ولا يمكن لقوانين ميكانيكا الكم أن تنتج شيئا للوجود ،ولا يمكن لقوانين ميكانيكا الكم أن تنتج حدثا من الأحداث بل غاية قوانين ميكانيكا الكم تفسير الظواهر التي تحدث على مستوى الذرة والجسيمات تحت الذرية بعدما أوجدتها الأسباب .
ومن يعتقد أن قوانين ميكانيكا الكم تستطيع أن تسبب شيئا من الأشياء كمن يعتقد أن القوانين الحسابية يمكن أن توجد مالا ،و كمن يعتقد أن القوانين التي تعمل بها السيارة يمكن أن تخلق السيارة أو تسير السيارة دون الحاجة لمن يقودها و هذا قول في غاية السخف والسقوط .
ومن البديهيات أن وجود قانون ما يدل على وجود مقنن واضع لهذا القانون سن هذا القانون ،وواضع القانون ( الفاعل ) لابد أن يسبق القانون ( المفعول ) ،وإذا كانت ميكانيكا الكم لها مجموعة من القوانين فلابد أن يكون لهذه القوانين مقنن فمن الذي فرض و سن هذه القوانين ؟
والجواب الذي سن هذه القوانين التي تحكم الذرة والجسيمات تحت الذرية إما أن تكون الذرة والجسيمات تحت الذرية نفسها أو القوانين نفسها أو شيء آخر خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية .
و إن قالوا الذرة والجسيمات تحت الذرية نفسها فمقتضى قولهم أن الذرة والجسيمات تحت الذرية وضعت القوانين لنفسها قبل أن توجد و هذا محال .
و إن قالوا من سن هذه القوانين القوانين نفسها فهذا تصوير للقوانين على أنها فاعل محرك و هذا فاسد ؛ لأن القوانين مجرد وصف سلوك لظاهرة في الكون يتكرر تحت نفس الظروف .
و إما أن يكون من سن القوانين شيء خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية فهذا إثبات لشيء خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية ونحن نقول أنه الله .
و توهم الملحد أن نشأة الكون لا تحتاج سوى قوانين الطبيعة مع أن نشأة الكون تحتاج إلى مادة لينشأ منها و منشئ للمادة التي ينشأ منها الكون و منشئ للكون ،و إن قالوا أصل الكون طاقة فمن الذي أوجد هذه الطاقة و من الذي صير هذه الطاقة مادة ؟.
و القضية ليست نشأة الكون فقط إذ بعد نشأة الكون الكون بحاجة إلى حفظ و رعاية فمن الذي يحافظ عليه ويرعاه ؟ و من الذي جعل الكون مستمرا في الوجود ؟ ومن الذي جعل الكون صالحا لحياة البشر و سائر الكائنات الحية ؟ ومن الذي جعل الكائنات الحية تنمو وتتكاثر ،و من الذي وضع فيها القابلية للنمو والتكاثر ؟ و من الذي وضع غريزة في الذكر للأنثى ،وغريزة في الأنثى للذكر ؟!! ومن الذي خلق للذكر أنثى و للأنثى ذكر ؟ و من الذي أعطى لكل كائن حي ما يصلحه في حياته ، وكأن الكون معد له قبل أن يوجد على الأرض ؟،و من الذي علم الكائن الحي كيف ينتفع بالشيء الذي يصلحه في حياته خاصة أوائل الكائنات الحية ؟
ونسي هذا الملحد أن الزمان و المكان وجدا بعد نشأة الكون ،وقبل نشأة الكون لم يكن للمكان و لا للزمان و لا للفراغ الكمي وجود ،و بعد نشأة الكون وجد الزمان والمكان و الفراغ الكمي ،وعليه فدعوى أن الكون نشأ من تذبذبات كمومية في الفراغ الكمي دعوى باطلة بينة البطلان .
هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
Bookmarks