صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 106 إلى 120 من 124

الموضوع: كي لا تنخدع بالإلحاد ( متجدد )

  1. #106
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي


    ولا يمكن لقوانين ميكانيكا الكم أن تنتج شيئا للوجود ،ولا يمكن لقوانين ميكانيكا الكم أن تنتج حدثا من الأحداث بل غاية قوانين ميكانيكا الكم تفسير الظواهر التي تحدث على مستوى الذرة والجسيمات تحت الذرية بعدما أوجدتها الأسباب .

    ومن يعتقد أن قوانين ميكانيكا الكم تستطيع أن تسبب شيئا من الأشياء كمن يعتقد أن القوانين الحسابية يمكن أن توجد مالا ،و كمن يعتقد أن القوانين التي تعمل بها السيارة يمكن أن تخلق السيارة أو تسير السيارة دون الحاجة لمن يقودها و هذا قول في غاية السخف والسقوط .

    ومن البديهيات أن وجود قانون ما يدل على وجود مقنن واضع لهذا القانون سن هذا القانون ،وواضع القانون ( الفاعل ) لابد أن يسبق القانون ( المفعول ) ،وإذا كانت ميكانيكا الكم لها مجموعة من القوانين فلابد أن يكون لهذه القوانين مقنن فمن الذي فرض و سن هذه القوانين ؟

    والجواب الذي سن هذه القوانين التي تحكم الذرة والجسيمات تحت الذرية إما أن تكون الذرة والجسيمات تحت الذرية نفسها أو القوانين نفسها أو شيء آخر خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية .

    و إن قالوا الذرة والجسيمات تحت الذرية نفسها فمقتضى قولهم أن الذرة والجسيمات تحت الذرية وضعت القوانين لنفسها قبل أن توجد و هذا محال .

    و إن قالوا من سن هذه القوانين القوانين نفسها فهذا تصوير للقوانين على أنها فاعل محرك و هذا فاسد ؛ لأن القوانين مجرد وصف سلوك لظاهرة في الكون يتكرر تحت نفس الظروف .

    و إما أن يكون من سن القوانين شيء خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية فهذا إثبات لشيء خارج عن الذرة والجسيمات تحت الذرية ونحن نقول أنه الله .


    و توهم الملحد أن نشأة الكون لا تحتاج سوى قوانين الطبيعة مع أن نشأة الكون تحتاج إلى مادة لينشأ منها و منشئ للمادة التي ينشأ منها الكون و منشئ للكون ،و إن قالوا أصل الكون طاقة فمن الذي أوجد هذه الطاقة و من الذي صير هذه الطاقة مادة ؟.


    و القضية ليست نشأة الكون فقط إذ بعد نشأة الكون الكون بحاجة إلى حفظ و رعاية فمن الذي يحافظ عليه ويرعاه ؟ و من الذي جعل الكون مستمرا في الوجود ؟ ومن الذي جعل الكون صالحا لحياة البشر و سائر الكائنات الحية ؟ ومن الذي جعل الكائنات الحية تنمو وتتكاثر ،و من الذي وضع فيها القابلية للنمو والتكاثر ؟ و من الذي وضع غريزة في الذكر للأنثى ،وغريزة في الأنثى للذكر ؟!! ومن الذي خلق للذكر أنثى و للأنثى ذكر ؟ و من الذي أعطى لكل كائن حي ما يصلحه في حياته ، وكأن الكون معد له قبل أن يوجد على الأرض ؟،و من الذي علم الكائن الحي كيف ينتفع بالشيء الذي يصلحه في حياته خاصة أوائل الكائنات الحية ؟
    ونسي هذا الملحد أن الزمان و المكان وجدا بعد نشأة الكون ،وقبل نشأة الكون لم يكن للمكان و لا للزمان و لا للفراغ الكمي وجود ،و بعد نشأة الكون وجد الزمان والمكان و الفراغ الكمي ،وعليه فدعوى أن الكون نشأ من تذبذبات كمومية في الفراغ الكمي دعوى باطلة بينة البطلان .


    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  2. #107
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا أو هنا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  3. #108
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي مغالطات أكذوبة أن ظاهرة النفق الكمومي تدمر مبدأ السببية

    مغالطات أكذوبة أن ظاهرة النفق الكمومي تدمر مبدأ السببية


















    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .

    و في هذا المقال سنتناول بإذن الله إحدى الأكاذيب التي يرددها الملاحدة ،وهي أكذوبة أن ظاهرة النفق الكمومي تدمر السببية يقول أحد المروجين لهذه الأكذوبة :
    ( لنفرض أن لدينا كرة بينغ بونغ (كرة تنس طاولة) نرميها لتضرب بسطح طاولة خشبية. نحن نعرف من حياتنا أن هذه الكرة لن تعبر إلى الطرف الآخر من الطاولة إلّا إذا كسرت الطاولة واخترقتها إلى الطرف الآخر، وستبقى فوق الطاولة ترتد إلى الأعلى. هذا المشهد مختلف إذا كانت كرة تنس الطاولة التي نتكلم عنها هي جسيم أولي أو ذري كالإلكترون، فالإلكترون يملك ما يسمى تابع كثافة احتمالية يسمح له بالعبور عبر أي حاجز صلب أو حاجز طاقة أو أي نوع آخر. فمع أن الإلكترون موضوع فوق الحاجز، فهناك احتمال صغير أن يصبح الإلكترون في الطرف الآخر من الحاجز دون أي سبب على الإطلاق، والسبب الوحيد هو العشوائية التي تعيش فيها الجسيمات الأولية والتي هي نتيجة للطبيعة الموجية للجسيمات الذرية، أي أن الإلكترون يعبر الحاجز وكأن الحاجز غير موجود.
    وليس فقط ذلك، فتخيل أنك وضعت تفاحة في علبة زجاجية مغلقة، فهذه التفاحة سبتقى في العلبة ولن تخرج منها إلا إذا أخرجها شخص ما وهذا ما نعرفه نحن بمبدأ السببية، فلكل فعل مسبب، لكن في حالة الجسيمات الأولية هذا غير صحيح، فهناك دوماً احتمال أن يخرج هذا الجسيم من العلبة دون أي سبب على الإطلاق.

    هذا الكلام تم إثباته تجريبياً، فقد تم حبس إلكترون فيما يسمى “نقطة كوانتية” أو Quantum Dot، وفيها تمت دراسة خروج الإلكترون من “العلبة” المحبوس بها، وذلك يحدث دون أي سبب!

    نعم عزيزي القارئ، مبدأ السببية غير مطلق وغير صحيح دوماً، فهناك أشياء في عالمنا تحدث دون أي سبب.

    ,نشوء هذا الكون أيضاً قد يكون قد حدث بدون سبب، فنشوء الكون تتم دراسته في ميكانيك الكم، والذي يدعم ظاهرة النفق والكثير من الظواهر التي تحدث دون سبب. ولذلك نشوء الكون من العدم فكرة مقبولة علمياً ).

    وقد احتوى كلام هذا الملحد على العديد من المغالطات منها الطعن و التشكيك في مطلقية و كلية إحدى مبادئ العقل و إحدى البديهيات العقلية إذ من مبادئ العقل و من البديهيات العقلية مبدأ السببية فلكل ظاهرة سبب أو علة لوجودها ،وما من شيء حادث إلا كان لوجوده سبب يفسر وجوده [1] ،والعقل يدرك ذلك تلقائيا ،وبلا معونة الحس و التجربة كالتلازم والتلاحم بين وجود البناء ووجود الباني ،والجناية والجاني[2] .

    [1] - انظر المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/649
    [2] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 169
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  4. #109
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    والقول بأن لكل حادثة سببا قول بديهي يدركه الإنسان تلقائيا ،وبلا دليل ومقدمات و لا يحتاج في تصوره أو التصديق به إلى اكتساب أو معرفة سابقة بل يؤمن به بمجرد تصوره دون روية وتأمل ودون معرفة سابقة ،ويشترك في هذا الإدراك جميع الناس العالم منهم والجاهل الكبير منهم والصغير .

    ومن يرى كتابة يعرف أن لها كاتب و لو كانت أول كتابة يراها في حياته ،و من يرى كرسي يعرف أن له صانع و لو كان أول كرسي يراه في حياته ،و من يرى لوحة فنية يعرف أن لها فنان ولو كانت أول لوحة فنية يراها في حياته ،و حتى الطفل الصغير إذا سمع صوتا انتبه إلي مكانه ليعرف سببه و إذا جاع طلب الطعام ليسد جوعته فالعقل يدرك بصورة فطرية وقبلية مستقلة عن الحس والتجربة أن لكل حادثة سببا [1] .

    و لأن السببية إحدى مبادئ العقل فهي تتصف بما تتصف به المبادئ العقلية ،و المبادئ العقلية تتصف بصفتين رئيسيتين:
    أ‌- أنها ضرورية، أي لا تقبل التعديل ولا الاحتمال، ولا تتوقف على الأفراد والظروف، ولذا فهي فطرية في الإنسان .
    ب‌- أنها كلية ، إذ تسلِّم بها كل العقول و تحكم كل الأشياء[2] . .

    والسببية مبدأ عام وحكم عام على جميع الأشياء المحدثة ،و الزعم بعدم صحة مبدأ السببية في بعض الأشياء المحدثة كالزعم بعدم صحة مبدأ عدم التناقض في بعض الأشياء أي الزعم بوجود بعض الأشياء المحدثة تحدث بلا سبب كالزعم بأن بعض الأشياء يمكن أن تتصف بصفة، وبنقيض تلك الصفة في وقت واحد و لا يخفى ما في هذا الزعم من الخطأ المبين .

    و من المغالطات التي وقع الكاتب فيها أيضا أنه قدح في كلية مبدأ السببية العقلي البديهي بكلام نظري عن التأثير النفقي ، ولا يجوز القدح في المبادئ العقلية البديهية بالكلام النظري ؛ لأن المبادئ العقلية هي الأسس التي يستند إليها العقل في تفكيره و لو جاز القدح في البديهيات بالنظريات لزم فساد البديهيات والنظريات، فإن فساد الأصل يستلزم فساد فرعه، فتبين أن من سوغ القدح في القضايا البديهية الأولية الفطرية بقضايا نظرية فقوله باطل[3] .

    وقد توهم الكاتب أن بإمكانه التشكيك في كلية مبدأ السببية ببعض التجارب و الملاحظات مع أن مبدأ السببية مبدأ عقلي نابع من العقل ،وليس الحس والتجربة فلا يعتمد على استقراء التجارب أو المشاهدات ،والانتقال من الجزء إلى الكل حتى يطعن في تعميمه على جميع المشاهدات وجميع التجارب عن طريق تجربة أو ملاحظة تخالف الاستقراء .


    و قول الملحد – هداه الله - : ( هناك أشياء في عالمنا تحدث دون أي سبب ) يخالف البديهية القاضية أن لكل حادثة سببا ،ولكل أثر مؤثر و لكل فعل فاعل ولكل نتيجة سبب.

    و قوله : ( هناك أشياء في عالمنا تحدث دون أي سبب ) كمن يقول : هناك أشياء تحدث بسبب اللاشيء ،وكمن يقول : أن اللاشيء يمكن أن ينتج شيئا وهذا يخالف البديهة القاضية أن اللاشيء لا يمكن أن يحدث شيئا و أن اللاشيء لا يمكن أن ينتج شيئا ،ولا يمكن لشيء أن يأتي من العدم، وفاقد الشيء إذا كان لا يملكه ولا يملك أسبابه لا يعطيه فكيف يعطي العدم الوجود ؟!!، و كيف يعطي اللاشيء شيئا ؟!! وكيف يحدث اللاشيء شيئا ؟!!

    و من المغالطات التي وقع الكاتب فيها أيضا الاحتجاج بالجهل ،ومن المعلوم أن الجهل بالشيء ليس دليلا على أن هذا الشيء غير موجود[4] إذ عدم العلم ليس علماً بالعدم، وعدم علمنا بالحقائق لا ينفي ثبوتها في أنفسها [5] ،وقد يكون الشيء موجودًا ولا يعلم دليل وجوده، وقد يكون له أكثر من دليل لكن هذه الأدلة غير معروفة و غير معلومة فعدم العلم بدليل إثبات وجود الشيء ليس دليلا على نفي وجوده , بل دليل على الجهل بدليل إثبات وجوده ، وما يجهله قوم قد يعلمه غيرهم .
    و إذا كان الكاتب لا يعلم سببا للتأثير النفقي فبدل من أن يقول التأثير النفقي لا أعلم له سبب أو التأثير النفقي بلا سبب معروف أو بلا سبب معلوم حتى الآن جزم بأن التأثير النفقي ليس له سبب وكأن العلم بميكانيكا الكم قد وصل إلى منتهاه ومن ثم يغلق باب البحث في مسائل ميكانيكا الكم ،و هذا لا يقول به أحد إذ ما يعرفه العلم عن الأشياء أقل كثيرا مما يجهله ،وكم من أمور كان العلم لا يعرف سببها في الماضي ثم اكتشف مؤخرا سببها .

    و إن كان لا يمكن تفسير ظاهرة النفق الكمومي أو الاختراق النفقي أو التأثير النفقي Tunneling effect على أسس الميكانيكا الكلاسيكية لكن يمكن تفسيرها على أسس ميكانيكا الكم و ما تقرره ميكانيكا الكم من ازدواجية الموجة والجسيم فالأمواج يمكن أن تسلك كالجسيمات والجسيمات تظهر صفات موجية [6] ،و كما تنص فرضية دي برولي De Broglie hypothesis أن الجسيمات المتحركة تتمتع بخواص ازدواجية[7] فالإليكترون ذو طبيعة مزدوجة بمعنى أنه جسيم مادى له خواص موجية فيمكن أن يتصرف في بعض الأحيان كموجة ويمكن أن يتصرف في البعض الآخر كجسيم .

    وظاهرة الاختراق ظاهرة من ظواهر الموجات ،وبسبب الطبيعة المزدوجة للإليكترون فإنه يمكن أن يخترق حاجز الجهد potential energy barrier دون أن يكتسب طاقة إضافية تجعله يخترقه أي أن التأثير النفقي للإليكترون سببه طبيعته المزدوجة Dual nature of electron ،وحمله خصائص موجية .

    أيها الأخوة : إن عبور الإلكترون حاجز الجهد ليس معضلة ولم يكسر أي مسلمة طبيعية؛ باختصار فإن سلوك الإلكترون كان موجيا عند التجربة لطبيعته المزدوجة فالتأثير النفقي ناتج من الخواص الموجية للجسيمات .


    [1] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 171
    [2] - مدخل جديد إلى الفلسفة للدكتور عبد الرحمن بدوي ص 156
    [3] - منهاج السنة النبوية لابن تيمية 2/151
    [4] - موقف ابن تيمية من الأشاعرة لعبد الرحمن صالح المحمود ص 245
    [5] - الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق لسليمان بن سحمان ص 331
    [6] - الكيمياء العامة: المفاهيم الأساسية لريموند تشانغ ص 218
    [7] - أساسيات ميكانيكا الكم أ.د. إبراهيم محمود أحمد ناصر د. عفاف السيد عبد الهادي ص 35
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  5. #110
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي


    والغريب أن الكاتب قد ذكر سبب ظاهرة النفق فقال : (فمع أن الإلكترون موضوع فوق الحاجز، فهناك احتمال صغير أن يصبح الإلكترون في الطرف الآخر من الحاجز دون أي سبب على الإطلاق، والسبب الوحيد هو العشوائية التي تعيش فيها الجسيمات الأولية والتي هي نتيجة للطبيعة الموجية للجسيمات الذرية، أي أن الإلكترون يعبر الحاجز وكأن الحاجز غير موجود ) .

    و لعل القارئ قد رأي تناقض الكاتب فبعد أن قال بعدم وجود سبب على الإطلاق لهذه الظاهرة قال : (والسبب الوحيد هو العشوائية التي تعيش فيها الجسيمات الأولية والتي هي نتيجة للطبيعة الموجية للجسيمات الذرية ) فكيف يدعي بعدم وجود سبب ثم يقول : ( و السبب الوحيد هو العشوائية التي تعيش فيها الجسيمات الأولية ، و التي هي نتيجة للطبيعة الموجية للجسيمات الذرية ) ؟!!!! .
    و لعل القارئ قد لاحظ مدى اللامنطقية التي عند الكاتب فقد انتقل من زعمه بعدم وجود سبب لظاهرة التأثر النفقي إلى القول باحتمالية أن ينشأ الكون بلا سبب فكيف سوغ لنفسه قياس سبب نشوء شيء بانتقال شيء من موضع إلى موضع ؟!! أي كيف سوغ لنفسه قياس سبب نشوء الكون بسبب انتقال إليكترون من موضع إلى موضع ؟!!

    و كيف يقيس سبب ظهور شيء لم يكن له وجود ثم أصبح له وجود بسبب شيء موجود لكنه انتقل من مكان إلى مكان ؟!!! أضف إلى ذلك أن ما ينطبق على العالم الميكرسكوبي ليس بالضرورة ينطبق على العالم الماكروسكوبي ،وما ينطبق على مكونات الشيء قد لا ينطبق على الشيء نفسه .

    ودعوى الكاتب أن الكون يمكن أن يكون ناشئا من العدم بلا سبب دعوى باطلة فالعدم ليس بشيء حتى يخلق ،و إن كان يقصد بالعدم الفضاء الفارغ فالفضاء الفارغ مكان جُرِد من الإشعاعات والجزيئات والجسيمات والمادة ،و ليس عدما وهو جزء من أجزاء الكون فكيف يأتي لجزء من أجزاء الكون ويدعي أن الكون نشأ منه ؟!!!!!!!!!!.

    وإذا كان العلماء قد استطاعوا ملاحظة الكثير من الظواهر العجيبة في العالم تحت الذري وتمكنوا من تفسيرها ،و هذه الظواهر تقبل التفسير و هي مطردة و متكررة فهذا ينفي الصدفة والعشوائية ،و يدل دلالة واضحة على وجود واضع و منشئ ومسنن لها ؟ فمن الذي سن هذه الظواهر لهذا العالم الصغير ؟!!

    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  6. #111
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا أو هنا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  7. #112
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي الإجابة على سؤال ملحد:هل الخالق خاضع للزمن؟

    الإجابة على سؤال ملحد:هل الخالق خاضع للزمن؟






    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .


    و في هذا المقال سنتناول- إن شاء الله وقدر - شبهة لأحد الملاحدة العرب،و هذه الشبهة صاغها في شكل سؤال ،وهذا السؤال هو هل الخالق خاضع للزمن؟

    يقول الملحد صاحب السؤال: "مبدأ السببية هو علاقة بين السبب والنتيجة أو السبب والحدث وهذا المبدأ يحتاج للتسلسل فالسبب دائماً يسبق النتيجة، وليس العكس، وهنا سنكون بحاجة لعامل الزمن ليلعب دور التسلسل الزمني، وهنا سنكون في وجه سؤال صادم بالنسبة للمؤمن. السؤال هو هل الخالق خاضع للزمن؟ .. وإذا كان الخالق خاضعا لزمن فمن أين جاء الزمن؟ .. إذا كان الخالق نفسه يعتمد ويحتاج الزمن في عملية الخلق؟ "

    وكلام الملحد يحوي حقا و باطلا ،و الباطل الذي يحويه ينم عن الجهل بحقيقة الزمان ،ومن المعلوم أن أي حدث يقع فلابد له من زمان ومكان يقع فيهما، فلا يتصور حدث بدون زمان و لا مكان،و أي حدث يحدثه محدِث يصح السؤال عن زمن حدوثه بمتى ويصح السؤال عن مكان حدوثه بأين،و أي حدث من الأحداث بغض النظر عن فاعله فلابد أن يحدث في زمن معين ومكان معين ،و لا شكّ فِي أَن الله تَعَالَى إِذا خلق شيئا فَإِنَّمَا يخلقه فِي زمَان وَمَكَان.

    و العقل يدرك انطباق الزمان والمكان بل والوجود على جميع الموجودات سواء أكان الموجود موجودا بذاته وهو الله وحده أو موجودا بغيره وهو كل ما سوى الله عز وجل، فما دامت في الوجود ذات ، لزم أن تكون هذه المعاني الذهنية البديهية صحيحة في حق تلك الذات .


    واشتراك جميع الموجودات في مطلق الوصف بالوجود والزمان والمكان لا يستلزم الاشتراك في حقيقة هذا الوصف بالنسبة إلى كل واحد منهم فالصفة تليق بالموصوف ،وكما أن لله ذاتا لا تشبه ذوات المخلوقين ، فكذلك صفاته وأفعاله لا تشبه ذوات المخلوقين وأفعالهم ،والكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات وعليه فوجود الخالق ليس كوجود المخلوق ،والزمن الذي يصح أن يوصف به الخالق ليس كالزمن الذي يوصف به المخلوق ،والمكان الذي يصح أن يوصف به الخالق[1] ليس كالمكان الذي يوصف به المخلوق .

    و كما يقول ابن تيمية – رحمه الله - : ( القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معيناً مقيداً، وأن معنى اشتراك الموجودات في أمر من الأمور هو تشابهها من ذلك الوجه، وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا، وهذا لا أن الموجودات في الخارج يشارك أحدها الآخر في شيء موجود فيه بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله)[2].


    وفرق بين قولنا أن الله خلق الكون في زمان ومكان معين ،وبين القول بأن الله احتاج إلى الزمان والمكان لخلق الكون فالله - عز وجل - لا يحتاج إلى شيء .

    وقد اعتبر الملحد – هداه الله –أن المعاني المجردة التي تصف الموجودات كالزمان مثلا قوانين تخضع لها الموجودات ،والمعاني المجردة التي تصف الموجودات ليست قوانين تحكم الموجودات و ليست قوانين تخضع لها الموجودات .

    ولو قلت مثلا فلان حكيم فهل معنى هذا أن فلانا هذا يخضع للحكمة أم يوصف بالحكمة ؟!! ولو قلنا الكون جميل فهل معنى هذا أن الكون يخضع للجمال أم يوصف بالجمال ؟!! ولو قلت أن طالبا ذاكر في الساعة العاشرة مساء فهل معنى كلامي أن الطالب احتاج إلى الساعة العاشرة مساء كي يذاكر أم أن وقت المذاكرة كان في الساعة العاشرة مساء؟
    و لعل القارئ الكريم يستشعر من كلام هذا الملحد – هداه الله – أنه يريد أن يحصر السببية في الزمن ،و حصر السببية في الزمن لا دليل عليه فالسببية علاقة تربط بين السبب و النتيجة فحيثما وجدت نتيجة فلابد أن يكون لها سبب بغض النظر عن الزمن ،و لو جدت كرسيا ( نتيجة ) أجزم أن له صانع ( سبب ) سواء علمت وقت صناعته أم لم أعلم ،ولو وجدت كتابة في ورقة ( نتيجة ) أجزم أن لها كاتب( سبب ) سواء علمت وقت الكتابة أم لم أعلم ،ولو قلت : فلان حي ( نتيجة ) والدليل : أنه يتكلم ( سبب ) فأين عامل الزمن هنا ؟ ولو قلت : أمطرت السماء( نتيجة ) ،والدليل أن الأرض مبتلة بالماء ( سبب ) فأين عامل الزمن هنا ؟ ولو قلت : فلان مسلم ( نتيجة ) ،والدليل أنه يصلي صلاة المسلمين ( سبب )فأين عامل الزمن هنا ؟



    و الله عز وجل منزه عن الزمان المخلوق لا منزه عن مطلق الزمان ؛ لأن أي شيء لم يكن له وجود في الماضي و لا له وجود في الحاضر و لا له وجود في المستقبل فليس بموجود أصلا ، و ليس في إثبات الزمن في حقه– سبحانه وتعالى –أي نقص بأي وجه من الوجوه ،و مهما قدرنا من زمان في الماضي فالله هو الأول ليس قبله شيء و مهما قدرنا من زمان في المستقبل فالله هو الآخر ليس بعده شيء .



    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



    [1]- يعتقد المسلمون أن الله– عز وجل - فوق السماوات و فوق جميع خلقه بذاته و هو مع خلقه بعلمه و بصره وسمعه ، و معية الله لخلقه لا تنافي علوه ، وهذا ما عليه السلف الصالح و من سار على نهجهم .
    [2]- التدمرية لابن تيمية ص 128
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  8. #113
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا أو هنا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  9. #114
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي فساد زعم ملحد أن الخالق يحتاج إلى الزمان ليخلق الكون تعالى الله عما ي

    فساد زعم ملحد أن الخالق يحتاج إلى الزمان ليخلق الكون
    تعالى الله عما يقول الظالمون












    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .

    ومن المغالطات التي يدعيها الملاحدة زعم بعضهم أن الخالق يحتاج إلى الزمان ليخلق الكون يقول صاحب الزعم الباطل : "السبب هو حدث أو فعل يقتضي بتأثيره على حدث أو فِعل آخر، لذلك من البديهي أن يكونا، السبب و النتيجة، خاضعين لعلاقة زمنية مترابطة. و عليه، فالسبب الأول يشترط الوقت، و بالتالي لا يمكن أن يكون سبباً للزمن أيضاً. أي إذا كان الإله هو السبب الأوّل، فهو إذن ليس أعلى سلطةً، و إنما تعلوه الضرورة الزمنية و يصبح 'بحاجة' للزمن، الذي من جديد يبحث عن عِلّته! فمن يفترض وجود العِلّة، هو مطالب بالدليل، و هو مطالب بأن يثبت أن السببية تتوقف عنده فقط، لأن توقفها بحد ذاته هو ذلك التناقض بجوهره " ا.ه .

    و كلام الملحد – هداه الله – يحوي العديد من المغالطات منها أنه عرف السبب بأنه حدث أو فعل يقتضي بتأثيره على حدث أو فِعل آخر ،وهذا لا دليل عليه ،والسبب هو ما يترتب عليه مسبب عقلا أو واقعا فالمقدمات الصادقة سبب صدق النتيجة ،وبعض الظواهر الطبيعة سبب ظواهر أخرى ،وهذا هو المعنى العلمي السائد اليوم[1]، و يرادف السبب العلة إلا أنها قد تغايره، فيراد بالعلة المؤثر وبالسبب ما يفضي إلى الشيء في الجملة أو ما يكون باعثا عليه[2].


    ومن مغالطاته زعمه أن من البديهي أن يكون السبب والنتيجة خاضعين لعلاقة زمنية مترابطة أي حصر السببية في الزمن ،و هذا لا دليل عليه فالسببية علاقة تربط بين السبب و النتيجة فحيثما وجدت نتيجة فلابد أن يكون لها سبب بغض النظر عن الزمن ،ولو قلت : فلان حي ( نتيجة ) والدليل : أنه يتكلم ( سبب ) فأين عامل الزمن ،وأين الفاصل الزمني بين السبب والنتيجة هنا ؟ ولو قلت : أمطرت السماء( نتيجة ) ،والدليل أن الأرض مبتلة بالماء ( سبب ) فأين عامل الزمن ،وأين الفاصل الزمنيبين السبب والنتيجة هنا ؟ ولو قلت : فلان مسلم ( نتيجة ) ،والدليل أني رأيته يصلي صلاة المسلمين ( سبب )فأين عامل الزمن ،وأين الفاصل الزمني بين السبب والنتيجة هنا ؟

    ومن مغالطاته دعواه أن السبب الأول - يقصد الخالق - يشترط الوقت أي يحتاج إلى وقت و هذه دعوى بغير علم و بغير دليل و تخالف المستقر في الفطر السليمة أن الخالق له الكمال المطلق من كل الوجوه .

    وكيف علم الملحد أن الخالق يحتاج إلى الوقت ؟ هل على علم بكيفية ذات الخالق أو على علم بنظير لله فقاسه عليه أو على علم بخبر صادق عن الله فيه هذا الكلام ؟ ومن المعلوم أن لا أحد على علم بكيفية ذات الله ،ولا أحد على علم بنظير مساو لله بل لا يوجد نظير لله أصلا ولا أحد على علم بخبر صادق عن الله فيه بيان لكيفية أفعاله و بالتالي دعوى أن الخالق يحتاج لوقت ليفعل شيء من الأشياء دعوى باطلة لاشتمالها على تكييف أفعال الله – عز وجل - ،وتكييف أفعال الله لا سبيل لنا للعلم بها بأي حال من الأحوال.



    و كيف يزعم الملحد أن الخالق – عز وجل - يحتاج إلى زمن ليخلق الكون ،والله - عز وجل - لا يحتاج إلى شيء فهو القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره الغني عن كل ما سواه،وكل ما سواه محتاج إليه مفتقر إليه ؟!! .

    و الإنسان منا يحتاج لبعض الوقت كي ينجز فعل شيء من الأشياء لكن الخالق – عزوجل – إذا أراد فعل شيء ، فإنه يفعله وفق ما أراد في الوقت الذي أراده ،ولا يتأخر ذلك الشيء أبدا عن الوقت الذي أراده الله ،و لا يتقدم أبدا عن الوقت الذي أراده الله وهذا دليل القدرة التامة له سبحانه .


    وليس معنى أن الخالق – عز وجل – يفعل شيئا من الأشياء في زمن معين أنه محتاج لهذا الزمن كي يفعل هذا الشيء فالاحتياج و الافتقار إلى الغير من صفات المخلوقات ممكنة الوجود ،وهو محال في حق الخالق واجب الوجود بذاته .

    والموجود إما أن يكون موجودا بذاته مستغنيا بنفسه عن غيره ،وموجودا بغيره مفتقرا لغيره لإيجاده ،والكون الذي نعيش فيه لم يكن موجودا ثم وجد فهو محدَث مفتقر إلى من يحدثه ممكن الوجود يحتاج إلى من يرجح وجوده على عدم وجوده ،وهذا المرجح لابد أن يكون واجب الوجود بذاته وإلا لزم التسلسل في الفاعلين ،والتسلسل في الفاعلين باطل فتعين وجود خالق للكون واجب الوجود بذاته .

    والموجود إما أن يكون قديما ليس لوجوده بداية ،وإما أن يكون محدَثا لوجوده بداية و المحدَث يحتاج إلى من يحدثه و يفتقر إلى من يحدثه والكون الذي نعيش فيه لم يكن موجودا ثم وجد فهو محدَث مفتقر إلى من يحدثه ،والذي يحدِث الكون لابد أن يكون قديما ليس لوجوده بداية وإلا لزم التسلسل في الفاعلين ،والتسلسل في الفاعلين باطل فتعين وجود خالق للكون قديم ليس لوجوده بداية ،ومن هنا ندرك أن الحاجة والافتقار من صفات المخلوقات لا رب المخلوقات .

    و عند أهل العقول السليمة والفطر السليمة لا تقاس أفعال الخالق الموجود بذاته المستغني بنفسه عن غيره على أفعال المخلوقين المحتاجين المفتقرين إلى غيرهم قياس تمثيل .


    والملحد – هداه الله – قاس أفعال الخالق على أفعال المخلوقين قياس تمثيل ،وكأنه يريد أن يقول مادمنا نحن البشر تحدث أفعالنا في زمن و نحتاج لهذا الزمن كي نفعل أي فعل فكذلك الخالق وهذا غير مسلم ،ولو أبعد الملحد التمثيل وأثبت ما يختص به الخالق من صفات و أفعال لما أورد هذه الشبهة إذ لا يصح قياس أفعال وصفات الخالق على أفعال وصفات المخلوق قياس تمثيل للتباين بين الخالق والمخلوق في الذات والوجود، وهذا يستلزم التباين في الصفات، لأن صفة كل موصوف تليق به، فالمعاني والأوصاف تتقيد وتتميز بحسب ما تضاف إليه[3].

    ونشاهد في المخلوقات ما تشترك أسماؤه وصفاته في اللفظ وتتباين في الحقيقة، فللفيل جسم وقوة، وللبعوضة جسم وقوة، والتباين بين جسميهما وقوتيهما معلوم، فإذا جاز هذا التباين بين المخلوقات كان جوازه بين الخالق والمخلوق من باب أولى، بل التباين بين الخالق والمخلوق واجب، والتماثل ممتنع غاية الامتناع[4].

    والخالق والمخلوق لو تماثلا للزم اشتراكهما فيما يجب ويجوز ويمتنع، فيكون كل منهما واجبا ممكنا، قديما محدثا، غنيا فقيرا، وهو محال عقلا، لما يتضمنه من جمع بين النقيضين[5].

    و كيف سوغ لك عقلك أيها الملحد تطبيق أحد صفات المخلوقات - وهي الاحتياج إلى الزمن من أجل إحداث فعل- على رب المخلوقات ؟!!و لا يشفع لك عند العقلاء أنك لم تجد شيئا من المخلوقات في هذا الكون يحدث فعلا دون الحاجة إلى الزمن لأنك تتكلم عن رب المخلوقات لا أحد المخلوقات .

    ألا يعلم الملحد أن الزمان المرتبط بالكون قد وجد مع نشأة الكون ،وقبل نشأة الكون لم يكن هذا الزمان موجودا ،ومع ذلك قد خلق الله الكون وأوجده بعد أن لم يكن موجودا ،ولو كانت قوانين الكون تطبق على الخالق لما وجد الكون أصلا ؛ لأن أي حدث في الكون يحتاج إلى زمن ،والزمن الكوني قبل نشأة الكون لم يكن موجودا؟!!!.

    ألا يعلم الملحد أن العلم البشري لا يعرف ماذا كان قبل نشأة الكون و لا سبيل له لمعرفته فكيف يريد تطبيق القوانين التي تحكم الكون منذ نشأته - و التي تنطبق على الموجودات التي فيه – على موجود خارج الكون وكائن فوق الكون بل واضع للقوانين التي تحكم الكون ؟!! .

    والقول بوجود منشئ للكون و خالق للكون ليس من باب الفرضيات في شيء و لكنه من القطعيات اليقينيات البديهيات عند أصحاب العقول السليمة ،و العلم بوجود خالق للكون كالعلم بوجود كاتب للكتابة و بانٍ للبناء و مؤثر للأثر وفاعل للفعل ومحدث للحدث ،وهذه القضايا المعينة الجزئية لا يشك فيها أحد من العقلاء ولا يفتقر في العلم بها إلى دليل فهي واضحة ظاهرة ،والواضح لا يحتاج إلى توضيح، والظاهر لا يحتاج إلى استظهار .

    وقد يقول قائل لو كان وجود خالق للكون أمرا بديهيا لما أنكر وجوده أحد والجواب أن الإقرار بوجود خالق للكون إنما يكون بديهيا ضرورياَ في حق من سلم من المؤثرات الخارجية والشبه التي قد تجعله ينحرف عن الحق ، وقد يحتاج بعض الناس إلى ذكر الأدلة على وجود خالق للكون لوجود بعض الشبه لديهم أو لزيادة إيمانهم بوجود خالق .

    و ليس في إيقاف السببية عند خالق الكون تناقض صحيح يذكر إذ السؤال عن سبب وجود شيء يصح فيما كان الأصل فيه الحدوث و أنه لم يكن موجودا ثم أصبح موجودا بعد عدم والخالق قديم أزلي بلا بداية وليس حادثا بعد عدم ، والأصل في الخالق الوجود إذ لو كان الأصل فيه العدم لما أوجد الكون ؛ لأن فاقد الشيء الذي لا يملكه، ولا يملك سبباً لإعطائه لا يعطيه ، و إذا كان الأصل في الخالق الوجود فلا يصح أن نسأل عن سبب وجوده .

    ولو قلنا بأن كل خالق له من خلقه أي خالق الكون له من خلقه،ومن خلق خالق الكون له من خلقه ومن خلق خالق خالق الكون له من خلقه وهكذا إلى ما لا نهاية فهذا يستلزم أن لا خلق للكون ،وهذا باطل لوجود الكون فوجود الكون يستلزم عدم تسلسل الفاعلين إلى ما لانهاية ، إذ لا بد أن تصل سلسلة الفاعلين إلى علة غير معلولة ، و لا بد من سبب تنتهي إليه الأسباب وليس هناك أسباب لا تنتهي إلى شيء ، وإلا لم يكن هناك شيء أي أن التسلسل في الفاعلين ممنوع، بل لابد أن نصل إِلَى نهاية، وهذه النهاية في الفاعلين أو المؤثرين هي إِلَى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى .

    . هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



    [1]- المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بمصر ص 96
    [2]- المعجم الفلسفي لجميل صليبا 2/96
    [3] - تقريب التدمرية لابن عثيمين ص 22
    [4]- تقريب التدمرية لابن عثيمين ص 23
    [5]- حقيقة المثل الأعلى وآثاره لعيسى الغامدي ص 40
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  10. #115
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا أو هنا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  11. #116
    تاريخ التسجيل
    Jun 2016
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    82
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكرا دكتور على هذاالموضوع المميز

  12. #117
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

    مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية




    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل صحيح وادعاءات بلا مستند راجح ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .
    ومن المغالطات التي يدعيها الملاحدة إدعاء أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية أو أن مبدأ اللادقة يدحض السببية أو أن مبدأ اللايقين يدمر السببية أو أن مبدأ عدم التأكد يزعزع السببية أو أن مبدأ اللاتعيين ينفي السببية .

    يقول أحد الملاحدة : " يتمثل دحض السببية فيما يعرف بمبدأ الشك و اللاحتميه لهايزنبيرغ ، و الذي يضع حدود للدقة في تحديد موقع أي جسم متحرك و سرعته في نفس اللحظة الزمنية ، و بالتالي فلا يوجد سبب محدد لانتقال جسم من نقطة معينه إلى أخرى بل أن الحركة تتم بعشوائية تامة فيما يعرف بدالة شرودنجر الاحتمالية ، و قد تم إنشاء علم الكوانتم على يد مجموعة من نوابغ العقل البشري ابتداءا بنيلز بور و فيرنر هايزنبيرغ و ديفيد بوهم فيما يعرف بمدرسة كوبنهاجن و انتهاء بالعالم الفذ ريتشارد فاينمان " .

    و من الملاحدة من يدعي خطأ مفهوم السببية بسبب مبدأ هايزنبرج ،و منهم من يدعي أن فيزياء الكم قائمة على مبدأ الارتياب الذي يلغي السببية تماماً .

    و قبل بيان المغالطات التي يحويها إدعاء أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية يستحسن بنا معرفة ما هو مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج و معرفة ماهية العلاقة السببية و معرفة مبدأ السببية فالحكم على الشيء فرع تصوره .
    و مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج Heisenberg's uncertainty principle هو مبدأ مهم في ميكانيكا الكم صاغه فرنر هايزنبرج عام 1927 ميلاديا ،و ينص على أن من المستحيل رصد و تحديد موقع و كمية تحرك الإلكترون بدقة في آن واحد فكلما زادت الدقة في رصد كمية تحرك الإلكترون قلة الدقة في تحديد موقعه ،و كلما زادت الدقة في تحديد موقع الإلكترون قلة الدقة في تحديد كمية تحركه و لمبدأ عدم التأكد العديد من الأسماء فيسمى مبدأ اللادقة ومبدأ الريبة و مبدأ الشك ومبدأ الارتياب ومبدأ اللايقين ومبدأ اللاتحديد ومبدأ اللاتعيين ومبدأ اللاحتمية ومبدأ عدم الدقة .

    والسببية Causalityهي علاقة بين السبب و المسبَب[1] أي علاقة بين السبب و النتيجة ،ومبدأ السببية أحد مبادئ العقل فلكل ظاهرة سبب أو علة لوجودها ،وما من شيء حادث إلا كان لوجوده سبب يفسر وجوده [2] ،والعقل يدرك ذلك تلقائيا ،وبلا معونة الحس و التجربة كالتلازم والتلاحم بين وجود البناء ووجود الباني ،والجناية والجاني[3] .

    إن العقل يدرك مبدأ السببية القاضي بأن لكل حادثة سببا بصورة تلقائية دون دليل ودون مقدمات و لا يحتاج في تصوره أو تصديق به إلى اكتساب أو معرفة سابقة بل يؤمن به بمجرد تصوره دون روية وتأمل ودون معرفة سابقة ،ويشترك في هذا الإدراك جميع الناس العالم منهم والجاهل الكبير منهم والصغير .

    ومن يرى كتابة يعرف أن لها كاتب و لو كانت أول كتابة يراها في حياته ،و من يرى كرسي يعرف أن له صانع و لو كان أول كرسي يراه في حياته ،و من يرى لوحة فنية يعرف أن لها فنان ولو كانت أول لوحة فنية يراها في حياته ،و حتى الطفل الصغير إذا سمع صوتا انتبه إلي مكانه ليعرف سببه و إذا جاع طلب الطعام ليسد جوعته ،ومن هنا يتضح أن العقل يدرك بصورة فطرية وقبلية مستقلة عن الحس والتجربة أن لكل حادثة سببا [4] .


    [1] - المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بمصر ص 96 ،و المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/649
    [2] - انظر المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/649
    [3] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 169
    [4] - مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 171

    التعديل الأخير تم 01-13-2017 الساعة 01:33 AM
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  13. #118
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي تابع مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية

    وبعد معرفة مبدأ اللادقة و العلاقة السببية و مبدأ السببية نأتي لبيان المغالطات والأخطاء التي وقع فيها الملاحدة عندما ادعوا بأن مبدأ عدم التأكد لهايزنبرج يلغي السببية ،و من هذه المغالطات والأخطاء التشكيك في حقيقة مطلقة absolute truth مقطوع بصحتها و لا تحتمل الخطأ بحقيقة نسبية relative fact تحتمل الخطأ ،و نقبل بصحتها حاليا في ضوء الأدلة المتاحة الدالة على صدقها فمبدأ السببية من البديهيات والحقائق المطلقة الثابتة في كل عصر و مصر ،وفي المقابل مبدأ عدم التأكد مبدأ علمي ،و المبادئ العلمية Scientific Principles كغيرها من أشكال المعرفة العلمية ليست صحيحة صحة مطلقة ، فقد يتم تغييرها أو تعديلها في ضوء المستجدات ،ومن ثم فإنها ليست حقائق نهائية أو مطلقة بل نسبية .

    وقد أخطأ الملاحدة وتناقضوا عندما استدلوا على بطلان مبدأ السببية بمبدأ عدم التأكد فالدليل سبب للعلم بالشيء المستدل عليه ، و محاولة الاستدلال على رد مبدأ السببية تنطوي على الاعتراف بمبدأ السببية و تطبيقه ،و بعبارة أخرى لو كان مبدأ عدم التأكد يبطل السببية فقد أبطل الاستدلال به على بطلان السببية ،وإذا لم يكن مبطلا للسببية فلا حجة فيه على بطلان السببية .

    ويلزم من كلام الملاحدة لوازم باطلة كعدم صحة أي استدلال لأن الإثبات والدليل عامل مهم من عوامل قبول النتائج، وإذا لم يرتبط الإثبات بالنتائج ، فلا يؤدي الإثبات إلى نتيجة ،ومن اللوازم الباطلة أيضا انهيار العلوم فجميع العلوم الكونية مبنية على السببية و لذلك لا يمكن للعلوم الاستغناء عن السببية ، و بسقوط السببية تنهار جميع العلوم وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم .

    وكلام الملاحدة مخالف للواقع إذ لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما تمكن العلماء من تفسير الظواهر الكونية ، و لو لم تكن السببية موجودة في الواقع لما تمكن الأطباء من علاج الأمراض و الوقاية منها .

    و مبدأ عدم التأكد لا يدل على نفي السببية بل يدل على استحالة تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته في آن واحد تحديدًا دقيقًا أي الإنسان لا يمكنه قياس موقع الإلكترون وكمية حركته في آن واحد بدقة متناهية ذات عدم تأكد ضئيل أي الإنسان لا يمكنه قياس كل شيء بدقة 100% ،وفرق بين دقة نتيجة القياس و صحة نتيجة القياس فكل قياس نتيجته دقيقة لابد أن يكون صحيحا لكن ليس كل قياس نتيجته صحيحة يكون دقيقا .

    وعدم القدرة على تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته بدقة في نفس الوقت يؤدي إلى عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل ،و عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل قود مذهب الحتمية الصارمة الذي كان سائدا عند علماء الغرب خاصة في القرن التاسع عشر الميلادي قبل ظهور ميكانيكا الكم .

    و حسب القائلين بالحتمية الصارمة أو الحتمية الميكانيكية فإن التغيرات التي تحدث في العالم عند أي لحظة تعتمد على فقط على حالة العالم عند تلك اللحظة ،والحالة تحدد بمواضع وسرعات الجسيمات فتغيرات المواضع تحددها السرعات و تغيرات السرعات تحددها القوى ،والقوى بدورها محددة بالمواضع .

    فإن أمكننا أن نعرف حالة العالم عند أي لحظة فمن الممكن من حيث المبدأ أن نحسب بأدق التفاصيل السلوك والمعدل الذي سوف تتغير به هذه الحالة فإذا عرفنا هذا يمكننا أن نحسب الحالة في اللحظة التالية ثم نعتمد على ذلك كمرحلة انتقالية فنحسب الحالة في لحظة بعدها وهكذا بغير حدود[1] .

    إن مذهب الحتمية determinism يعتقد بأن كل ما يقع في الكون من أحداث بما في ذلك الظواهر النفسية والأفعال الإنسانية نتيجة ضرورية تترتب على ما سبق من الأحداث فالعالم في نظر القائلين بالحتمية عبارة عن مجموعة عضوية ترتبط أجزاؤها فيما بينها كأجزاء آلة دقيقة، ولهذا فأنهم يرونه نظاماً مغلقاً يؤذن حاضره بمستقبله ، وتخضع سائر أجزائه لقوانين مطردة صارمة. ومعنى هذا أن العالم دائرة مقفلة يتصل بعضها ببعض اتصالاً علياً بحتاً بحيث يكون في استطاعتنا – باستقصاء الظواهر الحاضرة – أن نتنبأ بما سيحدث من الظواهر تنبؤاً يقيناً مطلقاً وهذا هو ما عناه لابلاس بعبارته المشهورة : " إن في وسعنا أن ننظر إلى الحالة الحاضرة للكون على أنها نتيجة للماضي وعلة للمستقبل " [2]

    وفي الحتمية لا يمكن حدوث أشياء خارج منطق قوانين الطبيعة... وبالتالي لا مجال لحوادث عشوائية غير محددة سلفا ، ويعترف الحتميون بأنه ربما يصعب على الإنسان أحيانا معرفة النتيجة مسبقا نتيجة عدم قدرته تحديد الشروط البدئية للتجربة أو عدم امتلاكه للصياغة الدقيقة للقانون الطبيعي لكن هذا القانون موجود والنتيجة محددة سلفا[3] .

    ويكفي للقارئ الكريم أن يعرف أن الحتمية تقوم على إمكان التنبؤ بالأحداث الكونية نظراً لوجود تعاقب حتمي مطرد بين الظواهر الطبيعية ...أما ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ تعني ﺇمكانية ﺍﻟﺘﻨﺒﺅ باﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒلة للعالم الطبيعي بالاستناد إلى الحالة الحاضرة [4].


    [1] - الفيزياء والفلسفة لجيمس جينز ترجمة جعفر رجب ص 150-151
    [2] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 100
    [3] - المعجم الفلسفي للدكتور مصطفى حسيبة ص 178
    [4] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 101
    التعديل الأخير تم 01-13-2017 الساعة 01:37 AM
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  14. #119
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي تابع مغالطات أكذوبة أن مبدأ هايزنبرج يلغي السببية


    ولعل القارئ الكريم أدرك من خلال قراءته لمبدأ عدم التأكد أن التنبؤ الدقيق مستحيل في مستوى العنصر الذري ؛ لأن اللاتعيين الذي أظهرتنا عليه الفيزياء الجديدة لا بد أن يفضى بنا إلى قوانين احتمالية[1] ،ولم يعد باستطاعة الفيزيائيين أن يعطوا توصيفاً حتمياً للأحداث الذرية بل تنبؤات احتمالية ،وفي هذا كسر للغرور العلمي ،ورد مفحم على من يدعي أن المعرفة البشرية قادرة على التنبؤ الدقيق بمصير الكون من الذرة إلى المجرة فما أوتي البشر من العلم إلا القليل .

    ولعل القارئ الكريم أدرك اللامنطقية عند الملاحدة هداهم الله عندما أدعوا بأن مبدأ عدم التأكد يلغي السببية فما دخل تحديد موقع الإلكترون وكمية حركته بدقة في نفس الوقت بالسببية ؟!! و ما دخل التنبؤ الدقيق بسلوك الإلكترون في المستقبل بالسببية ؟!!!!!

    والملاحدة هداهم الله قد خلطوا بين السببية و الحتمية الصارمة المطلقة المتطرفة ،والسببية معناها أن أي نتيجة لها سبب لكن الحتمية الصارمة أو الحتمية المتطرفة معناها أن نفس السبب يؤدي حتما إلى نفس النتيجة ، ولا يمكن أن تتخلف هذه النتيجة ولو تكرر السبب آلاف المرات أي السبب المعين يؤدي حتما إلى نتيجة معينة لا يمكن أن تتخلف ولا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة مختلفة ولو تكرر السبب آلاف المرات ،ولذلك فالحتمية المتطرفة مخالفة لجميع الشرائع السماوية و مخالفة للواقع ومخالفة للعلم .

    و دعني أعطيك أمثلة من الواقع فأنت تعلم أن المذاكرة بجد سبب للنجاح لكن هناك من ذاكروا بجد و لم ينجحوا ،وتعلم أن حمل المرأة سببه وطء الرجل زوجته لكن كم من رجل وطء امرأته ولم يحدث حمل ،وتعلم أن الأكل سبب للشبع لكن هناك من يأكل و لا يشبع ،وتعلم أن شرب الماء سبب للارتواء لكن هناك من يشرب الماء ولا يرتوي ،وتعلم أن أخذ الدواء المعين سبب للشفاء من المرض المعين لكن هناك من يتناول الدواء المناسب لعلاج مرضه ولا يشفى .

    وها هو مبدأ عدم التأكد يرفض الحتمية المتطرفة و التي ترفضها الشرائع السماوية فأصبح هذا المبدأ يرفض ما رفضته تعاليم الشرائع السماوية .

    ويكفي أن يعلم القارئ الكريم أن السبب وإن كان صحيحاً وتاماً في نظرنا فليس من المحتم أن يستوجب مسببه أو نتيجته فقد توجد موانع تؤدي إلى تخلف النتيجة .

    قال ابن تيمية – رحمه الله - : ( ومجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب؛ فإن المطر إذا نزل وبذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات بل لا بد من ريح مربية بإذن الله ولا بد من صرف الانتفاء عنه؛ فلا بد من تمام الشروط وزوال الموانع وكل ذلك بقضاء الله وقدره وكذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال الماء في الفرج بل كم من أنزل ولم يولد له؛ بل لا بد من أن الله شاء خلقه فتحبل المرأة وتربيه في الرحم وسائر ما يتم به خلقه من الشروط وزوال الموانع )[2].

    وليعلم القارئ الكريم أن نقض الحتمية الصارمة لا يستلزم نقض السببية ،و أن لكل حدث محدِث أو لكل فعل فاعل بل غاية ما في الأمر عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بسلوك الجسيمات في العالم الذري وتحت الذري في المستقبل ،ولا نخلط بين السببية و التنبؤ بالنتيجة الناشئة عن السبب ،و لا نخلط بين سبب الظاهرة الطبيعية والتنبؤ بنتيجة الظاهرة و بعبارة أخرى لا نخلط بين الجزم بوجود فاعل للحدث و بين توقع وقوع الحدث على نحو معين .

    والخطأ الذي وقع فيه الملاحدة أنهم خلطوا بين السببية والتنبؤ بالنتيجة الناشئة عن السبب فقرروا أن مادام التنبؤ احتمالي فالسببية احتمالية ،و لا يخفي على كل ذي عقل أن كون الذي يذاكر ينجح أو لا ينجح لا يمنع ذلك من القول بأن النجاح سببه المذاكرة ،وكون لقاء الرجل بزوجته قد ينتج عنه حمل وقد لا ينتج لا يمنع ذلك من القول بأن حمل المرأة سببه لقاء الرجل بزوجته ،وكون انتقال عدوى ميكروبية إلى شخص قد يمرضه و قد لا يمرضه لا يمنع ذلك من القول أن المرض المعدي سببه انتقال العدوي الميكروبية إلى الشخص المريض .

    وليعلم القارئ أن احتمال أن يوجد هذا الحدث أو ذاك لا يمنع من وجود فاعل للحدث .

    وكون الإلكترون وجد بعد أن لم يكن موجودا فلابد أن يكون له موجِد حسب مبدأ السببية ،وكون الإلكترون محكوم بقوانين ،وإن كانت حسب معطيات العلم الحديث قوانين احتمالية فلابد أن يكون لهذه القوانين مقنن ومسنن حسب مبدأ السببية .

    هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات


    [1] - مشكلة الحرية للدكتور زكريا إبراهيم ص 104 -105
    [2] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/70
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  15. #120
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا أو هنا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء