المشتري
و يسميه الأوروبيون جوبيتر نسبة لأحد معبودي الروم .
خامس الكواكب بعداً عن الشمس و أكبر كواكب المجموعة الشمسية حجماً و كتلة لدرجة أنه الوحيد الذي له مركز كتلة - ناشئ عن الجاذبية - خارج الشمس حتى و لو بشكل يسير . كتلة المشتري واحد من الألف من كتلة الشمس و مع هذا فكتلته تساوي الكتلة المجتمعة لباقي الكواكب مرتين و نصف (الله أكبر !) . رغم أن نصف قطر المشتري أكبر من نصف قطر الأرض إحدى عشرة مرة تقريباً إلا أنه و كباقي عمالقة الغاز أقل كثافة بكثير . بالإضافة إلى ذلك فنصف قطر المشتري هو عشر نصف قطر الشمس .
هو ثالث ألمع جسم في سماء الليل بعد القمر و الزهرة . و أحياناً يقاربه المريخ - الذي هو الرابع - في بعض المواقع في مداره .
يتم المشتري دورته حول الشمس كل أحد عشر عاماً فاصل ست و ثمانين من مئة (11,86) و دورانه حول نفسه هو الأسرع بين كواكب المجموعة الشمسية إذ يتم يوماً خلال أقل من عشر ساعات .
ميلانه في المحور طفيف و يقارب ثلاث درجات و بالتالي فلا يمر بفصول متعددة كالأرض و المريخ .
المشتري عملاق غازي . حسب نظرية تشكل النظام الشمسي فإن المواد الثقيلة انسحبت إلى الداخل مما شكل الكواكب الأربعة الداخلية ذات التكوين الصخري بينما المواد الغازية الخفيفة انطلقت إلى الخارج . و نظراً إلى أن هذه الغازات كثيفة جداً فإن عمالقة الغاز الأربعة لهم أكبر الكتل . يتكون المشتري بشكل أساسي من الهيدروجين - أكثر الغازات وفرة في الكون - و ربعه من الهيليوم - ثاني أكثر الغازات وفرة - .
الغلاف الجوي الخارجي مقسم لمناطق متباينة عند خطوط عرض مختلفة . هذا يسبب عواصف و أعاصير دائمة عند نقاط التقائها . أبرز ما نتج عن هذا ما يسمى بالبقعة الحمراء الكبيرة و هي إعصار مهول مستمر
على الأقلمنذ تم اكتشاف المشتري في القرن السابع عشر بالمنظار . ضخامة هذا الإعصار تكفي لكي تدخل فيه ثلاث كواكب بحجم الأرض تقريباً !
يحيط بالمشتري نظام رفيع من الحلقات - أي نعم ، زحل ماهو لحالو أبو حلقات
- و حقل مغناطيسي شديد القوة يقارب أربعة عشر ضعف حقل الأرض .
للمشتري
على الأقل سبعة و ستون قمراً (ما شاء الله . كانوا يقولولنا عنده بس 16
) . أبرزها و أكبرها أقمار غاليليو الأربعة نسبة لمكتشفها و التي سنذكرها بالتفصيل لاحقاً غن شاء الله .
تمت دراسة المشتري عبر مسابير عديدة منها بايونير (الرائد) و فوياجر (الرحال) و أبرزها مسبار غاليلو الذي ظل في مداره حتى أوائل الألفية الجديدة . حين اتضح أن إشعاعات المشتري و العوامل الأخرى ستتلف المسبار ، تم توجيهه لكي يصطدم بالمشتري مباشرة . آخر ما مر بالمشتري هو مسبار مهمة نيو هوريزونز (الآفاق الجديدة) المتجه نحو بلوتو و الذي يفترض أن يصل إن شاء الله هذا العام .
نظرياً ، يتوقع أن المشتري كان أكبر حجماً مما هو عليه الآن و قد تقلص بسبب انسحاق مكوناته على نفسها بفعل الجاذبية . بالإضافة إلى ذلك فالمشتري ينتج حرارة أكبر من التي يتلقاها من الشمس و يقال أنه لو كان أكبر بخمس و سبعين مرة لصار نجماً .
لا شيء أكيد بالنسبة لمكونات المشتري الداخلية و لكن نظرياً يتوقع أن له لباً كثيفاً محاطاً بهيدروجين معدني - ناتج عن قوة الجذب الشديدة - و الهيليوم و يحيط بذلك كله هيدروجين غازي و مواد أخرى .
تتراوح الحرارة تقريباً بين سبع و ستين عند ما يمكن تسميته بالـ "سطح" و ضغط عشرة بار ، إلى خمسة و ثلاثين ألفاً و سبعمئة متوقعة عند اللب إن وجد .
كتلة المشتري المهولة تجعله يتلقى أكبر عدد من النيازك و المذنبات مما يوحي بأنه يحمي الكواكب الداخلية منها . و مع هذا فهناك خلاف في هذه المسألة .
مقارنة :
1) تكوين المشتري الداخلي غير معلوم على وجه التأكيد و هناك من يتوقع أنه ليس له سطح صلب أصلاً و هذا غير مناسب لحياة كثير من الخلائق .
2) رغم بعده عن الشمس إلا أن المشتري بنفسه يولد حرارة كبيرة . بالتالي فدرجات الحرارة عليه متطرفة بين السموم و الصقيع .
3) الانتقال بين الليل و النهار على المشتري سريع جداً و هذا له تأثيراته السلبية على الحياة . كما أنه ليس له فصول كالأرض .
4) الأكسجين على المشتري شحيح جداً بينما الهيدروجين السام يشكل معظم الغازات .
5) كما رأينا فالأعاصير على المشتري مستمرة على الدوام بسبب سرعة دورانه حول نفسه .
6) مجال المشتري المغناطيسي شديد جداً و هذا خطير على صحة المخلوقات .
إضافات:
شدة جاذبية المشتري تجعله يضم مذنبات و كويكبات إلى مجموعة أقماره أحياناً بشكل مؤقت أو دائم بل و من المذنبات ما ينسحق بجاذبيته .
في أحد الأيام تم التقاط صورة طريفة للمشتري حين مر أكبر أقماره غانيميد أمام البقعة الحمراء فبدا كما لو أن له عيناً تنظر إلينا
Bookmarks