى إلا أن بين النفخة و النفخة أربعين .. أرى أن الله خلق الجنة بيده .. فهذة الصيغة إن أفادت شيئا في اللغة فهي تفيد الظن و الترجيح و مجرد الاحتمال و النظر و ليس الجزم و القطع فتأمل.
يقول الحافظ في الفتح: وذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم القردة والخنازير، فقال: إن الله لم يجعل للمسخ نسلا ولا عقبا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك- كما في صحيح مسلم وغيره-، وعلى هذا يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: لا أراها إلا الفأر، وكأنه كان يظن ذلك ثم أُعلم بأنها ليست هي .
Bookmarks