إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة .. تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية .. والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية .. وضد قوانين السوائل والضغط الجوي وضد الظروف الفيزيقية ..

وهي تقف صلبة سامقة في وجة الريح . لا تنحني للطبيعة .. وهى شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها .. فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها .. وله ساقان يجري بهما .. وعينان يبصر بهما .. وعقل يفكر به .. وقلب يُحس به .

أنا لا أصدق أبدًا خرافة المصير المحتوم .. والظروف التي تضرب على الناس الذلة والمسكنة .. فلا يبقى لهم إلا الشكوى والسباب .. والجريمة ..
هناك حل دائم ... هناك مخرج ... طالما أن هناك إيمان .

..

د. مصطفى محمود رحمه الله ..
من كتاب : في الحب والحياة